سودانايل:
2025-07-13@06:28:44 GMT

غياب الدبلوماسية الواعية في فشل انعقاد مؤتمر جنيف

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

==============
د. فراج الشيخ الفزاري
=========
أربعة أسباب ساقتها دولة السودان وحالت بينها والمشاركة في مؤتمر جنيف بسويسرا.
أربعة أسباب، في تقديري، يمكن تجاوزها إذا حسنت النوايا وتواصلت المساعي وتدخل العقلاء من طرفي الصراع.. ومنهم أصدقاء السودان الحقيقين الذين يقاسموننا البلاء والابتلاء ويبكون حسرة وندما على ضياع السودان.


أقول ذلك وفي الخاطر هواجس كثيرة ومخاوف بما ينتظر أهلنا في السودان في حال فشلت الدعوة ولقاء جنيف ...
وأعود للأسباب التي حالت دون مشاركة السودان كما جاءت عبر منبر سونا الرسمي...
السبب الأول...وهو ضرورة التزام الدعم السريع بمخرجات واتفاق جدة التي تم التوقيع عليها
سابقا...هذا السبب كان يمكن تجاوزه أذا اجتهدت الوساطة الأمريكية... وحله في غاية البساطة...وأن السبب الوحيد لرفض الدعم السريع لتنفيذه هو خوفه من (غدر) الطرف الثاني بعد إخلاء العقار السكنية ومهاجمتهم بمجرد انتهاء عملية الإخلاء.. ويتمسكون بشرطهم وهو وقف الحرب اولا...ثم الإخلاء.. فالحرب هي سبب دخولهم التكتيكي للمساكن وليس العكس..
والحل الذي أراه...هو التزامن.. بمعني يتم امهال الطرفان مدة 48 ساعة للاستعداد والتجهيز وفي ساعة الصفر يبدأ الدعم السريع في الخروج وتتوقف القوات المسلحة من مهاجمة الدعم السريع والذهاب للموقع الذي يتم الاتفاق عليه.. علي أن تكون الأمم المتحدة والدول الراعية للمؤتمر هي الضامن لهذا الترتيب ويحق لمجلس الأمن معاقبة الطرف الذي سيخرق هذا الاتفاق...ونكون بذلك قد تجاوزنا المعضلة الأولي.
أما السبب الثاني.. فهو وجود دولة الامارات كمراقب في المؤتمر.. وحقيقة لا يوجد سبب جوهري لوجودها ...فإذا اردت دولة الامارات أن تكون موجودة باعتبارها متهمة في دعم الحرب...فتستطيع عبر شركائها أن يكون لها وجودا.. وهل هناك شريك لها أكبر من الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الأول للمؤتمر...لهذا أري أن تبادر دولة الامارات من نفسها وتسحب وجودها من المؤتمر ان كان فعلا يهمها أمر السودان ...وذلك حتى لا تكون سببا من أسباب فشل انعقاد المؤتمر.
السبب الثالث..أن الوفد الأمريكي لم يقدم مبررا لاستبدال المكان...من جدة الي جنيف...وهي مسألة ليست بالمعقدة حتي تحرم الشعب السوداني من تحقيق أمنياته وأحلامه التي بناها علي انعقاد المؤتمر في العودة إلى الوطن وتخفيف معاناته وزله وهوانه الذي لاقاه في بلاد الغربة والتيه والشتات..وتستطيع أمريكا أن تشرح للحكومة السودانية مبررات هذا التعديل من جدة الي جنيف..خاصة وأن الدولة المعنية بهذا التغير وهي المملكة العربية السعودية لم تبدي اعتراضا..ربما من أجل إنجاح المساعي..فيجب علينا أن نكون نحن أصحاب القضية أكثر رحمة وعطفا بحال أهلنا المغلوبين علي أمرهم..تستطيع الحكومة السودانية أن تتفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية علي أن تعقد جلسة الافتتاح في جنيف ومن ثم تكملة بقية الجلسات في جدة ..مع الاحتفاظ بمسماه الأول(منبر جدة)..وهكذا تتلاشي معضلة المكان.
لم يوضح بيان الحكومة تلك المعلومات الخاطئة التي بني الوفد الأمريكي عليها اعتماده عن المشكلة السودانية...كما جاء في حيثيات السبب الرابع...
وفي تقدرري، ايضا، انها مسألة في غاية السهولة..فالفرصة الآن متاحة أمام الوفد السوداني لتفنيد كل تلك المزاعم الكاذبة..وعلي الوفد الأمريكي أن يستمع مباشرة و بعقل مفتوح دون تشويه معرفي للذي حظي به من قبل الأطراف المناوية للحكومة السودانية...ويستطيع الوفد الأمريكي أن يكسب ثقة الحكومة السودانية اذا استطاع اقناع وفدها بأنه يأتي لهذا المؤتمر بروح جديدة وتوجه محايد وصفحة جديدة تتجاوز كل الاتهامات السابقة...فإذا استطاع الوفد الأمريكي أن يقنع الوفد السوداني بهذا التوجه الجديد...يكون بذلك قد نجح ايضا في قبول الوفد السوداني بالمشاركة في اجتماعات( جنيف / جدة)
بروح جديدة وسعي صادق
لتحقيق كل الأهداف المرجوءة وفي طليعتها وقف الحرب اللعينة.... والتطلع نحو الأمام.
ارجع وأقول بأن الفرصة لازالت متاحةلانعقاد المؤتمر إذا نشطت الدبلوماسية الدولية ونجحت في حل تلك المعضلات التي طرحتها الحكومة السودانية.. وهي ليست بالمعضلات المعقدة إذا صدقت النوايا ...فالحل الدبلوماسي الواعي دائما حاضرا لمثل تلك القضايا.
د. فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الوفد الأمریکی الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

"إعلان فيينا".. عندما ينطق اليهود بكلمة الحق


د مصطفى برغوثي 
 

‏لأول مرة مؤتمر يهودي مناهض للصهيونية على الصعيد الدولي يُعقد في فيينا، لأول مرة يعقد اليهود مؤتمراً لهم  بحضور  500 مشارك جاؤوا من كل أصقاع العالم، لأول مرة يكسر اليهود احتكار الصهيونية للتمثيل اليهودي ويسقط بالتالي ادّعاء وإجماع أن إسرائيل هي الممثلِّة الشرعية والوحيدة لليهود في العالم 

‏لأول مرة تتعزز الشرعية الأخلاقية والسياسية للنضال الفلسطيني في المحافل الدولية بعد أن أصبح لهم داعمون من داخل الجماعة التي تدعي الصهيونية التحدث باسمها.

‏لأول مرة يتوفر لحركة المقاطعة العالمية غطاء يهودي دولي وغطاء أخلاقي وديني بحضور أكاديميين يهود معروفين في أمريكا وأوربا في حركات المقاطعة التي تتعرض لهجومات اللوبي الصهيوني.

‏لأول مرة يدعو اليهود في مؤتمر دولي رسميا إلى تجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي و إلى إحياء المقاطعة الأكاديمية والثقافية ضد المؤسسات الإسرائيلية.

‏لأول مرة في مؤتمر دولي يصرح يهوديٌ نجا من الهولوكوست/المحرقة قائلا إن إسرائيل ترتكب فظائع باسمنا، ويعتبر المؤتمر إسرائيل نظام فصل عنصريًا استعماريًا إحلاليًا، يشبه نظام "الأبرتايد" في جنوب إفريقيا، ويدعوالمشاركون لتشكيل ائتلاف يهودي فلسطيني أممي لإسقاط هذا النظام للفصل العنصري وبناء دولة ديمقراطية واحدة لجميع سكانها.

‏لأول مرة يطالب المؤتمر بمحاسبة إسرائيل وقادتها أمام المحكمة الجنائية الدولية والدعوة لتوسيع مفهوم الجرائم ضد الإنسانية لتشمل الاستيطان والحصار.

‏صدر عن المؤتمر إعلان ڤيينا  "نرفض ادعاء أن الصهيونية تمثل اليهودية، وندين استخدام اليهودية كأداة للاستعمار والفصل العنصري والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني" (وفق نص الوثيقة السياسية المركزية للمؤتمر).

‏لأول مرة في مؤتمر يهودي دولي يتبنى المشاركون تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ورفض حل الدولتين باعتباره غطاءً لتكريس الاستعمار.

يدعم المؤتمر بشكل صريح المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها واعتبارها مقاومة مشروعة ضد استعمار عنصري، وملاحقة الحكومات الغربية المتواطئة في الإبادة الجماعية، وتحقيق العدالة التاريخية بحق العودة للاجئين الفلسطينيين. 

‏هاجم المؤتمر الولايات المتحدة لدعمها اللامحدود لإسرائيل، وهاجم ألمانيا لاستخدامها المحرقة لتبرير دعمها السياسي والعسكري، وهاجم فرنسا والنمسا لقمعهما الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بدعوى مكافحة معاداة السامية.

وجاء في البيان الختامي" العار كل العار على حكومات الغرب التي تُبرر الإبادة وتقمع التضامن مع الضحايا الفلسطينيين.. يؤكد المؤتمر أن معاداة الصهيونية ليست معاداة السامية؛ بل إن الصهيونية نفسها تهدد الوجود الأخلاقي لليهودية".

‏لأول مرة وفي موقف غير مسبوق يقول "ستيفن كابوس" (وهو ناجٍ من الهولوكوست) إن "من عاش جحيم النازية لا يمكن أن يصمت عما تفعله إسرائيل اليوم في غزة". فيما تقول داليا ساريغ (المُنظِّمة الرئيسية للمؤتمر): "نحن يهود ضد الصهيونية ونرفض أن تٌرتكب جرائم باسمنا، ونقف مع الفلسطينيين كجزء من التزامنا بالعدالة".

ويؤكد "إيلان بابيه" وهو مؤرخ إسرائيلي مشارك في المؤتمر أن "ما تقوم به إسرائيل ليس مجرد احتلال بل استعمار إحلالي وأبارتايد وجرائم تطهير عرقي لاجدال فيها".

‏ليس عبثاً أن هذا المؤتمر عُقد في فيينا إذ علق أحدهم متهكما: "هنا وُلد هرتزل وفي القاعة المقابلة ماتت فكرته، وليس عبثا أن في باحات وبهو المؤتمر، وضع المنظمون أغصان الزيتون ولا وجود لا لعلم فلسطين ولا لعلم إسرائيل ولا لدولة أخرى،  فعلق أحد الضيوف من أوروبا الشرقية هل نحن في مؤتمر سياسي أم في معرض زيتون فلسطيني؟ فرد أحد الصحفيين قائلًا: "هنا الزيتون أصدق من كل أعلام الأمم المتحدة".

‏في خضم المناقشات تدخَّل أحد الحاخامات الحريديين متضامنًا مع الفلسطينيين بلغة عربية أنيقة قائلا "أنتم يا أهل غزة أشجع من بني إسرائيل أيام فرعون".

‏خلال استراحة قامت يهودية نمساوية عجوز تبلغ من العمر 91 سنة، ونجت من محرقة النازية، وغنت مع بعض الحاضرين أغنية "موطني" بعربية مكسرة ثم قالت "كنت أغنيها أيام النكسة ولم أكن أعلم أنني سأغنيها ضد تل أبيب يوما"!!

مقالات مشابهة

  • كليتشدار أوغلو في سيليفري.. غياب إمام أوغلو يثير التساؤلات
  • تحت مظلة الأمم المتحدة.. مؤتمر حل الدولتين يُعقد أواخر الشهر الجاري
  • تأجيل مؤتمر الأمم المتحدة لحل الدولتين إلى نهاية يوليو
  • مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين يعقد نهاية الشهر
  • "إعلان فيينا".. عندما ينطق اليهود بكلمة الحق
  • مجلس الشيوخ الأمريكي قلق بشأن غياب التنسيق بين البيت الأبيض والبنتاغون حول أوكرانيا
  • بالأرقام.. “مؤتمر الجزيرة” يكشف فظائع وانتهاكات “الدعم السريع” في الولاية
  • بحضور محافظ مطروح..تفاصيل مؤتمر القسطرة المخية بالعلمين
  • وزير الخارجية الروسي ونظيره الأمريكي أكدا أهمية مواصلة عمل البعثات الدبلوماسية بين البلدين
  • بمشاركة الأمير فيصل بن بندر بن سلطان| انعقاد المؤتمر الصحفي لافتتاح كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025