طورت دولة الإمارات واحدة من أفضل شبكات الاتصالات في العالم، فيما تواصل احتلال المراتب الأولى عالمياً في قوة الشبكات على مستوى خدمات الاتصالات المتحركة والثابتة والإنترنت فائق السرعة، عبر استثمار عشرات مليارات الدراهم في تطوير الشبكات سنوياً، للحفاظ على ريادتها العالمية من حيث التغطية وجودة القطاع حسب ورقة بحثية أعدها مركز “انترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” في أبوظبي.


ووفقاً لـ”هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية” تجاوز عدد اشتراكات إنترنت النطاق العريض في الإمارات الـ 4 ملايين اشتراك بنهاية مارس/ آذار 2024 ، مقارنة بنحو 3.774 مليون مشترك 2023 ، في الوقت الذي بلغ فيه عدد مستخدمي الإنترنت بشكل عام في الدولة العام 2023 نحو 9.38 مليون مستخدم بنسبة 99% من إجمالي عدد السكان.
وكشف تقرير “الإمارات الرقمية – حقائق وأرقام 2023″، الصادر عن “هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية”، أن أغراض استخدام الإنترنت تتعدد بدءاً من التواصل الاجتماعي والعمل والبحث عن المعلومات، مروراً بالتعلم والترفيه والتسوق ووصولاً إلى الخدمات العامة ، حيث بلغت سرعة التحميل في الإنترنت الثابت إلى 207.41 ميجا بت/ثانية، مع نسبة زيادة ملحوظة في السرعة بلغت 80.1%، وهي نسبة مرتفعة جداً قياساً إلى الأعوام السابقة.
وحققت دولة الإمارات معدل 96.4 من أصل 100 في مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2023، متجاوزة المتوسط العالمي البالغ 72.8 بحسب تقرير حديث لـ”الاتحاد الدولي للاتصالات” والذي سلطت نتائجه الضوء على التقدم الجوهري الذي حققته الدولة في تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعلى مستوى سد الفجوة الرقمية في المجتمع حيث قاس المؤشر مستوى التطور في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في 169 دولة حول العالم.
وأكد مركز “انترريجونال ” أن سوق الاتصالات في دولة الإمارات شهد تحولاً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية بسبب المبادرات الكبيرة التي اتخذتها الدولة لتعزيز البنية التحتية للإنترنت السريع خاصة والانترنت بشكل عام نظراً للنمو الكبير والمتزايد على مستوى استهلاك البيانات من جميع القطاعات الحكومية والشركات والأفراد، بفضل ضخ شركتي “إي آند الإمارات ” و”الإمارات للاتصالات المتكاملة “دو” استثمارات كبيرة سنوياً في تطوير الشبكات، لمواكبة التطور الكبير في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العالمي.
ووفقًا للبنك الدولي، فإن 100% من سكان دولة الإمارات لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت الأرضي والمتحرك مع تزايد نسبة السكان الذين يستخدمون الهواتف الذكية، وجودة الخدمة المحسنة التي يقدمها المشغلون، وتحديث التكنولوجيا والبنية التحتية، من المتوقع أن يزداد عدد مستخدمي الإنترنت بشكل أكبر.
وقال “انترريجونال “: تتزايد متطلبات الإنترنت السريع في الإمارات بسبب تحول العديد من الصناعات إلى الأتمتة والذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات و الحلول السحابية والتجارة الالكترونية وانترنت الأشياء واعتماد التقنيات المتقدمة في العمليات التجارية، في ظل توجه سكان الدولة لاستخدام الحلول الرقمية والتطبيقات الذكية في إنجاز المعاملات والتسوق عبر الإنترنت وخدمات الدفع وغيرها، مما يعزز خدمات البيانات الثابتة بشكل كبير.
وفي السياق : حلّت دولة الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً للعام الثامن على التوالي في نسبة نفاذ شبكة الألياف الضوئية الموصولة إلى المنازل وبنسبة 99.3 %، بحسب التقرير السنوي الأخير الذي أصدره المجلس العالمي للألياف الضوئية الموصولة للمنازل، متفوقةً على سنغافورة، التي سجلت نسبة 97.1 % ، تليها هونغ كونغ بنسبة 95.3 %، والصين بنسبة 92.9 %، وكوريا الجنوبية بنسبة 91.5 % ، ما يعزز ريادة الدولة لشبكة الألياف الضوئية عالية السرعة ويؤكد على رؤية قيادتها الحكيمة في إعطاء الأولوية للبنية التحتية الرقمية المتطورة.
وذكر “انترريجونال ” أن دور شبكات الإنترنت العالمي سيتزايد على جميع المستويات، حيث تعاظم دور العوالم الافتراضية والذكاء الاصطناعي التوليدي وتعلم الآلة والتجارة الالكترونية وغيرها، مدفوعاً بجهود عمالقة التكنولوجيا في العالم لتظل السنوات القليلة المقبلة هي خير شاهد على درجة تطور الشبكات وقدرتها على نقل الحكومات والشركات والمستخدم إلى مستويات أعلى من التطور مع عدم إغفال التحديات التي قد تصاحب ذلك التطور.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

بعد حريق سنترال رمسيس..متي تعود خدمات الاتصالات في القاهرة والجيزة؟

 

حريق سنترال رمسيس.. تصدر محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك تزامنًا مع انقطاع خدمات الاتصالات في القاهرة والجيزة وأيضا خدمات تحويل الأموال السريع.


حريق سنترال رمسيس


في مساء الإثنين 7 يوليو 2025، اندلع حريق مفاجئ في الطابق السابع من مبنى سنترال رمسيس، أحد أهم مراكز الاتصالات في العاصمة المصرية. ورغم أن المبنى مكوّن من 10 طوابق، فقد أسهم التدخل السريع لأكثر من 10 سيارات إطفاء و17 سيارة إسعاف في منع تمدد النيران إلى الطوابق العليا. وجرى فصل التيار الكهربائي والغاز فورًا لتفادي الكارثة، في وقتٍ استمرت فيه عمليات الإخماد والتبريد على مرحلتين بسبب عودة الاشتعال بعد السيطرة الأولية.

 


الإصابات وحالة المصابين

حسب بيانات وزارة الصحة، أصيب ما بين 14 و22 شخصًا، أغلبهم بحالات اختناق جراء استنشاق الدخان الكثيف، بينما تعرّض آخرون لإصابات سطحية أو حروق طفيفة. وأكدت الوزارة استقرار حالة المصابين وعدم تسجيل أي وفيات، فيما جرى نقلهم إلى مستشفيات قريبة لتلقي العلاج.

 


السبب المحتمل للحريق

تشير التحقيقات الأولية إلى أن الحريق قد نجم عن ماس كهربائي داخل غرفة أجهزة في الطابق السابع، وهو ما يعكف المعمل الجنائي على تأكيده بعد رفع الأدلة وفحص الكوابل والمحوّلات المتضررة. ولا تزال السلطات المختصة تعمل على تحديد الأسباب الفنية الدقيقة للحادث.

 

 

أثر الحريق على خدمات الاتصالات

سنترال رمسيس يُعد من أهم نقاط الربط الشبكي (Core Node) في القاهرة، ولذلك كان لتعطله أثر مباشر على خدمات الاتصالات والإنترنت في مناطق وسط القاهرة والجيزة. تأثرت شبكات الإنترنت الأرضي والهاتف المحمول بدرجات متفاوتة، حيث شكا مستخدمون من انقطاع المكالمات وبطء الاتصال أو توقفه في بعض الأوقات. وتضررت شركات مثل فودافون، أورانج، اتصالات وWE، نظرًا لاعتماد بنيتها الأساسية على الكابلات المتصلة بالسنترال.

 


تحرك سريع لتقليل الانقطاع

سرعان ما تحركت فرق فنية تابعة للمصرية للاتصالات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لإعادة توجيه حركة الإنترنت إلى سنترالات بديلة مثل الروضة والمعادي. هذه الإجراءات ساهمت في تقليص فترة الانقطاع وضمان استمرار الحد الأدنى من الخدمة، فيما أكدت منظمة NetBlocks الدولية أن الاتصال في مصر تراجع بنسبة 62% خلال ذروة الحريق، قبل أن يعود تدريجيًا خلال ساعات الليل.

 

 

تقدير الأضرار الفنية

تسببت النيران في تلف جزئي بعدد من مكونات السنترال الحيوية، من بينها كابلات الفايبر، وحدات توزيع الألياف (ODF)، ومحوّلات التيار. كما أدّى فصل الكهرباء إلى توقف وحدات التحكم الرئيسية، مما أحدث شللًا مؤقتًا في الإنترنت الأرضي والمحمول، إلى جانب توقف بعض خدمات الطوارئ والمصارف والاتصال الصوتي عبر الإنترنت (VoIP).

 

 

جهود الاستعادة والتعويض

أعلنت الجهات الرسمية أن فرق الدعم الفني تعمل على استعادة الخدمات تباعًا خلال 24 ساعة من الحريق. وتجري الآن مراجعة دقيقة لحجم الأضرار وعدد الاشتراكات المتأثرة، والذي قد يتجاوز 10 ملايين مشترك في الإنترنت الثابت، إضافة إلى 120 مليون شريحة محمول. وأكد الجهاز القومي أن الشركات المزودة ستباشر تعويض العملاء وفق اللوائح التنظيمية، عبر رصيد بيانات أو خصومات على الاشتراكات.


 

رسائل طمأنة وخطة متكاملة

في ظل القلق الواسع، أصدرت الجهات المختصة بيانات تطمين للمواطنين بأن الخدمة ستعود تدريجيًا، مع مراقبة الأداء الشبكي على مدار الساعة. كما أشارت إلى أنه سيتم نشر تقرير شامل عن الحادث بعد انتهاء التحقيقات، متضمّنًا خطة الوقاية المستقبلية وتحديث أنظمة الإنذار داخل السنترالات.


دروس مستفادة وتوصيات مستقبلية

كشفت هذه الحادثة عن ضرورة تحديث أنظمة الحماية من الحرائق في مراكز الاتصالات الحيوية، واعتماد تقنيات متطورة مثل الإطفاء بالغاز النظيف. كما أظهرت أهمية وجود بدائل سريعة لتوجيه البيانات وخطط استجابة مرنة. من المتوقع أن تعزز الشركات استثماراتها في البنية التحتية وتحديث منظومات الإنذار والاستجابة لضمان عدم تكرار ما حدث.


في النهاية  رغم فداحة الحريق الذي طال سنترال رمسيس، فإن سرعة التحرك والتنسيق بين جهات الإطفاء والطوارئ والاتصالات ساهم في تقليل الخسائر وحصر الأثر. وتبقى هذه الحادثة تنبيهًا حاسمًا لأهمية البنية التحتية الرقمية، ودورها في دعم الحياة اليومية والاقتصاد الوطني.
 

مقالات مشابهة

  • بعد حريق سنترال رمسيس..متي تعود خدمات الاتصالات في القاهرة والجيزة؟
  • بسبب عطل شبكات الاتصالات.. ارتباك في الحركة الجوية وتأخير إقلاع عدد من الرحلات بالمطارات
  • "تنظيم الاتصالات" تبدأ حملات تفتيش لضبط شبكات الاتصالات اللاسلكية غير القانونية
  • 4500 قرية.. الاتصالات تكشف عن مفاجأة من الحكومة للأهالي
  • خالد بن محمد يلتقي فريق الإمارات المشارك في قمة مجموعة «بريكس»
  • ولي عهد أبوظبي يلتقي فريق عمل الإمارات المشارك في القمة الـ17 لقادة دول بريكس
  • الهجمات السيبرانية تدخل ساحة المعارك.. ومصر تضخ استثمارات لتأمين البنية المعلوماتية
  • الإمارات تحتضن أولمبياد الكيمياء الدولي.. اليوم
  • الزيودي: الإمارات تواصل توسيع شراكاتها مع «بريكس»
  • لحماية حقوقهم.. طرق تحرير محضر عبر مباحث الإنترنت