قلق مصري بعد تصديق جنوب السودان على اتفاقية «عنتيبي»
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
أثار تصديق دولة جنوب السودان على الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل، والمعروفة باسم «عنتيبي»، قلقاً ومخاوف في مصر، من قرب دخول الاتفاقية حيز النفاذ، وتأسيس «مفوضية حوض نهر النيل» التي لا تعترف بما تصفه مصر «حقوقها التاريخية» في مياه نهر النيل. وحذّر دبلوماسيون وبرلمانيون مصريون من «خطورة تلك الخطوة في هذا التوقيت»، واعتبروا أنها «تستهدف التأثير على مصالح مصر المائية».
ويعود الجدل حول الاتفاقية إلى عام 2010، حين قادت إثيوبيا حملة بين دول حوض النيل (11 دولة)، للموافقة على «الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل» التي تُنهي الحصص التاريخية لمصر والسودان المقررة في اتفاقيات المياه مع دول حوض النيل (55.5 مليار متر مكعب لمصر، و18.5 مليار متر مكعب للسودان)، كما تفتح الباب لإعادة تقسيم المياه بين دول الحوض وفقاً لمبدأ (الإنصاف)، ما يعني حسب إسهام كل منها.
وأقرت الاتفاقية 5 من دول منابع نهر النيل، وهي (إثيوبيا، وأوغندا، وكينيا، وتنزانيا، ورواندا)، ويتطلب دخولها حيز التنفيذ، تصديق ثلثي الدول المشاركة فيها، في حين رفضت دولتا المصب مصر والسودان الموافقة على الاتفاقية.
وقامت رئيسة المجلس التشريعي الوطني الانتقالي بجنوب السودان (البرلمان)، جيما نونو كومبا، بتسليم رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، (الجمعة)، 4 مشاريع قوانين للتوقيع عليها، بينها «اتفاقية الإطار التعاوني لحوض النيل».
وفي وقت لم تعلق فيه مصر رسمياً، على تصديق جنوب السودان على الاتفاقية، قالت مصادر مصرية مطلعة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجهات المسؤولة عن ملف المياه والعلاقات مع حوض النيل، تدرس الموقف حالياً، وستعمل على اتخاذ موقف في التوقيت المناسب».
واعتبر نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير صلاح حليمة، انضمام جنوب السودان، لاتفاقية «عنتيبي»، «يدعم قرب دخول الاتفاقية حيز النفاذ»، وقال إن «الموقف المصري رافض للاتفاقية منذ الإعلان عنها»، مشيراً إلى أن «المطالب المصرية تتضمن ضرورة اتخاذ القرارات بالإجماع، وأن يجري الإخطار المسبق لأي مشروعات على نهر النيل، حتى لا يحدث تأثير على حقوق دول المصب المائية».
وتساءل حليمة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، حول سبب توقيت تصديق جنوب السودان على الاتفاقية، وأعاد ذلك إلى «ضغوط إقليمية ودولية تستهدف التأثير على مصر»، وأشار إلى أن «مصر لا بد أن يكون لها موقف تجاه أي تحرك يؤثر على مصالحها وحقوقها المائية»، معتبراً عدم تصديق مصر على الاتفاقية «يعطي لها الفرصة لاتخاذ إجراءات عند حدوث أي ضرر عليها».
بينما قلل عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري (البرلمان)، يحيى الكدواني، من أثر تصديق جنوب السودان على الاتفاقية، ووفق الكدواني، فإن «الاتفاقية تكاد تكون معدومة، وغير قابلة للتنفيذ لصعوبات أخرى»، وأشار في الوقت نفسه إلى أن «العلاقات المصرية مع جنوب السودان وطيدة، وهناك مشروعات تعاون مختلفة معها».
وفي نهاية يونيو (حزيران) الماضي، افتتح وزير الري المصري هاني سويلم، عدداً من المشروعات المائية في جنوب السودان، منها مركز التنبؤ بالأمطار والتغيرات المناخية، ومشروع تطهير بحر الغزال من الحشائش المائية، وعدد من آبار المياه الجوفية، كما سلّم حكومة الجنوب، 4 طائرات مساعدات إنسانية مقدمة من مصر.
واعتبر الكدواني، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «المواقف الخاصة بالاتفاقية، تحركها قوى وأطراف تدعو لتقليص حصة مصر المائية من مياه النيل»، مشيراً إلى أن تلك الإجراءات تأتي «ضمن سياسة تتبعها قوى تعادي مصر، وتحاول أن تضغط على دول أخرى، للتأثير على الأمن القومي المصري وأمنها المائي».
ولا يختلف في ذلك وزير الري المصري الأسبق، نصر الدين علام، إذ اعتبر أنه «لا يوجد تأثير مباشر بسبب تصديق جنوب السودان على اتفاقية مفوضية حوض النيل»، وقال إن «عضوية (جوبا)، لا يعني دخول الاتفاقية حيز النفاذ، إذ تشترط بنود الاتفاقية موافقة ثلثي الأعضاء (7 دول)، وحتى الآن لم يصدق عليها سوى 6 دول».
وفسّر علام، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إقدام جنوب السودان على تلك الخطوة، بأن «الهدف الضغط على مصر، ضمن سلسلة من الأحداث التي تؤثر على المصالح المصرية، مثل الوضع في السودان وليبيا والتوترات في البحر الأحمر»، واعتبر موقف دولة جنوب السودان «إدارة سياسية غير موفقة منها، ولا داعي لها، خصوصاً أن مصر من أكثر الدول في العالم دعماً لجنوب السودان، وتقديماً للمساعدات، في مختلف المجالات».
وحذّر وزير الري المصري الأسبق، من مخاطر اتفاقية «عنتيبي»، وقال إنها «تثير القلق بالنسبة لحقوق مصر المائية»، عادّاً الاتفاقية ضد «مبادرة حوض النيل الموقعة عام 1999 التي تشترط الموافقة (بالإجماع)، على أي قرارات ومشروعات تتم إقامتها على حوض نهر النيل»، وأشار في الوقت نفسه إلى تحديات الموارد المائية بمصر، بعد انخفاض نصيب الفرد إلى «نصف حد الفقر المائي (500 متر مكعب سنوياً)»، وقال «إن غالبية حصة مصر يتم استخدامها في الزراعة، ومشروعات الأمن الغذائي».
واعتبر خبير المياه الدولي المصري، ضياء القوصي، أن «ضغوط الأطراف والقوى الأخرى لها تأثير أكبر على جنوب السودان، رغم أنهم لم يقدموا مساعدات مثل مصر». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الموقف المصري معقد حالياً تجاه اتفاقية (عنتيبي)، فالقاهرة بين خيارين؛ إما الموافقة على الاتفاقية للمشاركة في اجتماعاتها وحماية حقوقها، وإما عدم التصديق عليها، وهذه خطورة أخرى، نظراً لإمكانية اتخاذ الدول المشاركة فيها قرارات مصيرية، مثل إلغاء الاتفاقيات المائية السابقة، في غياب مصر».
الشرق الاوسط
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: لـ الشرق الأوسط دول حوض النیل نهر النیل إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعد تصديق الرئيس السيسي رسميًا.. كم ستزيد المعاشات في يوليو؟
أعلنت الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي بدء صرف معاشات شهر يوليو 2025 بزيادة جديدة بنسبة 15%، وذلك تنفيذًا لأحكام قانون التأمينات الاجتماعية والمعاشات رقم 148 لسنة 2019، بعد أن صدق الرئيس عبد الفتاح السيسي رسميًا على إدراج الزيادة ضمن بنود الموازنة العامة للدولة للعام المالي الجديد، الذي يبدأ في يوليو المقبل.
زيادة المعاشات الجديدة 2025بحسب المادة 35 من القانون، فإن الزيادة السنوية في المعاشات تُحتسب وفق معدل التضخم السنوي، على ألا تتجاوز نسبة الزيادة 15% كحد أقصى.
زيادة 15% في اليوم دا .. بشرى لأصحاب المعاشات
معاش ربات البيوت بدون وظيفة.. ما هي شروط التسجيل والمبلغ؟
صدق الرئيس عليها وتضمنتها الموازنة.. زيادة المعاشات 15% من يوليو
لا مسكن ولا معاش.. أرملة إحسان الترك تستغيث من سوء الحال
وتنص المادة بوضوح على أنه "تزداد المعاشات المستحقة في 30 يونيو من كل عام اعتبارًا من أول يوليو بنسبة معدل التضخم، وبحد أقصى 15%".
كما تتكفل الخزانة العامة للدولة بالفارق بين قيمة الزيادة وما ينتج عن تطبيق النسبة المقررة، بما يضمن عدم تحميل هيئة التأمينات عبئًا ماليًا إضافيًا.
موعد صرف الزيادة الجديدة في المعاشاتستبدأ عمليات صرف المعاشات مضافًا إليها الزيادة الجديدة اعتبارًا من الاثنين الموافق 1 يوليو 2025، من خلال كافة منافذ الصرف الرسمية المتاحة، والتي تشمل ماكينات الصراف الآلي (ATM)، ومكاتب البريد، وفروع البنوك، والمحافظ الإلكترونية، وذلك لتسهيل الإجراءات على المستفيدين وتفادي التكدسات والزحام.
13 مليون مستفيد في انتظار الزيادة الجديدةتشير تقديرات الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي إلى أن نحو 13مليون مواطن من أصحاب المعاشات والمستحقين عنهم سيستفيدون من هذه الزيادة السنوية، والتي تأتي كخطوة جديدة في إطار خطط الدولة لتعزيز الحماية الاجتماعية وتخفيف العبء عن الفئات الأكثر احتياجًا، خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
الحماية الاجتماعيةوتأتي هذه الزيادة في إطار الحزمة الاجتماعية التي تم تضمينها ضمن الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2025/2026، والتي تهدف إلى توسيع مظلة الدعم للفئات الأولى بالرعاية، وتحسين مستوى المعيشة في ظل التحديات الاقتصادية وارتفاع تكاليف الحياة اليومية.
زيادة المعاشات 2025يُعد تطبيق الزيادة بنسبة 15% خطوة مباشرة تنفيذا لما نص عليه القانون، دون الحاجة إلى صدور قرارات استثنائية من الحكومة، كما كان يحدث في فترات سابقة.
ويُعزز هذا التوجه الشفافية والاستدامة المالية لمنظومة المعاشات، ويمنح أصحاب المعاشات الثقة في انتظام وتحسين مستحقاتهم سنويًا وفق متغيرات الاقتصاد والتضخم.
تجهيز كشوف الصرف مسبقًا لتفادي الزحامأكدت الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي أنه تم إعداد وتجهيز كشوف صرف المعاشات متضمنة الزيادة الجديدة قبل حلول موعد الصرف، بالتنسيق مع الجهات المصرفية والبريدية، لضمان عدم حدوث تأخيرات أو أي عوائق إجرائية.
الحد الأدنى للمعاش بعد الزيادة يبلغ 1,495 جنيهًابلغ الحد الأدنى لقيمة المعاش بعد تطبيق الزيادة الجديدة 1,495 جنيهًا، وتختلف القيم تبعًا لفئة المعاش الأساسي الذي يحصل عليه كل مستفيد، مع التزام الهيئة بإضافة النسبة المستحقة كاملة دون أي خصومات أو تأجيل.
التصديق الرئاسي يحسم تطبيق الزيادة السنويةوكانت الجريدة الرسمية قد نشرت نص القرار الجمهوري الصادر عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتصديق على زيادة المعاشات الدورية بنسبة 15%، وهو ما يُعد تنفيذًا مباشرًا لقانون التأمينات الاجتماعية، وترجمة عملية لسياسة الدولة في الحفاظ على مستوى دخل أصحاب المعاشات.