"إعلان فيينا".. عندما ينطق اليهود بكلمة الحق
تاريخ النشر: 11th, July 2025 GMT
د مصطفى برغوثي
لأول مرة مؤتمر يهودي مناهض للصهيونية على الصعيد الدولي يُعقد في فيينا، لأول مرة يعقد اليهود مؤتمراً لهم بحضور 500 مشارك جاؤوا من كل أصقاع العالم، لأول مرة يكسر اليهود احتكار الصهيونية للتمثيل اليهودي ويسقط بالتالي ادّعاء وإجماع أن إسرائيل هي الممثلِّة الشرعية والوحيدة لليهود في العالم
لأول مرة تتعزز الشرعية الأخلاقية والسياسية للنضال الفلسطيني في المحافل الدولية بعد أن أصبح لهم داعمون من داخل الجماعة التي تدعي الصهيونية التحدث باسمها.
لأول مرة يتوفر لحركة المقاطعة العالمية غطاء يهودي دولي وغطاء أخلاقي وديني بحضور أكاديميين يهود معروفين في أمريكا وأوربا في حركات المقاطعة التي تتعرض لهجومات اللوبي الصهيوني.
لأول مرة يدعو اليهود في مؤتمر دولي رسميا إلى تجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي و إلى إحياء المقاطعة الأكاديمية والثقافية ضد المؤسسات الإسرائيلية.
لأول مرة في مؤتمر دولي يصرح يهوديٌ نجا من الهولوكوست/المحرقة قائلا إن إسرائيل ترتكب فظائع باسمنا، ويعتبر المؤتمر إسرائيل نظام فصل عنصريًا استعماريًا إحلاليًا، يشبه نظام "الأبرتايد" في جنوب إفريقيا، ويدعوالمشاركون لتشكيل ائتلاف يهودي فلسطيني أممي لإسقاط هذا النظام للفصل العنصري وبناء دولة ديمقراطية واحدة لجميع سكانها.
لأول مرة يطالب المؤتمر بمحاسبة إسرائيل وقادتها أمام المحكمة الجنائية الدولية والدعوة لتوسيع مفهوم الجرائم ضد الإنسانية لتشمل الاستيطان والحصار.
صدر عن المؤتمر إعلان ڤيينا "نرفض ادعاء أن الصهيونية تمثل اليهودية، وندين استخدام اليهودية كأداة للاستعمار والفصل العنصري والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني" (وفق نص الوثيقة السياسية المركزية للمؤتمر).
لأول مرة في مؤتمر يهودي دولي يتبنى المشاركون تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ورفض حل الدولتين باعتباره غطاءً لتكريس الاستعمار.
يدعم المؤتمر بشكل صريح المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها واعتبارها مقاومة مشروعة ضد استعمار عنصري، وملاحقة الحكومات الغربية المتواطئة في الإبادة الجماعية، وتحقيق العدالة التاريخية بحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
هاجم المؤتمر الولايات المتحدة لدعمها اللامحدود لإسرائيل، وهاجم ألمانيا لاستخدامها المحرقة لتبرير دعمها السياسي والعسكري، وهاجم فرنسا والنمسا لقمعهما الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بدعوى مكافحة معاداة السامية.
وجاء في البيان الختامي" العار كل العار على حكومات الغرب التي تُبرر الإبادة وتقمع التضامن مع الضحايا الفلسطينيين.. يؤكد المؤتمر أن معاداة الصهيونية ليست معاداة السامية؛ بل إن الصهيونية نفسها تهدد الوجود الأخلاقي لليهودية".
لأول مرة وفي موقف غير مسبوق يقول "ستيفن كابوس" (وهو ناجٍ من الهولوكوست) إن "من عاش جحيم النازية لا يمكن أن يصمت عما تفعله إسرائيل اليوم في غزة". فيما تقول داليا ساريغ (المُنظِّمة الرئيسية للمؤتمر): "نحن يهود ضد الصهيونية ونرفض أن تٌرتكب جرائم باسمنا، ونقف مع الفلسطينيين كجزء من التزامنا بالعدالة".
ويؤكد "إيلان بابيه" وهو مؤرخ إسرائيلي مشارك في المؤتمر أن "ما تقوم به إسرائيل ليس مجرد احتلال بل استعمار إحلالي وأبارتايد وجرائم تطهير عرقي لاجدال فيها".
ليس عبثاً أن هذا المؤتمر عُقد في فيينا إذ علق أحدهم متهكما: "هنا وُلد هرتزل وفي القاعة المقابلة ماتت فكرته، وليس عبثا أن في باحات وبهو المؤتمر، وضع المنظمون أغصان الزيتون ولا وجود لا لعلم فلسطين ولا لعلم إسرائيل ولا لدولة أخرى، فعلق أحد الضيوف من أوروبا الشرقية هل نحن في مؤتمر سياسي أم في معرض زيتون فلسطيني؟ فرد أحد الصحفيين قائلًا: "هنا الزيتون أصدق من كل أعلام الأمم المتحدة".
في خضم المناقشات تدخَّل أحد الحاخامات الحريديين متضامنًا مع الفلسطينيين بلغة عربية أنيقة قائلا "أنتم يا أهل غزة أشجع من بني إسرائيل أيام فرعون".
خلال استراحة قامت يهودية نمساوية عجوز تبلغ من العمر 91 سنة، ونجت من محرقة النازية، وغنت مع بعض الحاضرين أغنية "موطني" بعربية مكسرة ثم قالت "كنت أغنيها أيام النكسة ولم أكن أعلم أنني سأغنيها ضد تل أبيب يوما"!!
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: لأول مرة فی مؤتمر
إقرأ أيضاً:
مؤتمر التقنيات الناشئة يدعو إلى توسيع استخدامات الذكاء الاصطناعي
دعا المؤتمر الدولي الثاني للتقنيات الناشئة في المجالات متعددة التخصصات، الذي اختتمت أعماله اليوم بفندق نوفتيل مسقط، على ضرورة تشجيع المؤسسات والباحثين على اعتماد التقنيات المتقدمة، والعمل على تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي التي تراعي احتياجات جميع المتعلمين بمن فيهم أصحاب الهمم، وتوفير بيئات تعليمية محفزة من خلال أنظمة ذكية تتفهم المشاعر وتتكيف مع المتعلمين.
وأوصى المشاركون في المؤتمر بأهمية تعزيز الشراكات بين المؤسسات الأكاديمية والقطاعات المهنية لتطبيق مناهج تعليمية قائمة على العدل، ودمج ممارسات إدارة الذكاء الاصطناعي والابتكار البيئي في السياسات والعمليات خاصة في مؤسسات التعليم العالي وسلاسل التوريد.
ودعا المؤتمر صانعي السياسات إلى تطوير برامج تدريبية لضمان تطبيق أمن وأخلاقي للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية والأنظمة المالية، والاستثمار في إدارة أنظمة إلكترونية آمنة لضمان جودة الخدمات وتقليص الفجوة الرقمية وضمان استمرارية التحول الرقمي.
وقد شهد المؤتمر خلال اليوم الختامي نقاشات فعالة هدفت إلى إبراز أهمية التقنيات الناشئة في تطوير التعليم واستشراق مستقبل الجامعات في ظل التحول الرقمي.
وتضمنت فعاليات اليوم ، ثلاث جلسات علمية وعروضا تقديمية وحوارات تفاعلية، منها موضوعات تناولت "التكنولوجيا والأخلاقيات والابتكار في العصر الرقمي، ودور الذكاء الاصطناعي واللغويات والسرد في التعلم الحديث من الفصول الدراسية إلى أجهزة الألعاب، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصناعة والأمن ورواية القصص".
وقُدمت جلسة نقاشية حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات توظيف التقنيات الحديثة في دعم منظومة التعليم العالي، بهدف تعزيز التقنيات الناشئة في تطوير التعليم العالي.
كما قُدم عدد من أوراق العمل والدراسات البحثية التي تناولت تعزيز وتطوير المهارات اللغوية لدى طلاب التعليم العالي بشكل عام باستخدام العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي والممارسات الصفية والعملية التعليمية.
وركزت أوراق العمل التي قُدمت على أهمية التغذية الراجعة وطرقها للمعلمين والمتعلمين، من خلال تحليل الحوارات في البيئة الصفية عبر التطبيقات التقنية الحديثة.
وتطرق المؤتمر في ختام أعماله إلى دراسة استخدام التطبيقات والتقنيات الحديثة المتاحة في تبادل الأفكار والحلول بين المعلمين في تطبيق الأفكار الناجحة في طرق التدريس والوصول بها إلى شريحة أكبر من المعلمين في وقت أقل.