تريستي الإيطالية تحتفظ بجدار الفصل على شاطئ El Pedocin.. حيث يستحم الرجال والنساء بشكل منفصل
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
بينما سقط جدار برلين منذ فترة طويلة، بقي هذا الجدار صامدا، ليصبح رمزا للإصرار على الحفاظ على التقاليد في القرن الحادي والعشرين.
في عالم تتلاشى فيه الحدود، ما زال هناك شاطئ في أوروبا يحافظ على تقليد فريد من نوعه، حيث يستحم الرجال والنساء بشكل منفصل.
إنه شاطئ "لا لانتيرنا La Lanterna" في تريستي، المعروف أيضا باسم El Pedocin.
بينما سقط جدار برلين منذ فترة طويلة، بقي هذا الجدار صامدا، ليصبح رمزا للإصرار على الحفاظ على التقاليد في القرن الحادي والعشرين.
الجانب الرجالي: واحة من الهدوءفي الجانب المخصص للرجال، نجد "الفرسان الثلاثة"؛ رواد الشاطئ المنتظمين إيتوري وأومبرتو وألبرتو. يستمتعون بالظل والهدوء، بعيدا عن ضجيج الموسيقى وأصوات النساء.
هؤلاء الرجال يعتبرون الجدار الذي يفصلهم عن النساء نعمة، تتيح لهم فرصة الاسترخاء والاستمتاع بالسلام.
عندما حاولت البلدية هدم الجدار لتوحيد الشاطئين، قوبلت بخطوة من التمرد من سكان تريستي. قام السكان بإنشاء عريضة تعارض هذه الخطوة، معتبرين الجدار مؤسسة تاريخية تعود إلى زمن الإمبراطورية النمساوية المجرية.
الجانب النسائي: حرية وخصوصيةفي الجانب الآخر من الجدار، حيث النساء والأطفال حتى سن 12 عاما، تفرض القواعد صرامة أكبر.
مارتينا وباولا، مدرستان في روضة للأطفال، تفضلان العمل في قسم الرجال لكونه أكثر هدوءا ويوفر مساحة أكبر.
من جانبهن، تشعر النساء في هذا القسم بالحرية، حيث يستطعن الاسترخاء والتجول بملابسهن الداخلية دون الحاجة إلى القلق بشأن نظرات الرجال.
دوناتيلا، مايدا، وباتريزيا من تريستي، يعتبرن هذا القسم مكانا للراحة والخصوصية.
يمكن للنساء القدوم إلى هنا دون الحاجة للقلق بشأن "الأشياء النسائية" مثل إزالة الشعر أو الاهتمام بالأظافر.
يثرثرن قليلا عن من اكتسبت وزنا، ولكنهن يتحدثن أيضا عن الطعام والحياة اليومية.
"كان يسبح بينهم".. دب أسود صغير يفاجئ رواد شاطئ في فلوريدامن المزرعة إلى شاطئ البحر.. تعرف على قصة حياة التَيْس بيجيشاهد: تمساح يستجم على شاطئ في ألاباما الأمريكيةمعركة الحفاظ على الجدارالجدار في El Pedocin ليس مجرد حاجز فيزيائي، بل هو جزء من ذاكرة المدينة وتقاليدها.
افتتح الشاطئ في عام 1890، واستمر الجدار في الصمود عبر العصور المختلفة، من الإمبراطورية النمساوية المجرية إلى الإدارة الأنجلو أمريكية.
حاولت السلطات مرارا إزالة الجدار، ولكن في كل مرة كان سكان تريستي يصوتون بالإبقاء عليه، آخرها كان في أواخر الثمانينيات.
يتمتع سكان تريستي بروح مستقلة، فهم يحترمون شركائهم ولكنهم يحتاجون إلى مساحة خاصة بهم.
ومع ذلك، هناك خدعة صغيرة تكشف جزءا من هذه الروح المستقلة. في نهاية الجدار، توجد عوامات يلتقي عندها الأزواج والأصدقاء، ليتمكنوا من الحديث معا.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: إسرائيليون يستجمون على شاطئ تل أبيب يفرون للاحتماء على وقع دوي صفارات الإنذار الشرطة المالية الإيطالية تضبط 121 مليون يورو من أمازون بتهمة الاحتيال الضريبي السلطات الإيطالية تبحث عن سائق شاحنة لجلده إفريقيات مهاجرات بطريقة وحشية إيطاليا نساء منوعاتالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة الألعاب الأولمبية باريس 2024 دونالد ترامب روسيا حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة الألعاب الأولمبية باريس 2024 دونالد ترامب روسيا حركة حماس إيطاليا نساء منوعات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة الألعاب الأولمبية باريس 2024 دونالد ترامب روسيا حركة حماس بنيامين نتنياهو باريس كندا فيضانات سيول جورجيا ميلوني جو بايدن السياسة الأوروبية یعرض الآن Next شاطئ فی
إقرأ أيضاً:
لبنان.. الجدار الإسرائيلي يضع «اليونيفيل» أمام اختبار صعب
أحمد عاطف (بيروت)
أخبار ذات صلةشدد خبراء ومحللون على أن بناء جدار خرساني إسرائيلي داخل أراضٍ لبنانية يمثل أخطر خرق للخط الأزرق منذ سنوات طويلة، مؤكدين أن هذا التطور يضع قوات «اليونيفيل» أمام اختبار صعب، وسط محدودية صلاحياتها وغياب توافق دولي يسمح لها باتخاذ خطوات فعّالة.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن السعي الإسرائيلي عبر هذا التحرك يهدف إلى فرض أمر واقع جديد على الحدود، في ظل ظروف داخلية لبنانية معقدة، وانشغال القوى الكبرى بأولويات أخرى.
وندد الباحث السياسي، حكمت شحرور، بالتصعيد الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، بما في ذلك استهداف محدود لقوات «اليونيفيل» ذاتها، التي تحول دورها تدريجياً إلى مراقب وناقل للشكوى من دون قدرة عملية على الرد، لافتاً إلى أن خطوة بناء الجدار تُعد الأكثر جرأة، إذ إن تشييد جدار إسمنتي داخل الحدود الرسمية يُعيد ملف الترسيم إلى المربع الأول، ويعكس محاولة واضحة لفرض معادلة جديدة على الأرض.
وقال شحرور، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن هذا المسار يكشف الانتقاص من دور «اليونيفيل»، التي تجد نفسها الآن في حالة حرجة، خصوصاً في ظل تباين مواقف القوى المؤثرة، فبينما تتولى فرنسا مهمة الدفاع السياسي عن عمل القوات الدولية، تلعب الولايات المتحدة دور الغطاء الدولي للتحركات الأخرى، مضيفاً أن فعالية «اليونيفيل» تتراجع تدريجياً، وباتت بحاجة إلى دعم وتوافق دوليين.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي اللبناني، عبدالله نعمة، أن التصرف الخاص ببناء الجدار يُعد خارج حدود الشرعية الدولية، مستشهداً بخروقات إسرائيلية متكررة للخط الأزرق وتقدّمها داخل الأراضي اللبنانية سابقاً، مشيراً إلى أن الجدار الجديد يثير مخاوف من محاولة تثبيت أمر واقع يشمل توسيع السيطرة إلى عمق الجنوب اللبناني.
وأوضح نعمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن قوات «اليونيفيل» تدين الاعتداءات وترفع تقارير دورية، لكنها غير قادرة على الردع العملي، موضحاً أن الاعتداءات السابقة عليها، بما فيها استهداف مباشر لآلياتها، تكشف محدودية هامش تحركها، مؤكداً أن التمديد المقبل لولاية «اليونيفيل» قد يفتح نقاشاً واسعاً حول جدوى مهامها في ظل الوضع القائم.
بدوره، أكد أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية، الدكتور خالد العزي، أن مهمة «اليونيفيل» منذ إنشائها تقوم على مراقبة الخروقات وتقديم تقارير دورية، وليست قوة فصل وفق الفصل السابع، وبالتالي فإن صلاحياتها لا تمكّنها من منع التحركات الإسرائيلية بالقوة.
وأوضح العزي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن تشييد الجدار داخل الأراضي اللبنانية يمثل اختراقاً فعلياً للحدود وتثبيتاً لمنطقة عازلة جديدة، لافتاً إلى تنفذ هذه الخطوة ضمن استراتيجية تقوم على الضربات الاستباقية ومنع أي إمكانية لفتح أنفاق أو تنفيذ عمليات عبر الحدود، في سياق إعادة رسم خطوط اشتباك جديدة بعد حرب غزة.
وأشار إلى أن الجدار سيُشكّل محطة خلاف طويلة بين لبنان وإسرائيل، لأنه يضيف نقطة نزاع جديدة إلى ملف الترسيم، الذي لا يزال يضم 13 نقطة خلافية، بالإضافة إلى النقاط الخمس التي تعتبرها بيروت محتلة، منوهاً بأن الخطوة الإسرائيلية قد تستهدف عملياً إفشال دور القوات الدولية، عبر وضعها بين ضغطين.