عربي21:
2025-12-14@20:15:18 GMT

حجارة ومقلاع داود تهزم عربات جدعون

تاريخ النشر: 6th, July 2025 GMT

مع دخول حرب نتنياهو الإجرامية شهرها الثاني والعشرين، تتزايد الهزائم التكتيكية لجيش الاحتلال الغازي نتيجة العمليات النوعية للمقاومة، والتي أذهلت بقوتها المتابعين والمحللين السياسيين والاستراتيجيين بقوتها وقدراتها وتكتيكاتها ونتائجها، وخلقت واقعا جديدا في مواجهة مقتلة المساعدات الأمريكية والإسرائيلية التخطيط والهندسة والتنفيذ، والتي باتت صورة يومية تأكل معها الضمير الإنساني، وسقطت معها كل الأقنعة المتبجحة بحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وغدت معها غزة مقبرة لكل المعايير الأخلاقية والدينية والإنسانية، حيث وقف العالم عاجزا بل متخاذلا -إلا القليل منه- عن ردع سلاح التجويع الذي لم يكن أقل فتكا من قذائف المسيّرات والدبابات.



لقد دكت حجارة داود ومقلاعه تحصينات الاحتلال وحواضنه ومستعمراته، ونصبت الكمائن المركبة ونسفت الدبابات وعربات جنوده، واستولت على المسيّرات وأوقعت أفراده مسافة صفر، وقلبت معادلة المواجهة غير المتكافئة إلى مقاومة رابحة وعدو خاسر، لتبرز هنا حقائق عديدة، أولها أنها أثبتت قدرة المقاومة على الثبات والصمود والاستمرار بحرب الاستنزاف الطويلة الأمد، وثانيها امتلاك المقاومة عنصر المبادرة والمفاجأة من خلال عمليات الرصد والمراقبة الدقيقة لتحركات العدو وآلياته، وكذلك حيازة رجال المقاومة وقادتها التكتيكات العسكرية وأساليب القتال التي تتناسب مع موازين القوى والمواجهات غير المناظرة؛ تماما مثل تلك المواجهة الضارية التي خاضها مقاتل واحد لمدة خمس ساعات، مع قوة مدرعة إسرائيلية وجنود مشاة.

ومن الحقائق أيضا تمكن المقاومة من استخدام وتوظيف مخلفات جيش الاحتلال من قذائف وصواريخ لم تنفجر وإعادة تأهيلها، رغم ظروف المعارك الصعبة، مما أدى إلى زيادة أعداد القتلى والجرحى الصهاينة. وجاءت الاستفادة من طبيعة الأرض المليئة بأكوام الركام والأنقاض من الأبنية التي نسفها العدو، لتشكل عاملا مهما وحاسما في نجاح هذه العمليات النوعية، حيث تمكن المقاومون من زرع عبوات العمل الفدائي في أبراج الدبابات ووضع القنابل والعبوات في فوهات ناقلات الجند ومطاردة المقاتلين لدبابات الاحتلال التي شوهدت تهرب من ميدان المعركة.

ومن الحقائق أيضا تنوع الأسلحة المستخدمة من قبل رجال المقاومة؛ ودلالة ذلك زرع ست عبوات من العيار الثقيل، واستخدام صواريخ مضادة للأفراد، وقذائف آر بي جي، والقدرة على حفر أنفاقٍ هجومية جديدة خلال فترة وجيزة كما حدث في عملية سرايا القدس في الشجاعية حيث تم استهداف نحو 40 جنديا وضابطا بين قتيل وجريح، والانتقال من نصب الكمائن إلى الإغارة كما حدث في عملية القسام في خان يونس؛ كل ذلك يفضي إلى حقيقة تطور عمليات المقاومة النوعية مما يعني القدرة على تحديد الزمان والمكان لمواجهة العدو، وفرض إيقاع المعركة عليه.

ومن أهم الحقائق، الحرب النفسية والإعلامية التي حملتها فيديوهات وصور سلسلة عمليات حجارة داود ومقلاع داود، وما جاء على لسان المتحدث العسكري باسم كتائب القسام وسرايا القدس والتي نقلت بالصوت والصورة مراحل تنفيذ العمليات: من مرحلة الرصد والمراقبة، إلى مرحلة التخطيط وتوزيع المهام، إلى مرحلة التنفيذ ثم مرحلة الإسناد والمناورة للانسحاب، وأخيرا مرحلة رصد قوات النجدة وطائرات العدو، مما شكل صدمة للمجتمع الإسرائيلي بما فيه قادته العسكريون، وكان له أثر عميق في مطالبة أُسر الجنود لإنهاء الحرب وسحب أبنائهم قبل عودتهم بالتوابيت.

من جهة أخرى، يعطي هذا الزخم من العمليات النوعية مؤشرا على قوة وثبات وتماسك القيادة العسكرية والميدانية والتنظيمية والإعلامية والسياسية في الداخل والخارج.

لقد أثبتت هذه المواجهات فشل أهداف الحملة العسكرية البرية، تحت مسمى "عربات جدعون" بقيادة رئيس الأركان الجديد زامير، بنسختها المعدلة عن أهداف نتنياهو، الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن بالقوة العسكرية، وتفكيك وإنهاء سلطة حماس للقطاع، والقضاء على حماس وقدراتها العسكرية. كما وسّعت نتائج هذه العمليات النوعية للمقاومة الخلافات بين كافة المستويات العسكرية والسياسية والأمنية، وأوجدت انقساما حادا في المجتمع الإسرائيلي، والمطالبة باستقالة نتنياهو وحكومته المتطرفة، واستكمال محاكمته، بعد مطالبة الرئيس ترامب بإلغائها ليشكل بهذا طوق نجاة له وتجميل وجهه القبيح بعد تحقيق الإنجازات -على زعمه- على جبهة إيران وفشله في جبهة غزة.


وما تصريحات ترامب الأخيرة والحديث عن قرب استئناف المفاوضات؛ مما اعتبره زعيم المعارضة لابيد "أن هذا قد يكون عامل ضغط على نتنياهو بوقف الحرب على غزة وإطلاق سراح الرهائن بصفقة تبادل مع حركة حماس"، وما اشتداد المجازر اليومية وبهذه الأعداد من الضحايا، وما رافق ذلك من تجويعٍ وتعطيش واستمرار مقتلة المساعدات، واستكمال ضرب البنى التحتية، وتدمير القطاع الصحي، وحرمان المرضى ذوي الأمراض المزمنة من الاستفادة من علاج الحد الأدنى؛ إلا دلالة واحدة وهي: فشل "عربات جدعون" في تحقيق أهدافها. وما مطالبة رئيس الأركان زامير بعدم توسيع هذه العملية البرية خشية على حياة الأسرى وعلى جنوده، إلا دليل على درايته بالنتائج الكارثية للمعارك والمواجهات مع المقاومة، وفشل قواته بإحراز أي نجاح، سوى قتل الأطفال والنساء المتعمد، والتدمير الممنهج لما تبقى من المربعات السكنية والمباني والمرافق العامة، بهدف القضاء على ما تبقى أيضا من مقومات الحياة، وبالتالي دفع الغزيين إلى الهجرة، وتحقيق ما يتطلع إليه وزراء الأحزاب اليمينية الدينية المتطرفة، وعلى رأسهم بن غفير وسموتريتش.

ومرة أخرى إن تدخل ترامب الأخير، والحديث عن قرب استئناف المفاوضات لعقد صفقة التبادل، ما هو إلا انعكاس لفشل الميدان والانسداد العسكري الإسرائيلي، وقوة وتأثير العمليات النوعية للمقاومة على القوات الغازية والمجتمع الإسرائيلي، الذي يضغط يوميا على ضرورة إنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن، بينما يتم هذا وسط استمرار التخاذل والصمت الإقليمي والدولي، وغياب المساءلة الدولية القانونية لما يجري من مجازر يومية لتجمعات المدنيين، على الرغم من وجود الكثير من قرارات الشرعية الدولية وعلى الأخص قرار الجنائية الدولية التي نصت على تجنب استهداف المدنيين، وملاحقة المجرمين الصهاينة مرتكبي مجازر الإبادة الجماعية، وعلى رأسهم رئيس الوزراء في دولة الكيان بنيامين نتنياهو.

إن فشل "عربات جدعون" أمام عمليات حجارة داود ومقلاعه، وعودة جنود النخبة جثثا متفحمة، يؤسس لمرحلة جديدة بات الكيان لا يتحمل أعباءها وتبعاتها وكلفتها، وكأن هزائمه التكتيكية ستؤدي بالتأكيد إلى هزيمة استراتيجية، في المهد التاريخي للمقاومة والصمود غزة، ذات الـ365 كيلومترا مربعا، والتي مثلت كبرياء وكرامة الأمة.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الاحتلال غزة حجارة داود مقاومة عربات جدعون احتلال مقاومة غزة عربات جدعون حجارة داود قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا سياسة مقالات صحافة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العملیات النوعیة عربات جدعون

إقرأ أيضاً:

إشادة دولية بتقدم سلطنة عُمان في الصناعات النوعية والتقنيات المتقدمة

فيينا - العمانية
/حازت سلطنة عُمان على إشادة دولية واسعة بعد أن حققت تقدمًا متسارعًا في توطين الصناعات النوعية ذات التقنيات المتقدمة، وتطوير قدراتها الإنتاجية، وذلك وفق تقرير منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) لعام 2026، والذي صنّف سلطنة عُمان ضمن الدول الصاعدة عالميًّا في القطاع الصناعي.

وأكد التقرير أن سلطنة عُمان حققت قفزة ملحوظة في بناء سلاسل القيمة الصناعية المرتبطة بالصناعات ذات التقنيات المتقدمة، رغم حداثة دخولها هذا المجال، حيث تمكنت من تأسيس قاعدة صناعية واعدة في الصناعات المرتبطة بالخلايا الكهروضوئية، مستفيدة من استقطاب استثمارات نوعية، وتطبيق سياسات شراء حكومية محفزة، وتوفير بيئة أعمال جاذبة للتقنيات الحديثة.

وسلّط التقرير الضوء على مجموعة من المشروعات الصناعية قيد التدشين، أبرزها مشروع "يونايتد سولار بولي سيليكون" في المنطقة الحرة بصحار، والذي يعد من بين أهم المشروعات الصناعية على مستوى المنطقة، مستهدفًا إنتاج 100 ألف طن سنويًّا من مادة البولي سيليكون لتلبية الطلب الإقليمي المتنامي على حلول الطاقة الشمسية وتعزيز موقع سلطنة عُمان في سلاسل التوريد العالمية.

كما أبرز التقرير المقومات التي تمتلكها سلطنة عُمان، مثل توافر المواد الخام كرمال السيليكا عالية الجودة، وقوة سطوع الشمس وحركة الرياح طوال العام، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي على أحد أهم الممرات البحرية الدولية، كما توفر الحكومة مجموعة من الحوافز الاستثمارية أبرزها الإعفاءات الضريبية والملكية الأجنبية 100 بالمائة، مما يجعل سلطنة عُمان بيئة تنافسية لتوطين الصناعات المتقدمة.

وأطلقت شركة "شيدا" أعمال بناء أول مصنع للألواح الشمسية على مساحة 11 ألفًا و250 مترًا مربعًا، إلى جانب توقيع اتفاقية مع شركة "جيه إيه سولار" الصينية لإقامة مصنع بقدرة 6 غيغاواط للخلايا و3 غيغاواط للألواح، باستثمار يبلغ 564 مليون دولار أمريكي، موجهةً بشكل رئيس إلى الأسواق الخليجية والأفريقية.

كما أعلنت عن مشروع "شركة موارد للتوربينات" في الدقم، الذي يهدف إلى تصنيع توربينات الرياح باستثمارات تقدر بـ 181,8 مليون دولار أمريكي.وفي مجال تصنيع تقنيات الهيدروجين الأخضر، تستعد سلطنة عُمان لإنشاء مصنع لتجميع الإلكترولايزر بالتعاون مع "صن غرو" الصينية؛ ما يعزز موقعها ضمن خريطة التصنيع ذات التقنيات العالية في الدول العربية.

وأشار المهندس خالد بن سليم القصابي، مدير عام الصناعة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، إلى أن هذا التقدم جاء نتاج تبنّي سياسات صناعية محفّزة، ومبادرات ممنهجة تستهدف استقطاب الصناعات النوعية ذات التقنيات المتقدمة، وأوضح أن وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار عملت على تسهيل الإجراءات أمام المستثمرين، ورفع جاهزية المناطق الحرة والاقتصادية لاستقطاب الصناعات المتقدمة، وتمكين القطاع الصناعي عبر حزمة واسعة من الحوافز، شملت تطوير إطار تنظيمي مرن، وتقديم حوافز ضريبية وإعفاءات جمركية، وتبسيط إجراءات الترخيص، إلى جانب توجيه الاستثمارات نحو المناطق الاقتصادية ذات البنية الأساسية المتكاملة والقادرة على ضم المشروعات الصناعية المتقدمة، بما يسهم في تعزيز القيمة المضافة المحلية وربط المستثمرين العالميين بالفرص الصناعية الواعدة.

من جانبه، أوضح المهندس جاسم بن سيف الجديدي، المدير الفني لمكتب وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أن المشروعات الصناعية المتخصصة في تصنيع تقنيات ومعدات الخلايا والألواح الشمسية بدأت تتبلور ضمن مجمعات صناعية متكاملة، لا سيما في المنطقة الحرة بصحار، حيث تتجاور مصانع البولي سيليكون مع مصانع الخلايا والألواح الشمسية، إلى جانب مشروعات مساندة تُكمل سلسلة القيمة وتؤسس لمنظومة تصنيع إقليمية متكاملة.

وأشار إلى أن وتيرة تدفق الاستثمارات العالمية في هذا القطاع آخذة في التسارع، وأن الشركات الدولية باتت ترى في سلطنة عُمان مركزًا مثاليًّا لتأسيس صناعاتها، مستفيدةً من الدعم الحكومي المباشر، والحوافز الممنوحة للمستثمرين، وتوفير مواقع صناعية ذات جاهزية عالية.

وأضاف أن الوزارة تعمل بالتوازي على إطلاق وتنفيذ مبادرات تستهدف تطوير الموردين المحليين، لتمكينهم من أن يكونوا جزءًا رئيسًا في سلاسل التوريد، بما يعزز المحتوى المحلي ويُسهم في تطوير منتجات وطنية قادرة على المنافسة في الأسواق الإقليمية والدولية.

وأكد المهندس جاسم الجديدي أن المنجزات الصناعية المتوالية في سلطنة عُمان تُعيد رسم مشهد التصنيع المتقدم، وترسّخ مكانة البلاد كأحد المراكز الإقليمية الواعدة، في تحول جوهري ينسجم مع توجهات وأهداف الاستراتيجية الصناعية 2040 ورؤية عُمان 2040.

مقالات مشابهة

  • النقلات النوعية السبع في مشروع النهوض الحضاري
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: هجوم سيدني نتيجة موجة العنف "المعادي للسامية"
  • تحدي تايلاندي لـ «ترامب».. استمرار العمليات العسكرية بعد ساعات من وقف النار
  • إشادة دولية بتقدم سلطنة عُمان في الصناعات النوعية والتقنيات المتقدمة
  • رغم هدنة ترامب.. تايلاند تعلن استمرار العمليات العسكرية ضد كمبوديا
  • تصاعد العمليات العسكرية بين تايلاند وكمبوديا رغم إعلان ترامب
  • استشاري: تفعيل مبادرة «10KSA» في 115 مركزا صحيا وعربات متنقلة موزعة بالأحياء
  • رئيس وزراء تايلاند يتعهد بمواصلة العمليات العسكرية ضد كمبوديا
  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • الإمارات تهزم الجزائر وتضرب موعداً مع المغرب في نصف نهائي كأس العرب