بنسعيد: وزارة الثقافة تعمل على تسجيل التراث الامازيغي لدى اليونسكو
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
زنقة20ا الرباط
قال وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، “إن اللغة تعتبر أحد مكونات المجتمع الرئيسية وأهم عوامل تماسكه، فهي ليست فقط وسيلة للتواصل، بل هي كذلك وسيلة تعبير عن هوية المجتمع وتراثه الثقافي والحضاري، إضافة إلى كونها مظهرا من مظاهر السيادة الوطنية ورمزا من رموزها.
وأضاف الوزير، خلال الجلسة العامة المخصصة لمناقشة تقرير مجموعة العمل الموضوعاتية المؤقتة حول “السياسة اللغوية في المغرب”، اليوم الثلاثاء 16 يوليوز الجاري بمجلس المستشارين، أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تولي اهتماما بالسياسة اللغوية ببلادنا، بقطاعي الثقافة والتواصل على الخصوص، حيث أن قطاع الثقافة معني بترسيم اللغة الأمازيغية، فضلا عن جهود القطاع في تعزيز مكانة اللغة العربية.
فعلى مستوى قطاع التواصل – المجال الإعلامي، أكد بنسعيد أن السياسة اللغوية في المجال الإعلامي ببلادنا تنطلق أساسا من مقتضيات الفصل الخامس من دستور المملكة، الذي كرس مبدأ التعددية اللغوية، من خلال ترسيم اللغتين العربية والأمازيغية، إضافة إلى تنصيصه على صيانة الحسانية وحماية اللهجات والتعبيرات الثقافية المستعملة في المغرب، كما نص كذلك على أن الدولة تسهر على انسجام السياسة اللغوية والثقافية الوطنية، وعلى تعلم وإتقان اللغات الأجنبية الأكثر تداولا في العالم.
وفي إطار تنزيل المقتضيات الدستورية، تعتمد السياسة اللغوية في المجال الإعلامي على مرتكزات قانونية، تتمثل خاصة في القانون رقم 77.03 المتعلق بالاتصال السمعي البصري، الذي ألزم شركات الاتصال السمعي البصري العمومي بالإسهام في ترسيخ الثوابت الأساسية للمملكة وفي تعزيز مقومات الهوية الوطنية وتقوية التماسك الاجتماعي والأسري والتعددية الثقافية واللغوية للمجتمع المغربي.
كما تعتمد كذلك، يضيف الوزير، على مرتكزات تنظيمية تتمثل في دفاتر تحملات شركات الاتصال السمعي البصري العمومي، التي تنص ضمن الأهداف العامة للخدمة العمومية للاتصال السمعي البصري، على حماية وتقوية اللغتين الوطنيتين الرسميتين العربية والأمازيغية واللسان الصحراوي الحساني ومختلف التعبيرات اللسانية والثقافية المغربية، والإسهام في تفعيل ترسيم اللغة الأمازيغية في المجال السمعي البصري، في إطار يحفظ الوحدة والتكامل والانسجام ويضمن التنوع والتعدد ويصون السيادة ويتيح الانفتاح على اللغات والثقافات الأجنبية بما يعزز التواصل وتلاقح الحضارات.
وفيما يتعلق بقطاع الثقافة، كشف المسؤول الحكومي أن هذا القطاع اتخذ عددا من التدابير، لترسيم اللغة الأمازيغية، باعتبارها لغة رسمية، نذكر منها الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، التي أقرها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عيد وطنيا ويوم عطلة مؤدى عنه، وتنظيم ودعم مهرجانات ذات طابع أمازيغي، وكذا دعم الأعمال الأمازيغية الثقافية والفنية والأدبية، وخلق جوائز تشجيعية في إطار جائزة المغرب للكتاب، من خلال جائزة الدراسات الأمازيغية وجائزة الابداع الأمازيغي.
كما تهم هذه التدابير كذلك تسجيل التراث الامازيغي المادي واللامادي في لائحة التراث العالمي اليونسكو، وترجمة الموقع الإلكتروني الخاص بالوزارة zgh/ma.gov.mjcc//:https/، بالإضافة إلى تغطية فعاليات المعرض الدولي للكتاب باللغة الأمازيغية، واعتماد اللغة الأمازيغية في التطبيقات الرقمية La route des empires نموذجا.
كما ستحرص الوزارة على مواصلة تفعيل باقي الإجراءات الإدارية، وتعزيز مكانة اللغة الأمازيغية في المشهد الثقافي المغربي، في انسجام تام مع العناية المولوية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لموضوع اللغة والثقافة الأمازيغيتين، وكذا تفعيلا لمقتضيات الفصل الخامس من الدستور، وتنزيل مضامين القانون التنظيمي رقم 26.16.
وذكر السيد بنسعيد أنه بخصوص اللغة العربية يباشر قطاع الثقافة جملة من الإجراءات التي ترمي إلى تعزيز مكانة اللغة العربية، ووضعها الاعتباري، من بينها دعم الكتب باللغة العربية بنسبة تفوق 77% من مجموع مشاريع الكتب المدعمة، ودعم المجلات الثقافية باللغة العربية 100%، حيث تم خلال الفترة نفسها ، أي سنتي 2022 و2023 دعم 101 مشروعا باللغة العربية، بمبلغ مالي إجمالي قدره 1.674.000 درهم، فيما يخص دعم المجلات الإلكترونية تشكل نسبة دعم المجلات الإلكترونية باللغة العربية %100، وبلغ حجم الدعم المقدم لهذا الصنف خلال الفترة المذكورة 170.000 درهم.
وعلى مستوى معارض الكتب تم تعزيز تمثيلية اللغة العربية باعتبارها لغة رسمية إلى جانب اللغة الأمازيغية، في ندوات البرامج الثقافية لمعارض الكتاب التي ينظمها قطاع الثقافة، سواء منها معارض الكتاب الجهوية أو المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، أو المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: اللغة الأمازیغیة باللغة العربیة اللغة العربیة السمعی البصری قطاع الثقافة
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة يبحث مع ولي عهد الفجيرة آليات التعاون الثقافي وصون التراث
أكد وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هَنو، عمق ومتانة العلاقات المصرية الإماراتية على المستويين الشعبي والرسمي، مشددًا على أهمية تعزيز الشراكات الثقافية باعتبارها جسرًا للتقارب وتبادل الخبرات، وبوابة لانفتاح المجتمعات على آفاق أرحب من الإبداع والمعرفة.
جاء ذلك خلال لقاء وزير الثقافة، مع ولي عهد إمارة الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن حمد الشرقي، لبحث سبل الشراكة في مجالات صون التراث والحفظ الرقمي، وتنظيم الفعاليات الفنية والمعارض المتخصصة التي تُبرز ثراء التراث العربي المشترك، وذلك في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي بين الجانبين.
واصطحب وزير الثقافة ولي عهد الفجيرة في جولة بمبنى دار الكتب بباب الخلق، أحد أعرق المؤسسات الثقافية في مصر والعالم العربي، حيث اطلع على مجموعة من أندر المخطوطات والمقتنيات التراثية التي تُجسد مراحل تطور الفكر الإنساني في مختلف الحقول المعرفية.
وقال إن التعاون بين وزارة الثقافة وإمارة الفجيرة يمكن أن يشكل نموذجًا فاعلًا للتعاون العربي المشترك، وبناء مستقبل ثقافي عربي أكثر إشراقًا، من خلال الابتكار والاحتفاء بالموروث الحضاري المشترك.
من جانبه.. أعرب الشيخ محمد بن حمد الشرقي، عن سعادته بهذه الزيارة، مؤكدًا أن التعاون مع مصر في مجالات الإبداع والمخطوطات والوثائق التاريخية يُعد من المحاور الأساسية لصون الذاكرة الثقافية العربية، ويُسهم في نقل هذا الإرث للأجيال القادمة.
وأشار إلى أن دار الكتب تُعد منارات فكرية مهمة تحتضن كنوزًا معرفية نادرة، تُبرز التنوع الثقافي وثراء الحضارة الإسلامية، وتمثل مرجعًا أساسيًا لفهم تطور الفكر العربي والإنساني عبر العصور.
وأشاد ولي العهد بالدور الرائد الذي تضطلع به دار الكتب في إتاحة هذا التراث للباحثين والجمهور، مشددًا على أهمية دعم المبادرات التي تدمج بين حماية التراث وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في تقديمه وصيانته، بما يُواكب تطورات العصر ويُسهّل الوصول إليه عالميًا.
وخلال الجولة، قدّم رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية الدكتور أسامة طلعت، عرضًا موجزًا عن تاريخ الدار ونشأتها، وما تضمه من مقتنيات نادرة تشمل نحو 60 ألف مخطوط مكتوب بالعربية والتركية والفارسية، تغطي طيفًا واسعًا من المعارف مثل العلوم الدينية والطبيعية، الرياضيات، الأدب، اللغة، التاريخ، والاجتماع. كما تضم مجموعات من أوراق البردي، الخرائط، المسكوكات، ألبومات الخط، وأوائل المطبوعات، إضافة إلى دوريات علمية وأغلفة كتب منفصلة.
وأشار طلعت إلى أن متحف دار الكتب بباب الخلق يضم مجموعة مختارة من هذه المقتنيات تُعرض بأسلوب يراعي المعايير البيئية، حفاظًا على سلامة المواد الأصلية، وإتاحة تجربة متجددة للزائرين.
اقرأ أيضاً«تأثير صديق السوء».. ندوة توعوية لقصور الثقافة بدار الكتب بطنطا تحذر من مخاطر الصحبة الفاسدة
قصور الثقافة تُقدم 11 عرضًا مسرحيًا مجانًا بالإسكندرية
وزير الثقافة يزور الروائي الكبير صنع الله إبراهيم للاطمئنان على حالته الصحية