عوامل الفشل وغرابة التصريحات الحكومية في مفاوضات الحرب السودانية
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
زهير عثمان حمد
مفاوضات الحرب السودانية، التي بدأت بمبادرة جدة ومرّت بمبادرة القاهرة ووصلت إلى مفاوضات جنيف، لم تؤتِ ثمارها المرجوة حتى الآن. تتسم هذه المفاوضات بمجموعة من التحديات والعقبات التي تعرقل تحقيق السلام والاستقرار. بالإضافة إلى ذلك، تُثير التصريحات الحكومية الغامضة المخاوف من المراوغة والتسويف في المحادثات القادمة.
عوامل الفشل , ضعف الجهود الدولية: على الرغم من احتجاج المجتمع الدولي على تفاقم الأزمة، لم تُحقق الجهود الدولية سوى نجاح محدود في ضمان وصول المساعدات الطارئة للأشخاص الأكثر حاجة. يتجاوز عدد النازحين السودانيين 10 ملايين، بينما تستمر محادثات جنيف دون تحقيق تقدم ملموس.
1. منع المساعدات الإنسانية: كلا من الجيش وقوات "الدعم السريع" يمنعان وصول المساعدات الإنسانية إلى معاقل كل منهما، مما يفاقم الأزمة الإنسانية ويعرض حياة المدنيين للخطر. على سبيل المثال، في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، يُمنع المدنيون من مغادرة مناطق النزاع.
2. تعدد المنابر والمطالب: المجموعات الراعية للمفاوضات تطلب من أحد طرفي النزاع تنفيذ مطالب الطرف الآخر، مما يفتح مجالاً للمراوغة. بدلاً من ذلك، يجب على الوسطاء تبني المطالب الإنسانية الملحة ومحاولة إقناع الطرفين بتنفيذها، مما يزيد من فرص التعاون الدولي.
3. خرق الهدن: الجيش و"الدعم السريع" يتبادلان الاتهامات بخرق الهدن التي وصلت إلى نحو 14 هدنة. هذا السلوك يجعل من الصعب تحقيق أي تجاوب، خاصة مع استغلال الهدن لأهداف النقل العسكري للمعدات والعتاد والمقاتلين وإعادة التموضع.
غرابة التصريحات الحكومية
التصريحات الحكومية الغامضة والمبهمة تزيد من المخاوف من أن تكون المفاوضات مجرد وسيلة لإطالة أمد الحرب. هذه التصريحات تعكس عدم الجدية في الوصول إلى حل سلمي وتُثير الشكوك حول نوايا الأطراف المتنازعة.
وتيرة التوقعات
على الرغم من المخاوف من أن تؤدي مفاوضات جنيف غير المباشرة إلى إطالة أمد الحرب، فإن فتح حوار مباشر بين طرفي النزاع يعتبر خطوة ضرورية. تفتقر الدول الراعية للمفاوضات، مثل الولايات المتحدة والأمم المتحدة، إلى القدرة على اتخاذ إجراءات فعّالة للضغط نحو السلام، مما يجعل من الصعب التوصل إلى حل شامل في الوقت الراهن.
خطة الأمم المتحدة البديلة
من المهم أن تكون للأمم المتحدة خطة بديلة تعتمد على مدى تعنت أو تجاوب طرفي النزاع. هذه الخطة يجب أن تستند إلى فهم ديناميات القوة والمساومة لكل طرف والاستفادة منها للضغط باتجاه تقديم بعض التنازلات. تحقيق بيئة من الثقة والتعاون يمكن أن يمهد الطريق لاتفاق بعيد المدى.
إذا انتهت مفاوضات جنيف دون تحقيق تقدم ملموس سوى خلق بيئة من الثقة والتعاون، فإنها لن تكون جولة خاسرة تماماً. يجب اعتبار هذه النتيجة مكسباً للجميع، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار تصريحات المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، التي أكدت على أهمية دفع العملية إلى الأمام من دون رفع التوقعات بشكل مبالغ فيه.
[email protected]
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
السيسي يناشد ترامب: أوقفوا حرب غزة وافتحوا بوابات المساعدات الإنسانية
وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم الاثنين، نداءً خاصًا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دعا فيه إلى التدخل العاجل لوقف الحرب في قطاع غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين داخل القطاع.
وقال السيسي، في كلمة متلفزة: “أوجه نداءً خاصًا لك، من فضلك ابذل كل الجهد لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات. وأتصور أن الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب”، مشيرًا إلى أنه يثق بقدرة ترامب على إنهاء الصراع والمعاناة في غزة.
وأكد الرئيس المصري أن مصر تواصل القيام بدورها تجاه القضية الفلسطينية، وأنها لن تتخلى عن مسؤوليتها، قائلاً: “الدور المصري شريف ومخلص وأمين، ولن يتغير”، مضيفًا أن القاهرة حريصة على إيجاد حلول سلمية تنهي الحرب وتخفف من معاناة الشعب الفلسطيني.
وأشار السيسي إلى أن معبر رفح هو معبر مخصص لعبور الأفراد، وأن تشغيله لا يعتمد فقط على الجانب المصري، بل يتطلب تنسيقًا من داخل القطاع. وأوضح أن قطاع غزة يحتاج في الأيام العادية إلى ما بين 600 و700 شاحنة مساعدات، مؤكدًا استعداد مصر لإدخال كميات كبيرة من المساعدات، وأن “ليس هناك ما يعوق دخولها من جانبنا”.
كما شدد الرئيس المصري على ضرورة فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني لضمان دخول أكبر عدد ممكن من شاحنات المساعدات، منبهًا إلى خطورة تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مؤكداً أن ذلك “سيؤدي إلى تفريغ فكرة حل الدولتين”، وهو ما ترفضه مصر بشكل قاطع.
يأتي هذا النداء في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، واستمرار الدعوات الدولية لوقف العمليات العسكرية والسماح بدخول الإغاثة الإنسانية العاجلة.