المشاط: التمويل التنموي الميسر ليس كافيًا لسد الفجوة التمويلية المُتزايدة
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الفعاليات الافتتاحية لمنتدى العمل الدولي من أجل التنمية المشتركة، الذي تستضيفه الوكالة الصينية للتعاون الدولي الإنمائي بالعاصمة الصينية "بكين"، حيث ألقت كلمة في جلسة رفيعة المستوى تحت عنوان " الإجراءات المشتركة لتعزيز التنمية المستدامة".
وشارك في الجلسة ميلكاو أليبيل، وزير الصناعة الإثيوبي، وشاودهاري إقبال، وزير التخطيط والتنمية والمبادرات الخاص ببكاستان، وكيتيلا ألكسندر، وزير الدولة للتخطيط والاستثمار بتنزانيا، والدكتور كان زاو، وزير الاستثمار والعلاقات الاقتصادية ميانمار، وأنو بالا، وزير التخطيط الوطني غينيا الجديدة، ونادي ألسكندر، نائب الرئيس للسياسة والاسترتيجية في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وجيفري ساكس، مدير مركز التنمية المستدامة بجامعة كولومبيا.
وفي كلمتها أكدت الدكتورة رانيا المشاط، على أهمية انعقاد النسخة الثانية من منتدى العمل الدولي من اجل التنمية المشتركة، مشيرة إلى مشاركتها في النسخة الأولى خلال يوليو الماضي، وأن انعقاد النسخة الثانية عقب توليها حقيبة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، يعزز من جهود الشراكة الشاملة والبناءة مع الجانب الصيني في مختلف المجالات.
وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن السعي لتحقيق التنمية المستدامة يعد قضية ذات أهمية قصوى، موضحة أن تحقيق الاستدامة لا يتطلب فقط تحقيق النمو الاقتصادي، بينما يتطلب أيضًا ضمان التنمية الشاملة، وهو ما يؤكد أهمية السعي من أجل مستقبل أفضل للجميع، ولا يتخلف فيه أحد عن ركب التنمية.
وشددت الدكتورة رانيا المشاط، على أن مبدأ "ملكية الدولة" يعتبر حاسمًا في تعزيز جدول أعمال التنمية المستدامة، والأهم من ذلك تنسيق الجهود في ضوء أهداف التنمية المستدامة، لافتة إلى أن ملكية الدولة تضمن تحقيق التنمية بشكل أكثر عدلًا ويتسم بالمساواة والإنصاف.
وأشارت إلى أن أحد التحديات الرئيسية التي نواجهها هو استمرار زيادة التمويل المطلوب للتنمية والعمل المناخي، وبينما تلعب التمويلات التنموية الميسرة دورًا محوريًا، إلا أنها لا تستطيع سد الفجوة المتزايدة باستمرار.
وقدمت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، عددًا من المقترحات من أجل التغلب على تلك التحديات من بينها حشد التمويل الإضافي من خلال تعزيز المشاركة بين جميع الأطرف ذات الصلة، لإطلاق العنان للتمويلات التريليونية من خلال القطاع الخاص، وغيره من الجهات الفاعلة في مجال التنمية لا سيما المنظمات غير الحكومية، مع تبسيط متطلبات الوصول إلى بنوك التنمية المتعددة الأطراف وصناديق المناخ من أجل تخصيص مخصصات فعالة وعادلة.
كما أشارت إلى أهمية تعزيز استدامة الديون في البلدان متوسطة الدخل والبلدان المنخفضة الدخل لتحسين التصنيف الائتماني للبلدان، وخفض المخاطر، وزيادة ثقة القطاع الخاص وتشجع على ضخ المزيد من الاستثمارات، فضلًا عن ذلك أكدت "المشاط"، على إهمية إعداد قائمة من المشروعات الجاذبة للاستثمارات التي تتوافق مع اتفاق باريس للمناخ، بما يسهم في تنفيذ الأولويات الوطنية.
في ذات السياق، لفتت إلى أهمية تحفيز مشاركة القطاع الخاص في التنمية والعمل المناخي من خلال تشجيع التمويل المختلط من خلال بنوك التنمية متعددة الأطراف، ومؤسسات التمويل الدولية، بما يعزز ثقة المستثمرين ويخفض تكلفة رأس المال في البلدان النامية.
وأشارت إلى أهمية تحسين مرونة وكفاءة البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من خلال تطوير أطر سياسية وتنظيمية قوية وقابلة للتكيف، لاستكشاف الفرص المتاحة في أسواق ائتمان الكربون والقدرة على الصمود والاستفادة منها لتوفير موارد إضافية لتمويل المناخ مع ضمان ملكية الدولة وتحقيق اقصى قدر من الفوائد.
إلى جانب ذلك، أكد الدكتورة رانيا المشاط، على أهمية تعزيز الشفافية والمساءلة في تمويل المناخ من خلال آليات تتبع الميزانية، وإجراء مراجعات دورية للإنفاق المناخي، والمراجعات المؤسسية على المستوى الوطني، مع تطوير أنظمة مراقبة وتقييم وإعداد تقارير متسقة وشاملة بمنهجيات موحدة على المستوى الدولي.
ولفتت إلى ضرورة تنويع مصادر تمويل التنمية، والاستناد إلى الخطط الوطنية التي تراعي أولويات الدول المختلفة في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، موضحة أن مصر تعمل على بناء مستقبل مستدام من خلال التخطيط الفعال للتنمية وتعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين، كما تستهدف زيادة المشروعات الخضراء كنسبة من الاستثمارات العامة إلى جانب الجهود المبذولة مع شركاء التنمية لدفع التحول الأخضر في مصر.
وقالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إن المضي قدمًا في تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، يعزز أيضًا من الاستفادة من التجارب الناجحة وتكرارها، مشيرة إلى أهمية تعميم مبادئ التمويل العادل في جميع أنشطة التنمية وتمويل المناخ، التي تعمل على مواءمة أهداف التنمية المستدامة مع أهداف التنمية الوطنية؛ وتعزيز المسارات العادلة لتمويل المناخ من خلال التأكيد على حق البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل في الحصول على تمويل للمناخ كمًا ونوعًا.
وتستضيف منتدى العمل الدولي من أجل التنمية المشتركة، الوكالة الصينية للتعاون الدولي الإنمائي CIDCA، بمشاركة أكثر من 200 من ممثلي الحكومات، وصناع القرار، والمؤسسات الدولية، لمناقشة العديد من القضايا وعلى رأسها التعاون بين بلدان الجنوب، والابتكار، وجهود تعزيز التعاون المشترك لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وزیرة التخطیط والتنمیة الاقتصادیة والتعاون الدولی أهداف التنمیة المستدامة الدکتورة رانیا المشاط إلى أهمیة من خلال من أجل
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة أسيوط يشارك بورشة الفضاء والتنمية المستدامة
شارك الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، اليوم الإثنين في فعاليات ورشة العمل بعنوان "الفضاء والتنمية المستدامة في أسيوط.. نافذة على المستقبل"، والتي نظمتها محافظة أسيوط بالتعاون مع وكالة الفضاء المصرية، واستضافتها جامعة بدر بأسيوط.
وجاءت الورشة تحت رعاية وحضور اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، والدكتور مصطفى كمال، رئيس جامعة بدر، والدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية.
شهدت الفعاليات حضور، الدكتور جمال تاج رئيس جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية، والدكتور عصام زناتي نائب رئيس جامعة بدر لشئون التعليم والطلاب، وإيهاب عبد الحميد مدير جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، بجانب لفيف من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم من جامعة بدر، والقيادات التنفيذية والشعبية، ورجال الدين الإسلامي والمسيحي، ورجال الإعلام بالمحافظة، وبمشاركة طلاب الجامعات والمدارس بالمحافظة.
وشارك في حضور ورشة العمل من جامعة أسيوط، الدكتور عبدالحميد أبو سحلي - عميد كلية العلوم، والدكتور خالد صلاح سعيد – عميد كلية الهندسة، والدكتور محمد عدوي – مدير مركز دراسات المستقبل بالجامعة، ووكيل كلية التجارة لشئون التعليم والطلاب.
وأشاد اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، بأهمية ورشة العمل "الفضاء والتنمية المستدامة في أسيوط"، واصفًا إياها بأنها منصة علمية متميزة تسلط الضوء على توظيف تكنولوجيا الفضاء في خدمة قضايا التنمية، خاصة في محافظات الصعيد. وأكد أن مثل هذه الفعاليات تعكس حرص الدولة على دمج العلوم المتقدمة في خططها التنموية، وتعزيز دور الجامعات والمؤسسات البحثية في تحقيق رؤية مصر 2030.
وأعرب الدكتور أحمد المنشاوي، في مستهل كلمته خلال ورشة العمل، عن خالص تقديره لمحافظة أسيوط ووكالة الفضاء المصرية على تنظيم هذه الفعالية المهمة، التي تُعد خطوة رائدة في إبراز دور تكنولوجيا الفضاء في دعم قضايا التنمية المستدامة، خاصة في محافظات الصعيد التي تمثل أولوية وطنية في خطط الدولة التنموية.
وأشاد الدكتور المنشاوي بالتكامل الحقيقي بين الجامعات المختلفة داخل الإقليم، سواء كانت حكومية أو خاصة أو أهلية أو تكنولوجية، مؤكدًا أن هذا التعاون يعكس روحًا جديدة تسعى لإحداث نهضة علمية وتنموية شاملة في صعيد مصر، ويجسد الأهداف الإستراتيجية لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي، من خلال ربط البحث العلمي بالتطبيق العملي لخدمة أولويات التنمية، ووضع محافظة أسيوط على خريطة الابتكار العلمي والتكنولوجي.
كما أوضح رئيس جامعة أسيوط حرص الجامعة على تعزيز التعاون مع وكالة الفضاء المصرية، من خلال تفعيل بروتوكولات الشراكة التي تتيح دمج أحدث التقنيات في منظومتي التعليم والبحث العلمي، إلى جانب توفير فرص تدريب وتأهيل نوعية للطلاب والباحثين في مجالات مستقبلية واعدة، مثل الذكاء الاصطناعي، والاستشعار عن بعد، وتحليل الصور الفضائية. وأشاد في هذا السياق بدور وكالة الفضاء في تقديم برامج تعليمية وتدريبية متخصصة، تُسهم في إعداد كوادر علمية مؤهلة تسهم في تنفيذ رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.
وفي ختام كلمته، ثمّن الدكتور المنشاوي دور جامعة بدر وإمكاناتها المتطورة، وحرصها على استضافة مثل هذه الفعاليات النوعية، التي تُسهم في دعم جهود التنمية بمحافظة أسيوط، وتعزز من توظيف التطبيقات الفضائية في خدمة المجتمع. كما أعرب عن فخره بشراكة جامعة أسيوط مع مختلف مؤسسات الدولة والجهات الأكاديمية والوطنية المتخصصة، في سبيل تسخير المعرفة والبحث العلمي لمواكبة التطورات التكنولوجية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ورحّب الدكتور مصطفى كمال، رئيس جامعة بدر، بجميع الحضور والمشاركين في فعاليات ورشة العمل "الفضاء والتنمية المستدامة في أسيوط"، معربًا عن سعادته باستضافة الجامعة لهذا الحدث العلمي المهم، ومؤكدًا أن الورشة تمثل فرصة حقيقية للتعرف على النشاط العلمي لوكالة الفضاء المصرية، وبحث آليات تفعيل دورها على أرض محافظة أسيوط، واستثمار إمكاناتها المتقدمة في دعم جهود التنمية المستدامة بالصعيد.
وأشاد رئيس جامعة بدر بالدور الحيوي الذي تؤديه وكالة الفضاء المصرية، باعتبارها صرحًا علميًا رائدًا يسعى إلى تطوير ونقل علوم وتكنولوجيا الفضاء، وبناء وإطلاق الأقمار الصناعية، بما يخدم أهداف الدولة في التقدم العلمي والتكنولوجي.
خلال كلمته، أشاد الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، بجهود الدولة في دعم وتطوير قطاع الفضاء، لما يمثله من أهمية استراتيجية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأكد أن وكالة الفضاء المصرية، باعتبارها الكيان الوطني المسؤول عن هذا القطاع الحيوي، قد تأسست بموجب القانون رقم 3 لسنة 2018، وبدأت ممارسة مهامها بهدف تعزيز البحث العلمي والتقني وتوطين تكنولوجيا الفضاء داخل مصر.
وأوضح الدكتور صدقي أن الوكالة تضطلع بدور محوري في تصميم وتصنيع وتشغيل الأقمار الصناعية لأغراض التنمية والبحث العلمي، إلى جانب نقل وتوطين التكنولوجيا المتقدمة في هذا المجال، وذلك من خلال إعداد وتأهيل الكوادر البشرية المتخصصة، وتوسيع مجالات التعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين في استكشاف الفضاء وتطبيقاته المتنوعة. وأضاف أن الوكالة تعمل على تنفيذ مشروعات تخدم أهداف التنمية المستدامة، مستفيدة من البيانات الفضائية، وماضية في تنفيذ استراتيجية وطنية لتوطين تكنولوجيا الأقمار الصناعية.
كما أشار إلى أن وكالة الفضاء المصرية تشهد توسعًا ملحوظًا على المستوى الدولي والأفريقي، من خلال توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع عدد من الجهات والمؤسسات المتخصصة، في خطوة تعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء.
وفي إطار دعمها للمواهب والابتكار، نوّه الدكتور شريف صدقي إلى إطلاق الوكالة أول حاضنة لريادة الأعمال الفضائية في مصر، بتمويل من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، بهدف دعم الشباب ورواد الأعمال في تحويل أفكارهم الإبداعية إلى حلول تكنولوجية قابلة للتطبيق التجاري في مجال الفضاء.