أندية وادى دجلة تتعاقد مع شركة أمان القابضة لتوفير خدمة التقسيط للأعضاء
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
أعلنت أندية وادى دجلة، أكبر أندية خاصة في مصر، عن الشراكة مع شركة أمان القابضة، إحدى شركات راية القابضة المتخصصة في الحلول المالية، لتوفير خدمات التقسيط للأعضاء، وذلك في إطار حِرص "وادى دجلة" على تقديم أفضل الخدمات لأعضائها الحاليين والمرتقبين وجذب شريحة جديدة من العملاء الراغبين في الاشتراك بأندية وادى دجلة المنتشرة بكل المحافظات.
وقع العقود كلًا من السيد/ مروان مرزوق، رئيس قطاع التسويق والشراكة، والسيد/ معتز عبد العال، رئيس القطاع التجاري في شركة "أمان القابضة"، وبحضورالسيد/ محمد شوشة رئيس قطاع التسويق بشركة أمان القابضة.
في هذا الصدد قال السيد/ مروان مرزوق، رئيس قطاع التسويق والشراكة بأندية وادى دجلة:"تحرص إدارة أندية وادى دجلة على عقد شراكات متنوعة مع أفضل الشركاء في جميع المجالات لتقديم أحسن مستوى من الخدمة للأعضاء، وفي هذا الإطار تمت الشراكة مع شركة أمان القابضة لتقديم خدمة التقسيط للأعضاء الجدد الراغبين في الانضمام لمجتمع الأبطال بوادى دجلة" بالإضافة إلى بعض الامتيازات الأخرى داخل الأندية التى تتيح لشركة أمان القابضة التعامل المباشر مع الأعضاء الحاليين وتقديم الخدمات التمويلية لهم.
وأضاف أن إدارة وادى دجلة حققت تقدمًا في خطة زيادة عدد الأندية لتصل إلى 10 فروع تغطي معظم أنحاء الجمهورية يتوافر بها منشآت وملاعب تسمح بممارسة الرياضات الفردية والجماعية وتنظيم أنشطة ترفيهية وثقافية واجتماعية، وتعمل بالتوازي على التيسير على الأعضاء الراغبين في الانضمام لعضوية وادى دجلة من خلال توفير خدمات التقسيط، مشيرًا إلى أن هناك إقبالًا على خدمة التقسيط، مما دفعنا إلى التعاون مع شركات رائده فى هذا المجال مثل شركة "أمان القابضة".
تعقيبًا على هذه الشراكة، أعرب معتز عبد العال، رئيس القطاع التجاري في شركة "أمان القابضة"، عن سعادته بالتعاون مع نادي وادي دجلة قائلًا: "تأتي هذه الشراكة في إطار استراتيجيتنا الرامية للتوسع في خدماتنا ودخول قطاعات جديدة ومتنوعة مثل النوادي الرياضية، مما يعزز قاعدة عملائنا ويحقق أهدافنا بالفعالية. يعكس هذا التعاون القيمة الحقيقية لهذه الشراكة ويساهم في تعزيز قدرة الشركتين على توفير حلول الدفع الابتكارية لعملائهما. سوف يساهم هذا التعاون في جذب شرائح جديدة من العملاء وتشجيعهم على الاستفادة من خطط الدفع المرنة التي تقدمها شركة "امان القابضة"، والتي تشمل الاشتراكات الجديدة لأعضاء نادي وادي دجلة الرياضي، وتجديد العضويات، وتوفير التسهيلات بشروط ميسرة."
نبذة عن شركة أمان:
تعد شركة أمان القابضة التي تتمثل في "أمان لتكنولوجيا المدفوعات الإلكترونية "، "أمان للخدمات المالية"، و"أمان لتمويل المشروعات متناهية الصغر"، و"أمان للتوريق" من أوائل الشركات في مصر التي تسعى إلى تحقيق رؤية الدولة المصرية بخصوص التحول الرقمي والشمول المالي.
وقدمت مجموعة شركات أمان نموذجًا مصريًا متكاملًا مستفيدة بالفرص الواعدة في مجالات التكنولوجيا المالية غير المصرفية، حيث توفر الشركة ما يزيد عن 2000 خدمة مالية بأسعار معقولة وخدمة مميـزة، لدعم المواطنيـن غيـر المتعاملين مـع البنـوك ليصبحوا مكتفيـن ذاتيًا واقتصاديًا.
وقد استطاعت كل من هذه الشركات في غضون سنوات معدودة أن تصبح رائدة في مجالها لتقود القطاع المالي غير المصرفي وتقدم العديد من الخدمات والمنتجات الجديدة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أندیة وادى دجلة
إقرأ أيضاً:
رواية سراب دجلة لخالد عبد الجابر.. إرث الخذلان والفقد
يبدو أن الكثير من الروائيين العرب تشغلهم فكرة الغربة والاغتراب، سواء في الوطن أو بعيدا عنه. إذ تناقش الكثير من الروايات الصادرة خلال الخمس سنوات الأخيرة أزمة الغياب أو التغييب عن الأرض والوطن وحتى عن الذات.
ولم تكن رواية "سراب دجلة" للكاتب المصري الشاب خالد عبد الجابر والصادرة بطبعتها الأولى عن دار العين المصرية في عام 2023 تغرد بعيدا عن سرب البحث عن طوق النجاة في وطن بديل.
تبدأ الرواية مشحونة بكم كبير من الإهداءات على 3 مستويات: لأفراد من عائلة الكاتب، للأبنودي والأسطى حراجي، وإلى كل الذين عافوا أرضهم بحثا عن الأنا الضائعة على أرصفة المهجر.
لم يكن هذا الزخم العرفاني عشوائيا؛ فكأن عبد الجابر يخبرنا عن هؤلاء الذين ألقوا بأحمال قصصهم فوق كتفيه وقالوا له: "اكتبنا، فنحن متعبون!".
أما بداية القص فلم تكن أقل جودة من الإهداء، إذ ومنذ الصفحة الأولى يبدأ عبد الجابر استخدام تقنيات كتابية تثري النص، واضعة القارئ قبالة تجربة فريدة من الاستمتاع الموجع.
ففي الجزء الأول من الفصل الأول نجد الكاتب يفتتح روايته بتقنية "التكثيف السردي" في فصل لا يتجاوز الثلاث صفحات، يطرح من خلالها وبشكل بانورامي سينمائي أخاذ أغلب المواضيع التي ستناقشها الرواية تباعا، بدءا من الغربة، وعنوان الفصل هو الغريب، مرورا بكيف وصل إلى العراق، ذكرياته مع والده ووالدته وشقيقته على الطبلية.
إعلانويتكلم عن قريتهم وبيتهم الدافئ، غرفة السكن الموحشة في بغداد مع أناس لا يعرفهم ولا يفهم مشاعرهم وطرق عيشهم، علاقته الوطيدة بجده الذي تتلمذ على يده فوق مصطبة احتضنت الكثير من ذكرياته، انتهاء ببدئه كتابة الرسالة الأولى التي ستكون واحدة من رسائل كثيرة بينه وبين والده في مصر.
تقنيات السرديتأرجح السرد في رواية "سراب دجلة" بين 3 تقنيات: الراوي العليم، ضمير المتكلم لأغلب الشخوص الرئيسة، والرسائل بين صادق ووالده محمد.
هذا اللعب والانتقال بين راو عليم يدرك مكنونات الشخوص، وضمير متكلم يفرد مساحة خاصة لكل شخصية بأن تفصح عن مخاوفها ومآسيها وأوجاعها، والرسائل التي استخدمها عبد الجابر لتنوب عن الحوارات شبه المعدومة في الرواية، خلقت جوا حميميا أضفى على السرد سلاسة وخصوصية تشد القارئ وتجعله جزءا من دائرة القص.
ومتابعة لتقنيات الكتابة المستخدمة في هذه الرواية، من اللافت استحضار البيئة وتوظيفها في إدارة تصرفات ومصائر شخوص العمل، إذ نرى كيف أثرت بيئة القرية والتربية على قرارات غالبية شخوص العمل، كأن يقرر محمد المصري خوض الحرب دفاعا عن أرضه وبيته وكرامته.
إذ إن الأرض هي العِرض في مفهوم بنيته، تماما كولده صادق الذي انتعل الهجرة وسيلة لجمع المال وشراء الأرض التي فقدوها، لا بسبب الحرب بل بسبب جشع العم إبراهيم (شقيق محمد والعشيق السابق لزوجته زينب) الذي وضع يده على ممتلكات الجد بعد وفاته مستفيدا من غياب محمد في الحرب.
لغويا، كان التنقل بين الجمل الاسمية والجمل الفعلية واحدا من أهم نقط قوة العمل، فقد منح هذا التنقل بعدا جماليا بعيدا عن نمطية الاكتفاء بالجمل الفعلية أو الاسمية. كما أن استخدام صيغة النفي مفتتَحًا للكثير من الجمل جعل للغة سطوتها، إذ كانت قوية وحاسمة. الأمر اللافت الآخر في اللغة (نحويا) هو تقديم الخبر على المبتدأ في الكثير من الجمل ما خلق تنوعا نحويا بلاغيا وتناغما صوتيا في السرد.
إعلانربما فات الكاتب استخدام بعض الكلمات والحوارات العامية التي أعتقد أنها كانت ستخدم جوهر النص، فنحن هنا نتحدث عن صادق، ابن الريف الذي ذهب للعيش في العراق، وتحديدا في بغداد، وعقبة اختلاف اللهجات قد تكون أول ما يتعثر به المغترب. فوجود بعض الفوارق في اللهجات وطرحها في العمل كانت ستخدم النص وتضفي عليه بعدا جماليا.
لم يكن المكان في رواية "سراب دجلة" مجرد الوعاء الحاضن للحدث، لكنه كثيرا ما نما وتطور وتغير وغير، سواء كان المكان داخليا (غرفة السكن في بغداد، منزل ونس النيل في القرية، منزل العائلة الكبير، المقهى في بغداد حيث عمل صادق، مكتبة الفرات، مصطبة الجد)، أو خارجيا (بغداد، الغيط، شارع المتنبي، قرية ونس النيل).
أثر المكان في مصائر شخوص العمل، فالأرض هي ما دفع محمد ليركب موج الحرب دفاعا عنها، وهي ما دفع صادق للغربة جمعا للمال لشرائها، كما كانت شخصية الفلاح المهيمنة على صادق والتي هي تحصيل حاصل لعيشه في الغيط هي ما أدت به لفقدان وظيفته الأولى في بغداد عندما عمل كصبي في قهوة. ثار الفلاح فيه، فكيف بيد كانت البارحة تضرب بالفأس لتزرع، تتحول بليلة وضحاها ليد تخدم الغرباء؟
الأرض في رواية "سراب دجلة" كانت السبب، وبغداد كانت النتيجة. صادق هزمه نيل مصر، فالتجأ إلى دجلة العراق طلبا للعون، لكنه عاد خائبًا لحضن النيل طالبا العفو والسماح، فدجلة لم يرو عطشه، لأنه كان سرابا. وهنا تكمن جمالية العنوان… سراب دجلة! تلك العبارة الناقصة بمبتدأ لا خبر فيه حتى وإن حاول المضاف إليه شغل محل الخبر. يبقى الخبر خبرا لا بديل عنه.
إعلانلخالد عبد الجابر قدرة هائلة في استخدام تقنية الشخصنة الروائية بمنحه الروح والصفات البشرية للجماد من حوله. فالمصطبة في هذه الرواية لم تكن مجرد حجارة يجلس فيها المارة، بل كانت المكان الذي علم الجد فيه أبناء القرية ومنهم صادق، المكان الذي شهد خيبات الجد وانكساراته وفرحه عندما علق صورة جمال عبد الناصر فوقها، المصطبة التي لعب عندها محمد في طفولته، سقط عندها، جرح جبينه فوقها.
المصطبة التي عاد إليها محمد بعد سنوات يسأل أين ذهب الراحلون؟ وإن بقيت الأمكنة، فمن يعيد إلينا الغياب؟ هنا لعبوا، ركضوا، هربوا من غضب أبيهم، سقطوا، ضحكوا، وبكوا. هي المصطبة التي بعد سنوات طويلة بنى محمد مثلها قبالة بيته، جلس فيها يشرب الشاي ويلقي الجائلة عليه السلام حتى عاد إبراهيم إليه منكسرا يطلب السماح على خيانته. هي المصطبة التي مات فوقها محمد المصري ليطوي قصة رجل أحب أرضه وبذل نفسه فيها.
شخوص تبحث عن الخلاصشخوص العمل كانت كلها بشكل عام أساسية. منها من استمر على طول السرد ومنها من لم يظهر بشخصه كالشحات رفيق محمد في الحرب.
وثمة الكثير من الشخوص المعقدة في تركيبها والتي تترك القارئ في ارتباك قبالة الحكم عليها، أهو جلاد أم ضحية، وتحديدا إبراهيم الذي كان له ما له وعليه ما عليه. فهو ظلم وبخس حقه في التعليم لصالح شقيقه محمد، هو من تعب وكد في الأرض بينما كان محمد في المدارس يتعلم. لكن يبقى السؤال: هل برر هذا خيانته وسرقة نصيب محمد وأختيه من ميراث الأب؟
"سراب دجلة" بداية واعدة لكاتب موهوب، صادق وحساس ننتظر منه الكثير لأنَّ -فعلا- في جعبته الكثير.