الحصانات الدبلوماسية الشخصية – مشاكلها
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
بقلم: هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية)ــ أوضحت في المقال السابق المقصود بهذه الحصانات، والأساس القانوني لها، وأسبابها، وانتهينا إلى أن هذه الحصانات تُعطى للمبعوث الدبلوماسي أو طاقم البعثة الدبلوماسية في الدولة التي يعمل بها بغرض تسهيل مهام عمله وحمايته.
ولكن لما كانت هذه الحصانة لا تُعطى لملائكة وإنما تُعطى لبشر، تنطبق عليهم القاعدة البشرية العامة وهي وجود الصالح والطالح، فترتب على وجود هذه الحصانات استغلالها من قبل بعض الدبلوماسيين والانحراف بها عن غايتها وسببها التي وجدت لأجله.
الواقعة الأولى: هي قضية قتل سفير بورما في سريلانكا لزوجته.
وتتلخص وقائع القضية في أنه وصل لعلم السفير أن زوجته لها علاقات غير مشروعة خارج نطاق الزوجية، وأثناء عودتها من أحد الملاهي الليلية في سريلانكا، قام زوجها بإطلاق النار عليها أمام المنزل وقتلها، ولأنه كانت ديانتهم البوذية، فقام السفير باستدعاء بعض من رجال الدين البوذي وقامو بحرق جثتها.
ولأن إطلاق النار علي الزوجة تم أمام الجيران، فقد تداول الأمر بين الناس، ووصل الأمر لعلم سلطات الأمن في سريلانكا، وحينذاك طلبوا من السفير أن يعطيهم (رماد الجثة) كي يكشفوا عن سبب الوفاة، و يسمح لهم بدخول السفارة للتفتيش وإجراء التحقيق فرفض السفير ذلك، فقامت قوات الأمن السريلانكية بالقبض عليه ووضعه في السجن، وبعد أن أرسلت دولة السفير وفدا للتفاوض مع حكومة سيرلانكا، قامت الأخيرة بإطلاق سراحه عملًا باتفاقية فيينا.
الواقعة الثانية: قضية قتل سفير دولة زائير في فرنسا لفتاة فرنسية.
وتتلخص القضية في أن سفير دولة زائير في فرنسا، أثناء قيادته لسيارته بسرعة، قام بدهس بنت فرنسية، توفيت أثر هذا الحادث. وهنا طلبت الحكومة الفرنسية من حكومة دولة زائير سحب الحصانة من هذا السفير كي تتمكن من محاكمته، وهو بالفعل ما تم، حيث سحبت حكومة زائير الحصانة من هذا السفير، وتم تقديمه للمحاكمة أمام السلطات الفرنسية.
فهنا كما الملاحظ أنه في حالة ارتكاب أحد الأفراد الدبلوماسيين في الدولة التي يعملون بها أي من الجرائم –هو أو أسرته حيث أن عائلته أيضًا الذين معه يتمتعون أيضا بحصانات وامتيازات- فكل ما تملكه الدولة إما إعلان بأنه شخص غير مرغوب فيه وبالتالي إبعاده من الدولة، أو الطلب من دولته سحبه أو أن تطلب من دولته رفع الحصانة عنه والسماح بإخضاعة للمحاكمة في الدولة التي يعمل بها .هذا فيما يتعلق بالشق الجنائي.
وهذا كله فيما يتعلق بالحصانة الدبلوماسية المتعلقة بشخص الدبلوماسي، ولكن الحصانة الدبلوماسية ليست هذه وفقط ولكن توجد أيضًا الحصانة الخاصة بالحقيبة الدبلوماسية، والحصانة الخاصة بمبنى السفارة ومنزل السفير، والتوضيح بشأنهما والمشاكل أيضًا التي تترتب عليهما، أوضحها في المقالين القادمين إن شاء الله.
يسعدني التواصل وإبداء الرأي.
Tags: الحصانة الدبلوماسية
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الحصانة الدبلوماسية
إقرأ أيضاً:
مكتب شؤون حجاج دولة الإمارات يعزز الخدمات الوعظية والإفتائية استعداداً لبدء مناسك الحج
أعلن مكتب شؤون حجاج دولة الإمارات عن رفع مستوى الخدمات الوعظية و الإفتائية استعداداً لبدء مناسك الحج، ضمن خطة شاملة تهدف إلى تعزيز التوعية الدينية وتقديم الدعم الشرعي اللازم لحجاج الدولة.
وأوضح المكتب أن لجنة الوعظ والإفتاء التابعة له خصصت أكثر من 40 واعظاً وواعظة لمرافقة حملات الحج الإماراتية، بحيث يرافق كل حملة على الأقل واعظ مؤهل، إلى جانب مجموعة من الواعظات والمفتيات المتخصصات لتقديم الإرشاد والتوعية الشرعية للنساء، بما يراعي احتياجاتهن ويوفر لهن الإجابة على استفساراتهن الخاصة وتتضمن الخدمات توفير أربع خطوط ساخنة مباشرة مخصصة للإجابة على أسئلة الحجاج، لضمان سرعة الاستجابة وتقديم الفتوى الشرعية في الوقت المناسب.
وهي كالتالي:
00966536475610
00966535864386
00966535247483
والرقم 00966506781418 مخصص للنساء
كما أعد المكتب خطة وعظية موحدة للكادر الميداني تشمل المحاضرات، والجلسات الإفتائية، والندوات التوعوية، التي تُقدم بشكل مباشر للحجاج أو تُبث عبر نظام "البث الموحد" في مخيمات المشاعر المقدسة، بهدف ضمان وصول الرسائل التوعوية لجميع الحجاج في الوقت والمكان المناسبين.
وفي إطار التحول الرقمي، تم تحويل العديد من خدمات التوعية إلى منصات إلكترونية تفاعلية لضمان وصولها إلى الحجاج في أي وقت ومكان. كما وُزعت حقيبة حجاج الإمارات التي تحتوي على مراجع دينية وعلمية متكاملة، تعزز من وعي الحاج وتثقيفه في مختلف مراحل أداء المناسك.
ويواصل مكتب شؤون حجاج الدولة جهوده في تطوير خدماته الميدانية والتوعوية بما يحقق أعلى مستويات الراحة والدعم الديني لحجاج دولة الإمارات، ويواكب رؤية الدولة في تقديم خدمات حج متكاملة وعصرية.