عربي21:
2025-05-31@03:37:30 GMT

إرهاب إسرائيلي على كل الجبهات

تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT

تأخذ الوحشية الصهيونية على الشعب الفلسطيني مواصفاتها اللامعقولة تماما، والمتحولة لصورة أخرى من مجازر ومذابح جماعية تلاحق وجوده فوق أرضه وخارجها، حيث يختلط العبث والنفاق بالبكاء، وبالضحك الأسود وبقهقهة الأقدار القاسية التي جعلت من الجلاد القديم متمكنا من الضحية القديمة في أرضها، ومتمكنا من جعل أنظمة عربية صناديق بريد لرسائل عدوانها؛ ضغط بالإرهاب وتهديد للضحايا إن صرخوا للدفاع عن أنفسهم.



بعد أكثر من 300 يوم من الوحشية الإسرائيلية في غزة، وسقوط أكثر من 150 ألفا بين شهيد وجريح، أصبح المعيار الفاصل لأي تحرك سياسي في المنطقة العربية يعود إلى مدى التزييف في الرسائل الإسرائيلية والأمريكية، والمواقف التي تتمحور حول نقاش ضحايا الهمجية الصهيونية بعدم التصعيد والرد على العدوان.

والتصعيد واقع بلغ ذروته في مشهد حرب الإبادة على غزة، وهو مستمر منذ 75 عاما.. التصعيد بالإرهاب الصهيوني من ناحية منهجية وصرفة في غزة وبقية الأرض الفلسطينية؛ من خلال المس المباشر بوجود الشعب الفلسطيني فوق أرضه، في ظل اتساع جرائم الإبادة الجماعية مع عمليات السطو على الأرض وتهويدها، وإضفاء شرعية زائفة على الاحتلال ومشاريعه العدوانية التي ضربت بالعمق كل ادعاءات الحرص على "السلام" والدعوة لمنع التصعيد في المنطقة؛ بعد ضخامة الجرائم الصهيونية، هي واحدة من أكاذيب كثيرة بربط مواجهة الفلسطينيين لجرائم المستعمر الصهيوني بتدخل هذا الطرف أو ذاك والتركيز على مسألة "مكافحة الإرهاب".

لا غرابة والحال هذه، أن تأتي المواقف العربية والدولية بعد واقعة اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، واغتيال القيادي في حزب الله، فؤاد شكر، في بيروت، على مقاس الشروط الأمريكية والإسرائيلية
فلا غرابة والحال هذه، أن تأتي المواقف العربية والدولية بعد واقعة اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، واغتيال القيادي في حزب الله، فؤاد شكر، في بيروت، على مقاس الشروط الأمريكية والإسرائيلية، بملاحظة حالة من الاستنفار العربي المشابه لنيسان/ أبريل 2024 بعد القصف الإسرائيلي للقنصلية الايرانية بدمشق، وما قيل بعدها من إشادة وتفاخر أمريكي وإسرائيلي بتصد عربي للرد الإيراني على العدوان، ولا غرابة أيضا أن يكون توقيت زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا لعدد من دول الخليج العربي وإسرائيل؛ هو في السياق الأكثر أهمية لما لعبته هذه الدول من دور مهم في صدّ هجمات إيران يوم 13 نيسان/ أبريل الماضي.

حشد الأساطيل وإرسال حاملات الطائرات للمنطقة، وإغلاق المجال الجوي العربي كقبة حماية لإسرائيل، ورفع أجراس التحذير لمنع التصعيد في المنطقة ظاهريا، ولتأمين حماية الوحشية الصهيونية في الجوهر.. كل ذلك لحرف البوصلة باتجاه النغمة الصهيونية الأمريكية من أن العدو اليوم في المنطقة هو إيران كعرفٍ جديد وتقليد قديم ينزع عن الصهيونية فاشيتها الاستعمارية، بالإضافة لمقياس عربي وغربي وصهيوني يرى اليوم أن مقاومة الشعب الفلسطيني تشكل عقبة كأداء بوجه هذا المشروع الاستعماري، من خلال تحميل الفلسطينيين ضحايا هذه الوحشية مسؤولية مقاومة الاحتلال، فأصبح النقاش والجدل بهذا المعنى لتبهيت الجرائم وتسخيف مقاومتها، وبما ينسجم مع المواصفات الأمريكية والغربية لحماية المشروع الصهيوني لتبديد ونسف الحقوق الفلسطينية.

ومع حبس الأنفاس بانتظار رد إيران على اغتيال إسرائيل لضيفها هنية، تمعن المؤسسة الصهيونية بارتكاب المجازر بحق المدنيين في أماكن نزوحهم المتكرر في المدارس والمشافي والخيام وفي العراء، حيث فشل العجز العربي حتى عن تأمين الحماية لهم وردع المحتل عن تكرار المذابح مئات المرات في عشرة أشهر.

وبهذه المواصفات اللامعقولة من العبث، والتي تمثل ضربا بكل المواثيق والأعراف والشرائع عرض الحائط، لم تترك المؤسسة الصهيونية أي أثر يدل على حياة الفلسطينيين في غزة، والتي تتطابق تماما مع مخطط التهجير الجماعي بعد جرائم الإبادة الجماعية. فاستهداف كل ما يرمز لإنسانية الشعب الفلسطيني تحت ذرائع تزوير الحقائق لتحطيمه، وقتله في المستشفيات والمدارس والجامعات ودور العبادة، ونسف المربعات السكنية واستهداف الطواقم الصحية والصحفية والإنسانية.. كل ذلك لم يدفع النظام العربي لتفنيد هذه المغالطة والتشويه والدفاع عن الشعب الفلسطيني، والتركيز على حقه بالدفاع عن نفسه أمام إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه المؤسسة الصهيونية، فتختفي من كل البيانات العربية وتصريحات القادة مفردة حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال والدفاع عن نفسه، لأن هذه المفردة نُزعت من القاموس العربي واستبدلت أمريكيا وغربيا بـ"حق إسرائيل الدفاع عن نفسها".

ومن هنا يتبدى عمق المأزق الذي انحدر إليه البعض ليس في الغرب والولايات المتحدة، بل عند من يطلق في وجوهنا رصاص المواقف الحاسمة في دوائر النظام العربي المندفع نحو المتاهة الصهيونية المخادعة حتى في لعبة مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

هل حقا نحن كعرب وفلسطينيين أمام تحديات كبرى نستعد لمواجهتها؟ أم أن بعضنا منخرط بحلف النجدة الأمريكي لإسرائيل؟ وهل هناك فعلا امتعاض عربي رسمي وجديّ من جرائم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة والتي بات مشهدها يومي وعلى مرأى ومسمع الجميع؟
بعد كل هذا المشهد الفلسطيني والعربي القاتم، ومشهد العربدة والغطرسة الصهيونية والأمريكية المنتفضة للدفاع عن المستعمر الصهيوني؛ لنعد لسياقنا ولأسئلتنا البديهية: هل حقا نحن كعرب وفلسطينيين أمام تحديات كبرى نستعد لمواجهتها؟ أم أن بعضنا منخرط بحلف النجدة الأمريكي لإسرائيل؟ وهل هناك فعلا امتعاض عربي رسمي وجديّ من جرائم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة والتي بات مشهدها يومي وعلى مرأى ومسمع الجميع؟

من الحماقة السياسية حصر الإجابة التي أصبحت من بديهيات معرفة العقل العربي عن معادلة ارتماء البعض في حضن إسرائيل والخروج من خارطة الصراع، أو التخندق ضمن مقولة فارغة بائسة عن "السلام" والتطبيع على غرار شيء أفضل من لا شيء، والتي أوصلت القضية الفلسطينية لهذا الوضع الذي يضيق الخناق وصولا لدرجة الحصار والتآمر على القضية وشعوب المنطقة العربية بعد اتضاح كل شيء؛ من التآمر على الثورات العربية إلى مؤامرات التطبيع وضياع القدس والضفة بالتهويد والاستيطان، إلى الصمت المخزي بالعجز والعار أمام جرائم الإبادة الجماعية في غزة.

إذا، وبالحساب العقلي والمنطقي وبقانون الربح والخسارة، هل التوجه المستمر نحو استلطاف المؤسسة الصهيونية والانبطاح العربي الدوني أمام عنجهية أمريكية، وقبول تهديدها ونقل رسائلها؛ يشكل قاعدة أمان وسلام في المنطقة وينهي حقبة تصعيد لم تتوقف؟

الضعف والعجز والأزمات التي تنخر بالنظام العربي لا تبرر له المشاركة بالجريمة من خلال الصمت عنها وقبول أن يكون شُرطيا على حدود إبادة أشقائه، والتكيف السلبي مع الوحشية الصهيونية سيرمي بأثقاله مجددا ليعصف بكل من هو آيل للسقوط والاندثار. والأقدار القاسية التي يحاول الصهيوني فرضها بجرائمه المتعددة ونشر الإرهاب على كل الجبهات؛ تتطلب الكف عن استخدام لغة عربية ناعمة، وممارسة سياسة قاسية بوجه الإرهاب الحقيقي؛ لأن هذه النعومة لن توقف كرة الإرهاب الصهيوني المتدحرجة على المنطقة كلها.

x.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال اغتيال الإيراني إيران اغتيال الاحتلال إسماعيل هنية العالم العربي مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة مقالات سياسة صحافة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جرائم الإبادة الجماعیة الشعب الفلسطینی فی المنطقة فی غزة

إقرأ أيضاً:

إرهاب مليشيا الحوثي يُهدد بعزل بنوك اليمن عن العالم

حذرت قيادة البنك المركزي اليمني في عدن من التحديات التي تواجه البنوك العاملة في اليمن بسبب تصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية والمحت لمخاوف عزلها عن النظام المالي العالمي.

وجاء التحذير في سياق اللقاء الذي جمع نائب محافظ البنك محمد باناجة في العاصمة عدن الأربعاء مع وفد من سفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى اليمن.

وبحسب الاعلام الرسمي فقد ناقش باناجة مع السفراء جهود البنك المركزي في إعادة تأهيل البنوك ونقلها من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية إلى مناطق الحكومة الشرعية.

وأكد نائب محافظ البنك على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لمنع الجماعة الحوثية من استغلال المؤسسات المالية لتمويل أنشطتها الإرهابية.

مشيراً الى التحديات الكبيرة التي تواجه البنوك اليمنية في الحفاظ على علاقاتها مع البنوك المراسلة في الخارج، نتيجة الضغوط التنظيمية والمخاطر المرتبطة بالإجراءات الإرهابية للمليشيات الحوثية.

باناجة أكد بالبنك المركزي يبذل جهودًا حثيثة بالتنسيق مع الشركاء الدوليين لمساعدة البنوك اليمنية على استعادة وتعزيز علاقاتها الخارجية، بما يتيح لها الاستمرار في تمويل عمليات الاستيراد وتسهيل تحويلات المغتربين.

هذا التحذير جاء بعد أيام من تقارير لوسائل إعلام محلية تحدثت عن قيام البنوك الوسيطة بإغلاق حسابات لعدد من البنوك التجارية في اليمن، بما فيها بعض البنوك العاملة بالمناطق المحررة، دون أسباب واضحة.

ونظراً لاستحالة وجود علاقة مباشرة بين كل البنوك في مختلف دول العالم، تلجأ هذا البنوك وخاصة في الدول النامية الى "البنوك الوسيطة" للعب دور الوسيط في تحويل المعاملات المالية الدولية فيما بينها عبر النظام المالي العالمي "السويفت".

وتعاني البنوك التجارية في اليمن من تداعيات تنصيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية من قبل الإدارة الأمريكية التي تفرض سطوتها على النظام المالي العالمي عبر أدوات عديدة منها البنوك الوسطية أو "بنوك التسوية" ونظام التحويلات "السويفت" العالمي.

ما يجعل من فرض واشنطن عقوبات على أي بنك في العالم، عزلاً له من النظام المالي العالمي، كما حدث مع بنكي "اليمن الدولي" و"اليمن والكويت" بعد فرضت وزارة الخزانة الامريكية عقوبات عليهما بتهمة تقديم المساعدة لمليشيا الحوثي بالوصول الى النظام المالي العالمي.

ووفق خبراء فأن الخطر على البنوك التجارية في اليمن بما فيها العاملة بالمناطق المحررة سيظل مستمراً في ظل عدم فرض قيادة البنك المركزي في عدن لسلطتها وإشرافها على القطاع المصرفي في اليمن بالكامل ومنع أي تدخل لمليشيا الحوثي.

مقالات مشابهة

  • «مصطفى بكري» يهنئ «الأهرام العربي» لفوزها بجائزة الصحافة العربية للمرة الخامسة
  • المملكة ترأس اجتماع الفريق العربي المعني بإعداد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني
  • «قمة الإعلام العربي 2025».. الإمارات تصنع مستقبل الإعلام في المنطقة
  • «قمة الإعلام العربي 2025».. الإمارات تصنع مستقبل الإعلام في المنطقة
  • كامل الوزير: شركة «الجسر العربي» نموذج ناجح للشراكة العربية ‏ودعم التجارة البينية
  • إرهاب مليشيا الحوثي يُهدد بعزل بنوك اليمن عن العالم
  • لا موجات حر كبرى.. هل سيكون صيف المنطقة العربية معتدلا هذا العام؟
  • جنرال إسرائيلي يُعلنها: مواجهة حزب الله في لبنان لم تنتهِ!
  • رحلة ترامب للمنطقة العربية.. تساؤلات حول التكلفة والعائد
  • قمة الإعلام العربي.. جلسة “دور الإعلام في دعم الهوية العربية”