إسرائيل بلغت نهاية الطريق في غزة بعد إنهاك حماس
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
قال مسؤولون أميركيون بارزون لصحيفة "نيويورك تايمز" إن إسرائيل حققت "أقصى ما يمكن تحقيقه عسكريا" في غزة، موضحين أن القصف المتواصل للقطاع لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر على المدنيين.
وذكر عدد من مسؤولي الأمن القومي الأميركيين الذين لم تكشف الصحيفة عن هويتهم، أن الجيش الإسرائيلي وجه ضربات شديدة لحماس، لكنه لن يتمكن أبدا من القضاء على الجماعة بشكل كامل.
وطبقا لتقرير "نيويورك تايمز"، فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية ألحقت أضرارا بحماس، أكبر بكثير مما توقعه المسؤولون الأميركيون حينما بدأت الحرب في السابع من أكتوبر، لكنه وصل الآن لنهاية الطريق العسكري.
واليوم الخميس، تستضيف قطر مفاوضات بشأن وقف لإطلاق النار في قطاع غزة بعد أكثر من 10 أشهر على اندلاه الحرب بين إسرائيل وحماس، وسط ارتفاع منسوب التوتر في المنطقة.
وأعلنت الولايات المتحدة وإسرائيل إرسال وفود الى قطر للمشاركة في المفاوضات التي يفترض أن يحضرها أيضا ممثلون عن الحكومتين المصرية والقطرية الوسيطتين إلى جانب واشنطن، بينما قالت حركة حماس، الأربعاء، إنها لن تشارك فيها، لكن مسؤولا مطلعا على المحادثات قال إن من المتوقع أن يتشاور الوسطاء مع الحركة بعدها.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تعززت المخاوف من توسّع التصعيد من قطاع غزة الى دول أخرى في المنطقة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بالعاصمة الإيرانية طهران، في ضربة نسبت إلى إسرائيل، التي لم تنف أو تؤكد ضلوعها في العملية.
وجاء ذلك بعد ساعات من ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت قتلت القيادي العسكري الرفيع في حزب الله اللبناني فؤاد شكر. وتوعّدت إيران وحزب الله بالرد واستهداف إسرائيل.
ومارست الدول الغربية ضغوطا مكثفة على إيران داعية إياها للتراجع عن تهديدها بالردّ على إسرائيل.
واعتبر الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء، أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قد يدفع إيران للامتناع عن شن هجوم.
حماس "أُنهكت"إلى ذلك، نقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين سابقين وحاليين لم تكشف عن هويتهم، أن أحد أكبر الأهداف المتبقية لإسرائيل في الحرب هي استعادة نحو 115 من الرهائن (أحياء وأموات) الذين لا يزالون في غزة منذ السابع من أكتوبر.
وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الأسبق، جوزيف فوتيل، إنه على مدار الأشهر العشرة الماضية "تمكنت إسرائيل من عرقلة حماس وقتل عدد من قادتها والحد بشكل كبير من التهديد الذي كان قائما قبل السابع من أكتوبر"، مضيفا: "حماس أصبحت منظمة ضعيفة".
لكنه عاد مؤكدا أن إطلاق سراح الرهائن لا يمكن تأمينه إلا من خلال المفاوضات.
من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ناداف شوشاني، للصحيفة الأميركية، إن الجيش "وقادته ملتزمون بتحقيق أهداف الحرب المتمثلة في تفكيك حماس وإعادة الرهائن إلى الوطن، وسوف يواصلون العمل لتحقيق هذه الأهداف".
وفي هذا الإطار، يرفض ياكوف أميدرور، اللواء المتقاعد الذي عمل سابقا كمستشار للأمن القومي لرئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، فكرة أن إسرائيل ليس لديها ما تجنيه في غزة بالقوة.
وقال أميدرور، الذي يعمل حاليا زميلا بالمعهد اليهودي للأمن القومي في الولايات المتحدة، إن "الإنجازات التي حققتها إسرائيل في غزة مثيرة للإعجاب لكنها بعيدة كل البعد حاليا عما يجب تحقيقه. لو سحبت إسرائيل قواتها حاليا، ففي غضون عام، سوف تعود حماس قوية مجددا".
وتابع حديثه بالقول إن وقف الحرب الآن سيكون بمثابة "كارثة" لإسرائيل.
وذكر التقرير أن حجم الضرر الذي تعرضت له حماس في غزة جعل مسؤولي الحركة يبلغون المفاوضين الدوليين أنهم مستعدون للتنازل عن السيطرة المدنية في القطاع لمجموعة مستقلة بعد التوصل لوقف إطلاق نار.
وقال أميدرور إن الأمر يتطلب شهرين أو ثلاثة أشهر من القتال المكثف وسط وجنوب غزة، مضيفا أنه بعد تلك المرحلة، يمكن لإسرائيل أن تنتقل لتنفيذ غارات وضربات تعتمد على معلومات استخباراتية على مدار عام للقضاء ما يتبقى من مقاتلي حماس والبنية التحتية للأسلحة قبل السماح لطرف آخر بتولي الإدارة المدنية للقطاع.
وفي سياق متصل، أشار مسؤولون أميركيون إلى أن أحد المشاكل الأخرى بالنسبة لإسرائيل يتمثل في فشلها بتدمير الأنفاق، وأثبتت شبكة الأنفاق أنها أكبر بكثير مما توقعته إسرائيل، وتظل وسيلة فعالة لحماس لإخفاء قادتها ونقل مقاتليها.
وقال رالف جوف، المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الذي خدم في الشرق الأوسط، "إن حماس أُنهكت إلى حد كبير لكنها لم تمحَ، وربما لا يتمكن الإسرائيليون أبدا من تحقيق تدمير حماس بشكل كامل".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إطلاق النار فی غزة لوقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
12 دولة رفضت وقف إطلاق النار في غزة .. ما هم ولماذا فعلوا ذلك؟
في تطور جديد لإطلاق النار في غزة، صدقت الجمعية العامة للأمم المتحدة -بأغلبية ساحقة- على قرار يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في الحرب المستمرة في غزة.
حصل القرار على تأييد 149 دولة، في حين امتنعت 19 دولة عن التصويت ورفضت 12 دولة القرار.. فما هم ولماذا فعلوا ذلك؟
يركز القرار الذي تم التصويت عليه في الأمم المتحدة على مجموعة من القضايا العاجلة والمهمة. من بين أبرزها الحاجة الملحة لتوفير المساعدات الإنسانية للمدنيين، والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، بالإضافة إلى إعادة الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل.
كما يدعو القرار إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة بشكل كامل، وهو ما يعتبر شرطًا أساسيًا لإنهاء النزاع القائم.
ما الدول التي رفضت القرار؟رغم النجاح الذي حققه القرار، رفضت 12 دولة التصويت لصالحه. تشمل هذه الدول: الولايات المتحدة، وإسرائيل، والأرجنتين، والمجر، وفيجي، وبابوا غينيا الجديدة، وباراجواي، وميكرونيسيا، وناورو، وبالاو، وتونجا، وتوفالو.
بينما امتنعت 19 دولة عن التصويت على القرار، وهي: ألبانيا، والتشيك، والهند، والإكوادور، والكونغو الديمقراطي، وإثيوبيا، والكاميرون، وجورجيا، ومالاوي، ومقدونيا الشمالية، ورومانيا، وسلوفاكيا، وجنوب السودان، وتوغو، وبنما، ودومينيكا، وكيريباتي، وتيمور الشرقية، وجزر مارشال.
لماذا رفضت 12 دولة القرار؟القائمة بأعمال المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا انتقدت للقرار، وقالت إنه فشل في إدانة حماس. وقالت: "لا ندعم الإجراءات أحادية الجانب التي تفشل في إدانة حماس".
وحثت شيا على دعم الجهود الدبلوماسية الجارية حاليا للإفراج عن الرهائن ودعم ما يعرف باسم "مؤسسة غزة الإنسانية"
بدوره قال المندوب الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، إن مشروع القرار لا يعزز السلام، ولا يعكس الحقائق على الأرض. وأضاف أن بلاده قبلت مقترحات متعددة لإنهاء الحرب، وقدمت "تنازلات مؤلمة وصعبة"، لكن حماس، حسبما قال، "لا تهتم بالسلام، بل تهتم ببقائها وإطالة أمد الإرهاب".
ما موقف المجموعة العربية؟تحدث مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله السعدي نيابة عن المجموعة العربية، معربا عن تقديره العميق للاستجابة السريعة لعقد الجلسة الطارئة في ضوء المعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني. وقال: "نجتمع اليوم، مرة أخرى تحت قبة هذه الجمعية العامة، ليس لتكرار الكلمات حول المأساة بل لوضع حد للمأساة."
وأضاف أن المجموعة العربية تؤكد مجددا أن ما يحدث في قطاع غزة لا يمكن اعتباره نزاعا مسلحا تقليديا. بل هو أزمة إنسانية تتطلب عملا عاجلا وفعالا من الأمم المتحدة، وبشكل خاص من الجمعية العامة.
وتابع السفير اليمني: "عدم قدرة مجلس الأمن على الاضطلاع بمسؤوليته بسبب استخدام حق النقض لا يعفي المجتمع الدولي أو الدول الأخرى من الحاجة والواجب للتحرك".