RT Arabic:
2025-06-28@03:32:59 GMT

هل من مبرر؟.. وميض مفاجئ وصوت لم تسمعه أذن من قبل

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

هل من مبرر؟.. وميض مفاجئ وصوت لم تسمعه أذن من قبل

صباح ذلك اليوم، ظهرت فوق مدينة هيروشيما اليابانية، قاذفتا قنابل أمريكيتان من طراز "بي – 29"، وعلى متن إحداهما قنبلة "الطفل الصغير" النووية".

إقرأ المزيد الحق بإلقاء "بعض القنابل النووية"

من ارتفاع 9 كيلو مترات، فتح تجويف أسفل القاذفة الأمريكية، وأسقطت القنبلة النووية بالمظلة الساعة 8:15، وحين وصلت إلى ارتفاع 600 متر من الأرض، وقع انفجار "وحشي"، وانبعث وميض هائل، وخرج الفطر النووي وامتد في السماء، فيما انتشر الخراب الرهيب على الأرض.

كانت المدينة حينها تعيش حياتها العادية بعد أن تم إبلاغ الأهالي بأن الخروج إلى الشوارع آمن، وحين انفجرت القنبلة النووية الأمريكية الأولى في التاريخ البشري، تبخر الآلاف من سكان هيروشيما على الفور من دون أن يتركوا أي أثر، فيما سيعلق في ذاكرة الناجين مشهد وميض هائل، يليه صوت لم تسمعه أذن إنسان من قبل.

سارعت قاذفتا القنابل بعد إلقاء الحمولة "النووية" إلى الابتعاد عن مركز الزلزال الرهيب، وراقب طاقم القاذفة التي أسقطت "الولد الصغير" ما فعلوه بهيروشيما.

كتب في سجله، أحد الطيارين ويدعى الكابتن روبرت لويس قائلا: "في البداية لم يكن أحد يعرف ما سيحدث. كان الوميض فظيعا.. لا شك في أن هذا هو أقوى انفجار شهده الإنسان على الإطلاق. يا إلهي، ماذا فعلنا!"، ثم قال في وقت لاحق في وصف المشهد: "كنا رأينا المدينة بوضوح قبل دقيقتين، الآن لم نر المدينة على الإطلاق".

شاهد يدعى غويتشي أوشيما، كان الوحيد الذي نجا ممن كان في دائرة نصف قطرها 100 ياردة من مركز الانفجار في هيروشيما، وصف بعد عشر سنوات ما رآه قائلا: "وميض مفاجئ، انفجار يتحدى الوصف، ثم غرق كل شيء في الظلام. حين عدت إلى الوعي، هيروشيما التي أعرفها كانت في حالة خراب".

الطيارون الأمريكيون بقيت عيونهم معلقة على الفطر النووي في الأفق، وكانت هيروشيما في الأسفل تحترق. ماتت جميع الكائنات الحية داخل دائرة نصف قطرها كيلومترين من موقع الانفجار على الفور، فيما لف النار والدخان والغبار المدينة طوال اليوم.

 كان يعيش بالمدينة صباح ذلك اليوم 343 ألف شخص، وبحلول منتصف الليل قتل أكثر من 78 ألفا من هؤلاء المدنيين الأبرياء، وأصيب أكثر من 51 ألفا أو فقدوا، كما دمر الانفجار والحرائق الناجمة عنه 48 ألف مبنى من أصل 76 ألفا، وألحق أضرارا بـ 22 ألفا أخرى، وترك 176 ألف من سكان هيروشيما بدون سقف فوق رؤوسهم.

عواقب ذلك القصف النووي كانت مرعبة، استمر الضحايا في السقوط من الإشعاع حتى نهاية العام، وكان الكثيرون يتمنون الموت وهم يعانون آلاما وحشية. في المحصلة قتل في هيروشيما حوالي 165 ألف شخص، بما في ذلك أولئك الذين قضوا نحبهم بتبعات الأمراض والحروق قبل نهاية عام 1945.

هاري ترومان، الرئيس الأمريكي الذي كان تولى منصبه قبل 4 أشهر فقط، كان في ذلك الوقت على متن الطراد "أوغوستا". هرع بعد أن علم بنجاح "الغارة النووية" الأولى، إلى قاعة الطعام في السفينة الحربية الأمريكية وأبلغ الحاضرين بصوت مليء بالإثارة قائلا: "لقد أسقطنا للتو قنبلة على اليابان، تتجاوز طاقتها 20000 طن من معادل مادة تي إن تي. لقد كان نجاحا مذهلا".

ترومان كان تحدث عن اتخاذ القرار بإلقاء القنبلة النووية على هيروشيما بقوله: "كان الأمر متروكا لي لاتخاذ القرار النهائي بشأن وقت ومكان استخدام القنبلة.. اعتبرت القنبلة الذرية وسيلة حرب ولم أشك أبدا في الحاجة إلى استخدامها".

بعد ثلاثة أيام،  فتح الأمريكيون مرة أخرى أبواب الجحيم النووي في 9 أغسطس، وارتفع " الفطر النووي " فوق مدينة ناغازاكي بعد أن أسقطت قاذفة قنابل من طراز "بي -29"  قنبلة "الرجل السمين" النووية.

في ناغازاكي قتل حوالي 140 ألف شخص، بما في ذلك أولئك الذين فقدوا حياتهم من مضاعفات الإشعاع في غضون 5 سنوات بعد الانفجار.

بعد شهر واحد فقط من القصف النووي، زار وفد من السفارة السوفيتية هيروشيما وناغازاكي، ورصد الدمار الهائل في المدينتين، كما نقل عن امرأة مسنة قولها إن الأمر كان "خطيرا للغاية في أول 5 إلى 10 ايام، حتى أن الأشخاص الذين أتوا لتقديم المساعدة ماتوا هم أيضا. حتى الأسماك نفقت في الماء على عمق ضحل".

جرى التسويق لأسطورة الضرورة العسكرية لاستخدام الأسلحة الذرية في أغسطس 1945 في الولايات المتحدة والعالم وحتى في اليابان في النصف الثاني من القرن 20 وأوائل القرن 21. تلك الحجة الواهية ادعت أن اليابانيين ما كانوا ليستسلموا لولا القنابل النووية، ولكان انهاء الحرب تطلب غزوا بريا للجزر اليابانية، ما يعني تعريض حياة الآلاف من العسكريين الأمريكيين للخطر!

في عام 1945، لم يكن أحد يعتقد أن القنابل النووية هي التي أجبرت اليابانيين على الاستسلام. لم تكن هناك عمليا أي مؤسسات عسكرية في هيروشيما ولا في ناغازاكي التي لم يكن يوجد بها سوى خمسمائة عسكري أيضا، فيما جميع الضحايا تقريبا من المدنيين.

بعد الغارتين النوويتين، واصل المسؤولون اليابانيون التمسك بشعار "مائة مليون سيموتون كشخص واحد". وترى وجهة نظر أن اليابانيين لم يكونوا على استعداد للاستسلام بعد القصف الوحشي لعشرات مدنهم بالقنابل التقليدية، والتي أودت بحياة ما يصل إلى 120 ألف شخص في طوكيو في صيف عام 1945 وحده)، وكانوا مستعدين  لتحمل حتى القنابل النووية.

رئيس الوزراء الياباني وقتها كانتارو سوزوكي أقر بأن اليابانيين "تعرضوا لصدمة كبيرة من انفجار القنبلة النووية"، لكن هذا في حد ذاته لا يعني النهاية بالنسبة لهم، مضيفا في نفس الوقت أن "دخول الاتحاد السوفيتي الحرب يضعنا أخيرا في وضع ميؤوس منه ويجعل من المستحيل مواصلة الحرب".

هذا الرأي كان أعرب عنه حتى رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل بقوله: "سيكون من الخطأ الاعتقاد بأن مصير اليابان قد تقرر بقنبلة ذرية".

أما الأدميرال ويليام هارينجتون ليهي الذي كان ضد قرار ترومان بقصف اليابان بالنووي، فقد قال: "كان شعوري أننا عندما أصبحنا أول من استخدم (الأسلحة الذرية)، قبلنا المعايير الأخلاقية للبرابرة في العصور الوسطى. لم أتعلم شن الحروب بهذه الطريقة، ولا يمكن كسب الحروب بتدمير النساء والأطفال".

روبرت أوبنهايمر، الذي عمل على صنع القنبلة الذرية أنبه ضميره هو الآخر، وقد أبلغ الرئيس ترومان بعد إلقاء قنبلتي هيروشيما وناغازاكي بأنه "يشعر بالدماء على يديه"، وسمع من الرئيس الأمريكي ردا يقول: "لا بأس، سهل إزالة ذلك بالماء".

الغارتان النوويتان على مدينتي هيروشيما وناغازاكي هما بلا شك جريمة حرب لا مبرر ولا هدف لهما، إلا إظهار القوة الغاشمة وإخافة الجميع في ذلك الوقت بهذا السلاح الفتاك. ما حدث في أغسطس عام 1945 لا يمكن أن يوضع إلا في أحلك صفحات التاريخ وأكثرها فظاعة ووحشية.

المصدر:RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أرشيف الاسلحة النووية الحرب العالمية الثانية هيروشيما القنبلة النوویة ألف شخص فی ذلک

إقرأ أيضاً:

هآرتس عن جنود إسرائيليين: مراكز المساعدات في غزة تُعامل كأهداف عسكرية دون مبرر

هآرتس تنشر شهادات جنود إسرائيليين تُظهر استخدام القوة المفرطة ضد مدنيين فلسطينيين غير مسلحين قرب مراكز المساعدات، في ظل أزمة إنسانية خانقة تشهدها غزة وتُحذر منها الأونروا. اعلان

كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية نقلاً عن ضباط وجنود إسرائيليين أن قادة في الجيش أصدروا أوامر بإطلاق النار لإبعاد الفلسطينيين عن مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، رغم أن هؤلاء المواطنين لم يكونوا مسلحين ولم يشكلوا أي تهديد مباشر.

وأشارت الصحيفة إلى شهادات جنود تحدثوا عن استخدام الأسلحة الثقيلة بكثافة خلال محاولات تفريق الجموع المدنية التي تتدفق نحو قوافل المساعدات الغذائية نتيجة الوضع الإنساني الكارثي، مؤكدين أن هذه المواقع باتت تشبه "ساحات قتال"، حيث يُطلق النار على طالبي المساعدات كما لو كانوا قوة هجومية.

وقال أحد الجنود إن القوات الإسرائيلية لا تعتمد على وسائل تقليدية أو غير قاتلة لتفريق الحشود، بل تستخدم كل أنواع الأسلحة الثقيلة، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.

غارات وقصف مدفعي يستهدف مناطق متفرقة في القطاع

وفي اليوم الـ102 من الحرب، واصل الجيش الإسرائيلي عمليات تدمير واسعة للمباني السكنية في مناطق متفرقة من القطاع، بما في ذلك شرق مدينة غزة وجباليا وشمال وجنوب خان يونس.

وقالت مصادر فلسطينية إن القصف المدفعي استهدف بشكل متكرر المناطق الشرقية لمدينة خان يونس خلال الساعات الماضية

وأفاد مستشفى العودة بأن ضحايا مدنيين سقطوا جراء استهداف مجموعة من المواطنين كانوا ينتظرون توزيع مساعدات إنسانية في منطقة وادي غزة، فيما أشار مصدر طبي في مستشفى ناصر إلى أن قصفاً إسرائيلياً استهدف خيمة للاجئين في المواصي شمال غرب خان يونس، مما أدى إلى سقوط وفيات وإصابات بين المدنيين.

الوضع الإنساني يتدهور

من جانبها، أوضحت مسؤولة الإعلام في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إيناس حمدان، أن نحو 5 آلاف طفل في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية الحاد بسبب النقص الحاد في المساعدات الإنسانية. وأكدت الأونروا في بيان سابق أن الحصار المفروض على القطاع يمنع وصول الاحتياجات الأساسية إلى السكان.

بدورها، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون أي عراقيل، وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية.

Relatedقتلى وجرحى ودمار واسع خلفته غارة إسرائيلية على مخيم الشاطئ بغزةبعد أشهر من الحرمان.. أكياس الدقيق تعود إلى غزة والأمهات ينتزعن ما يسدّ رمق أطفالهنّغزة.. شهادات ناجين من طوابير الموت أمام مراكز المساعدات في غزةحدث صعب في خان يونس

في غضون ذلك، شهدت مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، تصعيداً أمنياً حاداً بعد ورود تقارير عن كمين جديد استهدف قوات إسرائيلية تعمل في المنطقة.

وأفادت المصادر الإسرائيلية بإجلاء عدد من الجنود المصابين نتيجة الحادث الذي وصفته بـ"الصعب"، دون الكشف عن تفاصيل دقيقة حول طبيعة الحدث أو عدد المصابين.

وذكر موقع "حدشوت حموت" أن الاشتباك تطور إلى مواجهة ميدانية معقدة، حيث دخلت طائرات حربية إلى الموقع لدعم عمليات القوة الهندسية العاملة هناك.

وأشار إلى محاولات متكررة لإدخال مروحيات عسكرية لإخلاء الجنود الجرحى، في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها الميدان.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • السلاح النووي الأيديولوجي.. من بوذا المبتسم إلى القنبلة المهدوية
  • هآرتس عن جنود إسرائيليين: مراكز المساعدات في غزة تُعامل كأهداف عسكرية دون مبرر
  • إيران.. الطريق الوعر إلى القنبلة
  • مستحيل المسافة أكثر من 2200 كيلو.. رئيس هيئة المحطات النووية السابق يكشف هل تتعرض مصر للإشعاع النووي
  • ترمب في قمة الناتو: قضينا على التهديد النووي الإيراني والضربة تشبه هيروشيما
  • لافروف: الهجوم الإسرائيلي على إيران لم يكن مبررًا
  • ترامب يُشبه ضربات إيران باستخدام النووي في هيروشيما وناغازاكي
  • ترامب: إيران لن تتمكن من تخصيب اليورانيوم أو تصنيع القنبلة النووية
  • طارق سلام:عدن تعيش حالة عبث غير مبرر
  • بوليتيكو: استهداف منشآت إيران النووية لم يضعف قدراتها.. بل عزّز خيارها النووي