غزة.. قصف إسرائيلي لمنازل بالقطاع وغارات مكثفة شرق خان يونس
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
غزة – قتل عدد من الفلسطينيين وجرح آخرون، الجمعة، في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت منازل سكنية في محافظات قطاع غزة، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي عنيف على خان يونس (جنوب)، مع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة في المناطق الشرقية.
وأفاد متحدث الدفاع المدني الفلسطيني بغزة، محمود بصل، باستشهاد 4 فلسطينيين وإصابة عدد آخر نتيجة قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في منزل يعود لعائلة “مطر” غرب مخيم النصيرات (وسط).
وأضاف أيضا بصل في تصريح وصل الأناضول، “استشهد فلسطينيان وجرح آخرون وفقد عدد آخر نتيجة قصف إسرائيلي على منزل يعود لعائلة ’المدفع’ في مخيم المغازي (وسط)”.
وذكر شهود عيان لمراسل الأناضول: “منذ ساعات الصباح تسمع أصوات إطلاق نار متواصل من المروحيات الإسرائيلية وطائرات الكواد كابتر المسيرة وسط وشرق دير البلح، مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في عموم أجواء المدينة”.
كذلك أطلقت الآليات العسكرية الإسرائيلية المتمركزة في محيط محور “نيتساريم” نيران أسلحتها الرشاشة تجاه المنازل والأراضي الزراعية شمال النصيرات، تزامنا مع إطلاق البوارج الحربية قذائفها.
وبحسب الشهود؛ فقد أطلقت طائرات الكواد كابتر المسيرة نيرانها في محيط المخيم الجديد وأرض أبو مهادي شمال غرب مخيم النصيرات.
وتزامن ذلك مع قصف مدفعي عنيف ومكثف في المناطق الجنوبية الشرقية لدير البلح وبلدات القرارة ووادي السلقا وعبسان الكبيرة شمال وشرق خان يونس، وترافق ذلك مع إطلاق قنابل إنارة في أجواء منطقة الزنة شرق خان يونس.
وشنت المدفعية الإسرائيلية قصفًا متقطعًا خلف مدارس بلدة عبسان الجديدة شرق خان يونس، لإجبار سكان تلك المنطقة على النزوح تحت النيران والغارات الإسرائيلية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، بدء “عملية عسكرية هجومية” في مدينة خان يونس، والتي سبق أن دخلها عدت مرات منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، متجاهلا التحذيرات الدولية وقرارات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية بشأن عملياته فيها.
وقال متحدث الجيش أفيخاي أدرعي، في بيان على منصة إكس، إن “قوات من الفرقة 98 بدأت عملية هجومية في منطقة خان يونس”، وزعم تلقي الجيش “معلومات استخبارية عن وجود بنى إرهابية في المنطقة”، على حد قوله.
وأضاف أنه مع بداية دخول قوات الجيش إلى المنطقة شنت الطائرات الإسرائيلية غارات مكثفة استهدفت أكثر من 30 هدفا لحماس في خان يونس، بحسب ادّعائه.
وأمس الخميس، طالب الجيش الإسرائيلي سكان أحياء جديدة في مدينة خان يونس بإخلائها قسرا؛ تمهيدا لشن هجوم جديد عليها بادعاء إطلاق حركة الفصائل الفلسطينية صواريخ منها.
وجاء ذلك بعد 4 أيام على شن إسرائيل هجوما مدمرا على مناطق زعمت سابقا أنها “آمنة” شرقي خان يونس، ما خلّف 255 قتيلا ودمارا واسعا.
وسبق أن نفذ الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي، عدة هجمات مدمرة على خان يونس، منها مناطق زعم سابقا أنها “آمنة” بالمدينة، ما خلف مئات القتلى والجرحى ودمارا واسعا.
أما في مدينة رفح (أقصى جنوب)؛ فقد نسف الجيش الإسرائيلي مباني سكنية في محيط مدرسة الفردوس بحي تل السلطان غرب المدينة.
وفي مدينة غزة؛ شهدت المناطق الجنوبية من حي الزيتون جنوب شرق المدينة، قصفا مدفعيا تركز في محيط مسجد علي بن أبي طالب على شارع رقم 8، ترافق مع إطلاق قنابل إنارة شرق غزة، وفق شهود عيان للأناضول.
وأضاف الشهود أن الآليات العسكرية الإسرائيلية أطلقت نيرانها الرشاشة تجاه جنوب غرب مدينة غزة.
أما في شمال القطاع، فقد تمكنت طواقم الإسعاف والطوارئ من انتشال 3 إصابات بينهم رضيع (5 شهور) في استهداف منزل يعود لعائلة “حويلة” بمخيم جباليا، وفق بيان للخدمات الطبية الفلسطينية.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 131 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
وكالات
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی شرق خان یونس فی مدینة فی محیط
إقرأ أيضاً:
WP: تقديم المساعدات بالمعايير الإسرائيلية سيفشل وسيهجر 2 مليون غزي
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، موضحة أن الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات على السكان لا تعمل، أو بعبارة أخرى، فشلت ولا يمكن استئناف المساعدات الإنسانية بطريقة صحيحة إلا بعد وقف الحرب.
وقالت الصحيفة في افتتاحية لها ترجمتها "عربي21"، إن معاناة غزة استمرت لفترة طويلة ولأكثر من 19 شهرا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وعليه فأي قدر من المساعدات حتى لو كان قليلا هو موضع ترحيب، مع أن الاستجابة للجوع والحرمان الواسع في غزة كانت قليلة.
وكشفت الحشود الجائعة في مركز توزيع المساعدات هذا الأسبوع والتي يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي، مع حشود جائعة تقتحم الموقع، يأس الناس. وهو المركز الذي تديره مؤسسة غزة الإنسانية التي لها علاقات مع كل من الحكومة الإسرائيلية والأمريكية، وفق الصحيفة.
وتزعم الصحيفة أن استئناف المساعدات هو رد على تحذيرات من أقوى حلفاء إسرائيل على الوضع الإنساني في غزة وأن المجاعة لم تعد مقبولة أو ما أسماه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ "خط أحمر".
مع أنه هو نفسه من فرض الحصار الكامل على غزة ومنع دخول المساعدات إليها بعد خرقه وقف إطلاق النار في آذار/مارس، مبررا الحصار بأنه محاولة للضغط على حركة حماس من أجل إطلاق سراح ما تبقى من أسرى لديها وتسليم أسلحتها والتخلي عن إدارة القطاع.
ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو أوقف المساعدات إلى غزة في آذار /مارس في محاولة لإجبار حماس على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين وإلقاء أسلحتها والتخلي عن السيطرة على القطاع.
وزعم نتنياهو بدون أن يقدم أدلة أن الدعم الإنساني الذي أشرفت على توزيعه الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى، سرقته حماس وباعته حتى تظل في السلطة.
وبناء على النظام الجديد، فكل الدعم الإنساني سيتم توزيعه من خلال مؤسسة غزة الإنسانية التي تعتمد على شركات الأمنية الأمريكية لتوفير الأمن وتوزيع رزم الطعام وفي مراكز معينة محاطة بالجنود الإسرائيليين والدبابات.
وتقول الصحيفة:" لكن هذه الخطة، غير كافية وخطيرة وفاشلة في النهاية".
فهي ليست كافية لأن مراكز التوزيع هي أربعة لتقديم المساعدة إلى مليوني نسمة. وتزعم إسرائيل أن المراكز تعمل (مع أن الصحافيين لم يعثروا يوم الخميس إلا على مركز واحد عامل).
وتزعم إسرائيل إنها سمحت لـ 100 شاحنة في اليوم، مقارنة مع 500 شاحنة قبل الحرب والتي كانت تشرف الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى على توزيعها، أي حوالي 10,000 شاحنة في الشهر. وتهدف إسرائيل لتركيز التوزيع في مناطق الجنوب، مما يعني أن السكان الجائعين في الشمال لن يحصلوا على أي مساعدة.
ويخشى الناس أن تكون الفكرة هي من أجل دفعهم على الخروج قسرا من مناطقهم إلى الجنوب، وهو ما يطالب به المتطرفون في حكومة نتنياهو.
وبدا رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي في يوم الثلاثاء داعما للفكرة حيث قال إن الهدف هو " إنشاء مناطق مطهرة في جنوب غزة ينتقل إليها كل سكان القطاع من أجل سلامتهم".
وتعلق الصحيفة أن خطة التوزيع خطيرة لأنها ستجبر السكان على المرور عبر نقاط تفتيش إسرائيلية مسيجة وتقديم أوراق الهوية ثم الاقتراب من المرتزقة الذين يحرسون عمليات التوزيع. وبعبارة أخرى فما يجري هو "عسكرة للمساعدات".
وكمثال عما يمكن أن يحدث خطأ، حدث في يوم الثلاثاء عندما استشهد فلسطيني وجرح 48 آخرين بسبب إطلاق المرتزقة النار عليهم وهم يحاولون التحكم بالحشود، وفق الصحيفة.
وحتى يسمح بالمزيد من المواد الإنسانية فإن فوضى أوسع ستحدث ومزيد من إطلاق النار.
وقبل بداية عمليات "مؤسسة غزة الإنسانية" استقال مديرها جيك وود الذي برر الاستقالة بأن عملها لا يتناسب مع "مبادئ العمل الإنساني والحيادية والاستقلالية وعدم التحيز"، كما واستقال مدير العمليات في المؤسسة أيضا. وعلى ما يبدو فلن تستمر الخطة في العمل على المدى البعيد إن لم يكن القريب.
وتقول الصحيفة إن الخطة، حتى لو نجحت حسب المعايير الإسرائيلية، أي تقديم الحد الأدنى من المساعدات لسكان غزة في ظل رقابة مشددة، فإنها ستؤدي مع ذلك إلى تهجير ما يقرب من مليوني فلسطيني اضطروا بالفعل إلى النزوح بسبب القصف المتواصل.
وقد وعدت إسرائيل سابقا بالانسحاب من معظم غزة في إطار وقف إطلاق نار سابق قصير الأمد، لكنها الآن تبدو عازمة على احتلال القطاع كله من جديد.
وتواجه إسرائيل موجة انتقادات متزايدة من حلفائها، بمن فيهم بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وحتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طالب إسرائيل بإنهاء الحرب. ويشهد الرأي العام الإسرائيلي تحولا ضد استمرار القتال، وإن كان من غير الواضح بعد ما إذا كان هذا الضغط سيؤثر على نتنياهو.
وتعلق الصحيفة أن حلفاء إسرائيل على حق: يجب وقف القصف والعودة إلى وقف إطلاق النار لضمان إطلاق سراح الأسرى المتبقين والموافقة على خطة لسكان غزة ليحكموا أنفسهم دون حماس. وعندها، ستكون هناك إمكانية لتدفق المساعدات إلى غزة بحرية، وفق ختام الافتتاحية.