الوطن:
2025-06-11@01:33:28 GMT

محمد يوسف يكتب: انتصار للأخلاق

تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT

محمد يوسف يكتب: انتصار للأخلاق

إن لم تكن هناك أخلاق فى أى مكان عمل، لن يكون هناك أى نجاح أو انضباط أو أى روح للعمل، ولن يتم تحقيق الأهداف المحددة، فالأخلاق هى الأساس فى كل المجالات وليس الرياضة بجميع ألعابها فقط، فهى أهم أسس النجاح فى كل أمور الحياة.

فى كرة القدم على وجه الخصوص الجميع يعمل بروح الفريق، حتى تخرج الصورة بشكل جيد، وتتناغم المهارة الفردية مع بقية الفريق لتقديم أفضل صورة ممكنة للفريق، فكل فرد يؤدى دوره داخل الملعب حتى يتحقق الفوز والهدف المنشود، فى إطار من الأخلاق والاحترام من جانب الجميع على أرض الملعب، ولا ينتصر أبداً الفريق صاحب الأخلاق غير المنضبطة أو الأفعال غير الأخلاقية، لأن هناك قواعد تحكم هذه اللعبة لمنع التجاوز أو الأمور غير الصحيحة.

ما قامت به شهد سعيد، لاعبة الدراجات، مع زميلتها فى السباق جنة عليوة، فى بطولة الجمهورية لسباق الدراجات، أمر بعيد تماماً عن الأخلاق أو الاحترام للمنافس أو احترام للمنافسة، فالرياضة تؤسس فكرة وسلوكيات احترام المهزوم، ولذا نشاهد فى أغلب الرياضات التصافح بين اللاعبين بعد انتهاء المباراة، وهو أمر غاية فى الأهمية.

موقف رائع لـ«المتحدة» فى أزمة الدراجات.. والروح الرياضية الأساس فى كل المجالات 

لقد كان للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية موقف أكثر من رائع أثلج صدرى فى قضية شهد سعيد وزميلتها جنة عليوة، مشهد كان غاية فى الحزم ونالت به الشركة ثقة الجميع من الشعب المصرى، عندما أكدت أن الرياضة أخلاق وانتصرت للأخلاق، وألحقت بالأساليب غير الشريفة هزيمة ساحقة واقتلعت جذورها تماماً من المجال الرياضى، ونتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت للجميع بقوة حتى لا نراها تتكرر مرة أخرى فى ملاعبنا.

الاحترام والأخلاق وتقبل الخسارة، تأتى أولاً قبل الرياضة، فإذا كنت لا تحترم من حولك سيبغضك الجميع، ولدينا أمثلة عديدة فى كرة القدم على سبيل المثال، افتقدت الاحترام ولم تكمل مسيرتها رغم امتلاكها المهارات الرائعة التى تساعدها على النجاح ولكن بدون الأخلاق انتهت.

الرياضة ليست ترفيهاً أو لعبة تنتهى بين يوم وليلة، ولكنها حياة ولا يمكن للحياة أن تكون بلا أخلاق، فهى المحرك والرابط الأساسى بين جميع أفراد اللعبة، فبدون الأخلاق لا يمكن أن تنجح كرة القدم، ولا أنسى العديد من الأمثلة مع النادى الأهلى، خاصة فى البطولات الأفريقية، فكانت العديد من الفرق الأفريقية عندما نلاعبها على أرضها ترهبنا بأعمال السحر، وتمارس علينا ضغوطاً غير طبيعية لتحقيق المكسب.

ولكن فى كل مرة كنا نواجه هذه الفرق خارج أرضنا نتحلى بالأخلاق، ولا نحاول مسايرتهم فى هذه الأمور، وكان تركيزنا فى الملعب فقط لتحقيق الفوز، وفى مباراة العودة على أرضنا فى القاهرة كنا نحترم الضيوف ولا نرد المعاملة بالمثل، وهذا ما كان يجعل الفوز حليفنا وتتويجنا بالبطولات وكفتنا أعلى فى كل مبارياتنا بالبطولة الأفريقية خاصة على كبار أندية القارة السمراء، والآن على المستوى المحلى علينا كمنظومة كروية أن نراجع ما كان يقوم به كباتننا الكبار كالخطيب وحسن شحاتة وفاروق جعفر من روح رياضية داخل وخارج الملعب لنتعلم منها

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الرياضة الرياضة المصرية

إقرأ أيضاً:

وداع العيد ومرافئ الأخلاق

 

 

د. ذياب بن سالم العبري

يمضي العيد، ويبقى السؤال: هل حفظنا من العيد روحه، أم اكتفينا بفرحه؟

رحل عيد الأضحى كما يرحل النسيم الخفيف، يترك خلفه في القلب أثرًا لا يُمحى من البهجة والسكينة. وقد شهدتُ مع الناس تكبيراتهم المدوية في الساحات، وملامحهم التي أضاءتها أنوار الطاعة والإيمان. هناك، في ذلك الجمع الطيب، جاءت خطبة العيد هذا العام في عُماننا الحبيبة لتوقظ فينا معنى أعمق من الفرح الظاهري؛ معنى يربط بين العيد وبين أخلاقنا في مُعاملاتنا اليومية.

كانت الخطبة دعوة واضحة للرجوع إلى المبادئ الثابتة: الصدق، والأمانة، والعدل، والرحمة. وقد أدركتُ، وأنا أستمع، أن هذه القيم ليست ترفًا أخلاقياً، بل هي أساس لا تقوم حياة إنسانية من دونه.

وكم تذكرتُ حينها ما أشار إليه علماء الاجتماع منذ القدم، وعلى رأسهم ابن خلدون، حين ربطوا بقاء الدول والمجتمعات بحسن الأخلاق وحفظ الحقوق. فقد كتب في مُقدمته أن العمران يفسد حين تضعف الثقة بين النَّاس، وأن القيم إذا خَبَتْ، تراجعت الأمم مهما بدت قوية في ظاهرها.

وقد تأملتُ، وأنا أرى تلك الصفوف البيضاء تصطف خاشعة، كيف أن العيد لم يكن مجرد مناسبة للفرح، بل كان مدرسة لتجديد العهد مع الله، ولتصحيح مسار تعاملاتنا مع بعضنا البعض. كنَّا بحاجة أن نتذكر أن العيد فرصة للعودة إلى مبادئ التسامح والصدق والعدل.

ورأيتُ في أيام العيد نماذج مشرقة لدور الهيئات الخيرية في مجتمعنا. فقد كانت جسور التلاحم تمتد، تردم الفوارق بين طبقات المجتمع، وتؤكد معنى التكافل الذي دعا إليه ديننا الحنيف. كانت أيادي الخير تصل المحتاج، وتجبر خاطر الضعيف، وترسم في ملامح الجميع صورة المجتمع الواحد الذي لا يتخلى عن أبنائه، ولا يترك أحدًا خلفه.

لقد أيقنتُ أنَّ الأخلاق ليست جزءًا من حياتنا، بل هي حياة متكاملة. العدل لا يكتمل إلا بالرحمة، والكرم لا يكون إلا بالتواضع، والعلم لا ينفع إلا بصدق صاحبه. وقد علمنا التاريخ، أنَّ المجتمعات التي تحفظ أخلاقها تحفظ قوتها، وأن من رام عزًا بلا خُلق، فقد رام المستحيل.

وفي وداع العيد، حين خفَتَ التكبير في الساحات، وأقبلت الليالي تتوالى بهدوء، حملتُ معي رسالة لا تغادر القلب: أن الأخلاق هي ما يبقى، وهي ما يمنح الحياة طعمها الأصيل. فإن أردنا لعماننا دوام العزة، ولأمتنا بقاء الهيبة، فعلينا أن نعيد للمعاملة شرفها، وللكلمة صدقها، وللقلوب صفاءها.

وداعًا أيها العيد، وداعًا أيها النور الذي يذكرنا في كل عام أن في الأخلاق حياة، وفي التمسك بها مستقبل يليق بنا.

مقالات مشابهة

  • محمد كركوتي يكتب: الإمارات.. تمام الشفافية الذرية
  • السيدة انتصار السيسي تتواصل هاتفيًا مع أسرة البطل خالد محمد شوقي
  • الأخلاق الناعمة في المجتمع العمانيّ
  • السيدة انتصار السيسي تُعزي أسرة البطل خالد محمد شوقي
  • وداع العيد ومرافئ الأخلاق
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: قراءة الذات
  • الرياضة.. قيم وسلوكيات
  • «الأحمر» يبحث عن انتصار ثان بصافرة موعود
  • محمد أبو الحسن.. حكاية فنان أحبّه الجميع وغاب دون ضجيج
  • محمد دياب يكتب: ولا يوم الطين؟