تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مرت تسعة أشهر على العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، والتى أعقبها اندلاع الاشتباكات بين حزب الله المتمركز فى جنوب لبنان، وجيش الاحتلال الإسرائيلي التى أسفرت عن مقتل وإصابة المئات من الجانبين، وسط تهديدات كبيرة بشن جيش الاحتلال حربا ضد لبنان يعيدها إلى العصور الوسطى بحسب تصريحات قادة دولة الاحتلال.

وفى ١٩ يونيو الماضي، هدد زعيم حزب الله حسن نصر الله بأنه إذا بدأت إسرائيل حربًا شاملة ضدها، فإن حزب الله سوف يحتل الجليل، ويسوى بقية إسرائيل بالأرض، ويهاجم قبرص، وبعد ١٠ لأيام هددت إيران بأنه إذا صعدت إسرائيل الوضع "فستبدأ حرب إبادة".

وفى هذا السياق، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية تقريرا قالت فيه إن هذه التهديدات لا تدل على الثقة بالنفس بل على الهيستيريا وحتى بعد مرور تسعة أشهر على بدء الحرب، لا تزال طهران تقدر أنه فى حرب شاملة، ستوجه إسرائيل ضربة قاتلة لحزب الله، حليفها الأكثر أهمية لكن ما لا يقل أهمية عن ذلك، أنه خلال أشهر عدة طرأ تغير جذرى فى موقف إيران من الحرب، ومن أجل فهم أين تقف إيران وحزب الله اليوم، لا بد من العودة إلى البداية.

وقالت الصحيفة العبرية فى تقريرها المنشور فى ١٠ يوليو ٢٠٢٤ إن هجوم ٧ أكتوبر بدأه يحيى السنوار دون التنسيق مع بيروت وطهران، وقام خامنئى ونصر الله بتمويل وتدريب وتسليح حماس، لكن فى ذلك الصباح فوجئوا مثل إسرائيل، بالسنوار الذى قرر الهجوم دون تنسيق لأنه كان يعلم أنهم سيمنعونه.

وأضافت الصحيفة: "أولًا، لأن إسرائيل كانت لا تزال قوية للغاية، وكان بوسعها القضاء على حماس وحزب الله، ثانيًا، طالما أن إسرائيل لم تهاجم المنشآت النووية الإيرانية، فإن طهران لم تكن حريصة على تعريض حزب الله للخطر".

ومع ذلك، أمر السنوار بالهجوم على أساس افتراض أن الوعد بالدعم الشعبى الذى تلقاه رجاله فى بيروت فى مارس ٢٠٢٣ سيجبر نصر الله على دخول الصراع وشعر خامنئى ونصر الله بالحرج، وانضم الأخير بسبب عدم وجود خيار آخر.

وأشادت طهران بالمسار الأوسط الذى اختاره نصر الله: تقديم المساعدة لحماس من خلال مهاجمة القوات الإسرائيلية وطرد المدنيين الإسرائيليين من منازلهم فى الجليل الأعلى، ولكن دون التورط فى حرب شاملة؛ فبينما تعهد نصر الله فى خطاباته بالانخراط فى هجمات على إسرائيل طالما استمرت الحرب فى غزة، فإن ضبط النفس الذى يمارسه حزب الله أثار انتقادات فى العالم الإسلامى لإيران وحزب الله وجعل الحدث برمته محرجًا للغاية.

ولهذا السبب قدمت طهران طلبات يائسة متكررة من العالم للضغط على الولايات المتحدة لفرض نهاية للحرب.

وأشارت الصحيفة إلى أن نصرالله متشوق لاتفاق وقف إطلاق النار.

وفى الأشهر الأخيرة، لم تعد طهران تطالب بذلك وبدلًا من ذلك، تشير إيران بفخر إلى مساهمة حزب الله والحوثيين فى استنزاف إسرائيل حيث يعتقدون أنها تفقد دعم الغرب، وأن جيش الاحتلال الإسرائيلى منهك، وأن المجتمع الإسرائيلى ينهار، وميناء إيلات مشلول، والاقتصاد ينهار.

من ناحية أخرى؛ بالنسبة لنصر الله، فإن كل يوم إضافى من القتال يشكل عبئًا هائلًا فهو يتوق إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة، حتى لو أعلنت إسرائيل وحدها نهاية الحرب الشاملة وبقيت فى غزة لكن إيران ستحاول إجباره على الاستمرار.

وإذا كان هناك اتفاق عام لوقف إطلاق النار فإن نصر الله سيلتزم به بل إن هناك احتمالًا أن يوافق على التراجع ١٥ كيلومترًا وربما إلى نهر الليطانى لتجنب الحرب، لكن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تم التوصل إلى موقف إسرائيلى أمريكى مشترك.

وأوضحت "جيروزاليم بوست" أنه سوف تعلن إسرائيل أنه إذا لم ينسحب حزب الله فإنه سوف يبدأ حربًا شاملة، وسوف تتعهد الولايات المتحدة بدعمها بالسلاح والمعلومات الاستخبارية والدعم فى مجلس الأمن وسيكون على إسرائيل أن تركز قوات كبيرة جدًا فى الشمال من أجل إقناع نصر الله بصدق نواياها.

وإذا اقتنع نصر الله وطهران، فمن المرجح أن ينسحب على افتراض أن رجاله سوف يتمكنون من التسلل مرة أخرى فى أقرب وقت ممكن، تمامًا كما فعلوا فى عام ٢٠٠٦.

وسيُسمح للمدنيين الإسرائيليين النازحين بالعودة إلى الشمال، وهذه المرة مع وجود أعداد كبيرة من قوات الجيش الإسرائيلى بشكل دائم على الحدود لكن كل رئيس وزراء إسرائيلى سيكون مسئولًا شخصيًا وقانونيًا عن منع حزب الله من العودة إلى الحدود، حتى لو أدى ذلك إلى الحرب بهذه الطريقة فقط سيتجدد الشعور بالأمن فى الشمال.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: قطاع غزة حزب الله الاحتلال الإسرائيلي حزب الله نصر الله فى غزة

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: حالة تأهب قصوى في أمريكا تحسبًا لهجوم إسرائيلي محتمل على إيران

دخلت الولايات المتحدة في حالة من التأهب القصوى خلال الأيام الأخيرة مع تصاعد المخاوف من احتمال تنفيذ إسرائيل ضربة عسكرية ضد إيران، حسبما أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. 

وأكدت الصحيفة أن وزارة الخارجية الأمريكية صادقت على خطط لإجلاء بعض موظفيها في العراق، بينما سمحت وزارة الدفاع الأمريكية لعائلات العسكريين بالمغادرة الطوعية من عدة مواقع عسكرية في منطقة الشرق الأوسط، في خطوة تعكس تزايد القلق الأمريكي من احتمالات التصعيد.

إيران تحذر أمريكا من عواقب "وخيمة" لأي عمل عسكري ضد طهراننائب الرئيس الأمريكي: لا أعلم ما إذا كانت إيران تسعى لامتلاك سلاح نوويجيش الاحتلال يعلن حالة التأهب القصوى تحسبا لتصعيد مع إيرانترامب: أصبحت أقل ثقة بشأن الاتفاق النووي مع إيران.. وأنباء إيجابية مع الصينبعد وعيد ضرب القواعد الأمريكية.. عراقجي: إيران لا تريد سلاحا نوويامصرع 3 وإصابة 10 في حريق بمجمع كاوه للبتروكيماويات جنوب إيرانإيران تكشف مفاجأة من العيار الثقيل.. تمتلك وثائق سرية نووية خاصة بإسرائيلالقيادة الوسطى الأمريكية تقدم مقترحات ضرب إيران لترامب حالة فشل المفاوضات النوويةزواج حفيدة شاه إيران من رجل أعمال يهودي| تفاصيلإيران تعدم 9 من عناصر داعش بعد إدانتهم بالتخطيط لشن هجمات في 2018لجان طوارئ

ووفقاً لمصادر في وزارة الخارجية الأمريكية تحدثت للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويتها، فقد أصدرت الوزارة تعليمات إلى جميع السفارات الواقعة قرب المصالح الإيرانية في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وشمال أفريقيا، لتشكيل لجان طوارئ وإعداد تقارير عاجلة ترفع مباشرة إلى واشنطن بشأن الخطوات الممكنة لتقليل المخاطر المحدقة بالعاملين الدبلوماسيين.

في هذا السياق، وقع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الأربعاء، قراراً يقضي بالسماح بمغادرة الموظفين غير الأساسيين من السفارة الأمريكية في العراق في إطار خطة وقائية شاملة.

من جانبه، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إن وزير الدفاع بيت هيجسيث صادق على المغادرة الطوعية لعائلات الجنود الأمريكيين من عدد من القواعد العسكرية المنتشرة في الشرق الأوسط. وأشار المسؤول إلى أن القيادة المركزية الأمريكية تواصل التنسيق الوثيق مع وزارة الخارجية وحلفاء واشنطن بهدف ضمان الجاهزية الكاملة لمواجهة أي طارئ في المنطقة.

إيران تحذر أمريكا من عواقب "وخيمة" لأي عمل عسكري ضد طهراننائب الرئيس الأمريكي: لا أعلم ما إذا كانت إيران تسعى لامتلاك سلاح نوويجيش الاحتلال يعلن حالة التأهب القصوى تحسبا لتصعيد مع إيرانترامب: أصبحت أقل ثقة بشأن الاتفاق النووي مع إيران.. وأنباء إيجابية مع الصينبعد وعيد ضرب القواعد الأمريكية.. عراقجي: إيران لا تريد سلاحا نوويامصرع 3 وإصابة 10 في حريق بمجمع كاوه للبتروكيماويات جنوب إيرانإيران تكشف مفاجأة من العيار الثقيل.. تمتلك وثائق سرية نووية خاصة بإسرائيلالقيادة الوسطى الأمريكية تقدم مقترحات ضرب إيران لترامب حالة فشل المفاوضات النوويةزواج حفيدة شاه إيران من رجل أعمال يهودي| تفاصيلإيران تعدم 9 من عناصر داعش بعد إدانتهم بالتخطيط لشن هجمات في 2018

وفي سياق متصل، أعرب دبلوماسي بارز في منطقة الشرق الأوسط للصحيفة، عن قلقه الشديد إزاء خطورة الوضع، قائلاً: "نراقب التطورات عن كثب، ونعتقد أن الأوضاع بلغت مرحلة من الخطورة غير مسبوقة".

ترامب غير متفائل

يأتي هذا التصعيد الأمني في وقت أعرب فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تشاؤمه إزاء فرص نجاح المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي، حيث صرح لصحيفة "نيويورك بوست" قائلاً: "أنا أقل ثقة الآن مما كنت عليه قبل شهرين، لقد طرأ تطور غير واضح على الموقف الإيراني، ما يجعل إمكانية التوصل لاتفاق أقل من السابق".

وبينما تواصل إدارة ترامب جهودها الدبلوماسية لإعادة إحياء المفاوضات النووية المتعثرة مع طهران، يزداد في المقابل قلق أجهزة الاستخبارات الأمريكية من إقدام إسرائيل على شن هجوم مفاجئ ضد المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما قد ينسف أي تقدم في المحادثات ويدفع طهران إلى الرد بقوة عبر استهداف المصالح والقوات الأمريكية في المنطقة.

وأكدت طهران مراراً أن الولايات المتحدة، باعتبارها الداعم الرئيسي لإسرائيل عسكرياً وسياسياً، ستتحمل العواقب المباشرة في حال شن أي هجوم عسكري إسرائيلي عليها.

طباعة شارك أمريكا إيران أمريكا وإيران طهران إسرائيل ترامب

مقالات مشابهة

  • هل خدعت إسرائيل إيران قبل مهاجمتها؟
  • عاجل .. إسرائيل تدق طبول الحرب بهجوم عنيف على إيران
  • واشنطن بوست: حالة تأهب قصوى في أمريكا تحسبًا لهجوم إسرائيلي محتمل على إيران
  • مقتل وإصابة 21 مدنياً في حوادث انفجار ألغام بالحديدة خلال 5 أشهر
  • بالفوشيا.. دره تخطف الأنظار بإطلالة لافتة
  • ترامب يحذر من عدوانية إيران.. و"سنتكوم" تُجهز خيارات عسكرية
  • "مجموعة خيارات".. الجيش الأميركي بانتظار ضوء أخضر لضرب إيران
  • إيران تعدم تسعة من تنظيم الدولة بعد إدانتهم بالتخطيط لهجمات داخلية
  • "مجموعة خيارات".. الجيش الأميركي بانتظار ضوء أخضر لضرب إيران
  • إيران تعدم تسعة من عناصر داعش