روبورتاج: "لم يبق شجر ولا زرع" ... أراض خصبة في غزة ذهبت مع ريح الحرب
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
متحدثا بحرقة، يشير المزارع الفلسطيني ربيع الكرزون إلى الدمار الذي خلفته الدبابات الإسرائيلية في أرضه الواقعة في مواصي رفح في جنوب قطاع غزة ويقول « 97 دونما ذهبت هباء منثورا ».
ويضيف لوكالة فرانس برس « كنا جالسين، مسالمين، فوجئنا بالطائرات والدبابات … نحمد الله أننا نجونا من هول ما رأينا ».
خسر الكرزون مصدر رزقه، « قوت يومنا… إنها مأساة ».
ويوضح واقفا وسط أرضه بينما تظهر خلفه على التراب آثار الدبابات أنه كان يزرع « الطماطم، الخيار، الملوخية ».
وليس الكرزون المزارع الوحيد الذي يخسر مزروعاته في قطاع غزة، إذ تعرضت 57 في المئة من الأراضي للضرر منذ بداية الحرب وذلك وفقا لدراسة مشتركة نشرتها منظمات الأمم المتحدة في حزيران/يونيو.
يقول لارس بروملي من برنامج مراقبة الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة لوكالة فرانس برس إن الأضرار بشكل عام « تعود إلى تأثير أنشطة مثل نشاط الآليات الثقيلة والتفجيرات وغيرها من الأحداث المرتبطة بالنزاع، وقد يكون هناك حرق أيضا في مناطق ».
أما ماتيو هنري من منظمة الأغذية والزراعة فيشير إلى أن الأضرار تهدد الاكتفاء الغذائي في غزة لأن 30 في المئة من الاستهلاك الغذائي في القطاع مصدره الأراضي الزراعية.
ويضيف « إذا تضرر نحو 60 في المئة من الأراضي الزراعية فقد يكون لذلك تأثير كبير على الغذاء ».
والمعاناة لا تقتصر على جنوب القطاع، إذ تتفاقم الأزمة الغذائية أيضا في شماله، بعد تعرض 68 في المئة من الأراضي الزراعية للضرر.
في شمال غرب مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، يأسف المزارع إبراهيم ضهير لتدمير الجيش الإسرائيلي أكثر من 20 دونما يستأجرها في منطقة « الشاكوش ».
ويقول « عندما دخلت الجرافات والدبابات الإسرائيلية إلى المنطقة، باشرت تجريف الأراضي المزروعة بمختلف الأشجار، من فاكهة وحمضيات وجوافة وفقوس وملوخية وباذنجان وكوسا وقرع وعباد شمس ».
ويضيف في إشارة إلى خصوبة المنطقة ووفرة إنتاجها إلى أنه كان يملك أيضا « دفيئات مزروعة بالطماطم والخيار والشمام والفلفل ».
ويوضح ضهير (34 عاما) بحسرة « أعمل في الزراعة منذ كنت طفلا مع والدي وجدي، نقوم بزراعة الأراضي وبيع المنتجات الزراعية للتجار في كل غزة، وكنا أيضا نصدر للضفة (الغربية) وإسرائيل ».
ويتدارك « جاءت الحرب … لم نعد نملك أي شيكل، كنا نعتمد على رزقنا من الزراعة، أما الآن فلا عمل، نبحث عن كيفية الحصول على مساعدات لإطعام أولادنا وأهلنا ».
أما أبو محمود زعرب (60 عاما) فيملك 15 دونما في المواصي كان يزرعها بمختلف المحاصيل وخصوصا الحمضيات.
ويقول « دخل الجيش الإسرائيلي الأرض ومسحها، لم يبق شجر ولا زرع، جرفها وقصف الأرض فأصبحت عبارة عن حفر. كما دمر كل شبكات المياه وبئر المياه حتى خسر كل مصدر رزقي ».
يبدي نضال أبو جزر (39 عاما) استغرابه لتدمير الدبابات الإسرائيلية أرضه وخصوصا أن « أحدا منا لم يطلق النار نحوهم ».
ويقول « (نحن) أناس آمنون. فجأة رأينا الدبابات تطلق نحونا قذائف وصواريخ … لا يوجد شيء هنا، فقط دفيئات وخضر وزراعة ».
ويضيف بألم « 40 دونما تبخرت. قتلوا العمال الذين كانوا يعملون في الدفيئات، خمسة شهداء (سقطوا) هنا ».
يؤكد لارس بروملي أن الضرر الذي يلحق بالأراضي الزراعية سيستمر حتى بعد التدمير والتفجير.
ويوضح أن « نسبة معينة من الأسلحة (لم تنفجر) … وبالتالي فإن إزالة تلك الذخائر غير المنفجرة مهمة دقيقة وصعبة »، توجب « فحص كل سنتيمتر قبل أن يسمح للمزارعين بالعودة » إلى أراضيهم.
أما ضهير فأمله الوحيد أن تنتهي الحرب « لتعود الأمور الى ما كانت عليه ».
(وكالات)
كلمات دلالية الحرب الغذاء المجاعة غزة
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الحرب الغذاء المجاعة غزة الأراضی الزراعیة فی المئة من
إقرأ أيضاً:
ساكسونيا تسعى لشراء حصة في فولكسفاغن بقيمة 500 مليون يورو لإنقاذ الوظائف وكسب النفوذ
مع تخطيط "فولكسفاغن" لخفض عشرات الآلاف من الوظائف في ألمانيا، يدعو حزب الخضر في ساكسونيا إلى أن تشتري الولاية حصة في شركة صناعة السيارات وتؤمّن مقعدا في مجلس الإشراف لدى "فولكسفاغن".
طرح السياسي من حزب الخضر الألماني فولفرام غونتر فكرة أن ولاية ساكسونيا تشتري حصة في فولكس فاغن، على غرار الحصة القائمة التي تملكها ساكسونيا السفلى.
قال غونتر، وهو وزير دولة سابق للطاقة وحماية المناخ والبيئة والزراعة، لوسائل إعلام محلية في ساكسونيا: "انطلاقا من حصة بنسبة واحد في المئة، سنطالب بمقعد في مجلس الإشراف".
"إن واحد في المئة من فولكس فاغن يكلف حاليا نحو نصف مليار يورو. ولا شك أن الولاية تملك التمويل اللازم لحصة بهذا الحجم، لا سيما إذا بُنيت الحصة تدريجيا"، واصل في بيان نُشر يوم الأربعاء.
شركة فولكس فاغن ساكسن ذ.م.م.، التي تدير مصانع في تسفيكاو وكيمنتس ودرسدن، توظف أكثر من 11.000 شخص وترسخ منظومة واسعة من الموردين المحليين، ما يجعلها حجر زاوية في اقتصاد ساكسونيا.
يأتي ذلك في وقت تمر فيه فولكس فاغن بمسعى لخفض التكاليف وإعادة الهيكلة مع استعداد لخفض عشرات آلاف الوظائف المخطط خفضها بحلول عام 2030.
ومن المقرر أن تتحمل مصانع ساكسونيا القسط الأكبر من خفض التكاليف، مع تقليصات كبيرة مخطط لها في مصنع تسفيكاو على سبيل المثال، ونقل إنتاج سلسلتين من الطرازات الرئيسية إلى فولفسبورغ في ساكسونيا السفلى.
Related البابا ليون 14 يحتفل بالقداس في "فولكسفاغن أرينا" في تركيادفع غونتر وساكسونيا عموما نحو تركيز المنطقة الصناعية الألمانية على تقنيات المناخ والتنقل الكهربائي. وكان مصنع فولكس فاغن في تسفيكاو أول مصنع في المجموعة يتحول بالكامل إلى إنتاج السيارات الكهربائية.
يشكل حزب الخضر لاعبا أساسيا في برلمان ساكسونيا في درسدن، وقد اعتمد بالفعل على دعم الخضر لتمرير موازنة لمدة عامين، وهو ما يمكن للخضر توظيفه للمطالبة بحصة قدرها واحد في المئة في فولكس فاغن.
قال غونتر: "أنا في محادثات مع جميع الجهات الأساسية، من غرف الصناعة والتجارة المحلية وحتى حكومة الولاية".
وبينما يقع مركز صنع القرار الرئيسي لفولكس فاغن في فولفسبورغ بساكسونيا السفلى، قد تكون تبعات فقدان الوظائف وخيمة في ساكسونيا.
تملك ساكسونيا السفلى 11.8 في المئة من رأس مال أسهم فولكس فاغن و20 في المئة من حقوق التصويت، ولديها القدرة على تعطيل القرارات الأساسية بفضل سند قانوني خاص.
في عام 1960، حين خُصخصت فولكس فاغن، اعتمد البوندستاغ قانون فولكس فاغن الاتحادي، وهو تشريع خاص أتاح للحكومة الاتحادية، ولا سيما ولاية ساكسونيا السفلى، الاحتفاظ بأقلية مانعة ونفوذ أكبر بكثير في الشركة مقارنة بالمساهمين العاديين.
وقد حدّ القانون في نسخته الأصلية حقوق التصويت لأي مساهم عند 20 في المئة، وفرض موافقة تزيد على 80 في المئة من رأس المال على القرارات الكبرى، مقارنة بـ 75 في المئة في الشركات الألمانية الأخرى.
ومنذ ذلك الحين، تم تخفيف بعض بنود القانون عقب طعون أمام محاكم الاتحاد الأوروبي، لكن عمليا تمنح حقوق التصويت البالغة نحو 20 في المئة لدى ساكسونيا السفلى حق النقض الفعلي على التحركات الأساسية داخل فولكس فاغن.
يُعد حزب البديل لأجل ألمانيا ("AfD") ثاني أكبر حزب في برلمان ساكسونيا، ولا سيما في كيمنتس والعديد من مدن ساكسونيا الأخرى.
يربط محللون منذ فترة طويلة قوة الحزب في شرق ألمانيا بمشاعر الإحباط من إزالة التصنيع، والإحساس بالتهميش، والمخاوف من تراجع مستويات المعيشة في شرق البلاد، وهي عوامل قد تتفاقم مع فقدان واسع للوظائف في فولكس فاغن ومورديها.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة