علاقات متينة وراسخة : تطابق في المواقف يرسخ علاقات أوثق بين المغرب والامارات
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
الرباط – أكد سفير دولة الإمارات بالمملكة المغربية أحمد الظاهري تبوء المغرب لموقع مؤثر في السياسة العالمية نتيجة نجاح سياسة القوة الناعمة الفريدة للمملكة، مشيدا بالسياسة الانفتاحية التي انتهجها العاهل المغربي الملك محمد السادس منذ منذ توليه العرش خلفا لوالده الراحل الملك الحسن الثاني في يوليو/تموز 1999.
ونقلا عن جريدة هسبريس الإلكترونية المحلية، أبرز الظاهري أهمية تبنى المغرب سياسة خارجية منفتحة على جميع القوى الإقليمية والدولية في عهد الملك محمد السادس مما جعل من المملكة بلدا صاعدا ورائدا في مصاف الدول الأكثر نموا، وهو ما تؤكده المؤشرات الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والواقع الجيوسياسي.
وتحتفل الرباط في 30 من شهر يوليو/تموز الجاري بعيد العرش الذي يتزامن مع الذكرى الخامسة والعشرون لتولي العاهل المغربي حكم البلاد على إثر وفاة والده الملك الحسن الثاني في فترة كانت فيها المملكة تواجه جملة من التحديات الداخلية والخارجية. وتمكّن من بناء مغرب جديد راكم عديد الإنجازات.
ونأى المغرب في سياسته الخارجية عن سياسة المحاور وحاد بها عن مناطق الاستقطاب بين مختلف الفاعلين الدوليين، فضلا عن تعزيز التعاون مع الدول الصديقة وإقامة علاقات وثيقة معها، لا سيما الدول الخليجية، وعلى رأسها الإمارات التي شهدت في ربع القرن الأخير تطورا في العلاقات الثنائية ترجمته مواقف البلدين في مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية.
ووفق المصدر ذاته قال السفير الاماراتي بالرباط إن العاهل المغربي "حافظ على سمعة وصورة المغرب كبلد للتضامن والتعايش الديني وملتقى للحضارات ومصدر إلهام لباقي الدول بفضل تجربته النموذجية في إطلاق المبادرات، على غرار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومبادرة تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، إضافة إلى تجربة تدبير مختلف الأزمات والكوارث كأزمة جائحة كوفيد-19 وزلزال الحوز".
وأضاف أن سنوات حكم الملك محمد السادس "تجّسد قصة نجاح مُلهمة بفضل قيم يتمتع بها المغرب مبنية على التلاحم بين العرش والشعب تجسدت في قضايا إنسانية واجتماعية وسياسية لمواجهة تحديات الحاضر وإكراهات المستقبل"، لافتا إلى أن قيم التضامن مكنت المملكة المغربية من مواجهة رياح الربيع العربي بثبات وعزم، والوقوف مع العرش في التصدي لتهديدات الخارج والدفاع عن الوحدة الترابية وتحقيق قيم التآزر والتكافل بين مختلف جهات والأقاليم المغربية لإنقاذ ضحايا زلزال الحوز.
كما شدد على أنه "استطاع، في ربع قرن، القيام بثورة هادئة غيّرت ملامح المملكة المغربية واقعا في الحاضر وستغيرها في المستقبل، باستضافة الحدث العالمي كأس العالم لكرة القدم في سنة 2030 بمشاركة إسبانيا والبرتغال، في تجسيد جميل لتلاقي الجغرافيا والتاريخ في صورة مُبهرة لعبقرية الملك محمد السادس".
وشهدت العلاقات الثنائية المغربية الإماراتية خلال الخمسة والعشرون سنة الأخيرة تطورا ملحوظا، وهو ما أكده الظاهري، لافتا الى أن دولة الامارات تعدّ أهم وجهة خارجية يزورها العاهل المغربي في أكثر من ثماني مناسبات، مما ساهم في الارتقاء بالعلاقات بين البلدين وتعزيز الشراكة الى أبعاد استراتيجية متجددة ومتنوعة، بفضل حكمة قائدي الدولتين.
وأشار إلى أن "هذه الفترة شهدت توقيع اتفاقيات في مختلف القطاعات ساهمت في الرفع من حجم التبادل التجاري من أقل من 100 مليون دولار عام 1999 إلى مليار و300 مليون دولار عام 2023، ومن أقل من مليار دولار عام 1999 إلى 30 مليار دولار عام 2023″، مضيفا أن "هذه الأرقام تعبر عن هذه النجاحات المثالية والمُلهمة".
وتميزت العلاقات السياسية المغربية الإمارتية على الدوام بالتشاور المستمر وتطابق وجهات النظر بين قائدي البلدين والدعم المتبادل بالمحافل الإقليمية والدولية، فطالما كانت أبوظبي وقيادتها في صف التضامن مع المغرب منذ اعلان المسيرة الخضراء عام 1975 الى الدعم الثابت للجانب الاماراتي لقضية الصحراء المغربية وكانت المبادرة بفتح القنصلية العامة الإماراتية في مدينة العيون في 4 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2020. كما لم تتردّد الرباط في دعم السيادة الإماراتية ومواجهة التهديدات الإرهابية على الجزر الثلاث المحتلة من طرف إيران، وفق المصدر ذاته.
واكّد سفير الامارات بالمغرب على توحّد قيم التضامن وعمق أواصر الأخوة الراسخة التي تجمع قائدي البلدين والشعبين في مواجهة الإرهاب وتعزيز السلام وتحقيق التنمية. وعبرت دولة الإمارات عن تضامنها الإنساني والأخوي مع ضحايا زلزال الحوز، بإعلان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن جسر جوي إنساني وارسال فريق للبحث والإنقاذ للمشاركة في عمليات إغاثة ضحايا الزلزال.
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: الملک محمد السادس العاهل المغربی دولار عام
إقرأ أيضاً:
النظام الجزائري يصاب بالسعار ويتحسر على إعلان المملكة المتحدة دعمها مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية
زنقة20| علي التومي
في حلقة جديدة من مسلسل ردود الفعل المضحكة، لم تجد الجزائر أمام الموقف البريطاني الداعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية سوى إصدار بيان هزلي، تُغلفه بخيبة دبلوماسية جديدة، تؤكد مرة أخرى أن تورطها في النزاع ليس بدافع مبادئ، بل بدافع أطماع إقليمية مكشوفة.
وعقب الندوة الصحفية التي جمعَت وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بنظيره المغربي ناصر بوريطة اليوم الأحد، والتي عبّر خلالها المسؤول البريطاني عن دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي واصفًا إياها بـ”الأكثر واقعية ومصداقية”، سارعت الجزائر إلى التباكي، معتبرة أن لندن “لم تعرض المقترح المغربي يوما على الصحراويين كأساس للتفاوض”، مضيفة في بيانها أن “الغرض من المبادرة المغربية هو شغل الساحة الدولية وفرض أمر واقع استعماري”.
واكتفى البيان الجزائري، الذي خلا من أي موقف عملي أو مبادرة واقعية كما الشأن للموقف تجاه الإعلان الفرنسي الداعم لسيادة المغرب، بمحاولة التقليل من أهمية الدعم البريطاني، مسجلاً أن لندن “لم تعترف صراحة بسيادة المغرب على الصحراء”، في محاولة لتبرير العزلة المتزايدة التي تجد الجزائر نفسها فيها كلما أعلنت دولة كبرى دعمها للمقترح المغربي.
وتتوالى هذه الردود العقيمة لنظام العسكر، في وقت تتسع فيه دائرة الدعم الدولي لمغربية الصحراء، بينما تزداد الجزائر إرتهانًا لخطاب خشبي لا يقنع أحدا سوى جبهة البوليساريو التي باتت حتى هي تفتقد للدعم الميداني والسياسي الحقيقي في استغلال بشع ومهين من الجيش الجزائري.
هذا، وفي النهاية، تبدو الجزائر غارقة في بلاغاتها ودموعها السياسية، كلما خسرت موقعا دبلوماسيا جديدا، فيما يواصل المغرب حصد المواقف الدولية المؤيدة لحل الحكم الذاتي تحت سيادته بتبصر وتحت قيادة دبلوماسية ملكية متزنة وحكيمة.