ينظم غدا الجمعة المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج فعاليات ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثاني في مدينة إسطنبول التركية، وتستمر أعماله على مدى يومين، ويأتي العدوان المستمر على قطاع غزة على رأس القضايا التي يناقشها المؤتمر وما يتعلق بها من تحديات أمام إنجاز المشروع الوطني الفلسطيني.

والمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج تأسس في 25 فبراير/شباط 2017 في مدينة إسطنبول، عبر تجمع حاشد يزيد على 6 آلاف فلسطيني حول العالم، بهدف تفعيل دور الفلسطينيين بالخارج في المشاركة السياسية وتفعيل دورهم في صناعة القرار الوطني.

الأهمية

وفي مقابلة خاصة مع الجزيرة نت، قال هشام أبو محفوظ نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج إن المؤتمر الثاني يكتسب أهميته بعد مرور نحو 9 أشهر على العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وكذلك الحاجة إلى تعزيز صمود أهلنا داخل فلسطين.

وأضاف أبو محفوظ أن أهمية المؤتمر تأتي أيضا من القضايا المطروحة على جدول فعالياته، مثل:

الوضع الفلسطيني في الداخل واستمرار المعركة وتأثيرها على الشعب الفلسطيني وعلى العالم أجمع. الحراك الجماهيري المنتشر حول العالم (ضد) الاحتلال وما يقوم به من قتل وإبادة في حق الشعب الفلسطيني. تعزيز الموقف الدولي ووقوفه إلى جانب الرواية الفلسطينية الحقيقية.

وتحدث كذلك عن أن عدد الحضور وانتماءاتهم يمثلان أهمية كبيرة للمؤتمر "فنحن نحرص على دعوة عدد من الشخصيات الوطنية الفلسطينية سواء على مستوى قيادة العمل الجماهيري أو الفصائلي أو المؤسسات الفلسطينية، من أجل أن يكون هذا الحوار متسعا ويحوي كل الطيف الفلسطيني، وذلك بحضور ما يقارب 200 شخصية من المؤثرين سياسيا واجتماعيا وجماهيريا وإعلاميا".

أوراق العمل

وتناقش جلسات المؤتمر -الذي ينعقد يومي 28 و29 يونيو/حزيران الجاري جملة من المحاور، ومنها:

البيئة السياسية المرافقة لطوفان الأقصى محليا وإقليميا ودوليا. التحديات والفرص التي فرضتها معركة طوفان الأقصى وحرب الإبادة على غزة. المشروع الوطني الفلسطيني من حيث التحديات وكيفية الإنجاز. التضامن الشعبي عالميا مع غزة وما يحدث فيها.

وقال نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي إن "القضايا التي يطرحها المؤتمر تصب بتفاصيلها حول استثمار الجهود التضامنية العالمية ضد المشروع الصهيوني والاشتباك معه في الخارج ومقاومة الاحتلال، وكذلك الاستجابة للحراك الطلابي وما يمكن أن نقدم له حتى لا يكون مجرد تفاعل محدود".

وأضاف المتحدث أنه "يجب البناء على روايتنا الفلسطينية التي تبناها الحراك الجماهيري وأصبح شعار فلسطين من البحر إلى النهر ينادي به حتى الغربي، وعلينا أن نرصد هذا الحراك وكيف نحافظ عليه وندعمه ونستثمره ونطوره".

المخرجات وحرب غزة

وفي ما يتعلق بالتوصيات والمخرجات التي يهدف المؤتمر إلى الوصول إليها، قال أبو محفوظ إننا حريصون على تطوير الدور الذي يقوم به الفلسطينيون في الخارج، ونتقدم خطوة على الحراك الجماهيري بالشارع نحو السعي لإيجاد تحالف شعبي يعزز هذا الحراك.

وأضاف أن الحاضرين في المؤتمر يهدفون أيضا -من خلال هذا الحوار- إلى إيجاد إطار يمثل الكل الفلسطيني بمختلف شخصياته وفصائله من أجل إعادة ترتيب البيت الفلسطيني.

وختم نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج تصريحاته للجزيرة نت بأن المؤتمر "يوجه رسالة لأهلنا في غزة والضفة والمعتقلين في السجون بأننا معهم، ونعزز صمودهم أمام المعاناة التي يعانونها، وأن هذا الملتقى يهدف تعزيز الترابط الوطني وتعزيز خط المقاومة من أجل تحرير كامل الأرض الفلسطينية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

ماذا يعني سعي بريطانيا لرفع ردعها التسليحي؟ وما تداعيات ذلك؟

يثير التوجه البريطاني نحو تحديث منظومة الردع النووي تساؤلات بشأن دلالاته العسكرية والسياسية في مرحلة تبدو فيها القارة الأوروبية أمام تحولات إستراتيجية ضاغطة، ولا سيما مع تضعضع الثقة الأوروبية بالمظلة الأميركية وتفاقم التهديد الروسي.

ويبدو أن لندن تسعى إلى ترميم الفجوة التي خلّفها انسحابها من الاتحاد الأوروبي عبر تثبيت حضورها العسكري في سياق أوروبي قلق، وبناء تحالفات مستدامة تعزز مكانتها داخل الناتو دون الارتهان المطلق لقيادة واشنطن.

ونقلت صحيفة "تايمز" عن مصادر تأكيدها أن بريطانيا دخلت في محادثات مع الولايات المتحدة لشراء مقاتلات قادرة على حمل رؤوس نووية تكتيكية، في خطوة وصفت بأنها الأوسع نطاقا في تطوير منظومة الردع البريطانية منذ الحرب الباردة.

وبحسب الصحيفة، فإن هذا التوجه يندرج في إطار مراجعة إستراتيجية شاملة أطلقتها الحكومة البريطانية بهدف تعزيز جاهزية البلاد في مواجهة ما تعتبره تهديدا متعاظما من جانب روسيا، في ظل استمرار الحرب بأوكرانيا.

إعادة تموضع

ووصف الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا هذا التحرك بأنه يمثل إعادة تموضع ضمن بيئة دولية متقلبة، مشيرا إلى أن أوروبا خضعت لصدمة كبرى منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، وأضحت ساحة اختبار لأنواع جديدة من التهديدات والأسلحة.

إعلان

وأشار حنا خلال مشاركته في برنامج "ما وراء الخبر" إلى أن التوازن الردعي في القارة بات مهددا، خصوصا مع امتلاك روسيا قرابة ألفي رأس نووي تكتيكي مقابل 200 فقط لدى الولايات المتحدة، مؤكدا أن السلاح التكتيكي لم يعد هامشيا، بل بات أداة مركزية في العقيدة الدفاعية الجديدة.

وأوضح أن السلاح النووي التكتيكي يختلف من حيث المدى والقدرة التدميرية، لكنه يظل بالغ الخطورة، إذ إن أصغر هذه القنابل يعادل في طاقته التدميرية أضعاف عدة لما دمرت به هيروشيما، مما يضاعف تعقيد المشهد الأمني.

ويضيف حنا أن بريطانيا تفتقر إلى "ثالوث الردع" الذي يجمع بين القدرات الجوية والبحرية والبرية لإطلاق السلاح النووي، وهو ما يجعل صفقة الطائرات خطوة لتعويض هذا القصور، ولا سيما أن المنظومة البريطانية الحالية تعتمد فقط على الغواصات.

تراجع هيكلي

بدوره، يرى الدكتور حسني عبيدي أن التحرك البريطاني ينطوي على محاولة لاستعادة المكانة العسكرية التقليدية لبريطانيا، في وقت تعاني فيه القوة العسكرية البريطانية من تراجع هيكلي شمل البحرية وسلاح الجو، بحسب تقارير رسمية متكررة.

وأشار عبيدي في حديثه لـ"ما وراء الخبر" إلى أن بريطانيا تسعى من خلال هذه الصفقة إلى تحقيق أكثر من هدف، أبرزها توطيد العلاقة الإستراتيجية مع واشنطن، وتعزيز الجاهزية الدفاعية أمام أي تغير محتمل في الموقف الأميركي في حال فوز دونالد ترامب مجددا في الانتخابات.

واعتبر أن استيراد مقاتلات "إف-35" المتطورة -التي تشارك بريطانيا في تصنيعها- يمثل ردا تقنيا مباشرا على مراجعات أمنية دعت إلى تحديث الترسانة العسكرية البريطانية بما يتناسب مع تحولات المشهد الأوروبي والدولي.

ورغم هذا التوجه البريطاني فإن العميد حنا يرى أن أوروبا -ومن ضمنها بريطانيا- لا تزال تعاني من فجوة جاهزية خطيرة، مشيرا إلى أن الأسلحة التقليدية لا تزال عماد المعارك، وأن نقص الذخائر بات أزمة عامة كشفها الصراع في أوكرانيا.

إعلان التحديات الديمغرافية

وأضاف حنا أن الدول الأوروبية تدرك الآن أن الاعتماد الكلي على المظلة النووية الأميركية لم يعد خيارا مضمونا، وأن على هذه الدول إعادة ترتيب موازناتها وتعزيز صناعاتها الدفاعية ومعالجة التحديات الديمغرافية المرتبطة بنقص التجنيد.

أما الدكتور عبيدي فيرى أن السياق الأوروبي الأوسع يشير إلى سباق تسلح غير معلن، إذ رفعت ألمانيا بالفعل مخصصاتها الدفاعية، في حين تعمل دول أخرى على تعزيز قدراتها، وإن بقيت فرنسا أكثر تحفظا في هذا المسار حتى الآن.

وأوضح أن أوروبا تشهد اليوم "انتكاسة دفاعية" بعدما فشلت محاولات خلق مظلة أوروبية مستقلة، الأمر الذي أدى إلى مزيد من الارتهان للولايات المتحدة، في وقت تُظهر فيه واشنطن إشارات مستمرة تدعو الأوروبيين إلى تحمّل مسؤولياتهم الأمنية.

ويضيف عبيدي أن الإشكالية الأعمق تكمن في أن الردع النووي بحد ذاته لا يعني بالضرورة الرغبة في استخدام السلاح، بل توجيه رسالة إستراتيجية إلى الخصم، لافتا إلى أن الردع كان ولا يزال صمام أمان لعدم الانزلاق نحو حروب شاملة.

حرب تقليدية

ويؤكد العميد حنا أن روسيا تدرك هذه المعادلة، لكنها في الوقت ذاته تستخدم خطابها النووي غطاء لحربها التقليدية، محذرا من أن أي تغيير في موازين القوى سيستدعي إعادة رسم للعقائد العسكرية داخل الناتو وخارجه.

وفي ضوء هذه المعطيات، يذهب عبيدي إلى أن التوجهات الحالية قد تقلل فرص التوصل إلى حلول دبلوماسية، إذ تؤدي إلى تصاعد انعدام الثقة، وتفرض أعباء اقتصادية ضخمة قد تؤثر على أولويات الشعوب، وتغذي صعود التيارات المتطرفة.

ومع استمرار الانقسام في التصورات الدفاعية داخل أوروبا تبدو الحرب في أوكرانيا مرشحة لمزيد من التصعيد، في وقت تحذر فيه تقارير إستراتيجية من اتساع الصراع خارج أوكرانيا ليطال البنى التحتية الحيوية كما لوحت بذلك بريطانيا مؤخرا.

إعلان

وفي ظل هذه الظروف يخلص حنا إلى أن أوروبا رغم خطواتها التصعيدية لا تزال عاجزة عن بناء عقيدة ردع موحدة، وهو ما يجعلها في موقع هش رهينة لتحولات السياسة الأميركية من جهة، ولاحتمالات التهور الروسي من جهة أخرى.

مقالات مشابهة

  • ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين من حجاج دولة فلسطين: الاستضافة أعظم الأعمال وأجلها التي تقدمها المملكة للشعب الفلسطيني
  • فلسطينيو العراق.. عشرون عاماً يحرمون من آداء فريضة الحج
  • تحذيرات إسرائيلية من تداعيات مواصلة الحرب في غزة.. تُفيد حماس
  • بيان استنكار صادر عن الحراك الشعبي لدعم المحكمة الاتحادية ورفض اتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبد الله
  • العراق يعقد مؤتمراً في جنيف لإعادة عوائل مخيم الهول في سوريا إلى بلدانهم
  • فضيحة فساد تهز بلدية بيوك شكمجة بإسطنبول
  • المؤتمر الوطني للحقوق والحريات بتونس.. مبادرة واعدة أم فرصة مهدورة؟
  • عرض مشروع قانون تسوية الميزانية لسنة 2022 أمام نواب المجلس الشعبي الوطني
  • ماذا يعني سعي بريطانيا لرفع ردعها التسليحي؟ وما تداعيات ذلك؟
  • الكرخ يفوز على الشرطة ويضرب موعداً مع الحشد الشعبي بدوري كرة اليد