الاقتصاد نيوز - بغداد

تعاني الطاقة الشمسية في العراق ضعف انتشارها بالصورة الكافية، التي يمكن من خلالها استغلال الموارد الطبيعية الهائلة في هذا القطاع المهم الذي قد يقدّم حلًا نظيفًا لمشكلة الكهرباء في البلاد.

وسعيًا لبحث واقع هذا القطاع، سلّط عدد من الخبراء الضوء -خلال ندوة عبر خاصية التواصل المرئي، على أبرز التحديات التي تحول دون التوسع في هذا القطاع.

وفي الندوة، التي حملت عنوان "توقعات الطاقة الشمسية في العراق 2025"، أكّد رئيس قسم البحث والتطوير في شركة ربان السفينة لمشروعات الطاقة الدكتور محمد أبوالطيب، أن العراق يمثّل سوقًا واعدة في مجال الطاقة الشمسية؛ نظرًا إلى الحاجة إلى مصادر جديدة لإنتاج الكهرباء نتيجة للنقص الكبير في إمدادات الشبكات الوطنية.

إلا أنه أوضح أن العراق يعاني -كذلك- عدة مشكلات، في مقدمتها عدم انتظام السوق، مشيرًا إلى عدم وجود معايير وطنية أو محددات مُلزمة مقارنة بالدول الأخرى، كما أن المبادرات كافّة تعود إلى أفراد أو مصانع خاصة أو مزارع.

ارتفاع أسعار المنظومات الشمسية

سلّط الدكتور محمد أبوالطيب الضوء على ارتفاع أسعار المنظومات الشمسية، موضحًا أنه على الرغم من الانخفاض المستمر في تكلفة الألواح الشمسية، فإنها ما تزال فوق متناول شريحة كبيرة من المستهلكين، ولا سيما على مستوى الاستهلاك المنزلي، في ظل غياب دعم حقيقي للحكومة في أسعارها، أو وجود آلية محددة لشراء فائض الطاقة المُنتجة.

ولفت إلى أن السوق العراقية تشهد -كذلك- انتشارًا واسعًا للمعدات التجارية الرخيصة ذات الخصائص الضعيفة؛ بسبب انخفاض تكلفتها وضعف الثقافة العامة لدى الكثير من المستهلكين.

كما يفتقر كثير من العاملين في استيراد منظومات الألواح الشمسية وتركيبها وصيانتها إلى الخبرة الحقيقية، مشيرًا إلى أن كثيرًا منهم ليست لديه دراية كافية بالخصائص التفصيلية للألواح والإنفيرتارات (العواكس) والبطاريات.

بينما لا يمتلك كثير من الشركات والمكاتب خدمات ما بعد البيع، بجانب عدم وجود الضمانات المطلوبة لهذه المعدات.

ظروف بيئية صعبة

أشار الدكتور محمد أبوالطيب إلى أن الألواح الشمسية في العراق تعاني العمل في ظروف بيئية صعبة للغاية؛ نتيجة لارتفاع درجات الحرارة وانتشار الغبار والأتربة.

ودعا إلى الاهتمام بصورة دقيقة بنوعيات الألواح المُستعملة في تركيب المنظومات الشمسية، لافتًا إلى أنه غالبًا ما يكتفي المستهلكون بمعلومات بسيطة عن اللوح، مثل القدرة وعدد الباسبارات (خطوط التمرير التي توصل الخلية الشمسية ببعضها)، ويتجاهلون معلومات أخرى مهمة مثل معامل التدهور الحراري لكل من القدرة والتيار والفولتية.

كما تفتقر الغالبية العظمى من عملاء المنظومات الشمسية إلى المعلومات الأساسية الخاصة بالطاقة الشمسية، وفي أغلب الأحيان يفرضون آراءهم على منفذي هذه المنظومات؛ ما يؤدي إلى تركيب منظومات سيئة التصميم والتنفيذ، وبالتالي ضعيفة الأداء.

الحاجة إلى التشجيع الحكومي

أكد أبوالطيب أن مشروعات الطاقة المتجددة في العالم أجمع قد بدأت بتشجيع حكومي، مطالبًا الحكومة بتشجيع تركيب منظومات الألواح الشمسية بمختلف الآليات المتاحة.

كما دعا إلى تنظيم عمليات استيراد منظومات الطاقة الشمسية وبيعها ونصبها، مثل تشريعات استيراد الألواح الشمسية، وشراء الفائض من المستهلكين، وحل مشكلات شبكة الكهرباء التي قد تحول دون ضخ هذه الإنتاجية.

من جانبه، أوضح استشاري الطاقة الدكتور رائد عبد مهدي، أن قطاع الطاقة الشمسية يشهد -حاليًا- طفرة كبيرة في العراق، مشيرًا إلى وجود مشروعات حكومية ريادية متزامنة مع الشبكة الوطنية.

كما أشاد بالانفتاح الكبير من قبل القطاع الخاص في مجال تصميم كل ما يخص الطاقة الشمسية وتنفيذه وتجهيزه في العراق، مضيفًا إلى أن هناك إقبالًا كبيرًا من المواطنين على اقتناء عديد من المنظومات الشمسية الهجينة مع البطاريات المنفصلة والمتصلة مع الشبكة الوطنية للتخلص من مولدات الديزل المنتشرة في جميع المدن العراقية.

التحديات الإستراتيجية

أشار الدكتور رائد عبد مهدي إلى أن سوق الطاقة الشمسية في العراق تواجه عددًا من التحديات الإستراتيجية، أبرزها الحاجة إلى وضع تعرفة وهيكل إداري لتنظيم الكهرباء وتطوير شبكات التوزيع، لاستيعاب القدرات المتجددة واستعمال العدادات الذكية.

بينما أكد مدير مبيعات الشرق الأوسط لدى إحدى الشركات العالمية المُصنعة للألواح الشمسية المهندس أحمد مسعد، أن المنظومات الشمسية في العراق تواجه تحديات كبرى أبرزها ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأتربة؛ ما يقلل من كفاءة عمل الخلايا الشمسية.

وتوقع أن تشهد سوق الكهرباء الموزعة في العراق نموًا كبيرًا يتجاوز 80 ميغاواط خلال عام 2025.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الطاقة الشمسیة فی العراق الألواح الشمسیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

علماء للجزيرة نت: العاصفة الشمسية غانون سحقت غلاف الأرض البلازمي

في مايو 2024، أتاحت عاصفة شمسية هائلة للعلماء فرصة غير مسبوقة لفهم كيفية انهيار طبقة البلازما الواقية للأرض في ظل ظروف جوية فضائية قاسية.

وبفضل وجود القمر الصناعي الياباني "أراس" في موقع رصد مثالي، شاهد الباحثون انكماش طبقة البلازما إلى جزء بسيط من حجمها المعتاد، واستغرقت عملية إعادة بنائها أيامًا.

وقد كشف هذا الحدث عن "عاصفة سلبية" نادرة في طبقة الأيونوسفير، أبطأت بشكل كبير قدرة الغلاف الجوي على التعافي. طبقة الأيونوسفير هي جزء من الغلاف الجوي (تقريبًا من 60 حتى 1000 كيلومتر) والتي تتأين بفعل أشعة الشمس، وتؤثر على انتشار موجات الراديو، ويظهر فيها الشفق القطبي.

وكانت البيانات التي تم الحصول عليها بواسطة القمر الاصطناعي أراس ضمن مشروع بحثي بقيادة الدكتور أتسوكي شينبوري من معهد أبحاث البيئة الفضائية-الأرضية بجامعة ناغويا في اليابان، قد قدمت رؤى قيّمة في كيفية تعطيل النشاط الشمسي الشديد للأقمار الصناعية وإشارات نظام تحديد المواقع العالمي، وأنظمة الاتصالات.

كما قدمت تلك الأرصاد أيضا أول رؤية تفصيلية لكيفية تأثير هذا الحدث على الغلاف البلازمي للأرض (وهي المنطقة الواقية للأرض من الجسيمات المشحونة المحيطة بالكوكب).

ومن ناحية أخرى تُظهر نتائج الدراسة التي نشرها شينبوري ورفاقه في دورية "إيرث بلانتيت آند سبيس"، كيفية استجابة كلٍّ من الغلاف البلازمي والغلاف الأيوني أثناء الاضطرابات الشمسية الشديدة.

وتساعد هذه الملاحظات البحثية في تحسين التنبؤات بانقطاعات الأقمار الصناعية، ومشاكل نظام تحديد المواقع العالمي، ومشاكل الاتصالات الناجمة عن طقس الفضاء المتطرف.

القمر الصناعي أراس تمكن من دراسة أثر العاصفة الشمسية بدقة (جامعة ناغويا)العاصفة الشمسية

العاصفة الشمسية هي اضطراب في سطح الشمس ينتج عنه انبعاث كميات هائلة من الطاقة والجسيمات المشحونة نحو الفضاء.

إعلان

وتحدث هذه العواصف بسبب التغيرات في المجال المغناطيسي للشمس، وتتكون من توهجات شمسية وانبعاثات كتلية إكليلية، وعندما تصل هذه المواد إلى الأرض، يمكن أن تتسبب في ظواهر مثل الشفق القطبي وتؤثر على الاتصالات وأنظمة الطاقة.

وبحسب البيان الرسمي الصادر من جامعة ناغويا، فإن العاصفة الشمسية الجيومغناطيسية الفائقة التي ضربت الأرض في الفترة من 10 إلى 11 مايو 2024 والمعروفة باسم "غانون"، هي أقوى حدث من هذا النوع منذ أكثر من عقدين، وهي أحد أشد أشكال الطقس الفضائي تطرفًا، والتي تنشأ عندما ترسل الشمس دفعات هائلة من الطاقة والجسيمات المشحونة نحو الأرض، وهي عادةً ما تظهر مرة واحدة كل 20-25 عامًا.

ويقول شينبوري في تصريحات خاصة للجزيرة نت: "خلال العاصفة  الجيومغناطيسية التي حدثت، تقلص الغلاف البلازمي للأرض من 44 ألف كيلومتر إلى 9 آلاف و600 كيلومتر خلال 9 ساعات".

ويضيف: "بعد ذلك، استعاد الغلاف البلازمي تدريجيًا مستوى الهدوء، وقد استغرقت هذه الفترة أكثر من 4 أيام، أي أطول بكثير من 77 عاصفة جيومغناطيسية معتادة خلال الفترة من 2017 إلى 2024".

رصد تغيرات الغلاف البلازمي للأرض

في عام 2016 أطلقت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا) قمر أراس الصناعي، ليجتاز الغلاف البلازمي للأرض ويقيس موجات البلازما والمجالات المغناطيسية.

وخلال هذه العاصفة العاتية، كان القمر الصناعي في موقع مثالي لتسجيل الانضغاط الشديد للغلاف البلازمي والتعافي البطيء والطويل الذي تلاه، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها العلماء على بيانات مستمرة ومباشرة تُظهر انكماش الغلاف البلازمي خلال عاصفة عاتية.

وفي هذا الصدد يقول شينيوري: "لقد تتبعنا التغيرات في الغلاف البلازمي باستخدام قمر أراس الصناعي، واستخدمنا أجهزة استقبال أرضية لمراقبة الغلاف الأيوني، مصدر الجسيمات المشحونة التي تُعيد ملئ الغلاف البلازمي للأرض، وقد أظهرت لنا مراقبة الطبقتين مدى انكماش الغلاف البلازمي بشكل كبير، ولماذا استغرق تعافيه كل هذا الوقت".

ويوضح شينبوري تفاصيل هذه العملية قائلا: "اجتاز القمر الصناعي أراس طبقة الأيونوسفير والغلاف البلازمي والغلاف المغناطيسي الداخلي بفترة مدارية مدتها 10 ساعات عند حدوث العاصفة الشمسية الجيومغناطيسية الفائقة، حيث تمكّن من قياس كثافة الإلكترونات في الغلاف البلازمي بدقة"

ويضيف: "من ناحية أخرى، وباستخدام بيانات  نظام  تقنية "جنس تيك"  العالمية، وهو نظام لقياس طبقة الايونوسفور، تم تجميع البيانات من 9000 محطة  حول العالم، كما راقبنا كثافة الإلكترونات في الغلاف الأيونوسفير أثناء العاصفة الجيومغناطيسية، وبمقارنة كلا البيانات، تمكنا من رؤية التغير في الغلاف الأيوني والغلاف البلازمي للأرض".

اندفعت الجسيمات المشحونة عبر الغلاف الجوي العلوي للأرض عند خطوط العرض العليا (أسوشيتد برس)العواصف السلبية وتأثيرها على الأرض

بعد نحو ساعة من وصول العاصفة الشمسية العاتية، اندفعت الجسيمات المشحونة عبر الغلاف الجوي العلوي للأرض عند خطوط العرض العليا، وتدفقت نحو الغطاء القطبي.

ومع ضعف العاصفة، بدأت طبقة البلازما تتجدد بالجسيمات التي تزودها طبقة الأيونوسفير، وعادةً ما تستغرق عملية إعادة التعبئة هذه يومًا أو يومين فقط، ولكن في هذه الحالة، امتدت عملية التعافي إلى أربعة أيام بسبب ظاهرة تُعرف بالعاصفة السلبية.

إعلان

في هذه العاصفة، تنخفض مستويات الجسيمات في طبقة الأيونوسفير انخفاضا حادا على مساحات واسعة عندما يُغير التسخين الشديد التركيب الكيميائي للغلاف الجوي، وهو ما يؤدي هذا إلى انخفاض أيونات الأكسجين التي تُساعد في تكوين جزيئات الهيدروجين اللازمة لاستعادة طبقة البلازماسفير، كما ان العواصف السلبية غير مرئية ولا يُمكن رصدها إلا باستخدام الأقمار الصناعية.

وفي ها الصدد قال شينبوري، في تصريحاته للجزيرة نت: "تتميز العاصفة السلبية باستنزاف كثافة الإلكترونات في طبقة الأيونوسفير لفترة طويلة من خلال عملية الفقد المرتبطة بتفاعل كيميائي بين الجسيمات المشحونة والجسيمات المحايدة على ارتفاعات الأيونوسفير، وتسبب استنزاف كثافة الإلكترونات في طبقة الأيونوسفير في انخفاض إمداد طبقة البلازماسفير بالجسيمات المشحونة، مما أدى إلى بطء تعافي طبقة البلازماسفير.

طقس الفضاء

تُقدم هذه النتائج فهما أوضح لكيفية تغير الغلاف البلازمي خلال عاصفة شمسية شديدة، وكيفية انتقال الطاقة عبر هذه المنطقة من الفضاء، حيث واجهت العديد من الأقمار الصناعية أعطالًا كهربائية أو توقفت عن إرسال البيانات خلال هذه العاصفة، وانخفضت دقة إشارات نظام تحديد المواقع العالمي، وانقطعت الاتصالات اللاسلكية.

وبحسب الدراسة، فإن معرفة المدة التي تستغرقها طبقة البلازما الأرضية للتعافي من هذه الاضطرابات أمرٌ أساسي للتنبؤ بطقس الفضاء في المستقبل، ولحماية التكنولوجيا التي تعتمد على ظروف مستقرة في الفضاء القريب من الأرض

ويقول شينبوري، في تصريحاته للجزيرة نت: "نظرا للتغيرات الحادة في طبقة الأيونوسفير خلال العاصفة الجيومغناطيسية الفائقة، تزداد أخطاء تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية بشكل ملحوظ"

ويضيف: "لذلك، من المهم التنبؤ بمثل هذه الظواهر خلال العواصف الجيومغناطيسية الفائقة. علاوة على ذلك، فإن معدل حدوث العواصف الجيومغناطيسية الفائقة منخفض جدًا (نحو 4%)، مقارنةً بأحداث العواصف الأخرى. في المستقبل، ينبغي لنا مواصلة إجراء تحليل متكامل للبيانات من المراقبة الأرضية والفضائية أثناء العواصف الجيومغناطيسية الفائقة لفهم العملية الفيزيائية للحقول وبيئات البلازما في طبقة الأيونوسفير".

مقالات مشابهة

  • العقبة: تكافل اجتماعي في مواجهة الشتاء وتحديات الأمطار الاستثنائية
  • جوتيريش يعرب عن اعتزازه بالتعاون القائم مع العراق
  • مرصد اقتصادي:كلفة إنتاج الطاقة الكهربائية في العراق بلغت 5.6 تريليونات ديناراً
  • بسبب الطاقة الشمسية.. حريق كبير داخل منزل في كفرتبنيت (فيديو)
  • الكشف عن بقايا معبد الوادي للمجموعة الشمسية للملك "ني أوسر رع" بأبوصير
  • مسيحيو لبنان.. هويات مشرقيّة صغيرة بين محدودية التمثيل وتحديات الوجود
  • هجوم مُركّز من التيّار على وزير الطاقة
  • الأشغال تطرح عطاء لإعادة إنارة ممر عمّان التنموي بالطاقة الشمسية
  • علماء للجزيرة نت: العاصفة الشمسية غانون سحقت غلاف الأرض البلازمي
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة