أصبح الاعتماد على الإستراتيجيات العسكرية التقليدية غير كاف بشكل متزايد، والحل النووي التكتيكي الذي استخدم خلال الحرب الباردة يبدو الآن قديما وخطيرا، وفق تحليل لمجلة تايم.

ويواجه النفوذ العسكري التقليدي لحلف شمال الأطلسي "الناتو" تحديات غير مسبوقة، كشفت عنه الحرب في أوكرانيا، ما أعطى الإذن لنهج ثوري جديد في الحروب، لا يمكن للولايات المتحدة تجاهله.



وبحسب تحليل لمجلة "تايم" فإن القوات التقليدية لحلف شمال الأطلسي ستكافح لتحمل مثل هذا الهجوم الروسي، وسوف يستغرق الأمر أسابيع، إن لم يكن أشهرا، لنشر القوات الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ويعد حل الحرب الباردة لهذا النوع من المشاكل يتضمن التهديد باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية، كما أن الأسلحة النووية التكتيكية الصغيرة تجعل من الخطر الشديد عمل تشكيلات ميكانيكية ضخمة لشن هجوم واسع النطاق، لأنها ستصبح هدفا مثاليا لمثل هذه الأسلحة النووية.


وتعمل روسيا على بناء جيشين جديدين أكبر من جيوش نصف حلف شمال الأطلسي مجتمعة، وسوف يضطر الإستراتيجيون المتمرسون قريبا إلى التعرف على فجوة سووالكي ـ المنطقة المحيطة بالحدود الليتوانية البولندية، والتي ستكون أقصر طريق من بيلاروسيا إلى جيب كالينينجراد الروسي.

وفي الوقت نفسه، تعمل الصين على بناء عبارات متحركة، وهي مدنية اسميا، ولكنها بدأت في المشاركة في التدريبات العسكرية، وهي جزء من جهد مستدام لتجميع الأصول البحرية اللازمة لحصار طويل الأمد لتايوان ـ وإذا لزم الأمر حرب في البحر.

والسؤال الأهم الآن هل يكون من يتولى رئاسة الولايات المتحدة في عام 2028 على استعداد لمواجهة مثل هذه التحديات بالأسلحة النووية التكتيكية وكل المخاطر المرتبطة بالتصعيد إلى الحرب العالمية الثالثة؟

على النقيض من كل التوقعات تقريبا، عندما شنت روسيا هجومها في شباط/ فبراير 2022، لم تحبط أوكرانيا الهجوم الأولي فحسب، بل صدت الهجوم ثم احتفظت بما كان يُعتبر ذات يوم الجيش الثاني في العالم، لقد نجحت في وقف المد الروسي ليس فقط من خلال بطولة قواتها الخاصة ولكن أيضا من خلال استخدام مئات الآلاف من الطائرات بدون طيار.

أوكرانيا هي أول دولة أنشأت فرعا عسكريا جديدا لقوات الأنظمة غير المأهولة، وفيها اللحظة التي تعد محورية تشبه إنشاء أول قوة جوية في العالم، وهي سلاح الجو الملكي البريطاني، الذي تشكل في الأول من نيسان/ أبريل 1918، قبل سبعة أشهر من انتصار بريطانيا في الحرب العالمية الأولى. إن استخدام أوكرانيا للطائرات بدون طيار يحول الحرب بشكل أساسي كما فعلت الطائرات ذات يوم.

إن قوات حلف شمال الأطلسي، بالمقارنة، لديها ترسانات صغيرة من الطائرات بدون طيار في المئات أو الآلاف القليلة، ولكن هذا يتغير. وفي وقت سابق من هذا الصيف، كشفت القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ عن إستراتيجيتها "المشهد الجهنمي" لملء المياه حول تايوان بعشرات الآلاف من القوارب والغواصات والطائرات بدون طيار في حالة تحرك صيني ضد الجزيرة.

على عكس الجيوش الكبيرة الدائمة، لا تشغل الطائرات بدون طيار التي يتم الاحتفاظ بها كاحتياطي مساحة كبيرة، ولا تحتاج إلى إطعام، ولا تتقاضى رواتب، وعلى عكس الأسلحة النووية التكتيكية، لا تنتج الطائرات بدون طيار تداعيات نووية. لكنها يمكن أن توفر مستوى مماثلا من الردع التكتيكي.


وترسانة من ملايين الطائرات بدون طيار المستقلة تشكل تهديدا موثوقا به لهجوم ميكانيكي أو أسطول من السفن. يمكن لسرب طائرات بدون طيار متطور أن يوقف غزوا روسيا أو حصارا صينيا.

وأثبتت أوكرانيا ذلك من خلال صد الهجمات الميكانيكية الروسية واسعة النطاق وشل أسطول روسيا في البحر الأسود، لذلك فإن الاستخدام الماهر للطائرات بدون طيار من قبل كييف هو السبب في أنها تمكنت من شن هجوم مفاجئ في عمق منطقة كوشين الروسية، وهو ما لفت الأنظار وتسعى أمريكا الآن للسيطرة عليها. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية النووي الولايات المتحدة الطائرات بدون طيار امريكا الولايات المتحدة النووي الحرب الروسية الاوكرانية الطائرات بدون طيار صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسلحة النوویة التکتیکیة الطائرات بدون طیار شمال الأطلسی

إقرأ أيضاً:

مستشار مركز السياسات الأوكراني: روسيا لا تنتظر لحظة محددة للرد على أوكرانيا

قال إيفان يواس، مستشار مركز السياسات الأوكراني، إن روسيا لا تنتظر لحظة محددة للرد على أوكرانيا، لأنها تهاجم بشكل يومي منذ بداية الحرب قبل 3 سنوات، مشيرا إلى أن كل هجوم روسي يتم تقديمه على أنه رد على عمليات أوكرانية، حتى وإن لم يكن هناك ما يبرره.

وأضاف يواس، في مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، في برنامج "منتصف النهار"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أجرى تغييرات في القيادات العسكرية ضمن الاستعداد المستمر لأي تصعيد روسي قادم، موضحًا أن بلاده لا ترى أن هناك هجومًا روسيا "خاصا" قادما، لأن ما يحدث على الأرض هو تصعيد مستمر ومتواصل بالفعل من قبل موسكو.

وأشار إلى أن أوكرانيا تدرك أن روسيا لا تسعى حاليًا لإنهاء الحرب، رغم بعض التوقعات السابقة التي أُثيرت حول اجتماعات إسطنبول، والتي لم تفضِ إلى نتائج ملموسة، مؤكدًا أن الأوكرانيين لا يعتقدون أنهم سيخسرون هذه الحرب، لذلك مستمرون في القتال رغم الصعوبات.

ولفت إلى أن الدعم الدولي المقدم لأوكرانيا، وإن لم يكن بالمستوى المطلوب، إلا أنه كافٍ لاستمرار المقاومة على الأرض، مشددًا على أن الأوضاع مرشحة للاستمرار في نفس المسار وفقًا لخطط الطرفين، الروسي والأوكراني، دون أي مؤشرات حالية على قرب إنهاء النزاع.

طباعة شارك روسيا أوكرانيا حرب

مقالات مشابهة

  • 100 قصف خلال ساعات.. روسيا تكثّف هجماتها على شمال أوكرانيا
  • الكرملين: روسيا ستقرر كيف ومتى سترد على هجوم أوكرانيا.. وبوتين أبلغ ترامب بذلك
  • روسيا تكثّف هجماتها شمال أوكرانيا وتوقع 5 قتلى
  • مستشار مركز السياسات الأوكراني: روسيا لا تنتظر لحظة محددة للرد على أوكرانيا
  • ‏الأمين العام لحلف شمال الأطلسي: أوكرانيا مدعوة لحضور قمة الحلف المقبلة في لاهاي
  • ملاجئ الطائرات السعودية ضمن الأقوى عالميًا
  • الطائرات الصغيرة تصنع الفارق: هل تغير الحرب في أوكرانيا قواعد الاشتباك العسكري؟
  • خبير عسكري: هذا ما تريده أوكرانيا بعد هجماتها النوعية ضد روسيا
  • تقرير: "شبكة العنكبوت" الأوكرانية كشفت كلفة الحرب على روسيا
  • كيف تنبأت الاستخبارات التركية بتفوق المسيّرات الأوكرانية؟