تحالف «صمود» سيواصل لقاءاته ببقية مكونات التحالف الحاكم ومكونات المجتمع المدني في دولة جنوب أفريقيا.

بريتوريا: التغيير

واصل وفد التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) برئاسة د. عبد الله حمدوك سلسلة لقاءاته في جنوب أفريقيا، بلقاء قيادة الحزب الشيوعي الجنوب أفريقي برئاسة سولي مابيلا، كما التقت الرئيس السابق تابو امبيكي، ضمن مساعي التحالف لوقف الحرب في السودان.

والتقى الوفد أمس الجمعة برئيس جمهورية جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في القصر الرئاسي ببريتوريا، واستعرض معه تطورات الأوضاع في السودان، داعياً إياه للعب دور فاعل في جهود إنهاء الحرب وإحلال السلام.

صمود والشيوعي الجنوب أفريقي

وقال التحالف في بيان صحفي اليوم السبت، إن قيادة الحزب الشيوعي الذي يعتبر أحد مكونات التحالف الحاكم في جنوب أفريقيا، وعدت وفد (صمود) بتقديم كل ما من شأنه المساعدة في إحلال السلام بالسودان، وأعربت عن تضامنها مع الشعب السوداني في محنته.

وفي السياق، التقى وفد صمود أيضاً بالرئيس الجنوب أفريقي السابق تابو امبيكي في مقر مؤسسته بمدينة جوهانسبيرغ، وناقش الوفد تعثر المبادرات لإيقاف الحرب في السودان، وقدم رؤية صمود السياسية للرئيس السابق، علاوة على خارطة طريق لتحريك مساعي السلام في السودان في ظل انسداد الأفق الحالي مع تعاظم الكارثة الإنسانية واستمرار الموت والدمار والتشرد.

وأكد التحالف أن وفد صمود سيواصل لقاءاته ببقية مكونات التحالف الحاكم ومكونات المجتمع المدني في دولة جنوب أفريقيا.

تكريم حمدوك

وكان المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة في الانتخابات (IDEA) كرّم أمس الجمعة، رئيس تحالف صمود د. عبد الله حمدوك، تقديراً لإسهاماته الريادية في دعم الديمقراطية بأفريقيا والشرق الأوسط، ودفعه الكبير لدعم وإسناد قيم التحول الديمقراطي وتعزيز بناء المؤسسات وتوسيع المشاركة السياسية في القارة السمراء، وتقديرا لجهوده، كأول مدير إقليمي لبرنامج أفريقيا والشرق الأوسط بالمعهد، الذي تولّى مسؤوليته القارية خلال الفترة من 2003 إلى 2008.

وجاء التكريم في إطار احتفالات المعهد بمرور ثلاثين عاماً على تأسيسه، والتي أُقيمت في مدينة بريتوريا بجنوب أفريقيا، بمشاركة عدد من الشخصيات الدولية وصنّاع السياسات والفاعلين في قضايا الديمقراطية والحوكمة حول العالم.

تكريم حمدوك

وأهدى د. حمدوك التكريم للشعب السوداني، الذي ظل يرفد العالم بخبرات علمية ومهنية عالية، متمنيا لشعبنا المكلوم بحرب 15 أبريل الوحشية، الوصول لأهدافه المشروعة وحقه الطبيعي في السلام الشامل العادل وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، مؤكدا عمله وكل تحالف صمود، بكل جد، على تحقيق حلم السودانيين والسودانيات في وقف الحرب، وبناء دولة الحرية والعدالة والسلام.

ويُعدّ د. حمدوك إحدى الشخصيات البارزة التي أسهمت في تطوير برامج دعم التحول الديمقراطي في القارة الأفريقية والمنطقة العربية خلال عمله في IDEA، حيث أشرف على مبادرات متقدمة لتعزيز بناء المؤسسات، وتوسيع المشاركة السياسية، ودعم النظم الانتخابية.

ويأتي التكريم تأكيداً على إرث رئيس (صمود) المهني الطويل في مجال الخدمة العامة والعمل الدولي، ومساهماته في قضايا الديمقراطية والسلام والعدالة، داخل السودان وعلى مستوى القارة.

الوسومالتحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) الحزب الشيوعي السودان المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة في الانتخابات بريتوريا ثابو امبيكي جنوب أفريقيا سولي مابيلا سيريل رامافوزا عبد الله حمدوك

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة صمود الحزب الشيوعي السودان بريتوريا ثابو امبيكي جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا عبد الله حمدوك جنوب أفریقیا فی السودان

إقرأ أيضاً:

معركة الديمقراطية والتحرير.. تلازم الشروط والنتائج

عقولنا الباطنة كنت ترفض رؤية الحرب قادمة، ففزعنا إلى التكذيب وتهوين الإشارات.. كأننا لم نتعلم من كل الدروس السابقة، لم نعرف عدونا بما يكفي لنوقن بأن الحرب هي عمق تفكيره وسلوكه وأنه لا يعيش إلا منها، بل يعيش لأجلها واجبا حيويا وومهمة وجودية. ها نحن في الحرب ولا نفلح في توقع المصير، فنجنح إلى مداعبة مشاعرنا بنصر تقول عقولنا أن شروطه غير متوفرة.

لقد كان اختراق حزب الله واصطياد قيادته كالعصافير سخطة أصابت منا مقتلا وظننا من غفلة أن الأمر وقف هناك، لكن الضربة تكررت في عمق دار قيادة الممانعة والإسناد، فكان الذهول المدمر؛ لماذا كانت إيران هشة أمنيا إلى هذا الحد؟ هل يعقل أنه لليوم السادس من المعركة ما زال الأمن الإيراني يطارد مصنعي المسيرات الخائنة من داخل العاصمة طهران نفسها؟ لماذا تم ضرب القلعة من الداخل؟ لكن هل كانت قلعة فعلا؟

نعيد اكتشاف إيران

بتأثير من الدعاية الإيرانية ومن حماس أنصارها العرب بنينا صورة عن دولة قوية مسلحة ومستعدة لحروب من الجيل الرابع، تملك مقومات الصمود الكامل في وجه عدو نعرفه جميعا يبدأ بالغدر ويكمل بالنذالة، وغفلنا عن الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية وبعضها سببه الحصار وكثيرها سببه توجيه إمكانات البلد لمعركة خارج إيران وبعيدا عن شعبها، ولم نسأل يوما هل أن الشعوب الإيرانية منخرطة فعلا في معركة تقودها نخبتها السياسية الحاكمة طبقا لمشروع غير متفق عليه في الداخل؟

غفلنا عن الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية وبعضها سببه الحصار وكثيرها سببه توجيه إمكانات البلد لمعركة خارج إيران وبعيدا عن شعبها، ولم نسأل يوما هل أن الشعوب الإيرانية منخرطة فعلا في معركة تقودها نخبتها السياسية الحاكمة طبقا لمشروع غير متفق عليه في الداخل؟
الاختراق كان ضربة على اليافوخ نبهتنا إلى أن في إيران فئة تتربص بخيار الدولة، تريد أن تخرج إيران من معركة لا تراها معركة إيرانية، ونقول الآن إن الاختراق جاء من هناك، إذ وجد العدو من يشتغل لصالحه من الداخل رفضا للنظام ومشروعه.

هنا نحن أمام حالة مدرسية مستعادة من تجارب كثيرة وكثيرها عربي؛ الاستعانة بعدو الخارج (الذي يصير صديقا) ضد عدو الداخل (العدو الوحيد). لقد أنتجت سياسات بلدان كثيرة لا تستشير شعوبها في ما تفعل ولا تقدر حاجاتها الأساسية؛ فئات لا ترى غضاضة في التحالف مع عدو الخارج والاستنصار به على أنظمة بلدانها، فيسقط الجميع. نيكارغوا، فنزويلا، العراق، أفغانستان، ليبيا، سوريا.. وأخيرا إيران؛ مشروع النظام في معاداة الإمبريالية (زعما أو صدقا) لم يتداخل مع مشروع بناء ديمقراطية تحمي النظام من الداخل. هذه بوابة عودة السؤال: هل يمكن الانخراط في معركة تحرير وبناء ديمقراطية في ذات الوقت؟ هذه بوابة تفكير لما بعد هذه الحرب أو أي حرب تشببها؛ لأن الحروب لم تنته خاصة في منطقة الشرق الأوسط؛ عقدة العالم ومفتاح الاستراتيجيات الكبرى. نكتشف إيران دولة مسلحة بلا حماية داخلية، لأنها ليست دولة ديمقراطية فلم تؤلف قلوب كل شعوبها حول مشروعها التحريري.

ممنوع النقد وقت الحرب

رجمنا المنخرطون في المعركة برجوم كثيرة زاعمين أن نقد القيادة وقت المعركة تخذيل وأعاداو لنا لازمة "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، وهو الشعار الذي دمر أمة العرب تحت أنظمة زعمت معركة التحرير فانتهت في الخيانات. مطلوب منا الصمت والاتباع فالقيادة معصومة. كان هذا الشعار وسيلة تدمير الديمقراطية ولو بحدها الأدنى، فكان إطلاق يد النظام (الأنظمة) بلا رادع ولا رقيب، والنتائج منشورة بعد الربيع العربي.

الربيع قال لنا جملته الحاسمة من مصر "لن نترك غزة وحدها"، وهذا شعار تحرير أطلق بالتزامن مع بناء نظام ديمقراطي في مصر وفي تونس، أُسقط الشعار والمشروع مرة أخرى بعنوان "لا صوت يعلو فوق المعركة"، فكان حصار غزة ومنع القوت عن أطفالها باسم تحريرها.

قافلة التضامن المغاربية على صغر حجمها أعادت توضيح الواضحات، حيث نبت زرع الحرية ولم يجف نهائيا، سارت القافلة بين أحضان الناس الذين كشفوا الاستعداد الأقصى للتضحية (جامعة التحرير والحرية صنو الديمقراطية). وكم كان عظيما إغماد أهل ليبيا لأسلحة الاحتراب الداخلي من أجل قضية التحرير الكبرى، مؤمنين غير مغصوبين ولا مخدوعين. على حدود الدكتاتورية رُدت القافلة على أعقابها باسم عدم التشويش على المعركة (تحرير غزة بقتل شعبها جوعا وعشطا).

سيوجد مثلنا كثير يسلم في اللحظة الحرجة لشعار لا صوت يعلو، من أجل نصر عزيز على النفوس ولو بغمط شروطه السياسية، وسيوجد بيننا دوما من يحقد على أنظمة القهر فيستسهل الخيانة ويضع يده في يد العدو، لكن الشوق إلى الديمقراطية سيظل معلقا فوق الرؤوس
شعوب أوروبا الحرة التي تتحرك في قضية إنسانية؛ تتحرك تحت الديمقراطية فتنخرط في قضايا الإنسانية ولا تخرب بلدانها كما تزعم أنظمة "لا صوت يعلو". هل كان الإيرانيون في جملتهم سيرفضون الانخراط في معركة تحرير لو أن نظام بلادهم جمع صوت المعركة مع صوت الحريات في الداخل؟ من هنا جاء الاختراق الذي ما زال ينذرنا بأن الأرض ليست مخلصة للنظام، وأن ضربة من الداخل لا تزال تهدد خطوطه الخلفية وقد تعصف به ولو صمد في القتال الخارجي.

لن يهرب أحد من الاستحقاق الديمقراطي

قلوبنا الواجفة وعقولنا المقهورة تؤلف روايات عن النصر، حتى أننا نكذب المؤشرات الموضوعية عن تفاوت القوة، فيرافق الناس الصواريخ بالدعاء، لكن المعركة ستنتهي وتسفر عن حقيقة واضحة. التحرير معركة الشعوب كلها وهي لن تنخرط بكلياتها في هذه المعارك دون حرياتها ودون احترام إراداتها. سيوجد مثلنا كثير يسلم في اللحظة الحرجة لشعار لا صوت يعلو، من أجل نصر عزيز على النفوس ولو بغمط شروطه السياسية، وسيوجد بيننا دوما من يحقد على أنظمة القهر فيستسهل الخيانة ويضع يده في يد العدو، لكن الشوق إلى الديمقراطية سيظل معلقا فوق الرؤوس.

العدو يعلمنا برغمنا أن القوة في بناء الجبهة الداخلية بالديمقراطية، فتخاض الحروب بظهر محمي من الشعب نفسه ولو كانت مهجته في غير الحرب. انتهى طريق قهر الشعوب باسم معارك التحرير، فلا معنى لتحرير شعب (ولو كان صديقا) باستعباد الشعب الذي يدفع كلفة المعركة.

قيلت لنا على لسان أكثر من مفكر قومي وإسلامي أن تحرير فلسطين يبدأ بتحرير الشعوب العربية في أقطارها من القهر والاستعباد الداخلي؛ لأنه وسيلة الحماية الأقوى وضمانة المنعة من الاختراق الخارجي والداخلي. ولا تحرير في الداخل إلا بالديمقراطية، هي وسيلة تحرير المواطن ليتقدم بارادته الحرة فيقبل تحمل كلفة المعارك ولا يضع يده في يد عدوه نكاية في نظام بلاده.

لكن لا بأس.. سنصمت قليلا لصوت المعركة.

مقالات مشابهة

  • جنوب أفريقيا خرجت من الأرباتهايد النظامي إلى فساد حكام حزب المؤتمر الوطني
  • صمود: نفاق السلام وركل الشرعية الانتخابية
  • الأحزاب المناهضة للعدوان تؤكد تأييدها للقوات المسلحة في الرد على أي عدوان أمريكي لإيران
  • وفد صمود برئاسة حمدوك يبحث مع رامافوزا في بريتوريا إنهاء الحرب السودانية
  • هل تحمل رؤية صمود لسلام السودان تحولا في موقف التحالف؟
  • جنوب أفريقيا تسعى للعودة إلى فورمولا 1 بعد غياب 3 عقود
  • عالقون بين حربين.. آلاف اللاجئين السودانيين على الحدود بلا مخرج
  • معركة الديمقراطية والتحرير.. تلازم الشروط والنتائج
  • بعد التحذيرات الأممية والتعقيدات على الأرض.. هل تقترب جنوب السودان من الحرب الأهلية؟