أثار الإعلامي المصري تامر أمين ضجة واسعة خلال الساعات الماضية، بعد مطالبته بإجراء تغييرات جذرية على مناهج مرحلة الثانوية العامة، وإلغاء تدريس بعض المواد مثل التاريخ والفلسفة.

تامر أمين يرفض المواد الأدبية

خلال برنامجه التلفزيوني، أكد تامر أمين أن المناهج المصرية لم تتطور منذ حقبة الثمانينات، بل كل ما حدث هو إلغاء الزيادات في المنهج، لكن المحتوى نفسه لم يتغير بنسبة 90%، وبالتالي آن الأوان لتغييره.


وأضاف: “المشكلة كلها تكمن في القسم الأدبي، ما المفيد في المواد الأدبية التي درسها طلبة الثانوية العامة هذه الأيام؟ ما استفادة الطالب من دراسة التاريخ والجغرافيا لمدة 3 سنوات؟ ولماذا يدرس فلسفة ومنطق؟ ماذا سيستفيد منهم عند الدخول إلى الكلية أو سوق العمل؟”.
وواصل الإعلامي المصري: “الطالب الذي يدرس الفلسفة بكلية الآداب ماذا سيعمل بعد تخرجه؟ هل لدينا وظيفة اسمها فيلسوف؟”.
وطالب تامر أمين بأن يقتصر تدريس المواد الأدبية على المراحل المبكرة من التعليم، وليس الثانوية العامة التي يُجهز فيها الطالب للدراسة الجامعية وسوق العمل.

ردود فعل غاضبة

بعد هذه التصريحات، واجه الإعلامي تامر أمين انتقادات واسعة من الجمهور والمتابعين، وكذلك عدد من مشاهير الفن والإعلام، حيث كتب الفنان والسيناريست عمرو محمود ياسين عبر حسابه على فيس بوك: “هذا التصريح أزعجني للغاية.. التاريخ والجغرافيا والفلسفة والمنطق واللغات هي علوم تكوّن شخصية الإنسان وتنظم تفكيره، إنها علوم إنسانية عظيمة أثرها تراكمي، من خلالها يتم تشكيل ثقافة ووعي المتلقي، وستعود عليه بالنفع في أي مهنة يقرر أن يمتهنها”.
وأضاف: “أنا مذهول من هذا الفيديو رغم تقديري واحترامي لتامر، وهو رجل أنا أحبه على المستوى الشخصي رغم أن علاقتي به محدودة، لكن بنفس الوقت أراه شيئاً محزناً ومفاجئاً أو لنقل صادماً أن أسمع وأرى هذا الفيديو”.

أما المخرج يسري نصر الله فكتب عبر حسابه على فيس بوك: “المنطق مهم يا تامر صدقني مهم للغاية، والقراءة أهم، هناك أمور كثيرة ستجعلك تفهم الهندسة والفيزياء والرياضيات والأحياء والكيمياء والطب.. هل كنت تعرف أن هناك فلسفة وتاريخ وأخلاق وخيال وجغرافيا يدخلون ضمن كل هذه المواد المفيدة؟”.

فيما أعرب الإعلامي حسام الدين حسين عن انزعاجه الشديد من إطلاق هذه التصريحات عبر القنوات التلفزيونية، كاتباً عبر حسابه على فيس بوك: “ماذا سنستفيد من الفلسفة والتاريخ والجغرافيا؟!!.. عيب والله أن يُقال هذا الكلام للجمهور على التلفزيون”.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: تامر أمین

إقرأ أيضاً:

أحمد ياسر يكتب: مصر.. التاريخ والعنوان

في خضمّ التعليقات الصاخبة المحيطة بالحرب المدمرة في غزة، ترسخت رواية ساخرة ومُستمرة.. رواية تسعى إلى تصوير مصر كطرف سلبي، أو حتى متواطئ، في معاناة الشعب الفلسطيني.

هذه الإدعاءات الخبيثة، التي تنتشر بسرعة التضليل الإعلامي، ليست تشويهًا عميقًا للحقيقة فحسب، بل هي إهانة لأمة تحملت، تاريخيًا وحاضرًا، أثقل أعباء القضية الفلسطينية… إن المراجعة الموضوعية للحقائق ليست ضرورية فحسب، بل تُعدّ أيضًا دحضًا قاطعًا لهذه الحملة من التضليل الإعلامي.

(أولا)يتمحور أكثر هذه الادعاءات خبثًا حول معبر رفح الحدودي، الذي يُصوّر بشكل غير نزيه على أنه دليل على "حصار" مصري، هذه الإدعاء مُفلس فكريًا… فمعبر رفح هو حدود دولية بين دولتين ذات سيادة، (مصر وفلسطين) ، تحكمها اتفاقيات دولية واعتبارات أمنية وطنية عميقة، لا سيما في ظلّ معركة مصر الطويلة والمكلفة مع الإرهاب في سيناء.

فهو ليس نقطة تفتيش داخلية متعددة؛  بالنسبة لغزة، فهي البوابة الوحيدة إلى العالم التي لا تسيطر عليها إسرائيل.. إن مساواة إدارة مصر المنظمة لحدودها السيادية بالحصار العسكري والاقتصادي الشامل الذي تفرضه إسرائيل - الذي يسيطر على المجال الجوي والساحل والمعابر التجارية لغزة - هو تحريف متعمد وخبيث للمسؤولية.

والحقيقة هي أنه منذ بداية هذه الأزمة، لم يكن معبر رفح حاجزًا، بل الشريان الرئيسي للمساعدات المنقذة للحياة، وهو شهادة على الالتزام المصري، وليس رمزًا للعرقلة.

(ثانيا) هذا يقود إلى الزيف الثاني: فكرة أن الدعم الإنساني المصري كان غائبًا… يتلاشى هذا الادعاء أمام الأدلة الدامغة، منذ اليوم الأول، نسقت مصر عملية لوجستية واسعة النطاق ومتواصلة، وقد سهلت الدولة المصرية، بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري وجهات وطنية أخرى، دخول الغالبية العظمى من جميع المساعدات الدولية المقدمة إلى غزة.

نحن لا نتحدث عن لفتات رمزية، بل عن آلاف الشاحنات المحملة بالغذاء والماء والوقود والإمدادات الطبية الأساسية.  نتحدث هنا عن مستشفيات ميدانية مصرية أُقيمت على الحدود، وعن آلاف الجرحى الفلسطينيين والأجانب الذين دخلوا لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية.

لقد تكبدت الخزينة المصرية ثمنًا باهظًا جراء هذا الجهد الضخم، وأثقل كاهل بنيتنا التحتية اللوجستية والأمنية إلى أقصى حد، وبينما قدّم آخرون كلماتهم، قدّمت مصر شريان حياة، مُقاسًا بالعدد وبالأرواح التي أُنقذت.

وأخيرًا، يكشف نقد الجهود الدبلوماسية المصرية عن سوء فهم جوهري لواقع الوساطة الإقليمية القاسي. . إن اتهام مصر بالتقصير الدبلوماسي يتجاهل حقيقة أن القاهرة من العواصم القليلة جدًا في العالم التي يُؤتمن على التحدث مع جميع الأطراف.

هذا ليس تواطؤًا؛ بل هو العمل الأساسي والمضني لصنع السلام…تعمل  الأجهزة الأمنية المصرية  والقنوات الدبلوماسية بلا كلل للتوسط في وقف إطلاق النار، والتفاوض على إطلاق سراح الرهائن والسجناء، ومنع اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقًا.

علاوة على ذلك، ترتكز الدبلوماسية المصرية على مبادئ راسخة… لقد كان الرئيس عبد الفتاح السيسي واضحًا لا لبس فيه في التعبير عن خطين أحمرين أساسيين لمصر:

١-  الرفض القاطع لأي تهجير قسري أو طوعي للفلسطينيين من أرضهم.

2- المطالبة الثابتة بحل الدولتين على أساس حدود عام 1967…هذه ليست مواقف سلبية؛ بل هي مبادئ أمنية وطنية راسخة وفعّالة وجهت أفعال مصر، ووضعتها أحيانًا في خلاف مع مخططات جهات فاعلة عالمية أقوى.

سيكون التاريخ هو الحكم النهائي، وسيُظهر سجله أنه بينما انغمس الآخرون في الغضب الاستعراضي والتظاهر السياسي، كانت مصر على الأرض، تُدير الحدود، وتُسلم المساعدات، وتُعالج الجرحى، وتُشارك في دبلوماسية حل النزاعات الجائرة والمرهقة…

و تتلاشى الادعاءات الخبيثة عند مواجهة وطأة أفعال مصر. ونقول للجميع أن التزامنا ليس محل نقاش؛ إنه مسألة مُسجلة تاريخيا..

طباعة شارك غزة التضليل الإعلامي القضية الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • عاجل | المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: الاحتلال ارتكب مجزرة دموية في السودانية شمال القطاع خلفت 51 شهيدا و648 مصابا
  • عبدالله آل حامد: نموذج إعلامي جديد يُعلي القيم الإنسانية
  • أحمد ياسر يكتب: مصر.. التاريخ والعنوان
  • رئيس حزب يوبّخ إعلاميّاً مقرّباً: بدنا نروّق
  • التضليل الإعلامي .. حرب على القيم والهوية والأمن والاستقرار
  • الإعلامي الذبحاوي مخبراً سرياً
  • اعتراف إسرائيلي بالفشل الإعلامي في التعامل مع تبعات حرب غزة
  • الإعلامي الحكومي : منع العدو الصهيوني دخول الصحافة لغزة خوفاً من انكشاف جرائمه
  • جدل إعلامي بين الدبيخي والصرامي بسبب المعلومات المغلوطة.. فيديو
  • تامر أمين: من يهاجم الدور المصري لم يقدم مثل مصر تجاه القضية الفلسطينية