ماذا بعد ٩ أشهر من طوفان الأقصى؟ ندوة باتحاد كتاب مصر
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادى رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
أقامت لجنة التنمية الثقافية المستدامة بالنقابة ندوة بعنوان « ماذا بعد ٩ أشهر من طوفان الأقصى، وتطورات القضية الفلسطينية وأوضاع غزة»، واستضافت اللجنة برئاسة الدكتور جمال زهران، د. أحمد يوسف أحمد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ود.
بدأت الندوة بالوقوف دقيقة حدادًا على أرواح الشهداء، ثم تحدث د. زهران عن اهتمام اللجنة بتطورات الوضع الراهن بغزة، خاصة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس «إسماعيل هنية» فى ٣١ من يوليو الماضي، وفؤاد شكر الرجل الثانى بحزب الله، واصفًا الأمر بالنقلة الخطيرة؛ إثر استهداف قادة الصفوف الأولى فى حركات سياسية وعسكرية مقاومة، مضيفًا أن هذا لا يعنى مواجهة الكيان الصهيونى وحده، بل ربما يشير إلى ضلوع جهات أخرى فى هذه الاغتيالات؛ عن طريق تقديم الدعم اللوچستى أو التنفيذ على أرض الواقع.
كما تحدث عن انحياز شعوب العالم إلى عدالة القضية الفلسطينية، حتى أن الشعب الأمريكى قد أظهر مساندته للقضية، وفى كلمته قدم أ. د أيمن الرقب، توضيحًا وافيًا لما حدث منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن، من قِبل المقاومة واصفًا إياه بالأمر غير المتوقع.
وعن الأوضاع فى غزة، والتى وصفها الرقب بشديدة التدهور والسوء؛ نظرًا لما يتعرض له أهل القطاع من عمليات إبادة جماعية، وانتهاج الكيان سياسة التجويع والتنكيل بما يخالف كافة المواثيق الأممية بل والأعراف الإنسانية.
بيد أننا لا يمكننا إنكار تأثير ما أحدثه طوفان الأقصى على الكيان؛ حيث تم إغلاق العديد من المصانع فى إيلات، ولجوء بعض السكان إلى الاحتماء بالمخيمات تحسبًا لهجمات من المقاومة؛ للرد على ما يحدث من مجازر إسرائيلية، كما أشار القب إلى انهيار العملة الإسرائيلية وأن دولة الكيان دفعت ب ١٥٠ ألف مقاتل إلى غزة، متمنيًا خلال كلمته أن تعود جسور الثقة بين الفصائل الفلسطينية وتوحدها تحت قيادة واحدة لاسيما بعد تأزم الأوضاع بشكل بات من العسير الصمت حياله.
ذاكرا الجهود المصرية المبذولة، ولا عجب فى هذا؛ إذ أن القضية الفلسطينية لها الاهتمام الأكبر لدى مصر سواء على المستوى الرسمى أو الشعبي، كما أشار إلى تأثير حرب غزة على العالم، والتى من نتائجها عودة تيار اليسار فى فرنسا، أو عودة حزب العمال فى بريطانيا، وأنه وإن كان يستبعد قيام حروب إقليمية أو عالمية؛ غير أن استئناف المفاوضات، وخاصة عقب اغتيال هنية بات أشد صعوبة من أى وقت مضى.
وفى كلمته تحدث أ.د أحمد يوسف عن الخسائر المادية والبشرية وأنها ظاهرة تتكرر فى حركات التحرر الوطنى كلها على مر التاريخ، كما حدث فى الجزائر وليبيا وغيرهما من مقاومة استتبعت دفع الثمن غاليًا، وعارض يوسف وصف البعض للمقاومة بأنها أعطت ذريعة لإسرائيل كى تنفذ جرائمها فى غزة؛ مضيفًا أن المقاومة ضد الاحتلال هى حق مشروع للشعوب، وقد اعترف الجيش الإسرائيلى باستهداف مدرعاته وتكبده خسائر كبيرة.
كما أن المقاومة قد أحدثت انقسامات بين الشعب الإسرائيلى وحكومته؛ مما تسبب فى أزمات حقيقية فى الداخل الإسرائيلي، والرأى العام العالمى فى غالبيته أصبح ضد ما تقوم به إسرائيل؛ وأن ما حدث فى الكونجرس أثناء وجود نتنياهو لا يعكس حقيقة الأوضاع؛ وليس أدل على ذلك من مقاطعة نائبة الرئيس وأكثر من مائة من أعضاء الحزب الديمقراطى لتلك الجلسة، كذا ثمن يوسف موقف الدول التى اعترفت بالدولة الفلسطينية، كايرلندا، وإسبانيا، والنرويج، وأرمينيا، وذكر أن ثمة تحولات حدثت على أرض الواقع عقب السابع من أكتوبر، وأن شرارة المقاومة قد انتقلت إلى الضفة الغربية، وأكد خلال حديثه أن أمريكا هى السند الحقيقى لإسرائيل.
كما ذكر أنه يجب التفريق بين التناقض الرئيس مع إسرائيل، وبين التناقض الثانوى مع حماس، ويجب التفريق بين الاتجاه العام والاتجاه الخاص، وعن السيناريوهات المتوقعة أن تسير الأحداث فى اتجاهها أكد يوسف:
أن هناك ثلاثة سيناريوهات أولها : استمرار صمود المقاومة، وهذا يعد واقعا بالفعل وقد يؤدى إلى تسوية الصراع؛ لكن ذلك يتطلب وحدة الصف الفلسطيني، وعودة الدور العربى القوى والداعم للمقاومة.
والسيناريو الثاني: يتطلب استمرار صمود المقاومة دون وحدة ولا ظهير عربي، وهنا الحرب قد تتوقف ولكن مع خسائر كبيرة، أما عن السيناريو الثالث، وهو الأسوأ على الإطلاق فيتمثل فى انكسار المقاومة فى المعركة، ورغم صعوبته؛ إلا أننا يجب وضعه فى الحسبان، وفى تلك الحالة سيظل الصراع مستمرًا.
وعقب د. جمال زهران على كلمة د. أحمد يوسف مؤكدًا أن الشعوب العربية حية نابضة، وذكر أن صفحات التواصل الاجتماعى تمثل ورقة ضغط لا يستهان بها فى التعبير عن الإرادة العامة، وذكر أنه رغم المساندة الكبيرة من النظام الأمريكي، لكن المقاومة أحدثت تحولات مهمة فيما يخص الرأى العام الدولي، كما حدث من تأييد بعض الجامعات الأمريكية والأوروبية وتعاطفهم مع القضية، وأيد وجهة نظر د. أحمد يوسف بأنه فى حالات التحرر الوطنى لابد من وجود الثمن.
ولدينا تاريخ وتجارب شعوب حتى فى أوروبا نفسها دفعت ثمن التحول من المرحلة الإقطاعية إلى المرحلة الصناعية، كما أشار زهران إلى أن هذه هى (الدولة الإسرائيلية الثالثة) وأن احتمال انهيارها وارد، وتوقع أن نتنياهو سيكون آخر رئيس وزراء إسرائيلي؛ لتطرفه وعنف حكومته الشديد.
وقد تم فتح باب المداخلات أمام الحضور، وسأل اللواء أحمد فهمى عبد الوهاب عن رقم ٧٠٠ مليون صهيونى على مستوى العالم من أين أتوا، وعن أهم مبادئهم؟ وما سر دعم ذلك الكيان؟، كما أبدى مخاوفه من إبادة غزة، وتساءل الشاعر محمد رمضان عن سبل رأب الصدع الفلسطينى الفلسطينى ولماذا لم تحدث المقاومة من الضفة؟
وفى مداخلة لـ د. صلاح غلاب ذكر فيها أن أمريكا خاضعة لضغط مما يعرف باللوبى الصهيونى وأن ذلك من الصعب إنكاره أو تغييره، وأشار إلى ما فعلته ثورات الربيع العربى من تدمير للدول العربية، كما أشار إلى أن مصر هى الهدف الأكبر بالنسبة إلى إسرائيل، بينما سأل الشاعر أحمد النحاس عن طبيعة الدور الإيراني، وهل يصب اِنحياز إيران لطوفان الأقصى فى مسألة المد الشيعى الإيراني؟، وذكر د. خالد بدر فى مداخلته، بأن حروب التحرر الوطنى لا تضع حسابات المكسب أو الخسارة أمام أعينها، وذكر أن أمريكا تدعم إسرائيل الآن فى حرب تعتبرها حرب وجود.
ورأى الشاعر محمد الملوانى أننا أمام دولة تحتضر قاصدًا إسرائيل، وذكر أ. محمد أيمن من بورسعيد أن المقاومة حق مشروع وهى من زلزلت الأرض تحت أقدام العدو.
وتحدثت الشاعرة آيات عبد المنعم عن القضية كحق إنساني، وتحدثت الكاتبة عزة أبو العز أنه يجب علينا التفكير فى القادم وما يستوجب علينا فعله تجاه القضية، فالمقاومة حدثت بالفعل ولدينا الآن معطيات على الأرض ولدينا تحولات فى الرأى العام الدولي؛ بالتالى يجب أن نفكر فى آليات جديدة تساند المقاومة، ونستغل هذا السلاح الفعال المتمثل فى التكنولوجيا الحديثة للتعريف بما يجرى على أرض الواقع، وقد قام ضيوف المنصة بالتجاوب مع مداخلات الحضور.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية عبد الوهاب أحمد یوسف کما أشار وذکر أن ما حدث
إقرأ أيضاً:
"حماس" بذكرى انطلاقتها: "طوفان الأقصى" بداية حقيقية لدحر الاحتلال
غزة - صفا
قالت حركة "حماس"، يوم السبت، إنَّ "طوفان الأقصى كان محطة شامخة في مسيرة شعبنا نحو الحرية والاستقلال، وسيبقى معلماً راسخاً لبداية حقيقية لدحر الاحتلال وزواله عن أرضنا".
وأضافت الحركة في بيان لها لمناسبة ذكرى انطلاقتها الـ 38، التي توافق الرابع عشر من ديسمبر، أن "هذه الذكرى تمر مع مرور أكثر من عامين على عدوان همجي وحرب إبادة وتجويع وتدمير، لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، ضدّ أكثر من مليوني إنسان محاصر في قطاع غزَّة".
وبينت أن الذكرى تمر في ظل جرائم ممنهجة ضدّ الضفة الغربية والقدس المحتلة ومخططات تستهدف ضمّ الأرض وتوسيع الاستيطان وتهويد المسجد الأقصى، وبعد عامين واجه خلالهما شعبُنا العظيم ملتحماً مع مقاومته هذا العدوان بإرادة صلبة وصمود أسطوري وملحمة بطولية قلّ نظيرها في التاريخ الحديث.
وجاء في بيان الحركة "نترحّم على أرواح القادة المؤسّسين، وفي مقدّمتهم الإمام الشهيد أحمد ياسين، وعلى أرواح قادة الطوفان الشهداء الكبار؛ هنية والسنوار والعاروري والضيف، وإخوانهم الشهداء في قيادة الحركة، الذين كانوا في قلب هذه المعركة البطولية، ملتحمين مع أبناء شعبهم، كما نترحّم على قوافل شهداء شعبنا في قطاع غزَّة والضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 48، وفي مخيمات اللجوء".
وأكدت الحركة "أن الاحتلال لم يفلح عبر عامين كاملين من عدوانه على شعبنا في قطاع غزة إلاّ في الاستهداف الإجرامي للمدنيين العزل، وللحياة المدنية الإنسانية، وفشل بكل آلة حربه الهمجية وجيشه الفاشي والدعم الأمريكي في تحقيق أهدافه العدوانية".
كما قالت "لقد التزمت الحركة بكل بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بينما يواصل الاحتلال خرق الاتفاق يومياً، واختلاق الذرائع الواهية للتهرّب من استحقاقاته".
وجددت التأكيد على مطالبتها الوسطاء والإدارة الأمريكية بالضغط على الاحتلال، وإلزام حكومته بتنفيذَ بنود الاتفاق، وإدانة خروقاتها المتواصلة والممنهجة له.
وطالبت الإدارة الأمريكية بالوفاء بتعهداتها المعلنة والتزامها بمسار اتفاق وقف إطلاق النار، والضغط على الاحتلال وإجباره على احترام وقف إطلاق النار ووقف خروقاته وفتح المعابر، خصوصاً معبر رفح في الاتجاهين، وتكثيف إدخال المساعدات.
وشددت على رفضها القاطع لكلّ أشكال الوصاية والانتداب على قطاع غزَّة وعلى أيّ شبر من الأراضي المحتلة.
وحذرت من التساوق مع محاولات التهجير وإعادة هندسة القطاع وفقاً لمخططات العدو، مؤكدة أنَّ الشعب الفلسطيني ، وحده هو من يقرّر من يحكمه، وهو قادر على إدارة شؤونه بنفسه، ويمتلك الحقّ المشروع في الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
ودعت الأمة العربية والإسلامية، قادة وحكومات، شعوباً ومنظمات، إلى التحرّك العاجل وبذل كل الجهود والمقدّرات للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه وفتح المعابر وإدخال المساعدات، والتنفيذ الفوري لخطط الإغاثة والإيواء والإعمار، وتوفير متطلبات الحياة الإنسانية الطبيعية لأكثر من مليوني فلسطيني.
كما قالت الحركة "إنَّ جرائم العدو خلال عامَي الإبادة والتجويع في قطاع غزَّة والضفة والقدس المحتلة هي جرائم ممنهجة وموصوفة ولن تسقط بالتقادم، وعلى محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية مواصلة ملاحقة الاحتلال وقادته المجرمين ومحاكمتهم ومنعهم من إفلاتهم من العقاب".
وشددت على أنها "كانت " منذ انطلاقتها وستبقى ثابتة على مبادئها، وفيّة لدماء وتضحيات شعبها وأسراه، محافظة على قيمها وهُويتها، محتضنة ومدافعة عن تطلعات شعبنا في كل الساحات".
ونوهت إلى أن مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى سيبقيان عنوان الصراع مع الكيان الاسرائيلي، ولا شرعية ولا سيادة للاحتلال عليهما، ولن تفلح مخططات التهويد والاستيطان في طمس معالمهما.
وذكرت أن جرائم حكومة الاحتلال الفاشية بحق الأسرى والمعتقلين من أبناء الشعب الفلسطيني في سجونها، تشكّل نهجاً سادياً وسياسة انتقامية ممنهجة حوّلت السجون إلى ساحات قتل مباشر لتصفيتهم.
كما شددت على أنَّ قضية تحرير الأسرى، ستبقى على رأس أولوياتها الوطنية، مستهجنة حالة الصمت الدولي تجاه قضيتهم العادلة، وداعية المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه بحقّهم.
كما قالت "إن حقوقنا الوطنية الثابتة، وفي مقدمتها حقّ شعبنا في المقاومة بأشكالها كافة، هي حقوق مشروعة وفق القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، لا يمكن التنازل عنها أو التفريط فيها".
وأكدت الحركة أن تحقيق الوحدة الوطنية والتداعي لبناء توافق وطني لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وفق استراتيجية نضالية ومقاوِمة موحّدة؛ هو السبيل الوحيد لمواجهة مخططات الاحتلال وداعميه.
وبحسب بيان الحركة، فإن حرب الإبادة والتجويع التي ارتكبها الاحتلال ضدّ شعبنا على مدار عامين وما صاحبها من جرائم، كشفت " "أنَّنا أمام كيان مارق بات يشكّل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار أمتنا وعلى الأمن والسلم الدوليين، ما يتطلّب تحرّكاً دولياً لكبح جماحه ووقف إرهابه وعزله وإنهاء احتلاله".
وثمنت عالياً جهود وتضحيات كلّ قوى المقاومة وأحرار أمتنا والعالم؛ الذين ساندوا الشعب ومقاومته، وبالحراك الجماهيري العالمي المتضامن مع شعبنا، داعية لتصعيد الحراك العالمي ضدّ الاحتلال وممارساته الإجرامية بحق شعبنا وأرضنا، وتعزيز كل أشكال التضامن مع القضية الفلسطينية العادلة وحقوق الشعب المشروعة في الحريَّة والاستقلال.