المسجد العمري الصغير إرث تاريخي بالقدس من عهد الأيوبيين
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
مسجد في القدس، وهو المسجد الوحيد في حارة الشرف الذي تقام فيه صلاتا الظهر والعصر فقط. يرتاده التجار المجاورون، ولكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعت رفع الأذان فيه، فيضطر المصلون إلى الأذان داخل جدرانه دون استخدام مكبرات الصوت.
الموقع والتاريخالمسجد العمري الصغير مسجد أثري يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، قرب الأسواق المشهورة فيها، ويصل المصلون إليه عبر سوق الحصر، التي تتفرع من سوق البازار على الطريق من باب الخليل مرورا بسوق اللحامين.
ومن سوق الحصر يمينا إلى طريق دير السريان يصل القاصد إلى المسجد العمري الصغير مقابل دير مار مرقص للسريان.
يعود تاريخ هذا المسجد إلى الفترة الأيوبية بعد تحرير فلسطين والقدس من الصليبيين، فجميع المساجد التي بنيت في الفترة الأيوبية كانت تسمى مساجد عمرية رغم أنها بنيت بعد صلاح الدين.
وقد اندثر هذا المسجد في الفترة المملوكية، فذكره قاضي القدس والمؤرخ مجير الحنبلي في كتابه "الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل"، إذ يقول إنه "في أحداث 1452م أُخرج المسجد من دير السريان، أي أن دير السريان استولى على المسجد في تلك الفترة وبقي عامرا وسمي بالمسجد العمري".
في الفترة العثمانية وُلّي عبد الرحمن بن عبد الحق الجاعوني على أوقاف الجامع العمري، الواقع مقابل دير السريان، وبعد فترة اندثر المسجد وزالت آثاره.
وفي عام 1958 عندما كان عمال البلدية ينظفون المنطقة ويقومون بعمليات إعمار في مكان المسجد، وجدوا محرابا قديما، وبعدما فحصته دائرة الآثار الإسلامية ودائرة الأوقاف، خلص الباحثون إلى أن هذا المكان هو مكان المسجد العمري الصغير القديم، وأعيد بناؤه وتم الانتهاء منه عام 1962، وهو التاريخ الذي دون على لوحة النقش الموجودة في أعلى واجهة المسجد الشرقية.
غالبية رواد المسجد العمري الصغير من أصحاب المتاجر القريبة منه، ولا يتجاوز عددهم 10 أشخاص، يصلون فيه صلاتي الظهر والعصر، بينما لا يصلون فيه بقية الصلوات لكونهم يسكنون في مناطق بعيدة عنه.
سبب التسميةسمي المسجد العمري الصغير نسبة لصغر حجمه بالمقارنة مع المسجد العمري الكبير، وكثير من مساجد القدس تحمل اسم "العمري" نسبة إلى الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، باعتباره من الشخصيات الملهمة في تاريخ الإسلام عامة، وتاريخ القدس خاصة. فعمر بن الخطاب هو فاتح مدينة القدس، ولذلك أحب المسلمون فيها نسبة المساجد إليه.
تبلغ المساحة الإجمالية للمسجد العمري الصغير 25 مترا مربعا، وهو عبارة عن غرفة واحدة يقع قربها متوضأ به 3 صنابير مياه وحمام وساحة بين الحمام والمسجد.
تحيط به من جميع النواحي العديد من المباني التي يسكنها اليهود، وفي جهته الشمالية تم بناء أول مستشفى حديث في القدس، وبنته في نهاية القرن الـ19 جمعية لندن التي تعنى بتحويل اليهود إلى الديانة المسيحية.
ويقع المدخل الرئيس للمسجد العمري الصغير في الجهة الشرقية ويصعد إليه بدرجتين، ويعتبر من أهم المساجد العمرية القديمة في مدينة القدس، ومع مرور الزمن ضمته طائفة السريان إلى أملاكها.
وحسب تقرير لإدارة الأوقاف، أدت الحفريات الإسرائيلية تحت المسجد العمري الصغير إلى تشققات وتصدعات في مدخله وبابه الرئيسي.
ويضيف التقرير أن هناك هبوطا تدريجيا لوحظ في أرضية المسجد العمري الصغير، ويزداد هذا الهبوط ويهدد بانهيار المسجد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات دیر السریان فی القدس
إقرأ أيضاً:
وزارة الخارجية تدين باشد العبارات اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى
صراحة نيوز ـ دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بأشدّ العبارات، اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي؛ باعتباره خرقًا فاضحًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتصعيدًا مرفوضًا واستفزازًا غير مقبول يتطلب من إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال وقفه بشكل فوري.
وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير د. سفيان القضاة، رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة لمواصلة الاقتحامات المرفوضة من قِبَل الوزير المتطرف بن غفير، وتسهيل شرطة الاحتلال الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بالتزامن مع فرض قيودٍ على دخول المصلين إلى الحرم الشريف، باعتباره انتهاكًا صارخًا للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، من خلال محاولة تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا، وتدنيسًا لحرمته، مُشدّدًا على أن جميع هذه الممارسات لا تلغي حقيقة أن القدس الشرقية مدينة محتلة لا سيادة لإسرائيل عليها.
وحذّر السفير القضاة من مغبة وعواقب استمرار هذه الانتهاكات المستفزة واللا شرعية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مُطالِبًا إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بوقف جميع الممارسات الاستفزازية للوزير المتطرف بن غفير التي تُعد استمرارًا لسياسة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة الرامية إلى مواصلة التصعيد الخطير في الضفة الغربية المحتلة واقتحامات المدن الفلسطينية وانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.
وجدّد السفير القضاة التأكيد على أن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة ١٤٤ دونمًا هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وتنظيم الدخول إليه