أوروبا 2024.. فرنسا تهزم البرتغال بركلات الترجيح وتضرب موعدا مع إسبانيا في نصف النهائي
تاريخ النشر: 6th, July 2024 GMT
ابتسمت ركلات الجزاء لفرنسا على حساب البرتغال بنتيجة 5-3 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي الجمعة في الدور ربع النهائي من كأس اوروبا لكرة القدم.
وتلتقي فرنسا مع إسبانيا التي تغلبت على ألمانيا 2-1 بعد التمديد في وقت سابق، الثلاثاء في ميونيخ.
وكان جواو فيليكس اللاعب الوحيد الذي أهدر محاولته عندما ارتدت من القائم.
وخاض كل إداواردو كامافينغا وراندال كولو مواني أول مباراة لهما كأساسيين، الأول بدلا من إدريان رابيو الموقوف لتراكم البطاقات والثاني على حساب ماركوس تورام في خط المقدمة.
في المقابل، لم يقم مدرب البرتغال الإسباني، روبرتو مارتينيس، بأي تعديل على التشكيلة التي خاضت المباراة الأخيرة ضد سلوفنييا وحسمتها البرتغال بركلات الترجيح بفضل تألق حارسها ديوغو كوشتا الذي تصدى لثلاث محاولات.
كانت الأفضلية برتغالية في مطلع المباراة حيث بادرت كتيبة كريستيانو رونالدو إلى الهجوم لا سيما من ناحية الجناح الأيسر رافايل لياو لكن من دون خطورة حقيقية على مرمى مايك مينيان.
وكانت أول فرص فرنسا عندما أطلق تيو هرنانديز كرة قوية بيسراه من خارج المنطقة تصدى لها كوشتا بقبضتيه وتهيأت أمام نغولو كانتي لكن روبن دياش كان الأسرع في تشتيت الكرة (20).
ثم هدأ اللعب في الدقائق العشرين الأخيرة من دون أي خطورة تذكر على المرميين.
وفي مطلع الشوط الثاني أطلق مبابي كرة لولبية بين يدي الحارس البرتغالي (48).
رد المنتخب البرتغالي بانفراد لبرونو فرنانديش بمينيان لكن الأخير تصدى لمحاولته ببراعة (61) وبعدها مباشرة بتسديدة يسارية لجواو كانسيلو مرت فوق العارضة بقليل.
وتدخل مينيان مرة جديدة لإنقاذ مرماه من هدف مؤكد عندما مرر لياو كرة عرضية باتجاه فيتينيا غير المراقب لكن مينيان تصدى لمحاولته ببراعة (63).
وأهدر كولو مواني فرصة سهلة عندما انفرد بالحارس البرتغالي وسدد باتجاه المرمى لكن جواو كانسيلو شتت الكرة في اللحظة الأخيرة (66).
ودانت الأفضلية للمنتخب الفرنسي وأطلق عثمان ديمبيليه الذي نزل احتياطيا منتصف الشوط الثاني كرة لولبية لمست زاوية العارضة والقائم وخرجت (73).
وظل التعادل سيد الموقف حتى نهاية الوقت قبل أن يخوض الفريقان وقتا إضافيا سنحت فيه فرصة جيدة لرونالدو بعد مجهود فردي للبديل فرانسيسكو كونسيساو لكنه لم يحسن التعامل معها من مسافة قريبة (92).
وسنحت فرصة للبرتغال في الثواني الأخيرة أمام نونو منديش لكنه سدد ضعيفة بين يدي الحارس الفرنسي.
وللمفارقة، عندما يتواجه المنتخبان في الأدوار الإقصائية، يحرز الفائز منهما دائما اللقب وحدث هذا الأمر في نهائي 2016 عندما توّجت البرتغال ضد فرنسا 1-0 في الوقت الإضافي في باريس، وقبلها في نصف نهائي 1984 حين سجل قائد فرنسا الملهم ميشال بلاتيني هدف الفوز في نهاية الوقت الإضافي (3-2) في طريقه إلى منح فرنسا باكورة ألقابها، ثم عندما سجّل زين الدين زيدان هدفا ذهبيا من ركلة جزاء (2-1) في نصف نهائي عام 2000.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
حجارة ومقلاع داود تهزم عربات جدعون
مع دخول حرب نتنياهو الإجرامية شهرها الثاني والعشرين، تتزايد الهزائم التكتيكية لجيش الاحتلال الغازي نتيجة العمليات النوعية للمقاومة، والتي أذهلت بقوتها المتابعين والمحللين السياسيين والاستراتيجيين بقوتها وقدراتها وتكتيكاتها ونتائجها، وخلقت واقعا جديدا في مواجهة مقتلة المساعدات الأمريكية والإسرائيلية التخطيط والهندسة والتنفيذ، والتي باتت صورة يومية تأكل معها الضمير الإنساني، وسقطت معها كل الأقنعة المتبجحة بحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وغدت معها غزة مقبرة لكل المعايير الأخلاقية والدينية والإنسانية، حيث وقف العالم عاجزا بل متخاذلا -إلا القليل منه- عن ردع سلاح التجويع الذي لم يكن أقل فتكا من قذائف المسيّرات والدبابات.
لقد دكت حجارة داود ومقلاعه تحصينات الاحتلال وحواضنه ومستعمراته، ونصبت الكمائن المركبة ونسفت الدبابات وعربات جنوده، واستولت على المسيّرات وأوقعت أفراده مسافة صفر، وقلبت معادلة المواجهة غير المتكافئة إلى مقاومة رابحة وعدو خاسر، لتبرز هنا حقائق عديدة، أولها أنها أثبتت قدرة المقاومة على الثبات والصمود والاستمرار بحرب الاستنزاف الطويلة الأمد، وثانيها امتلاك المقاومة عنصر المبادرة والمفاجأة من خلال عمليات الرصد والمراقبة الدقيقة لتحركات العدو وآلياته، وكذلك حيازة رجال المقاومة وقادتها التكتيكات العسكرية وأساليب القتال التي تتناسب مع موازين القوى والمواجهات غير المناظرة؛ تماما مثل تلك المواجهة الضارية التي خاضها مقاتل واحد لمدة خمس ساعات، مع قوة مدرعة إسرائيلية وجنود مشاة.
ومن الحقائق أيضا تمكن المقاومة من استخدام وتوظيف مخلفات جيش الاحتلال من قذائف وصواريخ لم تنفجر وإعادة تأهيلها، رغم ظروف المعارك الصعبة، مما أدى إلى زيادة أعداد القتلى والجرحى الصهاينة. وجاءت الاستفادة من طبيعة الأرض المليئة بأكوام الركام والأنقاض من الأبنية التي نسفها العدو، لتشكل عاملا مهما وحاسما في نجاح هذه العمليات النوعية، حيث تمكن المقاومون من زرع عبوات العمل الفدائي في أبراج الدبابات ووضع القنابل والعبوات في فوهات ناقلات الجند ومطاردة المقاتلين لدبابات الاحتلال التي شوهدت تهرب من ميدان المعركة.
ومن الحقائق أيضا تنوع الأسلحة المستخدمة من قبل رجال المقاومة؛ ودلالة ذلك زرع ست عبوات من العيار الثقيل، واستخدام صواريخ مضادة للأفراد، وقذائف آر بي جي، والقدرة على حفر أنفاقٍ هجومية جديدة خلال فترة وجيزة كما حدث في عملية سرايا القدس في الشجاعية حيث تم استهداف نحو 40 جنديا وضابطا بين قتيل وجريح، والانتقال من نصب الكمائن إلى الإغارة كما حدث في عملية القسام في خان يونس؛ كل ذلك يفضي إلى حقيقة تطور عمليات المقاومة النوعية مما يعني القدرة على تحديد الزمان والمكان لمواجهة العدو، وفرض إيقاع المعركة عليه.
ومن أهم الحقائق، الحرب النفسية والإعلامية التي حملتها فيديوهات وصور سلسلة عمليات حجارة داود ومقلاع داود، وما جاء على لسان المتحدث العسكري باسم كتائب القسام وسرايا القدس والتي نقلت بالصوت والصورة مراحل تنفيذ العمليات: من مرحلة الرصد والمراقبة، إلى مرحلة التخطيط وتوزيع المهام، إلى مرحلة التنفيذ ثم مرحلة الإسناد والمناورة للانسحاب، وأخيرا مرحلة رصد قوات النجدة وطائرات العدو، مما شكل صدمة للمجتمع الإسرائيلي بما فيه قادته العسكريون، وكان له أثر عميق في مطالبة أُسر الجنود لإنهاء الحرب وسحب أبنائهم قبل عودتهم بالتوابيت.
من جهة أخرى، يعطي هذا الزخم من العمليات النوعية مؤشرا على قوة وثبات وتماسك القيادة العسكرية والميدانية والتنظيمية والإعلامية والسياسية في الداخل والخارج.
لقد أثبتت هذه المواجهات فشل أهداف الحملة العسكرية البرية، تحت مسمى "عربات جدعون" بقيادة رئيس الأركان الجديد زامير، بنسختها المعدلة عن أهداف نتنياهو، الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن بالقوة العسكرية، وتفكيك وإنهاء سلطة حماس للقطاع، والقضاء على حماس وقدراتها العسكرية. كما وسّعت نتائج هذه العمليات النوعية للمقاومة الخلافات بين كافة المستويات العسكرية والسياسية والأمنية، وأوجدت انقساما حادا في المجتمع الإسرائيلي، والمطالبة باستقالة نتنياهو وحكومته المتطرفة، واستكمال محاكمته، بعد مطالبة الرئيس ترامب بإلغائها ليشكل بهذا طوق نجاة له وتجميل وجهه القبيح بعد تحقيق الإنجازات -على زعمه- على جبهة إيران وفشله في جبهة غزة.
وما تصريحات ترامب الأخيرة والحديث عن قرب استئناف المفاوضات؛ مما اعتبره زعيم المعارضة لابيد "أن هذا قد يكون عامل ضغط على نتنياهو بوقف الحرب على غزة وإطلاق سراح الرهائن بصفقة تبادل مع حركة حماس"، وما اشتداد المجازر اليومية وبهذه الأعداد من الضحايا، وما رافق ذلك من تجويعٍ وتعطيش واستمرار مقتلة المساعدات، واستكمال ضرب البنى التحتية، وتدمير القطاع الصحي، وحرمان المرضى ذوي الأمراض المزمنة من الاستفادة من علاج الحد الأدنى؛ إلا دلالة واحدة وهي: فشل "عربات جدعون" في تحقيق أهدافها. وما مطالبة رئيس الأركان زامير بعدم توسيع هذه العملية البرية خشية على حياة الأسرى وعلى جنوده، إلا دليل على درايته بالنتائج الكارثية للمعارك والمواجهات مع المقاومة، وفشل قواته بإحراز أي نجاح، سوى قتل الأطفال والنساء المتعمد، والتدمير الممنهج لما تبقى من المربعات السكنية والمباني والمرافق العامة، بهدف القضاء على ما تبقى أيضا من مقومات الحياة، وبالتالي دفع الغزيين إلى الهجرة، وتحقيق ما يتطلع إليه وزراء الأحزاب اليمينية الدينية المتطرفة، وعلى رأسهم بن غفير وسموتريتش.
ومرة أخرى إن تدخل ترامب الأخير، والحديث عن قرب استئناف المفاوضات لعقد صفقة التبادل، ما هو إلا انعكاس لفشل الميدان والانسداد العسكري الإسرائيلي، وقوة وتأثير العمليات النوعية للمقاومة على القوات الغازية والمجتمع الإسرائيلي، الذي يضغط يوميا على ضرورة إنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن، بينما يتم هذا وسط استمرار التخاذل والصمت الإقليمي والدولي، وغياب المساءلة الدولية القانونية لما يجري من مجازر يومية لتجمعات المدنيين، على الرغم من وجود الكثير من قرارات الشرعية الدولية وعلى الأخص قرار الجنائية الدولية التي نصت على تجنب استهداف المدنيين، وملاحقة المجرمين الصهاينة مرتكبي مجازر الإبادة الجماعية، وعلى رأسهم رئيس الوزراء في دولة الكيان بنيامين نتنياهو.
إن فشل "عربات جدعون" أمام عمليات حجارة داود ومقلاعه، وعودة جنود النخبة جثثا متفحمة، يؤسس لمرحلة جديدة بات الكيان لا يتحمل أعباءها وتبعاتها وكلفتها، وكأن هزائمه التكتيكية ستؤدي بالتأكيد إلى هزيمة استراتيجية، في المهد التاريخي للمقاومة والصمود غزة، ذات الـ365 كيلومترا مربعا، والتي مثلت كبرياء وكرامة الأمة.
[email protected]