هآرتس: كيف أجهض نتنياهو محادثات الإفراج عن الأسرى؟
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
قالت صحيفة هآرتس إن كل لحظات الأمل التي حفلت بها الأشهر الستة الماضية من جولات التفاوض بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل تحطمت، الواحدة تلو الأخرى.
وأضافت، في تقرير نشر أمس الأربعاء، أنه في حين عرقلت حماس المفاوضات -على حد زعم الصحيفة- فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قضى على التقدم الذي أحرزته المحادثات مرارا وتكرارا، لا سيما عندما وصلت مراحلها الحاسمة.
وذكرت أن نتنياهو أبدى تعنتا ومماطلات خلال جولات التفاوض، معربا عن اعتقاده بأن اتفاقا لتبادل الأسرى سيفضي -على الأرجح- إلى انهيار حكومته، "وهو ما يسعى إلى تجنبه بأي ثمن"، على حد تعبير الصحفي مايكل هاوزر توف، في تقريره.
وكشف مسؤولون عسكريون للصحيفة، أن رئيس الوزراء اعتمد في محاولته عرقلة المفاوضات، على معلومات استخبارية سرية و"تلاعب" بالبيانات الحساسة"، وهكذا أحبط نتنياهو "بشكل منهجي" المفاوضات الرامية إلى إطلاق سراح الأسرى.
واستعرضت هآرتس، في تسلسل زمني، أبرز المحطات التي مرت بها المفاوضات منذ يناير/كانون الثاني وحتى يوليو/تموز الحالي، وفيما يلي موجز لها:
17 يناير/كانون الثاني: الاستعدادات لقمة باريس الأولىبدأت إسرائيل تستعد للتفاوض على اتفاق جديد وذلك بعد حوالي 6 أسابيع من الصفقة التي أسفرت عن إطلاق سراح 125 أسيرا. وكانت إستراتيجية فريق التفاوض -التي حظيت بموافقة حكومة الحرب المصغرة- ترتكز، في جوهرها، على الامتناع عن مناقشة عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم مقابل كل أسير إسرائيلي.
وفي 17 يناير/كانون الثاني، اجتمعت حكومة الحرب المصغرة لمناقشة الصفقة، ونطاق التفويض الممنوح لفريق التفاوض الإسرائيلي؛ والقضايا التي يحق لرئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (موساد) ديفيد برنيع التداول بشأنها في قمة باريس المقبلة والنقاط المسموح له بالتنازل عنها. لكن نتنياهو أبدى تشددا، وألغى القرار الذي اتُخذ في الاجتماع.
24 يناير/كانون الثاني: تأجيل قمة باريس الأولىماطل نتنياهو في منح رئيس الموساد تفويضا، مما تسبب في تأخير انعقاد قمة باريس الأولى، مما عرضه لانتقادات حادة داخلية وخارجية.
28- 31 يناير/كانون الثاني: قمة باريس الأولىفي هذا اليوم، التقى رئيس الموساد برنيع بالوسطاء في باريس للمرة الأولى، ووصف التقدم المحرز بأنه مهم. وما إن عاد برنيع إلى إسرائيل، حتى أصدر نتنياهو 5 بيانات صحفية ادعى فيها أن الهوة ما تزال قائمة بين الجانبين.
السادس من فبراير/شباط: حماس تردحاول رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك)، رونين بار، المضي قدما في التوصل إلى اتفاق إنساني مستفيدا من الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة، غير أن نتنياهو تبنى إستراتيجية جديدة بسماحه لفريق التفاوض بإجراء محادثات مع الوسطاء دون إظهار مواقفهم أو تقديم مقترحات، والاكتفاء بالاستماع فقط.
13 فبراير/شباط: قمة القاهرةتواصلت المحادثات بشأن التوصل لاتفاق، فيما كان نتنياهو يدرس إمكانية إيفاد مندوبين عنه إلى القاهرة. في النهاية، وافق نتنياهو على إرسال الوفد المفاوض إلى القاهرة بعد أن ضم إليه مستشاره الشخصي أوفير فولك الذي لم يكن أصلا من أعضاء الفريق.
23 فبراير/شباط: قمة باريس الثانيةبينما كانت قمة باريس الثانية على وشك الانعقاد في هذا اليوم، اكتشف مندوب الجيش الإسرائيلي في المفاوضات اللواء احتياط نيتسان ألون، وهو في طريقه إلى مطار بن غوريون، أن نتنياهو تحدث إلى رئيس الموساد وأبلغه بتقييد التفويض الممنوح له بشكل كبير. وفكر ألون بعدها في إلغاء رحلته، لكنه قرر في النهاية السفر إلى باريس.
16 مارس/آذار: مفاوضات قطر مستمرةبعد فشل قمة باريس الثانية، وما أعقبها من فترة جمود، طلب أعضاء حكومة الحرب المصغرة وكبار المسؤولين العسكريين من نتنياهو تفويض فريق التفاوض باستئناف المحادثات، إلا أنه لم يستجب لطلبهم ولم يدعُ الحكومة للانعقاد.
وانتقد ألون بشدة نتنياهو على تقليصه التفويض الممنوح لهم. وفي رده على هذا الانتقاد، زعم رئيس الوزراء أنه يدير سياسة تقوم على "الأخذ والعطاء" وليس "الأخذ فقط".
الثامن من أبريل/نيسان: الصفقة المؤقتة والتوغل في رفحمارس الوسطاء، أوائل أبريل/نيسان، ضغوطا كبيرة على إسرائيل للدفع نحو اتفاق مؤقت للإفراج عن ما يصل إلى 33 أسيرا. وفي ذلك الوقت، كانت إسرائيل وحماس على أقرب ما يكونان من الاتفاق على إبرام صفقة. وأعلن الجيش الإسرائيلي، في تلك الأثناء، عن اكتمال عملية خان يونس وانسحاب قواته بالكامل من المنطقة.
وفي وقت لاحق، أصدر نتنياهو بيانا قال فيه إن النصر الكامل على حماس يتطلب دخول مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. وامتنع بعدها عن عقد اجتماعات لحكومة الحرب المصغرة، رغم التقدم الكبير في المحادثات مع حركة حماس.
11 أبريل/نيسان: تحقيق تلفزيونيفي مقابلة مع البرنامج الاستقصائي "عوفدا"، قال أحد كبار أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي إن نتنياهو درج على تجاوز حكومة الحرب بعد أن وافقت على تفويض الفرق، ويمنعهم من القيام بمهامهم.
25 أبريل/نيسان: نتنياهو يسرب معلومات سريةأطلع نتنياهو وزير ماليته بتسلئيل سموتريتش على معلومة صنفتها حكومة الحرب المصغرة في اجتماعها، هذا اليوم، بأنها حساسة، لأنها تتعلق بالحد الأدنى لأعداد الأسرى الذي تقبل به إسرائيل. ومع أن سموتريتش لم يكن عضوا في حكومة الحرب، إلا أنه سرَّب المعلومة بشكل غير دقيق للوزراء ووسائل الإعلام.
26 أبريل/نيسان: تراجع من وراء ظهر مجلس الوزراءبعد عدة ساعات من اجتماع مجلس الحرب، اتصل نتنياهو بفريق التفاوض دون علم أعضاء مجلس الوزراء الآخرين، وتراجع عن الاتفاقات التي تم التوصل إليها.
الرابع من مايو/آذار: إعلان "مسؤول دبلوماسي رفيع المستوى"توقعت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن رد حماس على الصفقة المطروحة على الطاولة سيكون إيجابيا. وخلال اجتماع حكومة الحرب في الثاني من مايو/أيار، فاجأ نتنياهو الحضور مقترحا إصدار أمر فوري للجيش بدخول رفح. لكن الاقتراح لم ير النور بعد أن عارضه الجميع.
وفي يوم السبت الرابع من مايو/أيار، أصدر نتنياهو بيانا يزعم فيه أن "إسرائيل لن توافق تحت أي ظرف من الظروف على إنهاء الحرب كجزء من صفقة تتضمن إطلاق سراح الأسرى"، وأن الجيش سيدخل رفح ويدمر كتائب حماس هناك.
الأول من يونيو/حزيران: خطاب بايدنفي هذا اليوم، قدم الرئيس الأميركي جو بايدن – في خطاب عام- إطار عمل يهدف إلى التوصل لاتفاق بشأن تبادل الأسرى. وهذا هو نفس الاقتراح الذي تتم مناقشته تلك الأيام. وبعدها مباشرة، أطلق نتنياهو عدة تصريحات قال في أحدها إن " شروط إسرائيل لإنهاء الحرب لم تتغير، وهي تشمل تدمير القدرات العسكرية والحكومية. ولن يكون هناك وقف لإطلاق النار إذا لم يتم استيفاء هذه الشروط".
الثالث من يونيو/حزيران: محادثات حول إطار الصفقةعقدت لجنة الخارجية والدفاع في البرلمان (كنيست) مناقشة سرية، وبعدها سرّب نتنياهو ما قاله في الجلسة من أنه لا يوافق على إنهاء الحرب ضمن الإطار الذي قدمه الرئيس بايدن. وأثار ذلك حفيظة أعضاء حكومة الحرب، من نتنياهو لإجهاضه المحادثات التي كانت قد استؤنفت للتو بعد طريق مسدود طويل.
23 يونيو/حزيران: الصفقة لا تزال مطروحة على الطاولةفي خطاب ألقاه في الكنيست، قال نتنياهو إنه "مستعد للتوصل إلى اتفاق يعيد بعض الأسرى"، لكنه "ملتزم بمواصلة الحرب".
الثاني من يوليو/تموز: تطورات إيجابيةفي هذا اليوم، رأت إسرائيل تطورات إيجابية تجاه التوصل إلى اتفاق مع حماس، لكن نظرا للحساسية، فإن نتنياهو وفريق التفاوض فقط هم من علموا بذلك.
ورغم أن أعضاء حكومة الحرب لم يتم إطلاعهم على تلك التطورات، فإن الوزير سموتريتش خرج في خطاب قائلا إنه "لن يتفاجأ إذا رد السنوار فجأة بالإيجاب على العرض الذي تلقاه، لأنه يشعر بالذعر ويدرك أننا قريبون من النصر".
الرابع من يوليو/تموز: حماس تجيبتلقت إسرائيل رد حماس على الإطار الذي قدمه بايدن، ووصفته فرق التفاوض الإسرائيلية بأنه "أفضل إجابة تتلقاها" من حركة المقاومة الفلسطينية منذ بدء المفاوضات.
ومع ذلك، فقد صدر رد من مكتب رئيس الوزراء منسوبا لــ"مسؤول أمني كبير" جاء فيه أن "حماس لا تزال تصر على بند أساسي في الإطار، وهناك المزيد من الثغرات التي لم يتم سدها، وستواصل إسرائيل المفاوضات ومواصلة الضغط العسكري" في نفس الوقت.
السابع من يوليو/تموز: بيان عن الخلافاتعلى الرغم من أن هذه أيام حاسمة في المفاوضات، فإن مكتب نتنياهو أصدر بيانا (لأول مرة باسم رئيس الوزراء) يشرح فيه بالتفصيل الخلافات المتبقية بين إسرائيل وحماس. كما يؤكد البيان على مطالب إسرائيل.
وينظر الكثيرون في فرق التفاوض، وكذلك في الساحة السياسية، إلى الرسالة على أنها اعتراف بأن نتنياهو غير مكترث بإبرام صفقة لإعادة الرهائن الإسرائيليين من أسر حماس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات ینایر کانون الثانی رئیس الوزراء فی هذا الیوم أبریل نیسان أن نتنیاهو یولیو تموز
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تلوّح باغتيال 4 شخصيات جديدة من "حماس"
بعد سلسلة اغتيالات لقيادات بارزة في "حركة حماس "، وبعد تهديدات علنية أطلقها وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس باستهداف اثنين آخرين، هما القائد العسكري عز الدين الحداد، والقائد السياسي خليل الحية، كشفت مصادر أمنية إسرائيلية أن قائمة الاستهدافات تشمل أسماء أخرى، مثل أسامة حمدان، وسامي أبو زهري.
وتحت عنوان "هؤلاء هم كبار قادة (حماس) وهم في مرمى الجيش الإسرائيلي"، قالت صحيفة "معاريف" إنه بعد مسلسل الاغتيالات الذي شمل رئيسي المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية ويحيى السنوار، فإن "المقبلين بالدور" أربعة قياديين هم: حمدان الموجود في لبنان، وأبو زهري الموجود في الجزائر، والحداد، وحتى الحية الذي يدير المفاوضات.
إقرأ أيضاً: صحيفة: مساعٍ مصرية - قطرية لإنقاذ مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
وكان الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) قد نشرا بياناً في مطلع الأسبوع هددا فيه باغتيال الحية وكذلك الحداد، القيادي في كتائب القسام، جناح الحركة العسكري.
وقال كاتس في بيان أعلنه مكتبه السبت الماضي: "عز الدين الحداد في غزة، وخليل الحية في الخارج... أنتما المقبلان في الدور"، في تلميح إلى مصير قادة "حماس" الذين اغتالتهم إسرائيل: إسماعيل هنية، ومحمد الضيف، ويحيى ومحمد السنوار.
إقرأ أيضاً: هكذا برر الجيش الإسرائيلي ما جرى صباح اليوم غرب رفح
ونشرت "معاريف" نبأ قالت فيه إنه بعد التيقن من أن العملية التي نُفّذت قبل ثلاثة أسابيع وأُلقيت فيها ثمانية أطنان من المتفجرات على نفق تحت المستشفى الأوروبي في خان يونس قضت على محمد السنوار، الذي تولى قيادة الجناح العسكري في غزة بعد اغتيال شقيقه يحيى، وقضت على مرافقه محمد شبانة قائد لواء رفح، وعلى مهدي كوارع قائد كتيبة جنوب خان يونس، فإن السهام موجهة نحو الحداد الذي نجا من ذلك الهجوم.
وأصبح يُطلق على الحداد لقب "الشبح" بسبب فشل محاولات اغتياله المتعددة، التي كان آخرها في فبراير (شباط) الماضي. ونشر الجيش والشاباك صورة له وقد وُضعت عليها علامة الموت، وكُتب باللغة العربية: "الحداد سيلتقي رفاقه هنية والضيف والسنوار".
وقالت "معاريف" إن الهدف المقبل هو أسامة حمدان، الذي يشرف على المفاوضات، وكان يتولى رئاسة التنظيم في لبنان، وأصبح الناطق بلسان "حماس" منذ الحرب، ويمضي جل وقته في قطر، يليه سامي أبو زهري، الذي يقيم حالياً في الجزائر ويكثر من الظهور في الإعلام؛ ثم خليل الحية، الذي يتولى عملياً رئاسة التنظيم إلى حين انتخاب رئيس بعد الحرب.
وبعد إعلان الجيش الإسرائيلي والشاباك عن مقتل محمد السنوار ومحمد شبانة ومهدي كوارع، وجَّه كاتس مساء السبت تهديداً كتب فيه: "عز الدين الحداد في غزة، وخليل الحية في الخارج - أنتما المقبلان في القائمة". وقال في بيان: "يد إسرائيل الطويلة ستصل إلى كل المسؤولين عن جرائم القتل والفظائع في 7 أكتوبر (تشرين الأول) في كل مكان قريباً كان أو بعيداً".
ويُلقَّب الحداد بـ(أبو صهيب)، وهو قائد لواء مدينة غزة في الجناح العسكري وأحد قدامى محاربيه، ويُعد خلال الحرب المسؤول الفعلي عن شمال قطاع غزة. ويُقدّر الجيش الإسرائيلي أنه بعد اغتيال كبار القادة العسكريين، أصبح هو المسؤول عن قطاع غزة من قِبل "حماس".
واللافت أن التهديد شمل الحية (أبو أسامة)، رئيس المكتب السياسي لـ(حماس) في غزة وعضو مجلس قيادة الحركة ونائب رئيسها. فهو يُعد قائداً سياسياً ويقيم حالياً في العاصمة القطرية الدوحة، والتهديد باغتياله يعد تعدياً على سيادة الدولة التي تتوسط بين إسرائيل و"حماس".
المصدر : وكالة سوا - صحيفة الشرق الاوسط اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين سيناريوهات جيش إسرائيل للتعامل مع سفينة تحاول كسر حصار غزة الخارجية ترحب برفع عضوية فلسطين لـ"دولة مراقب" في منظمة العمل الدولية السلطات الإسرائيلية تهدم مساكن قرية العراقيب للمرة 241 الأكثر قراءة هآرتس: ترامب سئم من الحرب في غزة ويسعى لإتمام صفقة حديث عن فضل العشر الأوائل من ذي الحجة 2025 إسرائيل: مسؤول ملف الأسرى يُطلع عائلات المحتجزين بغزة على تطوّرات الصفقة محدث: شهيد وإصابات برصاص الاحتلال خلال اقتحام نابلس عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025