جدة – ياسر خليل

حذّر مختصون من المشاكل المترتبة على التدخين السلبي الذي يتعرض له معظم أفراد الأسرة داخل البيوت بسبب الشخص المدخن، مؤكدين أن الأطفال والزوجات وبقية أفراد الأسرة هم الأكثر تأثرًا من التدخين السلبي الذي يتعرضون له في المنازل والأماكن المغلقة.


بداية يؤكد استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه: معظم الأسر بالفعل تعاني من وجود مدخن في محيط العائلة ، وانعكاس ذلك لا يتوقف على المدخن بل يؤثر على كل المحيطين به وخصوصًا الأطفال، فالتدخين السلبي هو استنشاق الدخان المنبعث من سيجارة مشتعلة، وضرره يبدأ على المحيطين بالمدخن من أول خمس دقائق، حيث تصبح الشرايين أقل مرونة كما يحدث للشخص الذي يدخن سيجارة.

وأضاف: لا يتوقف تأثير التدخين السلبي على الأطفال فقط بل يشمل ذلك النساء الحوامل، إذ يسبب تعرض الأم للتدخين السلبي انتقال السموم إلى الجنين في الرحم عن طريق الدم، وتشمل أضرار التدخين السلبي على الجنين ارتفاع مخاطر الإجهاض، ارتفاع احتمال الولادة المبكرة قبل اكتمال نمو الجنين، وإنجاب طفل بوزن أقل من الوزن الطبيعي عند الولادة، كما يبطئ التدخين السلبي نمو رئتي الجنين فتكون أضعف من الأطفال الآخرين، مما يزيد من خطر إصابته بالعديد من المشاكل الصحية في المستقبل، ويقلل من فرص النجاة للأطفال الخدج ، كما تزداد المخاطر الصحية كلما طالت مدة تدخين المرأة الحامل أو تعرضها للدخان السلبي.

ونصح د. قانديه المدخنين بالإقلاع عن التدخين نهائياً لكونه يمثل الحل الأمثل لإعطاء الجسم الفرصة للتعافي واستعادة صحته ليماثل صحة جسم غير المدخن مع مرور الوقت، إذ تظهر أولى فوائد الإقلاع عن التدخين عند الانتهاء من تدخين السيجارة الأخيرة، حيث يبدأ معدل ضربات القلب وضغط الدم بالعودة إلى المستوى الطبيعي ، وحتى يتمتع المدخن بفوائد ترك التدخين التي تظهر على المدى البعيد، عليه أن يضع خطة للتعامل مع آثار ترك التدخين والتوقف عن النيكوتين المسبب للإدمان، وذلك ليتمكن من مواصلة رحلة الإقلاع عن التدخين والإحساس بآثاره الإيجابية في المستقبل.


من جانبه يقول استشاري طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة الدكتور عبدالمنعم حسن الشيخ: للأسف هناك بعض الأطفال وبقية أفراد الأسرة يتعرضون للتدخين السلبي بسبب الشخص المدخن ، إذ يزيد التدخين السلبي الذي يتعرض له الإنسان منذ طفولته خطر تطور أمراض الرئة المزمنة في مرحلة البلوغ، واستمرار التعرض السلبي للتدخين يزيد من احتمال حدوث المضاعفات الخطرة ، وأحد الآثار السلبية الرئيسية الأخرى للتدخين السلبي هو تأثيره الضار على الذين يعانون من الربو، فليس فقط أنها تسهم في التاثير على الجهاز التنفسي، ولكن أيضا على تفاقمه.

وأضاف: كشفت دراسات عديدة أن غير المدخنين الذين يستنشقون دخان التبغ بصورة منتظمة تزيد لديهم أيضًا مخاطر الاصابة بأمراض مختلفة ، إذ إنه يرفع خطر إصابتهم‬ ‫بالتهاب الشعب الهوائية والربو ، كما يتسبب التدخين السلبي في بعض المتاعب لدى الأطفال مثل‬ ‫اضطرابات النوم والسعال والصداع وضعف التركيز.

وختم د.الشيخ بقوله: لابد على المدخنين التوقف فورًا عن التدخين لتجنب الأمراض ، بجانب حماية جميع أفراد الأسرة من المخاطر المترتبة ، فيجب الحفاظ على البيئة المحيطة خالية من التدخين.


إلى ذلك يقول أستاذ وعالم أبحاث المسرطنات الدكتور فهد الخضيري: التدخين أمام الأطفال جريمة اجتماعية وهي سبب لتدخين الأطفال؛ لأنهم يقتدون بمن يدخن أمامهم، وتسبب للأطفال أمراضًا صحية بالرئة وغيرها وحساسية وربو، وتسبب لهم معاناة نفسية ، وأن أكثر من 40 % من الأطفال الذين يدخلون نوبات ربو خطيرة تستدعي نقلهم إسعافًا لغرف الطوارئ هم من الذين يعيشون مع مدخن في البيت؛ أو السيارة ، ونسبة استنشاق الطفل للدخان تصل إلى 30% من سموم الدخان الذي يسمى بـ “التدخين السلبي”، أما إذا تم التدخين بعيدًا عن الطفل أو في غرفة مجاورة فيخف الضرر طبعًا ولكن يستنشق الطفل الدخان عند حملانه أو التنفس بوجهه وتصل النسبة في هذا الوضع إلى 10 %.


وأكمل: الطفل الذي يتعرض للتدخين السلبي يستنشق مزيجاً من الأوكسجين وثاني أوكسيد الكربون معًا، فبالتالي كمية الأوكسجين التي تصل إلى الدماغ تكون أقل ما يؤدي حتماً إلى ضعف التركيز وإلى تراجع في الأداء المدرسي، مع التنويه أن عوالق وجزيئات التدخين السامة تبقى عالقة في أجواء الغرفة 5 ساعات، وقد تزيد إذا كان المكان مغلقًا، كما أثبتت الدراسات ايضاً علاقته بانواع من السرطان وبسرطان الثدي، ومشاكل الحمل وتشوهات الأجنة لزوجته.

ونوه د. الخضيري أن التدخين السلبي أدى إلى 1.2 مليون وفاة مبكرة سنويًا، حول العالم، إضافة إلى وفاة 65 ألف طفل بسبب أمراض تُعزى إلى دخان التبغ غير المباشر.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: للتدخین السلبی التدخین السلبی أفراد الأسرة عن التدخین

إقرأ أيضاً:

المراهقون يواجهون خطر السمنة رغم تراجع معدلات التدخين

في وقت تتراجع فيه معدلات التدخين واستهلاك الكحول بين المراهقين على مستوى العالم، تواجه هذه الفئة تحديات صحية جديدة أشد خطورة، يتصدرها تفاقم معدلات السمنة وتدهور الصحة النفسية. هذا ما خلص إليه تقرير شامل صادر عن لجنة "لانسيت" لصحة ورفاهية المراهقين التابعة للأمم المتحدة، والذي أطلق تحذيرا صريحا مفاده أن العالم بات على أعتاب "نقطة تحول حاسمة" في ما يخص صحة المراهقين.

بحسب التقرير، يُتوقع أن يصل عدد المراهقين المصنفين في فئة من يعانون من زيادة الوزن أو السمنة إلى 464 مليون شخص بحلول عام 2030، أي بزيادة قدرها 143 مليونا مقارنة بعام 2015. ويعكس هذا الارتفاع الحاد تغيرا جوهريا في أنماط المخاطر الصحية التي تواجه المراهقين، حيث باتت السمنة والصحة النفسية تتصدران المشهد، بدلا من التدخين أو تعاطي الكحول.

وفي الوقت الذي تُسجّل فيه معدلات استهلاك المواد الضارة، مثل التبغ والكحول، تراجعا عالميا، يرى معدو التقرير أن هذا التحسّن الإيجابي لا يجب أن يحجب التدهور المتسارع في جوانب أخرى من صحة المراهقين، ولا سيما الصحة النفسية، التي شهدت "انحدارا كبيرا وملحوظا" خلال العقود الثلاثة الماضية، وفاقمت من حدته جائحة "كوفيد-19".

إعلان التحديات الرقمية والمناخية

تقرير لجنة "لانسيت" لصحة ورفاهية المراهقين أبرز أن التقدّم المحرز في تحسين صحة الأطفال الصغار لا يقابله تقدم مماثل لدى فئة المراهقين. بل على العكس، حذر من أن الإنجازات المحققة في الطفولة قد تُفقد في سن المراهقة، بسبب الإهمال الواضح في تخصيص الموارد والدعم لهذه الفئة الحرجة.

وكتب التقرير بلهجة تحذيرية واضحة، "لا يمكن للعالم أن يستمر في تجاهل مرحلة المراهقة… لقد حان وقت التحرك".

يُتوقع أن يصل عدد المراهقين المصنفين في فئة من يعانون من زيادة الوزن أو السمنة إلى 464 مليون شخص بحلول عام 2030 (شترستوك)

كما تناول التقرير التأثير المتسارع للعالم الرقمي، موضحا أن له أثرا عميقا على الصحة النفسية والاجتماعية للمراهقين. إلا أنه رفض الحلول التي تعتمد على تقييد استخدام الفضاء الرقمي، داعيا إلى توازن بين الحماية والإتاحة، نظرا لما يوفّره العالم الرقمي من فرص للتعليم والعمل والتواصل وحتى الرعاية الصحية.

وأبرز "لانسيت" أن هذا الجيل من المراهقين هو الأول في التاريخ الذي سيعيش حياته كاملة في ظل تغير مناخي متفاقم، ما يشكل تحديات إضافية لرفاههم البدني والنفسي. وورد في التقرير، أن "مراهقي اليوم هم أول جيل من البشر سيعيش كامل حياته وهو يواجه الآثار المتزايدة لتغير المناخ".

تحذير علمي واستثمار مستقبلي

البروفيسورة سارة بيرد، الرئيسة المشاركة في اللجنة وأستاذة الصحة العالمية في جامعة جورج واشنطن، أكدت أن صحة ورفاهية المراهقين تقف الآن عند مفترق طرق. وأشارت إلى تفاوت التقدم المحرز، مشددة على أن معدلات السمنة قد تضاعفت 8 مرات في بعض دول آسيا وأفريقيا، بينما تتزايد معدلات القلق والاكتئاب في جميع أنحاء العالم.

كما أوضحت أن التحديات مرشحة للتفاقم بفعل التحوّل الرقمي السريع، والنزاعات العالمية، والتغيرات البيئية.

وختمت بيرد بالتأكيد على أن "الاستثمار في صحة ورفاهية الشباب ضرورة لا غنى عنها من أجل حماية مستقبلنا المشترك".

وفي ختام تقرير "لانسيت"، شددت اللجنة على أن الاهتمام بصحة المراهقين يجب أن يصبح أولوية عالمية، خصوصا مع التغيرات الديمغرافية التي تشهدها المجتمعات، من شيخوخة سكانية إلى انخفاض معدلات الخصوبة. فمع تقلص أعداد الشباب، تصبح كل حياة شابة ثمينة أكثر من أي وقت مضى، واستثمار الصحة في سن المراهقة يعني استثمارا مباشرا في مستقبل الشعوب والدول.

مقالات مشابهة

  • المراهقون يواجهون خطر السمنة رغم تراجع معدلات التدخين
  • تويوتا تطلق تحذيرا من التأثير السلبي للرسوم الجمركية الأمريكية على أسعار السيارات عالميًا
  • احذر.. جريمة خطف الأطفال تعرضك لعقوبة السجن 10 سنوات بالقانون
  • أجنة مشوهة.. هكذا يتسلل رعب الحرب إلى أرحام الأمهات في غزة
  • صراعات بأركان محكمة الأسرة.. العقوبة القانونية لمن يمنع الأب من رؤية أطفاله
  • «زايد الإنسانية» تدشن 3 مشاريع اجتماعية وتأهيلية مستدامة في كازاخستان
  • بايدن وسرطان البروستاتا.. توقعات طبية بشأن "فرص النجاة"
  • صلة مقلقة بين فصيلة دم محددة وسرطان الثدي
  • نواب: الإصلاح الاقتصادي لا يكتمل إلا بعدالة اجتماعية وتمكين الفئات المهمشة
  • التعادل السلبي يحسم مواجهة فاركو وحرس الحدود