بوابة الوفد:
2025-06-12@03:46:49 GMT

برنامج الحكومة يجب أن يُطبق على أرض الواقع

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

استمعنا جميعا  لبيان الحكومة أمام نواب البرلمان، والحقيقة انه جاء معبراً عن كل المشاكل والملفات والقضايا التى تهم المواطن، ولكن العبرة ليست فى بيان يتقدم به رئيس الحكومة ويلقى قبولا من المجلس الموقر خاصة أن هذه الحكومة جاءت لتواجه تحديات فعلية على أرض الواقع. 
العبرة الحقيقية من برنامج عمل الحكومة فى الفترة القادمة، ليست بما ورد فى الخطة التفصيلية التى اعدتها هذه الحكومة وقامت بعرضها على مجلس النواب ولكن العبرة فعلا التى ننتظرها وينتظرها الشعب هى أن تبادر الحكومة بالاعلان عن  جدول زمنى محدد بالحلول التى سوف تلتزم بتوفيرها للمشكلات والازمات التى تطحن حياة الناس، وفى مقدمتها مشكلات التضخم والغلاء وارتفاع الاسعار والرقابة على الاسواق، لحماية المستهلكين من جشع واستغلال التجار الذى تجاوز كل الحدود، ويأتى ذلك من منطلق ان الحكومة هى وحدها التى تستطيع توفير هذه الحماية الاجتماعية لمواطنيها بما تملكه من ادوات الردع القانونى بكافة صورها واشكالها، وهذا هو دورها وواجبها تجاه مجتمعها، واذا كان للمجتمع المدنى من دور يساعد به فى ضبط حركة الاسواق والاسعار وفى كبح جماح التضخم والحد من الغلاء، فهو دور داعم ومساند لهذا الدور الحكومى الذى يبقى دائما هو الدور الاهم والاكثر فاعلية على الاطلاق ، فالحكومة تقف فى المقدمة تقود وتوجه وتقرر وتفرض بما تملكه من صلاحيات وادوات، بينما يقف المجتمع المدنى وراءها يستقبل منها ويرسل اليها، فبالجهود الحكومية والشعبية معا تنجح السياسات وتحل المشاكل وتجد القرارات طريقها الى التنفيذ.


ومن هنا أتصور أن خطاب رئيس الحكومة يجب ان يكون موجها  مباشرة وبالاساس الى الشعب، خطاب يحدد فيه ما سوف تقدمه حكومته له خلال الفترة المقبلة وما يجب على الشعب ان يفعله او يدعمها فيه للتغلب به على المشكلات التى يشكو منها وتؤرقه وتنغص عليه حياته، ومثل هذا التواصل المباشر بين الحكومة والمجتمع بلا طبقات عازلة من الوسطاء والانتهازيين، وغيرهم من أصحاب المصالح والاغراض والاهواء ممن يجملون الواقع ولا ينقلونه الى دوائر اتخاذ القرار على حقيقته لكى تعرف طريقها الى التعامل معه بالفاعلية المنشودة متى تعرفت على اسبابه، أقول إن هذا التواصل أمر مهم وضرورى للغاية وأولوية قصوى يجب ان تسبق كل الاولويات فى برنامج عمل هذه الحكومة وبدونه، يفقد التعديل الوزارى الاخير هدفه ومغزاه ويصبح مجرد تكرار لكل التعديلات الوزارية التى سبقته.
الحكومة أمام اختبار كبير سوف يكون الاساس فى الحكم على مدى جديتها ومصداقيتها كحكومة صاحبة موقف والايام القادمة هى وحدها التى سوف تحكم، فدعونا لا نحكم عليها قبل بدء العمل ومشاهدة النتائج الملموسة على أرض الواقع والتى حتما سيشعر بها المواطن..

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ارتفاع الأسعار الرقابة على الأسواق رئيس الحكومة

إقرأ أيضاً:

في حالة السودان وأفريقيا عموما، يجدر بنا أن نتسائل كيف يمكن التعامل مع هذا الواقع

خلاف ترمب مع إيلون ماسك متوقع، كان الخلاف حول توقيته، لأنه أصلا زواج متعة سياسي وكل طرف حقق أغراضه.
ترمب يكتسب صديق ويخسر آخر، كما يقال (حوشه ضيق) إذا دخل ضيف لا بد أن يخرج آخر، مثل حيشان بيوت الديم في العزاء المفاجيء قبل نصب الصيوان، تدخل مجموعة والباقي صف في الشارع.
بالنسبة لي القصة ليست ترمب انما الTrumpism
التعامل مع ترمب يسهل التعامل مع تيارات المحافظين و القوميين واليمين الأمريكي عموما والذي إتضح انه لن يهزم حتى لو هزم ترمب، وحتى لو تفجرت داخله الصراعات، والطحن العنيف، هذه هي لغة الداخل الأمريكي وادبياته وليست خروجا من النص.
لم أنظر للجمهوريين والديموقراطيين اطلاقا على أنهم أحزاب، هي أحلاف انتخابية مستقرة، داخلها احزاب وجماعات سياسية وشبكات وتحالفات أصغر، وتوجد فسيفساء، ليست على نطاق 50 ولاية بل على نطاق 435 دائرة إنتخابية وأكثر من ثلاثة آلاف (مقاطعة إدارية) فيها كلها انتخابات مجالس وشجار وتنافس يجعل أقل تكلفة للحملة الانتخابية لنائب في الكونغرس 3 مليون دولار، ومع التنافس الشديد تصل الى 20 مليون دولار، ولمجلس الشيوخ، في حالة وصلت 75 مليون دولار ومع ذلك سقط المرشح، ولذلك الصراع الداخلي مرير جدا وقذر جدا.
في حالة السودان وأفريقيا عموما، يجدر بنا أن نتسائل كيف يمكن التعامل مع هذا الواقع وهل هنالك نقاط قوة للتأثير والنفاذ غير المال؟ أو تقلل التعويل على المال؟ هذا أفضل من انتظار أن تسفر معركة ترمب – ماسك عن انهيار معسكر ترمب لنكتشف انه ازداد قوة وتصلبا.
هذا التفكير في قراءة المشهد جيدا والتعويل على الذات أفضل من وهم دخول الحفلة تحت عباءة طرف ثري عربي، مع ملاك النفط مرة ومع الغاز مرة؟! فالذي يدخل الوليمة متسولا لن يقدم له صاحب البيت دعوة منفصلة البتة، ولن يتعامل معه باستقلالية اطلاقا، ولن يستمع لعنترياته ورفضه اذا عاد للتمنع، وسيراه “شحاد وقليل أدب”!
الأفضل الاعتماد على الذات لاقصى حد ممكن، وتقليل التعويل على “طرف ثالث” في العلاقة مع أمريكا.
الاشكالية هي مزيج من الكسل، وانتفاع البعض من الطرف الثالث.

مكي المغربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • 5 خطوات لتقديم الطعن أمام محكمة النقض لو صدر ضدك حكم
  • مناهج التعليم بين الواقع والتاريخ.. نحن والآخر
  • العيد والامتحانات وجدول منفصل عن الواقع
  • تحرير (140) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة
  • «الشهري»: خبرات المملكة تترجم على أرض الواقع بموسم الحج  
  • مناهج التعليم بين الواقع والتاريخ (نحن والآخر).
  • الحرية المالية.. بين الواقع والطموح
  • بحث سبل تحسين الواقع الخدمي في اللاذقية
  • في حالة السودان وأفريقيا عموما، يجدر بنا أن نتسائل كيف يمكن التعامل مع هذا الواقع
  • التعليم العالي في الأردن بين الواقع والطموح