بعد إعادة هيكلة مشروعات.. السعودية أمام اللحظة الأكثر خطورة
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
تواجه السعودية "اللحظة الأكثر خطورة" في إعادة تشكيل اقتصادها الذي يتعرض للاختبار بعد أن أدت مشروعات تحولية عملاقة إلى عجز في الميزانية وديون متزايدة، بحسب تقرير لوكالة "بلومبيرغ".
وبعد 8 سنوات من كشف ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عن رؤية 2030، وهي خطة لإعادة تشكيل الاقتصاد لمرحلة ما بعد النفط، فإن تعليق بعض المشروعات وتخفيض الإنفاق على مشروعات أخرى "تكشف عن ضغوط مالية على المملكة".
وكانت الوكالة الأميركية ذاتها ذكرت، نقلا عن أشخاص مطلعين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، الأسبوع الماضي، أن السعودية تعمل على تخفيض الإنفاق على بعض أكبر مشروعاتها التنموية، وتعليق خطط أخرى.
ومع عجز الميزانية لستة أرباع سنوية متتالية، باتت السعودية أكبر مصدر للديون الدولية في الأسواق الناشئة.
وفشل قرار الرياض بخفض إنتاج النفط، مع أعضاء آخرين في تحالف "أوبك بلس" عام 2023، بزيادة عائدات تصدير الخام بشكل كبير.
وقال الخبير الاقتصادي في "بنك أوف أميركا كورب" الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جان ميشيل صليبا، "إن الرؤية تواجه اختبارا للواقع وهناك تعديلات يجري اتخاذها".
وأضاف: "إنها علامة على النضج. لا أعتقد أنها علامة على أن الرؤية تنحرف عن مسارها".
ووجدت مجموعة "غولدمان ساكس" أن درجة المخاطر السيادية للمملكة - وهو مقياس يأخذ في الاعتبار المقاييس المالية والحوكمة كانت الأكثر تراجعا بعد إسرائيل، بين الأسواق الناشئة، خلال النصف الأول من العام.
كذلك، توصل تصنيف "مورغان ستانلي" في يونيو إلى نتيجة مماثلة، إذ كانت المملكة من بين "المتخلفين الرئيسيين".
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينخفض ميزان الحساب الجاري - وهو أوسع مقياس للتجارة والاستثمار - إلى ما يقرب من الصفر في عام 2024، ويتحول إلى العجز ابتداء من العام المقبل، بعدما سجل فائضا بنحو 13 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي عام 2022.
وقال جاستن ألكسندر، مدير "خليج إيكونوميكس"، محلل في شركة "غلوبال سورس بارتنرز" الاستشارية، إن "أكبر مخاوفي أن يؤدي ارتفاع الإنفاق إلى عجز هيكلي كبير، وليس مؤقتا أو دوريا".
ورغم أن حصة الدين الحكومي إلى الناتج الاقتصادي لا تزال منخفضة وفقا للمعايير الدولية، فقد ارتفعت من 1.5 بالمئة في عام 2014 وهي في طريقها إلى تجاوز 31 بالمئة بحلول نهاية العقد، وفقا لصندوق النقد الدولي.
وقال ألكسندر إن السعودية قد تتعرض لمزيد من التدقيق في سوق السندات، ومن شركات التصنيف الائتماني إذا ارتفعت النسبة "بسرعة أكبر من المتوقع".
وجمعت الحكومة والكيانات السعودية الأخرى، بما في ذلك البنوك وصندوق الثروة السيادي وشركة النفط العملاقة "أرامكو"، أكثر من 46 مليار دولار من السندات الدولارية واليورو حتى الآن هذا العام.
وهذا يعني أن السعودية حلت محل الصين باعتبارها المصدر الأكثر غزارة بأسواق السندات الدولية من الدول النامية، وفقا للبيانات التي جمعتها "بلومبيرغ".
وكان الاستثمار المباشر الأجنبي بطيئا في التحقق خارج قطاع النفط والغاز، مما يجعل من الصعب على ولي العهد تحويل طموحاته إلى حقيقة، بحسب "بلومبيرغ".
وتريد الحكومة السعودية جذب 100 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر سنويا بحلول عام 2030، وهو رقم أكبر بثلاث مرات تقريبا مما حققته المملكة على الإطلاق.
وبلغت التدفقات الاستثمارية الأجنبية نحو 2.5 مليار دولار خلال الربع الأول من عام 2024، وفقا لبيانات الحكومة، وهو جزء بسيط من هدف هذا العام.
وفي عام 2023، بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر 12.3 مليار دولار فقط، أي أقل بنسبة 60 بالمئة من دولة الإمارات المجاورة، وهي اقتصاد أصغر بكثير، وفقا لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.
وقال كبير خبراء اقتصادات الأسواق الناشئة لدى " بلومبرغ إيكونوميكس"، زياد داود، "إن أكبر عقبة تواجه السعودية لا تزال تتمثل في اعتمادها المستمر على النفط".
ورغم أن المملكة حاولت رفع الأسعار من خلال تحالف "أوبك بلس"، فإن العرض المتوفر من أماكن أخرى أعاق هذا الجهد، حسبما ذكر داود.
وتحتاج السلطات، حسبما قال داود، إلى الإنفاق للحفاظ على الاقتصاد في حالة جيدة وإرضاء السكان، ولكن بتحفظ يكفي لاحتواء عجز الميزانية.
ورغم كل الضغوط التي تواجه المشروعات التحولية العملاقة، فإن ولي العهد السعودي عازم على تحقيق أهدافه، حتى لو اتخذت شكلا مختلفا.
وقالت الباحثة البارزة في مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا، كارين يونغ، "لقد أصبح التحول مؤسسيا الآن".
وتابعت: "إن عملية التنويع الأكبر جارية على قدم وساق، ولا أرى فرصة كبيرة للتراجع".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
اعتقدت أنها ستُغتصب وتُقتل.. كيم كارداشيان تواجه المتهمين بسرقة ما قيمته 10 ملايين دولار في باريس
(CNN)-- أدلت كيم كارداشيان بشهادتها في محاكمة اللصوص المتهمين بتقييدها وسرقتها تحت تهديد السلاح قبل نحو 9 سنوات، أمام محكمة في باريس، الثلاثاء، قائلةً إنها "اعتقدت تمامًا" أن مهاجميها سيقتلونها.
"لديّ أطفال، عليّ العودة إلى المنزل، لديّ أطفال"، هكذا استذكرت كارداشيان توسّلها للمسلحين الذين اقتحموا غرفتها في الفندق أثناء نومها خلال أسبوع الموضة في باريس عام 2016.
وفي مواجهة مهاجميها المزعومين للمرة الأولى منذ السرقة، شرحت المليارديرة ونجمة تلفزيون الواقع كيف سُرق منها ما يقرب من 10 ملايين دولار نقدًا ومجوهرات، بما في ذلك خاتم خطوبة بقيمة 4 ملايين دولار - أهداه لها زوجها آنذاك كانييه ويست - ولم يُسترد قط.
وكانت كارداشيان هادئة في الغالب خلال شهادتها، التي استمرت لأكثر من ساعتين، لكنها انفجرت باكية في بعض الأحيان، وهي تصف كيف قلبت عملية السطو حياتها رأسًا على عقب، وغيّرت طريقة تنظيمها لأمنها.
ويواجه المتهمون وهم 9 رجال، وامرأة تتراوح أعمارهم بين 35 و78 عامًا - تهمًا بالسطو المسلح والاختطاف والتآمر. وينكر 8 منهم تورطهم، بينما أقر اثنان بالذنب في بعض التهم.
ووصلت كارداشيان إلى المحكمة في العاصمة الفرنسية برفقة والدتها، كريس جينر، مرتديةً قلادة مرصعة بالألماس - في إشارة واضحة إلى المجوهرات التي سُلبت منها ليلة السطو.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2016، تذكرت كارداشيان أنه تم إيقاظها على يد المهاجمين، وأنها في البداية لم تكن تعرف ما يطلبه الرجال.
وقالت كارداشيان: "كان هناك الكثير من الهجمات الإرهابية تحدث في العالم في ذلك الوقت.. اعتقدت أن هذا هو ما يحدث"، وبعد أن فتش الرجال صندوق مجوهراتها واختطفوا خاتم خطوبتها من جانب سريرها، قالت كارداشيان إن أحد اللصوص وجّه مسدسًا إلى ظهرها وربط يديها برباط بلاستيكي. وتتذكر أنها كانت في حالة "هستيرية" وهي تتوسل للصوص أن يتركوها على قيد الحياة.
وبعد أن استيقظت وهي ترتدي رداء حمام فقط، قالت كارداشيان إنها خشيت أن يغتصبها الرجال. وأضافت: "كنت عارية تحت رداء الحمام. كان كل شيء مكشوفًا، وكنت متأكدة من أنه سيغتصبني. تليت دعاءًا واستعددت لما سيحدث... لكنه أغلق ساقيّ وربطهما بشريط لاصق".
ثم قالت كارداشيان إنها خشيت أن تُقتل، وأن شقيقتها كورتني وصديقتها سيمون هاروش، التي كانت تنام في غرفة مجاورة في الطابق السفلي، ستضطران إلى العثور على جثتها. قالت كارداشيان: "كنت أعلم... أنهم سيرون ذلك... أنني سأكون على السرير، مقتولةً بالرصاص، وسيرون ذلك ويظل عالقًا في أذهانهم إلى الأبد".
وأدلت هاروش، التي تعرف كارداشيان منذ أن كانا في الثانية عشرة من عمرهما، وهي شاهدة رئيسية في المحاكمة، بشهادتها في وقت سابق الثلاثاء. وقالت إنها عُيّنت منسقة أزياء كارداشيان في باريس لأسبوع الموضة، واستيقظت على صوت السرقة.
وخوفًا من أن يحاول اللصوص دخول غرفتها لاحقًا، حبست هاروش نفسها في الحمام وأرسلت رسالة نصية إلى الحارس الشخصي لكورتني وكارداشيان، باسكال دوفييه الذي شهد الأسبوع الماضي أنه وجد كارداشيان "تبكي بشدة" عندما وصل إلى الفندق.
وبعد رحيل اللصوص، وصفت هاروش كيف كانت كارداشيان، التي عانت بوضوح من صدمة نفسية شديدة، في حالة هياج ورعب من احتمال عودة الرجال قريبًا، وقالت: "سمعتها تقفز من الدرج. دخلت غرفتي وكانت ملفوفة بشريط لاصق حول قدميها. كانت تصرخ وتردد: علينا الخروج من هنا. ماذا نفعل إذا عادوا؟ قد نضطر للقفز من النافذة".
وأضافت: "لقد غيّرت تلك الليلة حياتها إلى الأبد. لقد رأيتها في حزن، خلال طلاق، في أسوأ الأوقات. لم أرها هكذا من قبل"، وأشارت إلى أنها لم تعد ترغب بعد هذه التجربة في تعريض نفسها لخطر العمل مع المشاهير. وأضافت: "غيرت مهنتي، والآن أعمل في مجال التصميم الداخلي".
ووُصف أحد المشتبه بهم الاثني عشر الأصليين، بـ"الجد اللص"، وقد توفي أحدهم منذ ذلك الحين، وحُكم على متهم آخر مصاب بمرض الزهايمر بأنه غير مؤهل للمحاكمة. وفي حال إدانتهم، قد يواجه بعض المتهمين المتبقين أحكامًا بالسجن تصل إلى 30 عامًا.
والعديد منهم من مرتكبي الجرائم المتكررة، وقد ركزت معظم جلسات المحاكمة التي بدأت في 28 أبريل/ نيسان الماضي على أفعالهم الإجرامية السابقة.
وعندما أنهت كارداشيان الإدلاء بشهادتها أمام المحكمة، قرأ القاضي رئيس الجلسة عليها رسالة من عمر آيت خداش، الزعيم المزعوم للمجموعة، يعتذر فيها عن الصدمة التي سببها. وعلى الرغم من وجوده في قاعة المحكمة، إلا أن خداش البالغ من العمر 68 عامًا يعاني من الصمم الجزئي وعدم القدرة على الكلام، وفقًا لما قاله محاميه لشبكة CNN قبل جلسة الثلاثاء.
وكتب: "أريد أن آتي إليك كإنسان وأُعرب عن مدى ندمي على فعلتي"، وبدت كارداشيان متأثرة بشكل واضح، وقالت إنها "تسامحه"، "لكن هذا لا يُغير من مشاعرها، وأحاسيسها، وصدمتها".
ومن المقرر أن تستمر المحاكمة حتى 22 مايو/أيار الجاري، ومن المتوقع صدور الحكم في 23 مايو/أيار، وأحد أسباب تأخر بدء المحاكمة هو تراكم القضايا الكبرى في فرنسا، بما في ذلك تلك المتعلقة بهجمات باريس الإرهابية عام 2015.