مفاوضات تسوية الاعتماد المصرفي رهن موقف مديره العام
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
كتبت" الاخبار": تقول مصادر معنية، إن أزمة الاعتماد المصرفي قابلة للمعالجة إذا قدّم رئيس مجلس الإدارة - المدير العام، طارق خليفة، التزاماً واضحاً بتأمين الفجوة المالية (الخسائر) في المصرف، والتي تُقدّر بنحو 309 ملايين دولار (دولار مصرفي أو ما يساوي 33 مليون دولار فريش). وحتى الآن، ما زالت المفاوضات قائمة مع محامي خليفة، مارك حبقة، من أجل التوصّل إلى صيغة تعكس جديّة لدى خليفة وسائر المساهمين تُترجم إلى مشروع تسوية توافق عليه الهيئة المصرفية العليا.
وبحسب المعلومات الواردة من مصادر قضائية، فإن خليفة سيقدّم العرض عبر وكيله مارك حبقة على أساس أن يسدّد هو وحده، فور الاتفاق على التسوية، 10 مليون دولار نقداً في المرحلة الأولى، وفي المرحلة الثانية التي تمتدّ بين 10 أشهر و12 شهراً سيضخّ 23 مليون دولار نقداً. وقد وافق خليفة على تأمين هذه الأموال من خارج عقارات المصرف ومن خارج أي شركات تتبع له. وهذه الصيغة ما زالت شفهية ويفترض أن تتحوّل إلى عرض رسمي بحلول الأسبوع المقبل.
وكان عرض خليفة الأول أن يضخّ 3 ملايين دولار «فريش»، ثم رفعه إلى 10 ملايين دولار «فريش» مضافاً إليها عقارات، ثم استبدلها بشركة يملكها مع مساهمين آخرين يفترض أن لديها سيولة بقيمة 725 مليار ليرة. لكن تبيّن للجنة الرقابة على المصارف أن العقارات التي يعرض خليفة إيداعها ضمن رأس المال هي ضمن ملكية المصرف، أي إنها تُحتسب ضمن حساب رأس المال الذي يسجّل خسارة بقيمة 309 ملايين دولار. أصلاً هذه العقارات مسجّلة ضمن موجودات المصرف ورأس ماله المتهالك، لذا لا يمكن إدخالها في أي تسوية. كما تبيّن أن الشركة التي يزعم أن فيها 725 مليار ليرة، هي مملوكة منه ومن سائر المساهمين وقد وضع في حسابها مبلغ الـ725 مليار ليرة من أجل زيادة رأس مال المصرف، إلا أنه لأسباب مختلفة لم تحصل هذه الزيادة بينما أُنفقت هذه الأموال ولم تعد موجودة إلا في دفاتر الشركة التي باتت قيمتها تساوي صفراً. لكن إحجام، أو تمهّل طارق خليفة في ضخّ الأموال، لا يرتبط بقيمة ما يفترض ضخّه، بل في أن الخلاف واقع بينه وبين سائر المساهمين، بشأن المسؤولية المترتّبة على كل طرف فيهم. خليفة يحاول الضغط على سائر المساهمين ليتحمّلوا معه مسؤولية الخسائر ليساهموا معه في ضخّ الرساميل في شرايين المصرف، بينما هم يرون أنه هو المسؤول عن هذه الفجوة وأن هذا الأمر ثابت في التحقيقات التي أجريت في لجنة الرقابة على المصارف وعُرضت على الهيئة المصرفية العليا ثم توسّعت بعد تعيين بعاصيري مديراً مؤقتاً على المصرف.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ملایین دولار
إقرأ أيضاً:
ها قد أعلن المركزي الليبي عن تزوير العملة
في مقال سابق قبل أسبوعين تناولت فيه موضوع سحب المصرف المركزي الليبي لفئات من العملة من التداول، ذكرتُ أن المصرف لم يوضح أسباب هذا السحب، غير أن مصادر مطلعة أكدت أن الدواعي تعود إلى حدوث تزوير في فئتي الخمسين ديناراً والعشرين ديناراً.
منذ يومين، أصدر المصرف المركزي الليبي بياناً أوضح فيه، بخطاب حذر، قيمة المبالغ التي تم سحبها من فئة الخمسين ديناراً. وأشار البيان إلى أن هناك نحو 3.5 مليار دينار من هذه الفئة (تعادل نحو 600 مليون دولار أمريكي) كانت في التداول وتم استرجاعها، وهي مبالغ لم تصدر عن المصرف المركزي، ولم تكن أيضاً ضمن قيمة الأموال التي تم طباعتها بواسطة المصرف المركزي بمدينة البيضاء خلال فترة الانقسام، والتي أقرها مصرف طرابلس المركزي.
تؤكد مصادر مطلعة تستقي معلوماتها من المصرف المركزي أن حجم التزوير في فئة العشرين دينار، التي صدر قرار بسحبها وأُعطي لها مهلة حتى سبتمبر القادم لسحبها نهائيًا من التداول، قد يصل إلى 3 مليارات دينار. ويجدر التنويه إلى أن هذه المبالغ لا تختلف في جودتها عن المبالغ التي أقرها مصرف طرابلس المركزي، حيث تحمل نفس التوقيع الموجود على المبالغ التي أقرها مصرف طرابلس. وبما أنها لم تكن بعلم مصرف طرابلس ولم يُسمح بتداولها، فإنها تُعد مزورة حسب القانون.
اليوم المركزي الليبي وحكومة الوحدة طالبتا جهات الاختصاص، النائب العام، بالتحقيق في الواقعة، والكشف عن الحقيقة دون تكهن أو ظنون، ومن المتوقع أن يفتح النائب العام الملف للتحري، غير أن مسار التحقيق سيخضع للضغوط السياسية والأمنية، فالموضوع أكبر من مجرد جريمة تزوير كالتي تقع في كافة الدول حتى المتقدم منها، بل إن العملية وقعت بأمر وإشراف جهات عليا ضمن المنتظم السيادي في الشرق، لهذا فإن مسار التحقيق سيواجه تحديات وعقبات.هذا يعني أن نحو 6.5 مليار دينار تم ضخها في السوق وليست بإذن إدارة الإصدار بالمصرف المركزي، والمؤسف أنها صدرت عن جهات سيادية ضمن المنظومة العامة، ولم يتضح بشكل قطعي من أعطى الإذن بطباعتها وترويجها، ومن قام بهذا العمل؟!
قد يكون المصرف المركزي البيضاء الذي ترأسه علي الحبري قد قام بهذا التزوير، بمعنى أن الـ 6.5 مليار قد تم طباعتها مع المبالغ التي أعلن عنها مركزي البيضاء وهي نحو 6 مليار والتي أقرها مركزي طرابلس لاحقا، إلا إنه لم يعلن عنها، وتم تداولها خارج المنظومة الرسمية، وضمن اقتصاد الظل أو الاقتصاد المخفي، وهو احتمال تحدث به بعض المختصون.
رأي آخر يذهب إلى أن طباعة هذه المبالغ لم تكن بعلم المصرف المركزي، وأن هذا تم لاحقا، وعن طريق جهات متنفذة في الشرق الليبي، ووظفت هذه المبالغ في تمويل عمليات مدنية وعسكرية وتسديد فواتير لجهات خارجية حيث تم تحويل قسم كبير منها إلى عملات صعبة عبر السوق الموازي للعملات.
اليوم المركزي الليبي وحكومة الوحدة طالبتا جهات الاختصاص، النائب العام، بالتحقيق في الواقعة، والكشف عن الحقيقة دون تكهن أو ظنون، ومن المتوقع أن يفتح النائب العام الملف للتحري، غير أن مسار التحقيق سيخضع للضغوط السياسية والأمنية، فالموضوع أكبر من مجرد جريمة تزوير كالتي تقع في كافة الدول حتى المتقدم منها، بل إن العملية وقعت بأمر وإشراف جهات عليا ضمن المنتظم السيادي في الشرق، لهذا فإن مسار التحقيق سيواجه تحديات وعقبات.
التداعيات لم تكن هينة لعملية التزوير، فنحن أمام زيادة غير محسوبة ولا مدروسة لعرض النقود، وثقل يضاف إلى الضغوط التضخمية، هذا بالإضافة إلى العبء الذي تحمله سعر صرف الدينار الليبي جراء زيادة الطلب بشكل كبير على العملات الأجنبية، وقدرت بعض المصادر أن نحو 500 مليون دولار أمريكي تم سحبها من سوق العملات الموازي عبر الأموال المزورة، وبيان المركزي الذي لم يتطرق ولو بإشارة موهومة إلى الجهة التي قامت بهذا العمل الشنيع، وصف العملية بـ "الإستيلاء غير المشروع"، والوصف يعكس المراد وفيه إشارة خفية إلى العلم بالمتورطين في القضية، أيضا أعلن المركزي الليبي في بيانه عن تخوفه من إسهام هذه الأموال في عمليات غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.