قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق أن هناك فرقًا بين التغيُّر والتغيير، والفرق بينهما هو القصد والإرادة اللذان يلزم منهما وضع الخطة والتنفيذ.

نوع من الهجرة يحتاجه كل مسلم.. يكشفه علي جمعة علي جمعة يُوضح صفات عباد الرحمن
كيف تمتلك الإرادة للتغيير؟ 


وتابع جمعة أن التغيُّر يحدث تلقائيا بتبدل الزمان وتغير الناس بالحياة والموت، وجريان الأحداث وتشابكها، والاكتشافات التي تتم، سواء في عالم الحس والكون أو الومضات التي يفتح الله بها على عباده في عالم الأفكار، والتي تؤثر بعد ذلك في العلاقات بين الناس، أفراداً وجماعات، وبين الدول والتكتلات.

 

أما التغيير فهو ينظر إلى الواقع ويرى فيه شيئاً لابد أن يتبدل، وهنا يظهر القصد لذلك التبديل وتظهر الإرادة، ويسعى الإنسان لوضع خطة مناسبة لهذا التغيير ويقوم بتنفيذها حتى يتم مراده أو بعض مراده من هذا التغيير، وعملية بناء الحضارة تشتمل بالضرورة على التغير والتغيير، وإذا كان التغيُّر لا دور للإنسان فيه، إلا أنه يجب عليه فهم عملية التغيير ودراستها بروية لما لها من دور مهم في بناء الحضارة الإنسانية.

 

 وما الفرق بين الإصلاح والتجديد؟

وقال جمعة إنه تحت عنوان التغيير، يقع المصطلحان (الإصلاح والتجديد)، ويرى فريق من الكاتبين في الأدبيات المعاصرة، طبقاً لاستعمالهم هذين اللفظين، أنهما مترادفان، فيستعملون كل واحد منهما مكان الآخر.

وأشار جمعة إلى أن هناك فارقا بين الإصلاح والتجديد، فالإصلاح يفترض نقصا ما في الواقع، وقد يصل هذا النقص إلى درجة الخلل، وهذا يستلزم شيئاً من الهدم وإعادة البناء، ولذلك فإن الإصلاح يقتضى أيضاً عدم التسليم بالموروث، واعتبار أن خطأ ما قد وقع عند السابقين فهماً أو تطبيقاً أو هما معا، وهذا هو المبرر والمسوِّغ لعملية الهدم والشروع في بناء جديد ينهى النقص القائم.

وبين جمعة أن مفهوم الإصلاح يمكن قبول فكرة القطيعة المعرفية الجزئية أو الكلية، طبقاً لرؤية المصلِح ومساحة هذا الإصلاح ومساحة الرغبة والإرادة والقصد في التغيير، ومن خلال القطيعة المعرفية يتم نقد مصادر المعرفة، وأدوات التعامل معها، ويتم أيضا إيجاد معيار جديد للتقويم، ومن هنا تتم عملية تصنيف جديدة للمعرفة. وكل هذه خطواتٌ ستكون هي الخطوات الأولى، لكنها الأساسية أيضاً في خطة الإصلاح.

 

واختتم جمعه أن الإصلاح بهذا المعنى عادة يلقى مقاومة شديدة، لأنه أولا يدخل في صدام مع الثقافة السائدة، وثانيا لأنه يأتي بفكرة لم يتم بعد تجريبها، فتتخوف النفوس من قبولها، ولأنه ثالثا يأتي بتلك الفكرة ويصوغها بصياغات مبدئية ليس كصياغات العلوم المستقرة التي دُرست ونُقلت من جيل إلى جيل، ولأنه رابعا يصف شيئاً من الموروث بالنقص، ولذلك كانت مهمة الإصلاح أصعب وتحتاج إلى زمان أطول.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء مفتي الجمهورية السابق

إقرأ أيضاً:

هل بات لبنان جاهزًا لركوب قطار التغيير في المنطقة؟

على رغم اهتمامه بتفاصيل الانتخابات البلدية والاختيارية لا يغيب عن بال اللبناني مراقبة ما يجري من حوله من تطورات ومتغيّرات يُعتقد أنها ستصّب في خانة ما رمى إليه البابا لاوون الرابع عشر في أول كلمة له بعد انتخابه كخليفة للقديس بطرس وللبابوات الـ 266 القديسين عندما تحدّث عن المفهوم الحقيقي للسلام. وهذا السلام، وإن اختلفت مفاهيمه الأرضية والسماوية، سيكون على الأرجح محور الزيارة التي بدأها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمنطقة الشرق الأوسط في المملكة العربية السعودية وتشمل دولة الامارات العربية المتحدة وقطر.
فالسلام في حسابات ترامب قد يختلف من حيث المبدأ مع السلام، الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة. وبداية هذا السلام تكون بأن يكون للفلسطينيين دولة مستقلة وذات سيادة، وأن تكون حقوقهم فيها مصانة ومحترمة مثلهم مثل أي شعب آخر يتمتع بسيادة مطلقة وبحرية غير مقيّدة، وأن يكون لبنان محرّرًا من أي وصاية خارجية، وأن يحيّد عن صراعات المنطقة، وألاّ تبقى أرضه سائبة أمام الأطماع الإسرائيلية في شكل خاص وأمام أي أطماع أخرى من شأنها أن تزعزع استقراره وتحول دون تمكّنه من السير في مشروع التعافي، الذي بدأ اللبنانيون تلمّسه، وإن كان ما يطمحون إليه لا يزال في بداياته، ولكنها تبشّر بإمكانية الوصول إلى برّ الأمان، مع الكثير من الصبر، وهو ما يحتاجون إليه قبل أن تشرق شمس فجر جديد.
فما يمكن أن يحمله الرئيس الأميركي معه في زيارته للمنطقة من أفكار ومشاريع ورؤى من شأنها أن تحرّك المياه الراكدة، بحسب تعبير عدد من المطلعين والمراقبين السياسيين، الذين يتطلعون إلى هذه الزيارة وما يمكن أن يسفر عنها من نتائج على المديين القريب والمتوسط   بشيء من التفاؤل المشوب بالحذر، وذلك استنادًا إلى التجارب السابقة، والتي لم تكن مشجعة بالمعنى الحصري للكلمة. ومردّ هذا الحذر يندرج في سياق ما تخطّط له إسرائيل بالنسبة إلى "الشرق الأوسط الجديد"، الذي تطرّق إليه رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أكثر من مرّة، وفق نظرية تقوم على تقوية النفوذ الإسرائيلي بدءًا من قطاع غزة، ومرورًا بلبنان ووصولًا إلى سوريا، وربما إلى ابعد من ذلك.
وفي رأي هؤلاء المراقبين فإن المنطقة لم تصبح جاهزة بعد لكي تتلاقى مصالح شعوبها مع المصالح الإسرائيلية القائمة على الهيمنة، تمهيدًا لتقبّل فكرة التطبيع غير المتوافرة لها المناخات الملائمة، وذلك نظرًا إلى التباعد الشاسع بين النظرة الإسرائيلية، وربما الأميركية، مع نظرة أغلبية شعوب المنطقة بالنسبة إلى المستقبل. فما دامت تل أبيب مستمرّة في نهجها التدميري في القطاع ولاحقًا في الضفة الغربية وفي لبنان وفي سوريا من خلال إمكاناتها الجوية المتطورة فإن مجرد التفكير حتى بما يمكن أن تؤول إليه محادثات الرئيس ترامب في شأن السلام، الذي لا يمكن إلاّ أن يكون شاملًا وعادلًا بالمفهوم الذي توافق عليه القادة العرب في قمة بيروت العربية، وحل الدولتين، غير وارد لدى القادة العرب، الذي سيلتقيهم الرئيس الأميركي في زيارته، التي تتزامن مع ما يُحكى عن بعض العثرات في المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران. وهذا ما يمكن أن يؤثّر سلبًا على مدى نجاح ما تسعى إليه الولايات المتحدة الأميركية بالنسبة إلى مستقبل المنطقة، الذي يصرّ الإيرانيون على أن يكونوا جزءًا من التسوية في حال تمّ التوصّل إلى توافقات، سواء على المستويات الجماعية أو الفردية، بالنسبة إلى تقاسم النفوذ في منطقة تنحو نحو استقرار مستدام وفق نظرية "شرق أوسط جديد" كما يراها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لسنة 2030.
وبغض النظر عن النتائج التي يمكن أن تسفر عنها هذه الزيارة، فإن المطلوب من لبنان أن يكون مستعداً لمواجهة المتغيِّرات التي ستطرأ على مسار الأمور في الشرق الأوسط، وخاصة على صعيدي الصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي، والدور الإيراني بعد وضع المشروع النووي جانباً من قبل طهران، وتحسين العلاقات مع دول الجوار. 
ومن المعروف أن الرئيس ترامب يُطلق معايير مختلفة لنظام عالمي جديد يقوم على مراعاة المصالح الاقتصادية والمالية، وإنهاء زمن النظام الراهن الذي قام في إعقاب الحرب العالميّة الثانية، والذي كان عماده الحرب الإيديولوجية بين الليبرالية والشيوعية.
وأمام هذا المنحى الجديد هل يمكننا أن نقول بأن لبنان قد أصبح على أهبة الاستعداد لملاقاة هذه التطورات المتسارعة، وما تحمله من متغيِّرات جذرية في الإقليم، وعلى مستوى العالم بأسره؟ 
المؤشرات التي بدأت بانتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية بعد فراغ دام سنتين وثلاثة أشهر فيها من الاطمئنان توحي بأن لبنان قد بدأ يتلمّس جادة التعافي بورشة إصلاحية تفرض على جميع من في يدهم مفتاح الحل والربط أن يكونوا جاهزين للصعود على متن قطار التغيير. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة الجيش الإسرائيلي: قوات لواء غولاني ستتمركز في المنطقة الجنوبية وستكون جاهزة للعمل داخل قطاع غزة Lebanon 24 الجيش الإسرائيلي: قوات لواء غولاني ستتمركز في المنطقة الجنوبية وستكون جاهزة للعمل داخل قطاع غزة 14/05/2025 09:01:49 14/05/2025 09:01:49 Lebanon 24 Lebanon 24 عراقجي يزور السعودية وقطر قبل زيارة ترامب إلى المنطقة Lebanon 24 عراقجي يزور السعودية وقطر قبل زيارة ترامب إلى المنطقة 14/05/2025 09:01:49 14/05/2025 09:01:49 Lebanon 24 Lebanon 24 التوتر مستمر.. هل الهند جاهزة للحرب ضد باكستان؟ Lebanon 24 التوتر مستمر.. هل الهند جاهزة للحرب ضد باكستان؟ 14/05/2025 09:01:49 14/05/2025 09:01:49 Lebanon 24 Lebanon 24 هل مبابي جاهز لمواجهة برشلونة؟ Lebanon 24 هل مبابي جاهز لمواجهة برشلونة؟ 14/05/2025 09:01:49 14/05/2025 09:01:49 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 قد يعجبك أيضاً هل يدفع بعض النواب ثمن الخسارة البلدية؟ Lebanon 24 هل يدفع بعض النواب ثمن الخسارة البلدية؟ 01:45 | 2025-05-14 14/05/2025 01:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 المصلحة الوطنية لنهر الليطاني: توقف محطة جب جنين لمعالجة مياه الصرف الصحي Lebanon 24 المصلحة الوطنية لنهر الليطاني: توقف محطة جب جنين لمعالجة مياه الصرف الصحي 01:37 | 2025-05-14 14/05/2025 01:37:15 Lebanon 24 Lebanon 24 إقفال باب الترشّح في قرى قضاء صيدا.. اليكم عدد المرشحين Lebanon 24 إقفال باب الترشّح في قرى قضاء صيدا.. اليكم عدد المرشحين 01:31 | 2025-05-14 14/05/2025 01:31:29 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد تقييم داخلي لحزب الله: لا تدخل مباشرا Lebanon 24 بعد تقييم داخلي لحزب الله: لا تدخل مباشرا 01:30 | 2025-05-14 14/05/2025 01:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 عمليات دهم واسعة للجيش في الشمال.. وتوقيف عدد من الأشخاص Lebanon 24 عمليات دهم واسعة للجيش في الشمال.. وتوقيف عدد من الأشخاص 01:25 | 2025-05-14 14/05/2025 01:25:43 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة عروس 2025.. مَن هي الأميرة عائشة؟ Lebanon 24 عروس 2025.. مَن هي الأميرة عائشة؟ 10:24 | 2025-05-13 13/05/2025 10:24:41 Lebanon 24 Lebanon 24 برفقة ولديها.. أوّل إطلالة لندى إندراوس عزيز بعد إصابتها برصاصة: "حسيت دخنة عم تطلع من إجري ونار" Lebanon 24 برفقة ولديها.. أوّل إطلالة لندى إندراوس عزيز بعد إصابتها برصاصة: "حسيت دخنة عم تطلع من إجري ونار" 05:23 | 2025-05-13 13/05/2025 05:23:34 Lebanon 24 Lebanon 24 مأساة تحل بفنان شهير.. ابنته مصابة بالسرطان في المرحلة الرابعة (فيديو) Lebanon 24 مأساة تحل بفنان شهير.. ابنته مصابة بالسرطان في المرحلة الرابعة (فيديو) 04:04 | 2025-05-13 13/05/2025 04:04:46 Lebanon 24 Lebanon 24 نيكول سابا عن زوجها يوسف الخال: خذلوه Lebanon 24 نيكول سابا عن زوجها يوسف الخال: خذلوه 08:30 | 2025-05-13 13/05/2025 08:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تصعيد محسوب ورسائل مزدوجة: خطاب نعيم قاسم تحت المجهر Lebanon 24 تصعيد محسوب ورسائل مزدوجة: خطاب نعيم قاسم تحت المجهر 11:00 | 2025-05-13 13/05/2025 11:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب اندريه قصاص Andre Kassas أيضاً في لبنان 01:45 | 2025-05-14 هل يدفع بعض النواب ثمن الخسارة البلدية؟ 01:37 | 2025-05-14 المصلحة الوطنية لنهر الليطاني: توقف محطة جب جنين لمعالجة مياه الصرف الصحي 01:31 | 2025-05-14 إقفال باب الترشّح في قرى قضاء صيدا.. اليكم عدد المرشحين 01:30 | 2025-05-14 بعد تقييم داخلي لحزب الله: لا تدخل مباشرا 01:25 | 2025-05-14 عمليات دهم واسعة للجيش في الشمال.. وتوقيف عدد من الأشخاص 01:15 | 2025-05-14 تطورات ايجابية عربية..."الدعم للعهد" فيديو مأساة تحل بفنان شهير.. ابنته مصابة بالسرطان في المرحلة الرابعة (فيديو) Lebanon 24 مأساة تحل بفنان شهير.. ابنته مصابة بالسرطان في المرحلة الرابعة (فيديو) 04:04 | 2025-05-13 14/05/2025 09:01:49 Lebanon 24 Lebanon 24 "كان هيخلع كتفي".. بطلة "فهد البطل" تكشف حقيقة زواجها من أحمد العوضي (فيديو) Lebanon 24 "كان هيخلع كتفي".. بطلة "فهد البطل" تكشف حقيقة زواجها من أحمد العوضي (فيديو) 04:01 | 2025-05-12 14/05/2025 09:01:49 Lebanon 24 Lebanon 24 جمال سليمان يكشف ما طلبه منه العلويون.. وهكذا علّق على قرار شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين (فيديو) Lebanon 24 جمال سليمان يكشف ما طلبه منه العلويون.. وهكذا علّق على قرار شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين (فيديو) 01:07 | 2025-05-10 14/05/2025 09:01:49 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • خالد العنزي يتحدى الإعاقة ويتخرج طبيبًا من جامعة حائل.. فيديو
  • 3 مراحل للابتكار.. ”الموارد البشرية“ تطلق النسخة الثانية من ”هاكاثون الابتكار للتغيير“
  • امضِ في طريقك ونحن خلفك «مصطفى بكري»: عندما يقول الرئيس لا لترامب نقول لا أيضا
  • ترامب: أريد أن تمتلك الولايات المتحدة غزة
  • ترامب: أريد أن "تمتلك" الولايات المتحدة غزة
  • نواب التغيير يحذّرون من تشريع خلف الأبواب المغلقة في قانون الإصلاح المصرفي
  • هل بات لبنان جاهزًا لركوب قطار التغيير في المنطقة؟
  • الذكاء الاصطناعي.. للعقل وللدَّجل أيضاً
  • المعاصرة: المسار والخيار.. مشاتل التغيير (18)
  • برلماني: مصر تمتلك الإرادة السياسية والكوادر القادرة على تجاوز الأزمات