مخاوف أفريقية من توحش «داعش» بعد سحب «سادك» بعثتها العسكرية فى موزمبيق.. تنزانيا تحذر من عودة الهجمات الإرهابية على حدودها الجنوبية وتعتزم بقاء بعثتها فى كابو ديلجادو
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تسحب بعثة مجموعة تنمية الجنوب الأفريقى (سادك) فى موزمبيق، قواتها العسكرية، فى منتصف وأواخر شهر يوليو الجاري، المشاركة لمواجهة الجماعات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابى الذى أعلن عن وجوده فى البلاد فى العام ٢٠١٨، خاصة وأن التنظيم الإرهابى عزز تمدده فى أفريقيا بعد نجاح الجيش العراقى فى إنهاء وجوده الجغرافى عام ٢٠١٧.
كما نجحت قوات التحالف الدولى بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية من القضاء على عاصمته فى مدينة الرقة السورية عام ٢٠١٩، بينما عززت بعثة دول الجنوب وجودها من عام ٢٠٢١ بعد زيادة النشاط الإرهابي.
أثارت البعثة الإقليمية فى موزمبيق التى تحمل مختصر "ساميم"، التابعة للمجموعة الإنمائية للجنوب الأفريقى "سادك"، قلق عدة دول أفريقية من بينها تنزانيا ورواندا اللتين تخافان تجدد النشاطات الإرهابية، وتعتزمان بقاء قوة عسكرية لهما لصد الهجمات ومكافحة الإرهاب.
نقلا عن تقرير لموقع مجلة (AdF) فإن البعثة الإقليمية لمجموعة التنمية المكونة من ١٦ دولة، تعانى من نقص مزمن فى التمويل، وبدأت فى تقليص حجمها فى الأشهر الأخيرة، فسحبت بوتسوانا وليسوتو قواتهما فى أبريل، وتستعد أنغولا وناميبيا للرحيل، وينتهز الإرهابيون فى صفوف الجماعة المعروفة بولاية تنظيم الدولة الإسلامية فى موزمبيق (داعش موزمبيق) الفرصة لإعادة تأسيس موطئ قدم لهم فى الركن الشمالى من البلاد.
وأكد التقرير أن الجماعات المسلحة هاجمت المجتمعات الساحلية وسكان جزر كويريمباس قبالة الساحل، ونصب الإرهابيين كمائن لدوريات عسكرية، وأعدموا مدنيين بوحشية، ونهبوا القرى والمدن.
ظهرت بعض المؤشرات الاقتصادية الايجابية فى موزمبيق خاصة بعد اكتشاف المزيد من حقول الغاز، إلا أن النشاط الإرهابى بدأ يتجدد فى عام ٢٠١٧ حيث شنت مجموعة إرهابية هجمات عدة على مراكز الشرطة والمقرات الحكومية، فى مقاطعة كابو دلجادو.
وفى عام ٢٠١٨ قامت مجموعة إرهابية بقطع رؤوس ١٠ أشخاص باستخدام أسلحة بيضاء، بعدها بشهر أعلن تنظيم داعش الإرهابى عن تمدده ووجود خلاياه فى موزمبيق.
وتشير التقارير إلى أن الأفكار المتطرفة تجد طريقها عند الشباب فى مقاطعة كابو دلجادو لتعرض سكان المنطقة لضغوطات سياسية واقتصادية واجتماعية صعبة، جعلت الكثير ينظر للأفكار المتطرفة على أنها السبيل لتحقيق عدالة منشودة.
ويثير انسحاب البعثة العسكرية القلق لدى المراقبين لما حققته من إنجاز فى انحسار الموجة الإرهابية، وإزاحتها لأدنى مستوياتها، حيث تجد الجماعات الإرهابية فرصتها من جديد للتمدد ولتجنيد المزيد من الشباب، مع وجود المساحة الكافية للتحرك ضد المدنيين والمسؤولين الحكوميين.
خاصة وأن المؤشرات كانت تقلل من خطورة نشوب صراعات أو اشتباكات أهلية أو زيادة نفوذ الجماعات الإرهابية بالنظر إلى تدخل المجموعة الإنمائية للجنوب الأفريقي، وقدرتها على السيطرة، إلا أن الأزمات الاقتصادية لإحدى أهم دول الجنوب الأفريقي، دولة جنوب أفريقيا تعانى من أزمة اقتصادية بين وقت وآخر قد تنعكس على توفير التمويل اللازم لاستمرار البعثة العسكرية فى موزمبيق.
وفى مطلع الشهر الجاري، أشار تقرير أممى إلى أن ارتفاع وتيرة الهجمات التى يشنها المسلحون فى شمال موزمبيق يؤدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وأزمة النزوح، ما يهدد بإنشاء بؤرة لتوسيع التطرف والنزوح والمعاناة الإنسانية فى جميع أنحاء المنطقة.
ويشير تقرير بعنوان "تمدد النشاط الإرهابى فى أفريقيا"، صادر عن المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب، بألمانيا، إلى فشل الاستجابات الدولية والإقليمية فى وقف الزيادة المتواصلة فى مستويات الإرهاب، وذلك بسبب النمو السكانى العالى فى المنطقة، والزيادات الكبيرة فى معدلات انعدام الأمن الغذائى والنزوح بسبب عوامل التغير المناخى والنزاعات الأهلية.
ويؤكد التقرير المشار إليه، أن سبب نمو أنشطة الجماعات الجهادية فى المنطقة يعود بشكل أساسى إلى عدم وجود استراتيجيات فاعلة لمكافحة الإرهاب، ما يتطلب ضرورة توفير الأطر التى تزود القوات الأمنية بأحدث المعلومات الاستخباراتية التى تحدد طبيعة الجماعات الإرهابية ومصادر تسليحها وتمويلها.
انسحاب البعثة الإقليمية من موزمبيق حرك قلق تنزانيا خاصة وأنها تشترك فى حدودها الجنوبية مع موزمبيق، وعانت من قبل فى تجدد نشاط الإرهاب فى المناطق الحدودية، واستعدادها الدائم فى تلك المنطقة للقتال ولصد هجمات إرهابية، لذا كانت مطالبها الثابتة بضرورة تغيير الخطاب المتطرف فى هذه المناطق.
إلى جانب ترحيبها بالبعثة الإقليمية فى موزمبيق واشتراكها فيها، أيضا وجهت تنزانيا بعثة عسكرية منفصلة مكونة ٣٠٠ عسكرى للمشاركة فى مواجهة الجماعات الإرهابية، لذا فإن انسحاب القوة العسكرية من موزمبيق يزيد من مخاوفها بشأن تجدد النشاط الإرهابي.
ووفقا لمعلومات مجلة (ADF) فإن تنزانيا تعتزم البقاء على الأرض فى كابو ديلجادو تحسبا لتزايد عمليات التجنيد عبر الحدود، إذ يساور السلطات التنزانية القلق من أن يعود مَن جندتهم داعش لشن هجمات إرهابية فى تنزانيا، فأطلق الجيش التنزانى حملة لنزع التطرف فى المجتمعات الحدودية فى تنزانيا لمواجهة من تسول لهم أنفسهم تجنيد أبنائها فى صفوف الإرهابيين.
واعتزمت قوات (ساميم) فى وقت سابق أن تستمر فى مكافحة الإرهاب لنهاية العام إلا أن أزمة التمويل أجبرت جنوب أفريقيا على سحب جنودها، وهى البلد صاحبة العدد الأكبر مشاركة فى البعثة الإقليمية، وقواتها تعانى من نقص فى التمويل، لذا قررت سحب قواتها فى يوليو الجاري. أما رواندا فتعتزم أيضا إلى جوار تنزانيا أن تظل باقية فى البلاد لاستكمال محاربة الإرهاب.
وما شجع رواندا هو أنها نجحت فى صد توغل إرهابى كان يسعى للزحف إلى محافظة نامبولا "إحدى محافظات موزمبيق" وتعتزم أن تزيد أعداد قواتها لتعويض قوات "ساميم" التى انسحبت.
يشار إلى أن القوة الإقليمية فى موزمبيق بمساعدة كل من رواندا والجيش الموزمبيقى فى العام الماضي، فى القضاء على ما يقدر بنحو ٩٠٪ من المخاطر الناتجة عن تنظيم داعش الإرهابي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: داعش موزمبيق الجماعات الإرهابیة البعثة الإقلیمیة الإقلیمیة فى فى موزمبیق
إقرأ أيضاً:
أمام مجلس الأمن، المبعوثة الأممية تحذر من هشاشة الهدنة وتتعهد بـ”خارطة طريق” للانتخابات
وصفت المبعوثة الأممية هانا تيتيه، في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء، الوضع في ليبيا بأنه يقف عند “منعطف حاسم”، محذرة من هشاشة الهدنة التي تلت الاشتباكات في طرابلس الشهر الماضي.
وضع أمني متقلب
وأكدت المبعوثة الأممية أنها كثفت التواصل مع كافة الأطراف للحفاظ على الهدنة “الهشة” التي جرى التوصل إليها، مشددة على أن “الوضع الأمني العام ما يزال غير قابل للتكهن، رغم تشكيل لجنتي هدنة وترتيبات أمنية وانسحاب القوات الثقيلة من شوارع العاصمة.
وأعربت تيته عن صدمتها إزاء العثور على مقابر جماعية في منطقة أبوسليم عقب الاشتباكات، مشيرة إلى أدلة على “انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك أعمال القتل خارج إطار القانون والتعذيب والاختفاء القسري”، والتي يزعم تورط أطراف أمنية تابعة للدولة فيها، مطالبة بآلية تحقيق مستقلة لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة.
الشعب ورغبة في التغيير
وأكدت تيته أن التظاهرات التي أعقبت الاشتباكات تعكس “عمق انعدام ثقة الشعب واستيائه”، مشددة على أن الوضع الراهن “لا يمكن له أن يدوم”.
وكشفت المبعوثة الأممية أن المشاورات التي أجرتها البعثة في مختلف أنحاء ليبيا أظهرت “رسالة واضحة وموحدة” من الليبيين، تتلخص في خيبة أمل عميقة من الفترات الانتقالية الطويلة وفقدان الثقة في القيادات الحالية، إضافة إلى رغبة قوية في عملية سياسية تتيح لهم انتخاب قادتهم وتفضي إلى حكومة موحدة ومؤسسات خاضعة للمساءلة.
خارطة طريق قادمة
وأعلنت تيته أن البعثة تعتزم تقديم “خارطة طريق محددة زمنيا وعملية سياسيا” تهدف إلى إنهاء المراحل الانتقالية، داعية مجلس الأمن إلى إبداء “الدعم المطلق”، بما في ذلك “استعداده لاتخاذ تدابير ضد أولئك الذين يعرقلون العملية السياسية أو يحرضون على العنف”.
مخاوف اقتصادية
وحذرت تيته من تدهور الوضع الاقتصادي، مشيرة إلى انخفاض قيمة الدينار الليبي، وغياب ميزانية موحدة، ومخاطر القرارات المالية الأحادية.
وأعربت عن قلقها البالغ إزاء مناقشة مجلس النواب لميزانية ضخمة لصندوق التنمية والإعمار، معتبرة أنها قد “تقوض قدرة المصرف المركزي على تحقيق استقرار في سعر الصرف واحتواء التضخم”.
المصدر: إحاطة
أبوسليماشتباكات طرابلسرئيسيمجلس الأمنمقابر جماعيةهانا تيته Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0