✒️ ماذا يحدث بمدينة ود مدني..؟
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
⭕تعيش مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة هذه الأيام وضعا كارثيا لم تشهده منذ سقوط عاصمة الولاية في يد التتار الجدد.
⭕يوم امس اقتحمت مجموعة من الجنجويد احد المنازل ووجدت اخ مع اخواته، وطالبته بالخروج وتركهم مع اخواته رفض الاخ فتم قتله امام شقيقاته.
⭕انتشرت في الاونة الاخيرة حالت سرقة ونهب بصورة فظيعة جدا، وقد لا يكاد يخلو يوم بدون اقتحمات للمنازل،فالاقتحامات تتم ليلا بواسطة الموجودين بالارتكازات.
⭕تعاني الاحياء الشرقية بالمدينة من حالات انفلات امني كبيرة، فعصابات المليشيا لا ترحم حتي المارة بالشوارع، المواتر تنهب المارة خاصة القادمين من اجهزة الاستار لنلك.
⭕ اقتحامات البيوت لم تترك حتي حلة الملاح فهم يسرقونها من المطبخ.
⭕الاسر التي اختارت الاستقرار بمدني ومعايشة الامر الواقع مع الجنجويد، يدفعون الان الثمن غاليأ.
⭕لذلك نصيحتي لكل الذين يريدون العودة الي مدينة ود مدني هذه الأيام عدم التفكير في ذلك حالياً، فأعداد المليشيا اصبحت في ازدياد.
⭕نتمني من قوات الجيش الاسراع بتحرير المدينة فالامور هنالك تزداد سؤا يوما بعد يوم.
#نسال الله السلامة للجميع..
غاندي ابراهيم
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
عدنا منذ أيام لديارنا.. بعد أن خرج الجنجويد مذلولين مهانين منها
منذ حوالي عامين تقريبا، كنا محاصرين أنا و ابني الأصغر في المنزل، لم تكن هنالك أسواق و لا مخابز تعمل، و كان اولئك المرتزقة اللصوص يجوبون الشوارع مدججون بالأسلحة ينهبون و يقتلون.
أعددت طبقا من ( القراصة ) لنفطر به، عندما سمعنا طرقا عنيفا على الباب،
بيوتنا قبل دخول الجنجويد عالمنا كانت مفتوحة (للغاشي و الماشي) حق الضيف فيها أكثر من حق صاحبها لم تكن أصلا تحتاج لطرق…
لكن بعد اجتياح الجراثيم دنيانا، عرفت أبوابنا نوعا جديدا من الطرق،) ليس رغبة في الاستئذان، طرق يحمل طابع الترويع و يوجه رسالة الاذلال للامنين في ديارهم، أن افتحوا ، رغما عن أنوفكم.. و سلمونا ما نريد في مقابل حق لا يملكه بشر هو ( حق الحياة.. الذي هو.حق الله) لم نكن نشك لحظة، أنها طرقات أولئك الأوباش الذين يدخلون البيوت عادة بلا استئذان، طرقات تتم عادة بقبضة الأياد لا بمفصل السبابة و أحيانا ب (دبشك الكلاشنكوف)
فلم أشأ أن أفتح لهم، فليسوا مرحبا بهم..
و سرعان ما دفعوا الباب بالقوة و اتلفوه.. حينها غلي الدم في عروقي، و اجتمعت رغبة الدفاع عن الكرامة في غلاف من الحنق و الغضب و الكره لهذا المعتدي، ففتحت الباب الداخلي و حملت بيدي فأسا، كان سابقا معدا لتكسير لحم الأضحية، كان هو كل ما كنت أمتلكه من سلاح و خرجت اليهم، وجدت نفسي في مواجهة ثلاثة، أكبر بقليل من الصبية في العمر، كل منهم يمتطيه كلاش معمر بالرصاص..
رفعت فأسي في مواجهة الغزاة فهربوا الى خارج المنزل، ( يا الله، كم هم جبناء.. نعم.. اللص المرتزق ضعيف في مواجهة صاحب الحق..
كانت لحظة فارقة أغلقت فيها العقل و سيطر علي احساس
الدفاع عن الكرامة.، أكثر من النفس .
خرجوا فاغلقت الباب برجلي و جلست أرضا، و كما توقعت أمطروني بزخات من الرصاص الحي من خارج الباب ( بقيت فتحاتها حتى الان شاهدا على ذلك الفعل الشنيع)
كان ابني خلفي و يطلب مني أن أتشهد.. نحن في عداد القتلى لا محالة.. و كنت أرفع رأسي الى السماء و أدعو بصوت خافت..
و استجاب الله دعاءي، ظنوا أنهم أصابوني، و أشار اليهم أحدهم ( كنت أسمع صوته) : يا جماعة الزول ده و الله بكون مسلح، عنده طبنجة و لاحاجة.. خلونا ندور العربية (و كانت متوقفة بالخارج) و نجيه مرة تانية..
حمدنا الله الذي سلم أرواحنا، و خرجت و أبني بالثياب التي كنا نرتديها، تركنا لهم كل شي من حطام الدنيا، ادخرناه او تملكناه من تعب و كد عشرات السنين..
و بدأت رحلة النزوح التي استمرت لعامين تقريبا (و هذه قصة أخرى) و عدنا منذ أيام لديارنا. بعد أن خرج الجنجويد مذلولين مهانين منها.
وجدناها خرابا عاثوا فيها فسادا، و حولوا غرف النوم فيها الى مراخيض يتغوطون فيها..
نهبوا و سرقوا حتى ملابسنا الداخلية، و تركوا لنا الغبار و خيوط العنكبوت..
كنت مشغولا بطبق (القراصة) الذي كنا أعددناه للافطار أنا و ابني، ماذا فعل الله به..
و بينا أنا أبحث في الأنقاض و الأواني التي تحرقت، وجدت الطبق، كانت القراصة لا تزال شاهدة على تلك الأيام، لم تكن لطعامنا كرامة الرجل الذي أماته الله مائة عام ثم أحياه ثم قال له انظر إلى طعامك لم يتسنه،…
جرت على طعامنا سنن الحياة.. فقد تسنه.. و تحول الي كتلة من الكربون لم تستطع الفطريات أن تلتهمها..
يس ابراهيم