يمن مونيتور/من افتخار عبده

جدد زعيم جماعة الحوثي تهديده للملكة العربية السعودية متهمًا إيها بالوقوف وراء التصعيد الاقتصادي الحاصل في اليمن.

جاء ذلك في كلمة له يوم أمس الأول، نشرتها وسائل إعلام حوثية، قال فيها: إن استهداف البنوك والمطارات والميناء كلها خطوط حمراء لا يمكن القبول بها” مؤكدًا” تحذيرنا للسعودية بداية العام الهجري الجديد هو تحذير جاد بكل ما تعني الكلمة”.

وفي وقت سابق هدد عبد الملك الحوثي المملكة بالرد على محاولة إيقاف مطار صنعاء الدولي وإجراءات نقل البنوك الوطنية إلى العاصمة المؤقتة عدن.

وجاءت هذه التهديدات عقب تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والتي قال فيها إن خارطة الطريق للسلام في اليمن جاهزة متمنيًا التوقيع عليها عاجلاً.

ومما زاد في قلق الحوثي أكثر.. قرارات البنك المركزي في عدن والتي صدرت نهاية شهر مايو بغية إيقاف تدهور العملة الجديدة منها” إيقاف التعامل مع بنوك: التضامن، اليمن والكويت، مصرف اليمن البحرين الشامل، الأمل للتمويل الأصغر، الكريمي، اليمن الدولي؛ لرفضها نقل مقراتها الرئيسية من صنعاء إلى عدن، كما أعطى مهلة 60 يومًا للمواطنين والمؤسسات لإيداع ما لديهم من الطبعة القديمة ما قبل العام 2016 لديه”.

وفي وقت سابق، كشفت مصادر مطلعة، عن ضغوطٍ يتعرض لها محافظ البنك المركزي اليمني للتراجع عن قراراته الأخيرة ضد البنوك في مناطق سيطرة الحوثيين.

ويوم أمس الجمعة أكد مجلس القيادة الرئاسي في اجتماع طارئ تمسكه بجدول أعمال واضح للمشاركة في أي حوار حول الملف الاقتصادي، بما في ذلك استئناف تصدير النفط، وتوحيد العملة الوطنية، والغاء كافة الإجراءات التعسفية بحق القطاع المصرفي، ومجتمع المال والأعمال.

محللون سياسيون يرون أن مليشيا الحوثي لن تتوقف عن صلفها وتهديداتها ما دام التعامل معها من قبل الإقليم والمجتمع الدولي على أنها مكون سياسي، مؤكدين أن الحوثي عبارة عن مليشيات لا يمكن أن ترضى بغير الخراب والدمار.

بهذا الشأن يقول عبد الواسع الفاتكي(محلل سياسي)” عندما تظهر المملكة العربية السعودية موقفا مرنًا تجاه المليشيات الحوثية أو عقب أي تصريح لمسؤول سعودي برغبة السعودية بإنهاء الحرب في اليمن بتسوية سياسية بين السلطة الشرعية ومليشيا الحوثيين بمعنى استبعاد الحسم العسكري تقابل مليشيا الحوثي تلكم المواقف والتصريحات بمزيد من إطلاق التهديدات للمملكة”.

تهيئة مقاتليها للعودة إلى العمليات العسكرية

وأضاف الفاتكي لـ” يمن مونيتور” تتوعد المليشيات الحوثية المملكة العربية السعودية بعودة العمليات العسكرية ضدها واستهداف أعيانها الاقتصادية والمدنية لتظهر نفسها بأنها حين تفاوض السعودية فهي تفاوضها من موقف القوة وبشروطها وهي بذلك ترمي الحفاظ على معنويات مقاتليها واستمرار تماسك جبهتها الداخلية وتهيئتها لعودة العمليات العسكرية”.

وأردف” المليشيات تدرك حرص السعودية على الخروج من الحرب في اليمن للتفرغ لرؤية 2030 الاقتصادية ولذلك هي تبتز الرياض وتطلق التصريحات النارية وتهدد بالتصعيد العسكري وشن هجمات على المنشآت الاقتصادية بهدف انتزاع أي مكاسب من الرياض من قبيل طلب السعودية من الشرعية التراجع عن القرارات الاقتصادية الأخيرة التي أقدمت عليها السلطة الشرعية لمحاصرة المليشيات اقتصاديا”.

وتابع” ستستمر المليشيات الحوثية بالتهديد بعودة العمليات العسكرية داخل اليمن وخارجها طالما ظل  الإقليم وبالذات السعودية وكذلك المجتمع الدولي التعامل معها وكأنها فصيل سياسي وبلغة التفاوض والحوار”.

وواصل” التعامل مع المليشيات الحوثية على أنها فصيل سياسي يكسبها مكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية بينما هي عبارة عن مليشيات مسلحة منقلبة على مؤسسات الدولة اليمنية ذات امتداد سياسي وعسكري إيراني يجعلها لا تبارح خطها العسكري المليشياوي الذي ترى بأنه هو الضامن لتحقيق أهدافها والكفيل بهزيمة مناهضيها والتسليم والانقياد لمشروعها السلالي الطائفي”.

تهديدات الحوثي ليست مستغربة

في السياق ذاته يقول زكريا الكمالي ( صحفي )”  التلويح الحوثي بتفجير حرب شاملة ردا على الإجراءات الاقتصادية التي اتخذها البنك المركزي في عدن لمعالجة التشوهات المصرفية، ليس مستغربا من جماعة مأزومة الحرب على الدوام، وتريد ابتزاز الإقليم للضغط على الحكومة الشرعية للتراجع عن معاقبة البنوك التي تخلفت عن نقل مراكزها المالية إلى عدن”.

وأضاف الكمالي لـ” يمن مونيتور ” نحن أمام رجل مختل عقليا لا يجيد سوى ابتزاز الداخل والخارج بالبارود الذي بحوزته، وسيظل يستخدم القضية الفلسطينية للمزايدة لتعويض حالة الفشل الداخلي طوال 10 سنوات من الانقلاب”.

وأردف”  مجلس القيادة الرئاسي أبدى مرونة في التعاطي مع رسالة المبعوث الأممي التي تطالب بتأجيل العقوبات على البنوك والدخول في حوار اقتصادي، والكرة الآن في ملعب الحوثي لتنفيذ الشروط الثلاثة وأهمها استئناف تصدير النفط الخام”.

من جهته  يقول وليد الجبزي( صحفي وناشط سياسي)إن”  التهديدات التي أطلقها زعيم مليشيا الحوثي للمملكة العربية السعودية زادت بشكل كبير بعد أن كانت قد  هدأت التوترات بين مليشيا الحوثي والسعودية منذ تعيين المجلس الرئاسي”.

وأضاف الجبزي لـ” يمن مونيتور”  في الآونة الأخيرة رأت الجماعة أن القرارات الصارمة الذي اتخذها البنك المركزي اليمني  تقف وراءه  المملكة العربية السعودية وهذه القرارات تضرب عمق الاقتصاد الذي تعتمد عليه الجماعة في تمويل حربها ضد اليمنيين وخاصة القرارات الأخيرة والتي ستقضي على العملة الموجودة في مناطق الحوثي بالإضافة إلى سحب السويفت من البنوك الموقوفة والتي تتخذ من صنعاء مقر لها”.

 الحوثي في قلق كبير

وتابع” هذه القرارات  أحدثت قلقًا كبيرًا  لدى مليشيا الحوثي واعتبرت أن تلك القرارات مصدرها الرياض لذا نجد خطاب زعيم الجماعة   يتحدث بما أسماها المطار بالمطار والبنك بالبنك وغيرها من التهديدات وهذا يدل على التأثير الكبير للقرارات الأخيرة التي اتخذها بنك عدن”.

وواصل” ستستمر المليشيات الحوثية بهذا الغرور والتهديد  ما لم تلق ردعًا سياسيًا أو عسكريًا كبيرًا يذكرها بأنها مجرد مليشيات وليست طرفًا سياسيًا ينبغي احترامه”.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: البنك المركزي التهديدات الحوثي السعودية المملکة العربیة السعودیة الملیشیات الحوثیة العملیات العسکریة البنک المرکزی ملیشیا الحوثی یمن مونیتور فی الیمن

إقرأ أيضاً:

السعودية تجدد موقفها الداعم للخروج اليمن من الأزمة الجارية

جددت السعودية، الإثنين، حرصها لمساعدة اليمن للخروج من الأزمة الجارية التي تشهدها البلاد، جراء الصراع المستمر منذ أكثر من عشر سنوات.

 

جاء ذلك خلال لقاء نائب وزير الخارجية وشؤون المغتربين، مصطفى نعمان، مع نائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، على هامش الاجتماع الوزاري لفريق الاتصال المعني بالصومال المنعقد في الدوحة، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، ومستجدات الاوضاع في المنطقة.

 

وبحسب وكالة سبأ الحكومية، فقد ثمن نائب وزير الخارجية، المواقف السعودية، الداعمى للشعب اليمني، وحرص المملكة على تحقيق السلام والإستقرار.

 

بدوره، أكد نائب وزير الخارجية السعودي، دعم بلاده وحرصها على امن واستقرار اليمن، ومساعدة الشعب اليمني للخروج من أزمته، بما يكفل تحقيق آماله وتطلعاته لبناء مستقبل آمن ومزدهر.

 

وتدخلت المملكة العربية السعودية في الـ 26 من مارس 2015م، لمساندة الشرعية، في عملية أسمتها بعاصفة الحزم، بمشاركة عربية تحت مسمى التحالف العربي، غير أن المملكة تراجعت بعد سنوات من القصف والقتال في اليمن ضد جماعة الحوثي التي باتت أكثر قوة من الوقت الذي تدخلت فيه المملكة لدعم الشرعية.


مقالات مشابهة

  • سفير سلطنة عُمان لدى المملكة العربية السعودية يقدم أوراق اعتماده لدى منظمة التعاون الرقمي
  • اقرأ أول تعليق للمملكة العربية السعودية على حكومة “تأسيس”
  • تقرير أممي: اليمن ضمن أسوأ أربع أزمات غذاء في العالم
  • أمير المنطقة الشرقية يستقبل قنصل سفارة جمهورية مصر العربية لدى المملكة
  • ضياء رشوان يدعو لعدم الانسياق وراء الحملات التي تستهدف دور مصر المحوري في دعم الشعب الفلسطيني
  • لويدز ليست: اليمن يفتح مرحلة جديدة من التصعيد في البحر الأحمر
  • محلل سياسي: موقف المملكة من القضية الفلسطينية ثابت لا يتأثر بالمتغيرات
  • السعودية تجدد موقفها الداعم للخروج اليمن من الأزمة الجارية
  • "باستهداف كل السفن".. جماعة الحوثي تعلن التصعيد ضد إسرائيل
  • محمود مسلم: انتخابات مجلس الشيوخ مختلفة حيث تعتمد على الشخصيات العامة التي لها ثقل سياسي في الشارع