دار الحديث كرسي سليمان صرح علمي وتاريخي في المسجد الأقصى
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
دار الحديث الشريف مؤسسة تعليمية إسلامية في القدس تشتهر بترتيل القرآن الكريم وتدارس الفقه الإسلامي، تقع قرب باب الرحمة وباب الأسباط، في الزاوية الشرقية للمسجد الأقصى.
الموقع والتأسيستقع دار الحديث شمال شرق قبة الصخرة، وهي ملاصقة للسور الشرقي للمسجد الأقصى بين بابي الرحمة والأسباط.
التاريخ
بنيت في العصر العثماني ولها قبة من تلك القباب التي تشتهر بها العمارة العثمانية، ويرجع تاريخها إلى زمن سليمان بن قباد باشا سنجق القدس ووالي الشام العثماني سنة 980هـ/1572م.
وكانت عبارة عن مصلى عرف باسم "جامع سليمان بيك"، ثم تطورت بعد ذلك من مجرد مصلى إلى مدرسة للتعليم، وأصبحت تعرف بـ"كرسي سليمان".
ذكرها كل من الرّحالة العياشي والرحالة النابلسي في القرن الـ17 الميلادي باسم "قبة كرسي سليمان عليه السلام"، وقد اشتهرت بهذا الاسم في الفترة العثمانية.
ومن الروايات المتداولة بشأن هذه التسمية أن مؤسسي دار الحديث سموها باسم النبي سليمان عليه السلام اعتقادا منهم أنه جلس في مكان بنائها يراقب تعمير المسجد الأقصى.
أما في الفترة المملوكية والأيوبية وما سبقها، فكان وصف كرسي سليمان يطلق على قبة سليمان قرب باب شرف الأنبياء، الذي يسمى أيضا "باب الملك فيصل".
وصف البناء
يتكون المبنى من الداخل من قاعة كبيرة مستطيلة تقسم بواسطة عقدين مدببين إلى قسمين: غربي وشرقي. ويستند العقدان على دعامة وسطيّة من ناحية، وعلى جدران المبنى حيث منبت العقود من ناحية أخرى.
والقسم الغربي من القاعة عبارة عن قاعة صلاة تمتد من الشمال إلى الجنوب، والقسم الشرقي من القاعة سقف بقبو، ويقوم في هذا القسم ضريح حجري ضخم طوله 9.5 أمتار وارتفاعه متران، وقد أنشئ من صخرة أضيف إليها نهايتان حجريتان لتصبح ضريحا رمزيا لمقام أو كرسي سليمان.
ونقشت عليه الآيات التالية: (إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ، أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ، قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ، قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ) (سورة النمل الآيات 30-33).
للمبنى 3 واجهات فقط، إذ إن الواجهة الرابعة الشرقية مدمجة مع الجدار الشرقي للحرم القدسي الشريف، الذي يشكل جدار سور مدينة القدس القديمة أيضا.
بنيت الواجهات الثلاث من حجارة مهذبة صفت بعناية، وفتح في الواجهة الشمالية الرئيسية باب عرضه 1.1 متر وارتفاعه متران، تعلوه عتبة يوجد فوقها عقد تخفيف مكوّن من 3 صنج.
وتحيط بهذا الباب من كل جانب نافذة مستطيلة، وفتحت إلى الشرق من النافذة الشرقية نافذة أخرى.
ويوجد خلف المبنى قبرا الصحابيين الجليلين عبادة بن الصامت وشداد بن أوس، وبجانب المبنى يوجد باب الرحمة، الذي دعي قديما سجن سيدنا سليمان.
دور دار الحديثتعقد في دار الحديث الشريف دورات تعليمية ودعوية ووعظية مجانية تحت رعاية دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، ويتطوع المدرسون فيها من دون أجر.
وتستضيف الدار كل يوم خميس درسا عاما للنساء، كما تخصص 3 أيام في الأسبوع (الأحد والثلاثاء والخميس) لتحفيظ النساء القرآن الكريم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات دار الحدیث
إقرأ أيضاً:
تحذيرات من تداعيات العدوان الواسع على الأقصى.. مشروع التقسيم
حذّر محافظ مدينة القدس المحتلة، اليوم الأحد، من بدأ التقسيم المكاني للمسجد الأقصى بشكل علني, مؤكدا أنّ ما يجري اليوم في الأقصى من اقتحامات غير مسبوقة واعتداءات مبرمجة على قدسية المكان ، يمثّل تحولًا خطيرًا في مسار عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على المسجد.
وأطلق محافظ القدس تحذيرا صريحا بعد أن سمحت سلطات الاحتلال اليوم ولأول مرة، باقتحام أكثر من 3000 مستوطن باحات الأقصى بقيادة وزراء متطرفين في حكومة نتنياهو، يتقدّمهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير النقب والجليل يتسحاق فاسرلوف، إلى جانب أعضاء كنيست من الليكود، وعلى رأسهم عميت هاليفي.
من اقتحام مجموعات كبيرة من المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك بحراسة الاحتلال في ذكرى خراب الهيكل المزعوم pic.twitter.com/XuWTLvRXAe — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 3, 2025
وأدخل المستوطنون أدوات ولافتات وشعارات توراتية، وأدوا صلوات علنية في ساحة المسجد القبلي، وهو ما يُعد محاولة لفرض رمزية دينية يهودية على المسجد الإسلامي الخالص، وكل ذلك جرى تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال التي منعت أي وجود فلسطيني فعّال في المكان.
وأوضح محافظ القدس أن ما يجري ليس اقتحامًا اعتياديًا، بل مرحلة مفصلية في مخطط الاحتلال لفرض سيادة يهودية على المسجد الأقصى، وتقسيمه مكانيًا، فيما اعتبر هذا التصعيد الخطير بأنه إعلان حرب دينية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وقد يجرّ المنطقة إلى انفجار شامل لا تُحمد عقباه.
وحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الذي قد يشعل حربًا دينية مفتوحة ، داعيا الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، للتدخل الفوري وفرض الحماية الدولية على المسجد الأقصى والمقدسات في القدس خشية التحويل القسري إلى "كنيس إسرائيلي".