7 أغسطس خلال 9 أعوام .. 49 شهيداً وجريحاً بغارات العدوان على المنازل والأسواق والجوامع والمنشآت الخدمية بصعدة وصنعاء والحديدة
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
يمانيون – متابعات
واصل العدوان السعوديّ الأمريكي في مثل هذا اليوم 7 أغسطس آب خلال عامي 2015م، و2016م، ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب اليمني، بغاراته على الأسواق والمنازل والمزارع والممتلكات والجوامع والمنشآت التعليمية والصحية في محافظات صعدة وصنعاء والحديدة.
أسفرت غارات العدو عن 22 شهيداً و27 جريحاً، بينهم أطفال ونساء وأطباء، وحالة من الخوف وحزن في نفوس الأهالي، وتدمير عشرات المنازل ومركز صحي ومكتب التربية والتعليم، وجامع، وعدد من المزارع، والممتلكات والسيارات والمحال التجارية.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:
7 أغسطس 2015 .. شهيدان وتدمير عدد من المنازل والمزارع بغارات العدوان على صعدة:
في مثل هذا اليوم 7 أغسطس آب من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، عدداً من منازل المواطنين ومزارعهم في مناطق غمار مديرية رازح، وصعدة القديمة ورحبان بالمدينة.
أسفرت غارات العدوان عن استشهاد المواطن عبدالعزيز سعيد مشكل عزان، وزوجته، وتدمير منزلهم وعدد من المنازل والمزارع في منطقة عمار رازح، وحالة من الخوف والهلع في نفوس المواطنين، وموجة من التشرد والنزوح نحو المجهول، وتضاعف معاناة الأهالي، كما هو الحال في مدينة صعدة، من تدمير للمنازل والمحال التجارية، والممتلكات، وتضاعف المعاناة وزيادة النزوح والحرمان من الحقوق والأمن والاستقرار.
في تلك الليلة كان أبناء منطقة عمار بمديرية رازح كغيرهم من أبناء الشعب اليمني، يغطون في نومهم العميق، تحت أسقف منازلهم، لا يبالون بغارات العدوان، وتحليق طيرانه في سمائهم، وفي لحظة فارقة ألقت طائرات العدو حمولة حقدها على أسقف منازلهم، بغية القتل والتدمير، واستهداف كلّ معالم الحياة في محافظة صعدة، ومن بين صواريخ الغارات ما وقع على المواطن عبدالعزيز سعيد مشكل عزان وزوجته، فصعدت أرواحهم إلى باريها، وترويع أطفالهم، وجيرانهم، وتدمير منزلهم وعدد من المنازل والممتلكات المجاورة.
ولد الشهيدين يقول من فوق دمار منزلهم “أمس الليل سمعنا ضربتنا غارات العدوان وما دريت إلا بالسقف فوقنا والحمدلله أستشهد والدي ووالدتي، وهذا فضل عظيم أن تكون نهاية حياتهما الشهادة، ونحن نعاهدهم بأن نأخذ بها وتكون الجبهات قبلتنا وهمنا الأول، لمواجهة العدو السعودي الأمريكي”.
تظهر ملاحم اليتم من اليوم الأول على وجهه رغم حديثه الغاضب ونبرات صوته الشديدة، إلا مكان العبرات وحجم الأسى في محياه تدمي القلب، كما هي براءة أخته الطفلة، من نافذة المنزل المدمر وهي لا تعي ما حل بأسرتها وما يعني لها اليتم وفراق أمها وأبوها.
كما يقول أحد ابناء الشهيدين بقلب حزين ومكلوم”4 غارات من قبل العدوان استهدفت منازل المواطنين ومزارعهم واستشهد على أثرها أمي وأبي رحمهم الله ، ونحن الآن نودعهم إلى الثراء في سبيل الله لنتحرك صوب الجبهات ، ونعلم العدو دروس الرجال ومبادئ الحرب على الميدان، ونحن على دربهم مشتاقون للشهادة في سبيل الله ، وتحقيق النصر لشعبنا اليمن، مهما كانت التضحيات”.
تبدو المنازل وأحدة تلو الأخرى مدمرة ، لا مأوى فيها للأسر المشردة، وكل من كان بداخلها أجبره العدو على النزوح وعيش المعاناة في الجبال والخيام والكهوف، في مشهد إجرامي يعكس مستوى التواطؤ بين المجرم والمجتمع الدولي الذي لم يتحرك لوقف العدوان والحصار على الشعب اليمني، ومحاسبة قيادات العدو على جرائم الإبادة الجماعية في المحاكم الدولية.
استهداف طيران العدوان لمنازل الموطنين وقتل المدنيين ظلماً وعدواناً، في محافظة صعدة واحدة من آلاف جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بحق الشعب اليمني خلال 9 أعوام متواصلة، أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة والجهات الإنسانية والحقوقية، التي لم تحرك ساكناً.
7 أغسطس 2015 .. 9 شهداء وجرحى في استهداف غارات العدوان للمنشآت الخدمية بالحديدة:
وفي مثل هذا اليوم 7 أغسطس آب من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، المنشآت الخدمية في مديرية حيس، بعدد من الغارات.
أسفرت غارات العدوان عن 6 شهداء بينهم طبيبان و3 جرحى، ودمار وخراب، وأشلاء وجثث ، ودماء مسفوكة، وخوف ورعب في نفوس الأهالي، ومضاعفة معانتهم بعد استهداف الوحدة الصحية التي كانت تقدم خدماتها للمرضى والجرحى.
من بين الشهداء طبيبين حولتهم الغارات إلى قطع متناثرة هنا يد مقطوعة لا يزال البرواز وكف الوقاية بها، وهنا جثة مضرجة بالدماء المسفوكة على الدجلة الطبية البيضاء، في مشهد لا يراعي أي حقوق للأطباء، ومهامهم الإنسانية وفق للمواثيق والمعاهدات الدولية.
يجمع الأهالي الجثث والأشلاء من تحت الدمار والخرسانات الإسمنتية، من هنا وهناك ويرصونها جوار بعضها، ويحتاج الجرحى، بمن فيهم من الكوادر الطبية إلى من يسعفهم، وينقذ حياتهم، إلى خارج المنطقة.
يقول أحد المواطنين : “في صباح هذا اليوم تم استهداف الوحدة الصحية، التي كانت تخدم كل أبناء المديرية وابناء المجتمع ككل، وعرف عنها بأنها حدمة إنسانية، محمية من الاستهداف ، ورغم ذلك العدوان لم يعد يستثني طفل ولا مرأة ، ولا صغير ولا كبير ، ولا منزل ولا مشفى، ولا حيوان ولا جماد ولا مدرسة ولا جسر ولا طريق ، ولا سوق ، ولا مرفق حكومي ، الكل تحت طائلة الاستهداف”
أشلاء الشهداء أرجل وأذرعه وجذوع فاقدة لأطرافها وزعتها الغارات في مختلف الجهات، وكانت طريقة جمعها صعبة تطلبت ساعات منذ الساعة السابعة والنصف لبدأ الغارات إلى ظهر ذات اليوم، فهذا يظهر وبيده قدم وآخر بيده ذراع وأخرين من تحت الركام ينتشلون جثة مواطن دون أطراف، في مشهد أجرامي يدفن معه كل المواثيق والقوانين الدولية الإنسانية والحقوقية، في ظل صمت دولي مستمر أمام آلاف جرائم الحرب بحق الشعب اليمني، خلال 9 أعوام.
7 أغسطس 2016 .. مسجد ومكتب التربية والتعليم هدف لغارات العدوان بصعدة:
في مثل هذا اليوم 7 أغسطس آب من العام 2016م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، أحد المساجد ومكتب التربية والتعليم بمديرية الصفراء، بسلسلة من الغارات.
أسفرت غارات العدوان عن تدمير المسجد ومحتوياته، ومكتب التربية والتعليم وتضرر ممتلكات ومنازل المواطنين المجاورة، وحالة من الخوف في نفوس الأطفال والنساء، وموجة من التشرد والنزوح المتواصل نحو المجهول.
قدسية القرآن الكريم وبيت الله لم يعد لها أي اعتبار في حسابات وأجندة دول العدوان على اليمن بقدر ما هي مكان محتمل لتجمع الأهالي في لأوقات الصلوات، يمكن لغاراته قتل أكبر عدد من الشعب اليمني، ومحاولة أذلاله وجره لمربع الاستسلام، والنزوح من قراهم ومدنهم وترك الساحة خالية لجيش العدو السعودي ومرتزقته، وأضعاف الجبهة الحاضنة للقوات المسلحة اليمنية، واستهداف كل ما له مكانه هامة في وعي الشعب اليمني، وتشكيله.
كما هو الحال من استهدف مكتب التربية والتعليم وما بقدمه من خدمة ورسالة مهمة للأجيال، والحفاظ على حقهم في التعليم، في محالة لتدمير البنية التحتية بكل مكوناتها وأسسها، ونسف ما بقي من أعمدة الجبهة التعليمة في محافظة صعدة، ودفع الأهالي نحو النزوح إلى المدن التي لا يزال فيها مدارس وتعليم ولو في القطاع الخاص.
يقول أحد المواطنين وهو يرفع على ذراعيه المصاحف الممزقة وبجواره عدد من الأطفال محملين بنسخ قطعتها الغارات: “هذه المصاحف هي الصواريخ هذا المسجد مخزن سلاح، هذا كتاب الله هذا سلاح الشعب اليمني، في مواجهتكم، أين دين لكم ! وأي حرب تخوضونها بالنيابة عن اليهود اعداء دين الله ، بعد صلاه الفجر تماماً ، خرج المصلين وما أن وصلوا منازلهم أذا بغارات العدوان تدمر الجام”.
ويعد استهداف البنية التعليمية والجوامع وكتاب الله ، واحدة من آلاف جرائم العدوان المستهدفة للأعيان المدنية والمؤسسات الخدمية وتدمير متعمد للهوية الإيمانية، ومنابعها في الشعب اليمني، على مدى 9 أعوام، في ظل صمت منظمة اليونسف والأمم المتحدة وهيئاتها المختصة بحماية حقوق الطفل والإنسان واحترام المقدسات ودور العبادة، والكتب السماوية.
7 أغسطس .. 38 شهيداً وجريحاً في استهداف غارات العدوان لسوق المديد الشعبي بصنعاء:
في مثل هذا اليوم 7 أغسطس آب من العام 2016م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، سوق المديد بمنطقة عذر، مديرية نهم، محافظة صنعاء.
أسفرت غارات العدوان عن 14 شهيدًا و24 جريحًا بينهم أطفال ونساء، في مجزرة مروعة وجريمة إبادة جماعية، يندى لها جبين الإنسانية، وخسائر في أموال وممتلكات المواطنين، وموجة من الحزن والخوف بين المتسوقين وأهاليهم في المناطق المجاورة.
سوق المديد المستهدف يقع في عاصمة مديرية نهم التي تضم قرابة 4000 نسمة من السكان ، دمرت غارات العدوان فيه 7 محلات تجارية، وعدد من المنازل، وعشرات المواطنين المتسوقين الساعة الثامنة والربع مساءً ، و4 سيارات للمواطنين احداهن محملة بالدجاج وأخرى ، بمصروف لأحد الأهالي دقيق وخضار وفواكه، ديزل، فيما السيارة الرابعة تقل بائعي قات، حولتهم الغارات إلى شهداء وجرحى ، وأتلفت كل ما بداخلها ، ودمرت المحال والمنازل.
الرعب والحزن خيم على منطقة المديد، وسكانها، وكانت من أشد الليالي التي مرت على حياة النساء والأطفال، وبات الجميع ينتظر دوره في الاستهداف والقتل، فمن سلم ونجاء كان مسعف ومنقذ، ل38 شهيداً وجريحاً، هذا فقد أباه وأخر فقد أخوه وهذا استشهدت كامل أسرته.
أصحاب البقالات والمحال والمتسوقين جمعهم العدو بغارته وجريمته الوحشية في مشهد دامي إلى صالات المشافي وغرف العناية المركزة، في مستشفيات الشرطة والعسكري والثورة والجمهوري، ورصت الجثث المحترقة واحدة تلو الأخرى في صالة الطوارئ ، فيما الجرحى وأهاليهم وأقرابهم ينتظرون قطار الموت على الأسرة.
هذا جريح أحرقته الغارات داخل محله، يصرخ فوق سرير المشفى من شدة الألم وبجواره طفلته وأبنه يعيشون الفاجعة، وفي السرير الآخر جرحي أحرقت الغارة سيارته المحملة بالدجاج ، كانت الدماء مضرجة على جسده والشظايا غائرة في رأسه وصدره والحروق في أطرافه.
يقول أحد الجرحى وكله مربط بالشاش : “نحن مدنيين لا دخل لنا بالجانب العسكري لكن من اليوم وصاعد لن نخرج من هذا المكان إلا إلى الجبهات، ومعنا أهلنا وأبنائنا وإخواننا، حياتنا رخيصة إلى هذه الحد، ليس لنا أي قيمة لو نموت ونقتل بهذه الطريقة الوحشية ونحن في منازلنا ومحلاتنا، فالشهادة في الجبهات أحب إلينا وأفضل عند الله”.
يقول أحد الأهالي : “هذا سوق مدني ولا يوجد سوى مواطنين يتقضون ، وغارات العدوان عليهم جبن وأجرام ليس قبله أي أجرام، يقتل الناس في الليل وهم أمنين في منازلهم وسوقهم ومحلاتهم وطريقهم، هذا هو السوق الثالث في مديرية نهم تم استهدافه من قبل العدوان ، خلال هذا العام، سوق خلقه وسوق بني سعد وسوق المديد، أين هو المجتمع الدولي من هذا الجرائم !”.
38 شهيداً وجريحاً في جريمة واحدة، لم تنتهي عند هذا الحد بل تمتد أثارها إلى زيادة معاناة أهاليهم وذويهم ، في ظل غياب الدور الإنساني والأمم الإغاثي المعني بتقديم المساعدات العاجلة، وحضور المعاناة ومرارة اليتم وفقدان العيل، ما يزيد فاتورة الجريمة على حياة المئات من الأطفال والنساء.
مشاهد الجثث والجرحى التي خلفتها غارات العدو في سوق المديد، واحدة من آلاف المجازر المروعة بحق الشعب اليمني، وجريمة حرب وإبادة جماعية تتطلب تحرك دولي وأممي لمحاسبة قيادات دول العدوان وتقديمهم للمحاكمة في محكمة العدل الدولية، لكن هذه الجريمة وغيرها كشفت مستوى الأجرام السعودي الأمريكي، وحجم التواطؤ الأممي المكشوف ، وزيف كل القوانين والمواثيق الإنسانية والحقوقية في هذا العام الأصم، الأعمى.
جريمة العدوان في مديرية نهم واحدة من الجرائم المستهدفة للأسواق والمنازل والمحال التجارية والمارين على الطريق العام، أستمر العدو السعودي الأمريكي في ممارستها على مدى 9 أعوام.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: ومکتب التربیة والتعلیم السعودی الأمریکی بحق الشعب الیمنی بغارات العدوان من المنازل مدیریة نهم واحدة من یقول أحد فی نفوس وعدد من فی مشهد
إقرأ أيضاً:
الإسناد اليمني جرأة غير مسبوقة وتخطيط متقن .. تقرير
حين صمتت الجيوش، أطلق اليمن صواريخه. لم يبعث اليمن "رسائل قلق" إلى العدو، لم يرسل لجان تفاوض، لم يكتفِ بالدعاء، بل أطلق طائراته المسيّرة وصواريخه الباليستية، التي عبرت البحار، وضربت عمق الكيان، وأعلنت للعالم أن الأمة الحقيقية لا تموت، بل تنبعث من بين الرماد.
رغم الحصار الخانق منذ سنوات، رغم الحرب والعدوان، رغم الفقر والدمار قال اليمن: "ما دامت غزة تُقصف، فنحن في حالة حرب". لم ينتظر "إذنًا عربيًا"، ولم يخشَ تهديدًا غربيًا. قرر أن يمارس حقه الطبيعي كجزء من أمة يُذبح أحد أطرافها، وأن يضرب العدو حيث يتوجع. المعادلة الجديدة: صاروخ من اليمن مقابل دمعة من غزة.
في الوقت الذي تقف فيه دول تملك أساطيلَ وطائرات، وتعجز عن منع شحنة سلاح تُرسل للعدو، اختار اليمن أن يقف في الجبهة لا في المؤتمرات، أن يضرب لا أن يفاوض، أن يقاوم لا أن يراوغ. لقد غيّر اليمن معادلة الصراع، وأثبت أن من يملك الإرادة، لا يحتاج إلى أسلحة بمليارات بل إلى شرف، والشرف لا يُشترى.
اليمن قالها بوضوح: "لن تتوقف ضرباتنا ما دام العدوان قائمًا على غزة، ولا مهادنة مع من يقتل الأطفال، ولا حياد حين يكون الحديث عن قضية الأمة الأولى".
في زمن الردة والخيانة والخنوع، كان اليمن هو الثبات والوفاء والصمود. غزة ستذكر اليمن كما يذكر الجريح يدًا ضمّدته، لا يدًا صفقّت لقاتله. سيُكتب اليمن في كتب التاريخ كما يُكتب الشرفاء: "اليمن.. لم يصمت، بل قاتل".
في ظل العمليات العسكرية اليمنية ضد العدو الصهيوني سواء ضد سفنه التجارية أو مواقعه ومنشآته الحيوية في فلسطين المحتلة، يدرك الصهاينة أن اليمن بات تهديدا استراتيجيا لا يمكن تجاوزه، خاصة بعد فشل التحالف الأمريكي البريطاني "حارس الازدهار" والتحالف الأوروبي "أسبيدس"، وكذلك العدوان الإسرائيلي المتكرر، في إحداث أي تغيير على القدرات العسكرية اليمنية أو الحد منها، بالرغم من أن اليمن تعرض لأكثر من (2843) غارة جوية وقصف بحري.
وحتى مستقبلا لا يمكن التأثير على الموقف اليمني، نظراً لحالة النفير القائمة في البلاد رسميا وشعبيا، ناهيك عن بُعد اليمن عن الكيان، وكذلك افتقار العدو الإسرائيلي للمعلومات الدقيقة، في ظل عجزه عن اختراق الجبهة الداخلية اليمنية. وقد أقر العدو الإسرائيلي بعدم قدرته على الوصول إلى المواقع العسكرية الحساسة في اليمن، في ظل تزايد الكلفة الاقتصادية لأي عملية عدوانية من حيث تكاليف تذخير ووقود طائرات الـ إف 35 والـ إف 16. والأهم في الأمر ما كشفت عنه القوات المسلحة من امتلاكها لمنظومات دفاعية اعتراضية تشكل تهديدا للطيران الحربي الإسرائيلي المتقدم، وقد ظهرت مفاعيل هذا التهديد في العدوان الإسرائيلي الأخير على الحديدة، بعدها فضّل العدو استخدام الطائرات المسيرة عوضا عن الطائرات الشبحية.
ويتجلى العجز الإسرائيلي أيضا في تقارير الصحافة الغربية، حيث وصفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية محاولة السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي التسلل في البحر الأحمر بأنها مقامرة محفوفة بالمخاطر، قد تودي في نهاية المطاف إلى التضحية بحياة البحارة، خاصة وأن العمليات اليمنية الأخيرة أظهرت تنسيقا جديدا وإصرارا واضحا على إغراق السفن بدلا من إصابتها. مشيرة إلى أن المخاطر لا تقف عند هذا الحد، فقد خسر مالك السفينة "إيترنيتي سي" عشرات الملايين من الدولارات بعد فشله في تأمين مخاطر الحرب، الأمر الذي أدى بالسفن الأخرى إلى استخدام أجهزة اللاسلكي لإبلاغ القوات المسلحة عن جنسياتهم.
اختراق التكنولوجياإنجازات اليمن لم تقتصر على البحر الأحمر فقط، بل امتدت لتشمل اختراق عمق الكيان الصهيوني، وإسقاط كل منظوماته الدفاعية، من "ثاد" و"حيتس 1 و 3"، التي كانت تُعتبر فخر الصناعات الدفاعية الإسرائيلية. ورغم ضيق المساحة والإنذار المبكر، استطاعت الصواريخ والمسيرات اليمنية تحقيق أهدافها بدقة، ما عطّل الحركة اليومية داخل الكيان، وشوّه صورته الإقليمية كقوة عظمى.
وتمكن اليمن، على الرغم من الإمكانيات الاقتصادية والعسكرية المتواضعة مقارنة بالعدو الصهيوني وحلفائه، تمكن من ردم الفجوة بفضل الله وبفضل العقول الذكية التي تدير الأسلحة، والدفاعات القوية، والبيئة الحاضنة. وقد شهد العالم لأول مرة صواريخ باليستية يمنية تضرب أهدافًا متحركة في البحر، وصواريخ كروز تفوق سرعتها سرعة الصوت، ومُسيّرات تصل إلى يافا بدقة عالية من مسافات بعيدة جدًا، ما يدل على قدرات تكنولوجية متقدمة.
هذا الواقع يثير مخاوف كبيرة لدى العدو، حيث باتت خطوط إمداده عبر الشرق معرضة للخطر الدائم. وقد وصف المجرم نتنياهو نفسُه سيطرةَ اليمنيين على باب المندب بأنها "أخطر على الصهاينة من النووي الإيراني"، ما يؤكد الأهمية الاستراتيجية لهذا الإنجاز اليمني.
ووفقًا لتقرير نشره موقع أخبار المعهد البحري الأمريكي “يو إس إن آي” فإن سفينة الدعم القتالي “يو إس إن إس آركتيك” أنهت مؤخرًا واحدة من أصعب المهام في تاريخها، بعد انتشار استمر تسعة أشهر متواصلة في البحر الأحمر، حيث واجهت هجمات متكررة بطائرات مسيرة وصواريخ.
ونقل التقرير عن الأميرال فيليب سوبك، قائد النقل البحري العسكري الأمريكي، قوله: “إننا نواجه مواجهات بحرية لم نشهد مثيلًا لها منذ أربعينيات القرن الماضي”، في إشارة إلى العمليات العسكرية التي تنفذها القوات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني في غزة.
وأضاف التقرير أن طاقم السفينة “آركتيك” كان يعمل في ظل ظروف قتالية صعبة، حيث تطلب الأمر حالة تأهب دائمة لمواجهة التهديدات المتلاحقة، ما أدى إلى إرهاق غير مسبوق للطاقم والمعدات على حد سواء.
يذكر أن السفينة الأمريكية تتجه إلى ولاية ساوث كارولاينا لإجراء عمليات صيانة شاملة تستغرق ستة أشهر، وهي فترة استثنائية تعكس حجم الضرر الذي تعرضت له خلال مهمتها الأخيرة.
ويُعَد هذا التقرير وثيقة مهمة تكشف حجم الضغوط التي تعرضت لها القوات الأمريكية في البحر الأحمر، كما يمثل اعترافا بفعالية العمليات اليمنية التي تستهدف دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.
في ذات السياق كشفت صحيفة “بيزنس إنسايدر” الأمريكية أن المهمة البحرية التي يقودها الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر تحت مسمى أسبيدس باتت عاجزة فعليًا عن حماية خطوط الشحن، في ظل التصعيد المتواصل من قبل الجيش اليمني وغياب قدرة أوروبية على تأمين المسارات البحرية.
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن الأدميرال فاسيليوس جريباريس قائد المهمة الأوروبية فإن عدد السفن الحربية التي تشارك في العملية لا يتجاوز سفينة واحدة في اليوم، وهو ما وصفه بعدم الكفاية لتأمين نطاق عمليات يمتد من البحر الأحمر إلى الخليج.
وأشار تقرير بيزنس إنسايدر إلى أن الهجمات اليمنية الأخيرة تمثل تحولًا نوعيًا في المشهد البحري، إذ استطاعت قوات صنعاء إغراق سفينتين خلال أسبوع واحد، بينما التزمت الولايات المتحدة بوقف العمليات الهجومية منذ مايو بموجب تفاهم وقف إطلاق النار مع صنعاء.
وأضاف التقرير أن هذا الواقع الميداني أحرج أوروبا والولايات المتحدة معًا، وأظهر أن ما يُعرف بـ"حرية الملاحة" لم يعد مضمونًا في ظل استمرار الهجمات اليمنية التي تستهدف السفن المتجهة نحو موانئ الكيان الإسرائيلي أو تلك المتورطة في دعمه.
كما كشف التقرير غياب التنسيق بين الشركات المالكة للسفن والقوة الأوروبية، إذ لم ترد شركتا Allseas Marine وCosmoship على استفسارات الصحيفة بشأن أسباب عدم طلب الحماية، ما يعكس تراجع الثقة العالمية بفعالية الجهود الغربية في البحر الأحمر.
خلاصة المعارك التي يخوضها اليمن أن القوات المسلحة تمكنت من تحقيق أهدافها في ظل العجز الصهيوني التام، فقد أكدت وسائل إعلام عبرية أن اليمنيين نجحوا بشكل استثنائي في تحقيق هدفهم المتمثل بإغلاق ميناء أم الرشراش المسمى إسرائيليا "إيلات".
وأقرت صحيفة "معاريف" العبرية، في تقرير صادر عنها، أن العمليات العسكرية، التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية، أثرت بشكل كبير على البوابة البحرية الجنوبية الاستراتيجية للكيان، والمتمثلة في ميناء "إيلات"، مبينة أن هذا الحصار أحدث موجات توتر كبيرة وانعكاسات اقتصادية جسيمة، مشيرة إلى أن قطاع النقل الثقيل في جنوب الكيان يتكبد أضراراً كبيرة نتيجة توقف الميناء عن العمل.
أما القدرة على إرباك الداخل الصهيوني فقد قالت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية العبرية، إن العدو الإسرائيلي "يجد صعوبة في تفكيك التهديد اليمني أو ردعه، والذي يقع على بعد نحو 2000 كيلومتر منها، ولا يتوقف عن تعطيل حياة الملايين من المغتصبين الصهاينة.