انتقد محلل الشؤون العسكرية بصحيفة هآرتس، عاموس هارئيل، احتفاء مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي  بنيامين نتنياهو ، ومن وصفهم بـ"أبواقه الإعلامية" بالخطاب الذي ألقاه أمام الكونغرس الأميركي، في محاولة لحشد الدعم لإسرائيل.

ولاحظ هارئيل وجود اختلاف بين نبرة الاحتفال في مكتب نتنياهو، وردود الفعل على خطابه داخل إسرائيل والولايات المتحدة.

وقال إن أنصار نتنياهو، ولا سيما "أبواقه" العديدة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، كانوا متحمسين وهو يلقي خطابه "التاريخي".

ولكن هارئيل يستنتج من استطلاعات الرأي أن أكثر ما كان يشغل بال معظم الجمهور هو متى ستنتهي الحرب على قطاع غزة ، ومتى سيُفرج في نهاية المطاف عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس .

وفي المقابل، يشير الكاتب إلى أن حملة الانتخابات الرئاسية تستحوذ على جل اهتمام الأميركيين، أكثر بكثير من زيارة زعيم "دولة صغيرة" في الشرق الأوسط "معتد بنفسه".

وفي مقاله التحليلي بالصحيفة، يعتقد الكاتب أن نتنياهو، على أية حال، تصرف باحترام أكبر من المرة السابقة، عندما حاول في عام 2015 استغلال منبر الكونغرس لحث أعضاء مجلس النواب الأميركي على التمرد على الرئيس الديمقراطي آنذاك باراك أوباما، بسبب قراره التوقيع على اتفاق تقييد البرنامج النووي الإيراني، الذي ادعى نتنياهو أنه يعرض أمن إسرائيل للخطر.

وأشار هارئيل إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي آثر، هذه المرة، تبني موقف إيجابي تجاه "منقذ إسرائيل"، الرئيس الأميركي جو بايدن، عقب إعلانه الانسحاب من السباق الرئاسي.

وأضاف أن إيران استحوذت -كما جرت العادة- على اهتمام بالغ في خطاب نتنياهو، لكن هذه المرة لم يقتصر التركيز على الخطر النووي فحسب، بل تعداه إلى دورها في تحريض حركة حماس وحزب الله اللبناني، وإلى مخططها لإنشاء "حلقة نار" من مليشيات مدججة بأحدث الأسلحة حول حدود إسرائيل.

وأسبغ المحلل العسكري على نتنياهو إشادة نادرة قائلا إنه يعرف كيف يتحدث، وإن فصاحته خاصة باللغة الإنجليزية تثير الإعجاب أكثر من بلاغة جميع خصومه في إسرائيل.

ورغم أن خطابه أثار ردود فعل عاطفية خاصة من جانب أعضاء الحزب الجمهوري، فإن التساؤل الحقيقي الذي يطرح نفسه -في نظر هارئيل- هو عما إذا كان الحماس "الجارف" سيُترجم إلى مزيد من الدعم العملي لإسرائيل مع مرور الوقت.

ومع أن هارئيل يرى أن نتنياهو على حق عندما يتحدث عن "الفظائع" التي ارتكبتها حماس وما تحظى به الحركة من دعم في بعض الجامعات الأميركية، إلا أنه لا يعتقد أن لكلمات رئيس الوزراء الإسرائيلي أي وزن طالما أنه يتحمل وزر الفشل في هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

كما أنه "ليس في عجلة من أمره" لاستعادة الرهائن، ويرفض المضي قدما في تنفيذ خطة عملية مفصلة لليوم التالي للحرب في غزة.

وتابع المحلل العسكري في مقاله أنه لو كان نتنياهو يتعامل مع مصير المحتجزين على أنه أمر "مُلح"، ما كان ليرجئ استئناف الاتصالات مرة أخرى.

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

ساعر: إسرائيل ملتزمة بإنجاح خطة ترمب

البلاد (القدس المحتلة)
مع تصاعد الضغوط الأمريكية على الحكومة الإسرائيلية للإسراع في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الأربعاء، أن تل أبيب ملتزمة بدعم الخطة الأمريكية، وستبذل كل الجهود اللازمة لإنجاح مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإعادة ترتيب الوضع في القطاع.
وقال ساعر: إن الحكومة الإسرائيلية “ستبذل قصارى جهدها” لتوفير الظروف السياسية والأمنية اللازمة لنجاح الخطة، مشيراً إلى أن استمرار العرقلة يأتي من جانب حركة حماس، التي يتهمها بخرق التفاهمات والضغط لتعطيل الانتقال إلى المرحلة التالية.
وفي سياق المواقف المتباينة داخل الحكومة الإسرائيلية، اعتبر وزير الطاقة إيلي كوهين، أن غزة تحتاج إلى قوة دولية للمساعدة في تثبيت الاستقرار، لكنه شدد على أن إسرائيل ترفض مشاركة تركيا أو قطر في هذه القوة، في إشارة إلى عدم الثقة في أدوارهما داخل الملف الفلسطيني.
وتواجه الخطة الأمريكية عراقيل عدة، أبرزها تحديد الدول المشاركة في قوة الاستقرار، وآليات نزع سلاح حركة حماس، وتشكيل مجلس سلام يتولى متابعة إدارة القطاع خلال المرحلة الانتقالية.
وتنص المرحلة الثانية من الاتفاق، الذي بدأ تطبيقه في 10 أكتوبر الماضي، على انسحاب القوات الإسرائيلية من مواقعها الحالية في غزة، بما يشمل مناطق تُعرف بالخط الأصفر وتمثل أكثر من نصف مساحة القطاع، إلى جانب تولّي سلطة انتقالية إدارة غزة، بالتزامن مع انتشار قوة استقرار دولية وتنفيذ عملية تدريجية لنزع سلاح حماس.
إلا أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أبدت تحفظات واضحة على الانسحاب من الخط الأصفر، إذ أكد رئيس أركان الجيش إيال زامير قبل أيام أن هذا الخط يشكّل “حدوداً جديدة وخط دفاع متقدماً” للمستوطنات، منبهاً إلى أنه يمثّل أيضاً “خط هجوم”، في تصريح يعكس صعوبة تحقيق إجماع داخل إسرائيل حول ترتيبات الانسحاب.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: أصدرت تعليمات بإحباط مخططات رائد سعد بعد هجوم ضد قواتنا في غزة
  • إسرائيل مسؤولة.. هآرتس: المياه أغرقت خيام غزة والأوضاع تنذر بالخطر
  • رسالة غير مسبوقة من نتنياهو إلى إسرائيل
  • أمل الحناوي: سلوك إسرائيل يكشف عدم نيتها إنهاء حرب غزة
  • معاريف تفضح نتنياهو.. رئيس حكومة الاحتلال يتعمد إفشال خطة ترامب للسلام في غزة
  • إعلام إسرائيلي نقلا عن مسؤول: لقاء نتنياهو وترامب المرتقب سيحدد موقف إسرائيل من التصعيد في لبنان
  • شروط نتنياهو تكتب الفشل للمرحلة الثانية في غزة
  • تهديدات داخل بيت هرتسوغ: رجل أعمال يلوّح بكشف “أسرار خطيرة” إذا مُنح نتنياهو عفوا
  • ساعر: إسرائيل ملتزمة بإنجاح خطة ترمب
  • خبير استراتيجي: “نتنياهو” يحاول إبقاء إسرائيل في حالة حرب