لجريدة عمان:
2025-12-13@07:25:15 GMT

صيف ساخن في الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

كما بات واضحاً اليوم، أصبحت الحرب احتمالاً وشكياً في منطقة الشرق الأوسط على خلفية عملية طوفان الأقصى، أولاً، ثم على خلفية التداعيات التي نجمت عن هذه العملية، وما جلبه الرد العسكري الإسرائيلي عليها من موت وخراب هائلين في غزة بلغ حدود 40 ألف قتيل، وصولاً إلى عمليتي اغتيال القائد العسكري الأكبر لحزب الله فؤاد شكر، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران اسماعيل هنية الاسبوع الماضي.

وغني عن القول أن هذه الحرب المحتملة بين إيران اسرائيل، ستنجم عنها نتائج ربما تتكشف عن أوضاع جديدة، وربما تعيد فرض وقائع ومعادلات جديدة كذلك.

الأرجح أن إيران اليوم بعد مقتل اسماعيل هنية في قلب طهران، أصبحت أمام وضع حرج جداً واختبار عسير ربما لم تتعرض له مصداقيتها من قبل مطلقاً.

الأخطر من ذلك، أن هذا الحرج لن يسمح لإيران بأي امكانية لرد كالذي قامت به من قبل حين أطلقت مسيرات وصواريخ بالستية نحو إسرائيل وفق منهج محسوب بعناية، رداً على مقتل قادة من الحرس الثوري في دمشق، حيث كان واضحاً من طبيعة ذلك الرد ومن التفاهمات الدبلوماسية التي تمت حوله وراء الكواليس إنه هدف إلى حفظ ما الوجه بما لا يحرج الطرفين.

كنا قد ذكرنا أكثر من مرة، أن الوقائع والتداعيات التي أحدثتها عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، هي وقائع من طبيعة زلزالية، أي في كونها عملية ستربك إسرائيل وتحدث فيها ردود فعل هيسترية قد تكشف عن حقائق غير مسبوقة لردود فعلها تلك أمام العالم، وهذا ما حدث بالضبط؛ إذ رأينا كيف كانت تداعيات ردود الفعل الدولية – وحتى الأمريكية - على القتل والدمار والخراب الذي أحدثه نتنياهو في غزة، ناهيك عن الاتهامات غير المسبوقة التي وجهتها محكمة الجنايات الدولية بحق كل من نتنياهو ووزير دفاعه غالانت على خلفية ردود الفعل الدموية في غزة. وما لحق بعد ذلك بالسمعة الأخلاقية لإسرائيل في العالم.

كان واضحاً أن التأثيرات الزلزالية لعملية طوفان الأقصى ستفضي في كل مرة ومع مضي الوقت وتكرار الفشل العسكري الإسرائيلي في غزة إلى تعقيدات خطيرة ستكون نتائجها منعكسة بالضرورة على مجمل الأوضاع الأمنية والعسكرية في الشرق الأوسط، بحيث يمكننا القول أنه ربما حان الوقت اليوم لانعكاس تأثيرات عملية طوفان الأقصى في منطقة الشرق الأوسط، أو بات وشيكاً.

بالعودة إلى حدود الخيارات الحرجة التي وضعها نتنياهو أمام إيران باغتيال إسماعيل هنية في طهران، يمكن القول؛ أن تلك الحدود فيما أصبحت موضع حرج لإيران فهي كذلك موضع حرج للولايات المتحدة الأمريكية والعالم، فيما نتنياهو، وحده، ولأسباب تتعلق بمصيره الشخصي والسياسي آثر أن يلعب هذه اللعبة الخطرة بوضع المنطقة على شفير حرب إقليمية واسعة.

وكما ذكرنا في مطلع المقال من احتمال إرساء لمعادلات جديدة وتصورات جديدة حول " محور الممانعة" على خلفية ونتائج هذا الرد الإيراني(الواقع لامحالة) فإن أكثر ما ستواجهه إيران في ضرورة هذا الرد يكمن في أنه وضعها أمام مواجهة مباشرة مع استحقاق هويتها التي صنعتها على مدى 44 عاماً، وبما لا محيص عنه من ضرورة حفاظها على تلك الهوية التي أصبحت اليوم على المحك، ليس فقط حيال الخلفية التي ظلت تنسجها إيران عن هويتها الجيوسياسية في المنطقة، بل كذلك في الاحتمالات الخطيرة التي ستتكشف عنها طبيعة هذا الرد (إذا ما أصبح رداً مماثلاً للرد الإيراني على إسرائيل في 13 أبريل) بالنسبة لإسرائيل من ناحية، وبالنسبة لحلفاء إيران في الشرق الأوسط من ناحية ثانية!

الأخطر من ذلك أنه في حالة بلوغ الرد الإيراني العملي مستوى التهديدات التي أطلقها المسؤولون الإيرانيون بعد عملية اغتيال هنية، فسنكون بإزاء حرب اقليمية كبرى طالما رددت إيران كثيراً أنها لا ترغب في خوضها.

من ناحية أخرى، بات واضحاً أن نتنياهو رمى بقفاز الحرب الإقليمية على الطاولة أمام إيران، وحركَّت الولايات المتحدة قطعها البحرية وسفنها الحربية باتجاه الشرق الأوسط للقيام بالتزامات الدفاع عن حليفتها (رغم إدراكها بأن نتنياهو ورطها في هذا الاحتمال الخطير)؛ عليه، سيصعب علينا تصور الوضع الذي أصبحت عليه إيران حيال خيارات حافة الهاوية التي ربما تنذر بصيف ساخن في الشرق الأوسط!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: عملیة طوفان الأقصى فی الشرق الأوسط على خلفیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

«الليجا» تُطلق مشروعاً استراتيجياً في المنطقة

 
مدريد (الاتحاد)

أخبار ذات صلة حدث في جيرونا.. حارس مرمى يرفض اللعب مع الفريق بنزيمة يُطلق رسائل قاسية تكشف أزمة نجوم ريال مدريد!


أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم «الليجا» و«سترايف»، وهي شركة استثمارية خاصة متخصصة في مجالات الرياضة والترفيه تتخذ من البحرين مقراً لها، عن توقيع مشروع مشترك يهدف إلى تسريع نمو «الليجا»، وتعزيز حضورها على المدى الطويل في أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.
ومن خلال هذه الشراكة الاستراتيجية، تستحوذ شركة سترايف على حصة تبلغ 50% في «الليجا» الشرق الأوسط وجنوب آسيا، التي يقع مقرها دبي، وتعمل من خلالها «الليجا» في المنطقة منذ أكثر من 11عاماً.
تظلّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا من بين أكثر الأسواق العالمية الواعدة لـ«الليجا»، ويضم فريق العمل حالياً 20 متخصصاً يعملون في الإمارات، والسعودية، والعراق، ومصر، والمغرب، والهند، والأردن، وتركيا.
وأبرز خافيير تيباس، رئيس الليجا: «في سوق يُعدّ استراتيجيًا للغاية بالنسبة لليغا مثل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، سيسمح لنا هذا الاتفاق مع شركة سترايف بالنمو بوتيرة أسرع وفتح أسواق جديدة، من خلال العمل جنباً إلى جنب مع شريك يتمتع باحترافية قوية وسمعة واسعة وتأثير كبير في أنحاء المنطقة كافة».
وقالت مايتي فينتورا، المديرة العامة لليجا الشرق الأوسط وجنوب آسيا: «يعزّز هذا الاتفاق التزامنا طويل الأمد تجاه منطقة نراها أساسية لنمو الليجا العالمي، نهدف إلى أن نكون أقرب إلى جماهيرنا، وأن نفهم عاداتهم بشكل أفضل، وأن نبني شراكات محلية تتيح لنا الاستمرار في تقديم قيمة مستدامة بمرور الوقت».
 

مقالات مشابهة

  • واشنطن تعترض شحنة عسكرية صينية متجهة إلى إيران في عملية نادرة
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • من هم أغنى 5 شخصيات في الشرق الأوسط لعام 2025؟
  • أردوغان: وقف إطلاق النار في غزة هشّ.. وتركيا مستعدة لقيادة مسارات السلام
  • «الليجا» تُطلق مشروعاً استراتيجياً في المنطقة
  • نائب مهدّد ويتجوّل فرحا بالأعياد؟!
  • نصف مليار عملية.. «أنواء» يتصدر تطبيقات الطقس بالشرق الأوسط
  • الصورة الأكثر تداولا في إيران.. “نتنياهو” يقف في طابور أمام مخبز في طهران!
  • عاجل | الشرق الأوسط للتأمين يوقف تأمين المركبات لهذا السبب
  • الكويت… دبلوماسية الحكمة في زمن الأزمات