عزيزتي صمود، نصفك يراقص الجنجويد
تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT
عزيزتي صمود، نصفك يراقص الجنجويد:
كم أفتقدك. أما بعد. موقفك في الصورة أدناه واضح، ولك كل الحق في تبني ما ترينه من آراء سياسية – وافقك الناس أم خالفوك. لكن ليس من حقك، يا عزيزتي، أن تتنصلي من التبعات المنطقية لموقفك ثم تدَّعي عكسها. لنكن صريحين:
موقفك يعني بوضوح أن أولويتك ليست إيقاف الحرب “بأي ثمن”، بل القضاء على المؤتمر الوطني الذي تزعمين أنه يسيطر على الجيش ويُدير الحرب.
لا يجوز لكِ التلون بين صورة “الحمامة” واتهام الآخرين بالدموية – خاصةً حين يكون موقفك مطابقًا لموقف من تُهاجمينهم! والأدهى أنكِ تتجرئين على اتهام من لا يعترضون مبدئيا علي حلول سلمية – وإن اختلفوا معك في التفاصيل – بأنهم “دعاة حرب”. أليس هذا تناقضًا صارخًا؟
أنتِ أولى بلقب “بلابسة الحرب” ممن تهاجمينهم:
ترفضين التفاوض مع من تقولين إنه يتحكم بالجيش (أي المؤتمر الوطني)، بينماينضم نصفك “القحتي” لحكومة الجنجويد رسميًا وعمليًا – وهي قواتٌ عصابة ثبت ارتكابها جرائم حرب، وتطهيرًا عرقيًا، وعنفًا جنسيًا ممنهجًا. إن لم يكن نصفك الذي تجنجو دعاة حرب فان المصطلح لا معني له.
فكيف تصفين مثقفين لا يحملون سلاحًا بـ”الدمويين”، بينما تصمتين عن شريكك الذي يتعاون مع أسوأ جلادي الشعب؟ إن كان هذا ليس نفاقًا، فما هو؟
اتهاماتك المُبطَّنة بالخيانة تُفضح تناقضك:
تُهددين مُعارضيك الفكريين – الذين لم يحملوا سلاحًا قط – بالشكوى للخواجات، بينما يُشارك نصفك في القتال مع الجنجويد! أليس موقفك هذا هو الأقرب إلى “دعوة للحرب”؟. بل وتقولين أن نصفك المنضم للجنجويد زملاء تتفقين معهم في الغاية وان أختلفت الوسيلة. هل المشاركة مع ميليشيا أرتكبت مجازرا وجرائما ضد الإنسانية مجرد وسيلة حلال؟ هل تنفصم الغاية عن الوسيلة بهذه الدرجة؟
لو كنتِ حقًا “حمامة سلام”، لكان نقدك شملَ كل المُتحاربين، لا خصومك السياسيين فحسب.
ختامًا:
لا يُمكنكِ الهروب من حقيقة أن موقفك يُكافئ – بل ويتجاوز – مواقف من تُسمينهم “دعاة حرب”. فإن كنتِ جادةً في السلام، ابدئي بنقد نصفك الجنجويدي. واعترفي بأن هدفك ليس إنهاء الحرب، بل هزيمة المؤتمر الوطني، خصمك الذي أوشكت أن تدخلي معه في شراكة تحت غطاء إنتخابات ٢٠٢٠ لو لا أن فاجأتك الثورة التي نشلتيها بخفة يد ثورية تحسدين علي مهارتها.. أما أن تستمري في ادعاء السلمية وأنتِ تُشرعنين للجنجويد وتُهاجمين السلميين – فهذا لا يُخدش مصداقيتك فحسب، بل يطعن في ذكاء من يصدقون أكاذيبك الضحلة.
مع حبي – الذي تعرفين عمقه.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
تحالف "صمود" يستعد لإطلاق قافلة سفن مدنية نحو غزة
غزة - صفا يستعد تحالف "صمود" لإطلاق إحدى أكبر القوافل البحرية المدنية نحو قطاع غزة، بمشاركة زوارق من نحو 39 دولة، في تحرك مدني واسع يحمل طابعًا رمزيًا وإنسانيًا. ويهدف للتنديد بـ"صمت الحكومات" تجاه ما يحدث في غزة وللمطالبة بوقف الإبادة الجماعية وإدخال المساعدات إلى القطاع. وحسب موقع "الجزيرة نت"، يشارك ناشطون من الولايات المتحدة في الإعداد والتنسيق لإرسال زورقين يحملان العلم الأميركي، وينتظر أن يُبحرا من مواقع في البحر الأبيض المتوسط، ضمن التنسيق العالمي لقافلة "صمود". ويأمل المنظمون أن تكون هذه المشاركة الأميركية ذات رمزية تعبّر عن الغضب الشعبي الأميركي من دعم حكومتهم الرسمي لسياسات الحصار والإبادة الجماعية في غزة. ويأتي تحالف "صمود" -الذي ينسق على مستوى دولي لهذه الخطوة- بعد فشل "المسيرة العالمية إلى غزة" في يونيو/حزيران الماضي، وهي محاولة سابقة سعت للوصول إلى القطاع برّا عبر مصر، بمشاركة مئات الأشخاص من 80 دولة. ومنذ ذلك الحين تطورت الفكرة إلى تنظيم تحرك بحري واسع، يسعى لإطلاق أكبر قافلة مدنية من القوارب تجاه غزة تحمل ناشطين ومساعدات إنسانية. وأفاد المنظمون في الفرع الأميركي لتحالف "صمود" العالمي بأن عددًا من المشاركين حول العالم ينتمون لتحالف "أسطول الحرية" الذي قام بتنظيم كثير من سفن كسر الحصار في البحر الأبيض المتوسط منذ 2007. وأشار إلى أن الفرع الأميركي يستعد لإرسال قاربين مدنيين: الأول يقوده محاربون قدامى خدموا سابقًا في الجيش الأميركي، والثاني يضم نشطاء مدنيين وأكاديميين متضامنين مع القضية الفلسطينية. ويقول منظمو الحملة إن هذا التقسيم يحمل رمزية مزدوجة، فهو يعبّر من جهة عن رفض شخصي من داخل المؤسسة العسكرية الأميركية نفسها للسياسات التي تموّل الحرب، ومن أخرى عن امتداد شعبي مدني واسع النطاق لا يُختزل في جالية أو تيار واحد. وتجري حاليًا عملية اختيار المشاركين في القاربين بما يشمل طاقما فنيا يقود السفينة، إلى جانب البحث عن شخصيات وأسماء معروفة، يأمل المنظمون أن توفر حماية رمزية للسفن من أي اعتداء محتمل من القوات الإسرائيلية. وقال المنسق الفلسطيني الأميركي للحراك في واشنطن هيثم عرفات: إن "المبادرة امتداد رمزي لسفن سابقة -مثل مادلين وحنظلة- وتستند إلى تحرك شعبي لا مركزي". وأضاف "للجزيرة نت" أن المبادرة "تعبر عن فقدان الثقة التام في الحكومات، وتُعد ردًا على صمت الأنظمة تجاه الإبادة الجماعية في غزة، ولذلك لا بد من تحرك مدني مباشر، بهدف إنساني بحت: وقف الإبادة وإيصال المساعدات". ويشكّل الفلسطينيون الأميركيون المشاركون في القافلة صوتا مركزيا بهذا التحرك، ليس فقط بسبب انتمائهم السياسي، بل لما يحملونه من قصص شخصية مرتبطة مباشرة بما يجري في غزة. وقال الكاتب والناشط الفلسطيني الأميركي المقيم بمدينة سياتل، طارق رؤوف، إن مشاركته بهذه المبادرة تأتي بعد فقدانه 44 فردًا من عائلته في القطاع خلال العامين الماضيين، كان آخرهم قريبته التي استُشهدت قبل أسابيع في أثناء محاولتها الحصول على كيس دقيق من إحدى نقاط توزيع المساعدات. وأضاف رؤوف "للجزيرة نت"، "لا يمكنني البقاء مكتوف اليدين، عليّ أن أفعل كل ما في وسعي لإحداث تغيير، وهذه القوارب ليست مجرد وسائل نقل، إنها رموز للصمود والعزيمة، ومهما كان مصيرها، ستظل تنطلق حتى ينال الفلسطينيون حريتهم". ومن ولاية نيفادا، قالت الناشطة والمنظمة الفلسطينية الأميركية لينا قدورة إنها انضمت للوفد الأميركي لقافلة "صمود"، لأن "الشعوب يجب أن تتحرك عندما تفشل الحكومات". وأشارت إلى أنها أمضت وقتًا في الضفة الغربية العام الماضي ضمن حركة التضامن الدولية، وشاركت في "المسيرة العالمية إلى غزة"، معتبرة أن هذه القافلة البحرية تمثل "الخطوة المنطقية التالية" في مسارها النضالي الشخصي. وتضيف "أنا فلسطينية أميركية وأعي تمامًا أن حكومتي متورطة بالكامل في تجويع مليوني إنسان، وسنُبحر من بلدان عديدة في العالم لنطالب بوقف التطهير العرقي الممنهج وإيصال المساعدات، لأن حكوماتنا ترفض أن تفعل ذلك". وتحمّل لينا المسؤولية أيضًا للأنظمة العربية قائلة: "آمل أن تنهض الشعوب، خاصة في الدول العربية المجاورة، ويطالبوا بإنهاء هذه الجرائم ونظام الفصل العنصري وبِحرية فلسطين". ويعوّل منظّمو أسطول "صمود" على الزخم الدولي المتصاعد في ظل استمرار المجازر في غزة، ويأملون أن تصل المشاركة إلى نحو 50 سفينة مدنية، تنطلق من موانئ مختلفة وتصل إلى سواحل غزة بشكل متزامن. ورغم التهديدات الإسرائيلية المتكررة بعدم السماح لأي قارب بالوصول إلى شواطئ غزة، فإن القائمين على الحملة يؤكدون أن هذه القوارب -حتى وإن تم اعتراضها- تحمل رسائل سياسية وإنسانية لا يمكن احتجازها. وكذلك يراهنون على الضغط الشعبي في الدول الغربية، وعلى تغطية إعلامية أوسع من تلك التي رافقت قوارب سابقة، خاصة بعد الاهتمام الدولي الذي أثارته سفينتا "حنظلة" و"مادلين".