ضريح زعيم الثورة البلشفية في روسيا ومؤسس دولة الاتحاد السوفياتي فلاديمير لينين، وهو أحد أكثر الأماكن جذبا للمواطنين الروس والسياح الأجانب في الساحة الحمراء. يقع بالقرب من جدار الكرملين الجنوبي في العاصمة موسكو، ويتمتع إلى جانب ذلك بأهمية تراثية وقيمة تاريخية كبيره لمؤيديه.

شكلت عملية تحنيط لينين بداية تقليد جديد بين الشيوعيين في بعض دول العالم، حيث جرى في أوقات لاحقة تحنيط جثث زعماء شيوعيين آخرين مثل ماو تسي تونغ، هوشي منه وكيم تشور إن وكيم سونغ إيل لتكون معروضة ويتمكن من رؤيتها الجميع.

بناء الضريح

تم تشييد الضريح في البداية على عجل باستخدام الخشب في 27 يناير/كانون الثاني 1924 لتخليد جثمان الزعيم الشيوعي الذي فارق الحياة في 21 من الشهر ذاته.

ولكي يتمكن الملايين من إلقاء نظرة الوداع عليه، حنط الأطباء الجثة في البداية لمدة 6 أيام، قبل أن تقرر لجنة الجنازة عدم دفنها، بل تحنيطها لأطول وقت ممكن والاحتفاظ بها في سرداب، قبل أن يتم تغيير الضريح بآخر أكثر متانة في العام نفسه، وفي عام 1930 بعد تم بناؤه بحجر الغرانيت.

في البداية كانت قاعة الضريح ضيقة ويزدحم فيها الزوار، ولا تسمح بزيارات تليق بالزعيم الشيوعي، فضلا عن أن ذلك يرفع درجة الحرارة في المكان ويهدد سلامة الجثة المحنطة.

فلاديمير لينين زعيم الثورة البلشفية ومؤسس الاتحاد السوفياتي (مواقع التواصل الاجتماعي)

وبعد فترة تم إغلاق المبنى للإصلاح، وأدخلت عليه تحسينات تضمنت تركيب تابوت زجاجي مزود بنظام تبريد وبتقنيات حديثة تم جلبها من ألمانيا للحفاظ على جسم لينين لعقود.

بعد ذلك بفترة قصيرة أجريت على الضريح تعديلات كبيرة تضمنت نقل قطعة ضخمة من حجر اللابرادوريت تزن 60 طنا من أوكرانيا لتركيبها على واجهة المبنى.

هذا الحجر، الذي تم اختياره بعد الأضرار التي لحقت بالهيكل الأول للضريح، استغرقت رحلة توصيله فقط من المحجر إلى محطة السكة الحديدية ثمانية أيام، استخدمت خلالها جرارات وعربات ضخمة، قبل أن يُنقل بالقطار إلى روسيا.

عند وصوله إلى موسكو، تم نقله إلى الساحة الحمراء ومعالجته وتركيبه على واجهة الضريح، أما التابوت فتم تثبيته على قاعدة ثقيلة تزن 20 طنا وضعت على طبقة من الرمال لتقليل تأثير الاهتزازات، بما في ذلك حتى عندما تتحرك المركبات المدرعة التي تمر عادة على بعد أمتار من الضريح عند إقامة العروض العسكرية.

جدل حول فكرة التحنيط

وقد برزت فكرة تحنيط الزعيم الشيوعي قبل وفاته، وتحديدا عام 1923 بعد تدهور صحته بشكل حاد، وعندها بدأت القيادة السوفياتية بالتفكير في مصير رفاته، وفي اجتماع شارك فيه جوزيف ستالين وشخصيات حزبية أخرى تمت مناقشة مقترح للحفاظ على جسد لينين عن طريق التحنيط في حالة الوفاة.

لكن شخصيات أخرى بارزة في الحزب انتقدت بشدة فكرة الحفاظ على جثة لينين، ورأت في ذلك تمجيدا للرفات وطقسا من طقوس الكنيسة، التي لم يكن لينين، في رأيهم، ليوافق عليها.

الزعيمان السوفياتيان فلاديمير لينين (يسار) وجوزيف ستالين (شترستوك)

ومع ذلك، في اليوم التالي لوفاة لينين، خضع جسده لإجراءات التحنيط باستخدام مواد كيميائية مختلفة بما في ذلك الفورمالديهايد والغليسرين.

وقبل عملية التحنيط تمت إزالة جميع الأحشاء والتبرع بالدماغ لأغراض البحث، أما القلب (حسب بعض المعلومات) فمحفوظ في الكرملين، ومن غير المعروف أين ذهبت بقية الأعضاء.

ويوجد مختبر متخصص لمتابعة التغيرات على جسد لينين ويراقب العلماء باستمرار درجة الحرارة والرطوبة فيه، وكذلك تغيرات الأنسجة مع اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على سلامته.

أجواء الضريح وشروط زيارته

يسود الضريح جو بارد نظرا لتثبيت الحرارة على درجة محددة للحفاظ على الجسد المحنط، إضافة إلى إضاءة خافتة محسوبة بعناية فائقة.

يدخل الزوار إلى الداخل ويمرون بصمت ودون توقف أمام جسد لينين في وسط القاعة، وهو يرقد في تابوت زجاجي ببدلة سوداء وقميص أبيض وربطة عنق سوداء، وجميعها، لاعتبارات أمنية، مضادة للرصاص.

يلزم الرجال بنزع قبعاتهم عند دخول الضريح، كما يحظر التقاط الصور والفيديو في الداخل ويمنع إدخال أي أجهزة للتصوير.

في مدخل الضريح أجهزة متطورة لكشف المعادن، وعند كل مترين أو ثلاثة يقف حراس أمن بزي عسكري، في إجراء احتياطي إضافي جاء بعد عدة محاولات "لتدنيس" جسد الزعيم الشيوعي، الذي تبلغ تكلفة الحفاظ عليه حوالي 200 ألف دولار سنويا، حسب مصادر رسمية.

تمثال لينين في شبه جزيرة القرم (الجزيرة)

ويفتح الضريح للزوار ثلاث ساعات فقط أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس والسبت، ولهذا السبب هناك دائما طابور طويل أمامه.

على عكس الأماكن التاريخية الشهيرة الأخرى في العاصمة الروسية، فإنه رغم أن المواد التي شيد منها الضريح مكلفة للغاية لكن زيارته مجانية.

تراث عالمي

في أوائل تسعينيات القرن العشرين اعترفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بضريح لينين إلى جانب قبور الشخصيات السياسية والعامة البارزة المجاورة للكرملين، كجزء من التراث العالمي.

وتعتقد نسبة من المواطنين الروس أنه يجب إخراج جثة لينين من الضريح ودفنها في مقبرة، بينما يعتقد آخرون أنه يجب تركه في الساحة الحمراء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات للحفاظ على

إقرأ أيضاً:

الشرقية تكثف حملات ضبط التكاتك المخالفة للحفاظ على راحة المواطنين

أكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية حرص المحافظة المستمر على إعادة الانضباط والهدوء لشوارع المدن، من خلال تكثيف الحملات التفتيشية لضبط التكاتك المخالفة لخطوط السير المخصصة لها، والحفاظ على سلامة المواطنين وتوفير بيئة هادئة بعيدة عن الضوضاء والتلوث الصوتي الناتج عن استخدام آلات صوت مرتفعة مزعجة.

 وأشار المحافظ إلى أن المحافظة لن تتهاون في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد المخالفين، حرصًا على راحة المواطنين وسلامة المرور.

وأوضح المحافظ أن التكاتك تعد وسيلة نقل مهمة، لكنها يجب أن تعمل ضمن إطار منضبط وقوانين واضحة لضمان استمرارية الخدمة دون التأثير على حركة المرور أو إزعاج السكان.

 كما شدد على ضرورة التزام سائقي التكاتك بالمسارات المحددة لهم، والعمل على احترام القوانين المرورية، وذلك ضمن خطة شاملة للمحافظة تهدف إلى تنظيم وسائل النقل غير التقليدية ومراقبة أدائها على أرض الواقع.

وفي هذا السياق، قامت إدارة مرور الشرقية بتشكيل فرق ميدانية متخصصة لرصد التكاتك المخالفة، والتأكد من التزام السائقين بالمسارات الرسمية.

 وأسفرت الحملات الأخيرة عن ضبط عدد من التكاتك المخالفة والتحفظ عليها، مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه المخالفين.

 كما أكدت إدارة المرور أن الحملات ستستمر بشكل مفاجئ ومنتظم، لضمان عدم عودة أي تجاوزات، وتحقيق أعلى مستوى من الانضباط المروري، بما يعزز الأمان ويحد من المخاطر على الطرق.

وأوضحت الأجهزة التنفيذية أن هذه الحملات تأتي ضمن خطة متكاملة لتعزيز انضباط المرور في المدن الشرقية، حيث يتم التنسيق بين مديرية المرور والوحدات المحلية والأجهزة الأمنية لضمان فعالية الحملات وتحقيق الهدف الأساسي وهو حماية حقوق المواطنين والحفاظ على النظام العام. 

كما تهدف الحملات إلى توعية السائقين بأهمية الالتزام بالقوانين، وتقديم النصائح والإرشادات التي تساعدهم على تحسين مستوى الخدمة وتحقيق الانضباط العام.

وأكدت المحافظة أن مراقبة التكاتك ليست الهدف منها مجرد التحفظ على المركبات، بل تهدف أيضًا إلى تنظيم العمل وتحسين أداء وسائل النقل، بما يسهم في تحسين جودة حياة المواطنين وتقليل الحوادث الناتجة عن عدم الالتزام بخطوط السير. 

وتأتي هذه الجهود في إطار سياسة شاملة تهدف إلى تحقيق الانضباط في الشارع الشرقاوي، وتوفير بيئة مناسبة للتنقل بأمان، مع الحد من الإزعاج الناتج عن التلوث الصوتي.

وشدد المحافظ على استمرار الحملات بشكل دوري ومستمر، مع مراعاة حقوق المواطنين والسائقين على حد سواء، وتأكيد أن المحافظة ستظل ملتزمة بخلق بيئة آمنة ومنظمة تعكس حرصها على راحة السكان ورفع مستوى جودة الخدمات المقدمة لهم.

مقالات مشابهة

  • كيفية تخزين البطاطا الحلوة للحفاظ على جودتها أطول فترة ممكنة ????
  • بالدليل العلمي.. أحمد كريمة يحسم الجدل حول ضريح السيدة زينب في القاهرة
  • تاون جاس توضح إرشادات هامة للحفاظ على سلامة المواطنين
  • الشرقية تكثف حملات ضبط التكاتك المخالفة للحفاظ على راحة المواطنين
  • أيهما أفضل الزي الشرعي الخمار أم النقاب؟ أمين الفتوى يجيب
  • أيهما الزي الشرعي الخمار أم النقاب؟.. أمين الفتوى يجيب
  • ندوة بكلية إعلام عين شمس للحفاظ على الوطن من موجات التغريب
  • أوميجا 3 صديقة القلب والدماغ .. احرص عليها للحفاظ على صحتك
  • نقابة أطباء الأسنان العراقيين تطالب برفع معدلات القبول للحفاظ على الرصانة العلمية (وثيقة)
  • خطوات بسيطة للحفاظ علي الهيكل الخارجي للسيارة ؟