الخارجية السودانية: لإنهاء الحرب يجب توقف بعض الدول عن دعم المتمردين بالمال والسلاح
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
كشفت الحرب في السودان عن أسوأ أنواع الانتهاكات والجرائم الإنسانية، التي نفذتها مليشيا الدعم السريع المتمرّدة، بحق المواطنين و الأبرياء ، ولعل العالم بأسره قد أطلع على تلك المذابح والفظائع والانتهاكات التي وثقت لها المليشيا، بنفسها ونقلتها وسائل الإعلام ولم يعد مخفيا على أحد نوايا المليشيا الإرهابية وجرائمها بينما تتماهي معها بعد الجهات وتبحث لها عن دور سياسي وجودي داخل الشعب السوداني .
وأكد وزير الخارجية حسين عوض علي، لدى تقديمه عرض في معهد الفكر والحضارة الإسلامية بكوالالمبور، أن المجتمع الدولي يدرك تمامًا الفظائع والانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي، التي ارتكبتها الميليشيا ضد الشعب السوداني ،قاطعا أن القوات المسلحة قادرة تمامًا على هزيمة الميليشيا، وهى تخوض هذه الحرب المفروضة بعزم لا يتزعزع لاستعادة السلام والاستقرار، وتمكين الشعب من إعادة بناء حياته وإصلاح الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي الذي هددته الحرب بشدة.
واضاف وزير الخارجية، أن هذه الحرب لم تكن لتستمر طويلاً لولا الدعم اللوجستي والسياسي والإعلامي الذي تتلقاه الميليشيا من بعض الدول الإقليمية، لذا فإننا في السودان نناشد كل الدول المحبة للسلام، وكذلك المنظمات الدولية والإقليمية وكل الدول وخاصة الدول الشقيقة والصديقة، أن تدين الجرائم والفظائع التي ترتكبها المليشيا، إلى جانب انتهاكاتها الخطيرة للقانون الإنساني الدولي.
مبينا إن خرق الميليشيا لإعلان جدة بشأن حماية المدنيين وإيصال الإغاثة يستوجب رد فعل دولي حاسم ورادع.
وطالب وزير الخارجية، بعض الدول بالتوقف عن دعم الميليشيا المتمردة بالمال والسلاح والمرتزقة، الامر الذى يعتبر أقصر الطرق لإنهاء الحرب، بالمقابل أعلن الوزير عن ترحيب السودان بكل المبادرات الجادة الرامية إلى استعادة السلام والاستقرار.
وأوضح أن السودان ظل ثابتا في التزامه بمنصة جدة باعتبارها المنتدى للتفاوض على وقف إطلاق النار ومصر على تنفيذ قرارات منصة جدة، والتي تتضمن حماية المدنيين والسماح لهم بالعودة إلى ديارهم كشرط أساسي للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن وقف إطلاق النار.
وبشأن الأوضاع الإنسانية في السودان قال وزير الخارجية أنه لا توجد مجاعة وشيكة فيما يتعلق بالوضع الإنساني ، والحكومة ملتزمة بحماية وتقديم المساعدات للمحتاجين.
ومع ذلك ، يجب أن أوضح أن السودان لا يواجه مجاعة وشيكة ، على الرغم من حملة الميليشيات المنسقة والمتعمدة لتجويع السكان في مناطق معينة من البلاد. تتضمن استراتيجية الميليشيات منع الزراعة في المناطق الرئيسية المنتجة للأغذية عن طريق سرقة الآلات الزراعية والمدخلات والمحاصيل وعرقلة قنوات الري وترويع المزارعين وعرقلة توصيلات الإغاثة ونهب مستودعات الأغذية الرئيسية.
ومع ذلك و وفقًا لآخر مسح مشترك أجرته وزارة الزراعة والوكالات المتخصصة في الأمم المتحدة ، لا يوجد سوى عجز طفيف في الحبوب الأساسية في البلاد ، وهي مسألة تحدث أحيانًا لأسباب مختلفة ، مثل نقص المطر، كخطة طوارئ ، سنزرع كميات كافية من الذرة الرفيعة ، الحبوب الأساسية ، في حالات آمنة ، حتى تلك التي لا تُزرع فيها تقليديًا. بالنسبة للقمح ، الذي يتم استهلاكه بشكل أساسي في المراكز الحضرية وستستمر البلاد في الاعتماد على الواردات.
وكشف وزير الخارجية، عن تصوير التحدي الإنساني على أنه يعتمد على ممر حدودي معين هو أمر مضلل حاليا فيما توجد خمسة ممرات حدودية مفتوحة لممر المساعدات، بالإضافة إلى سبعة مطارات دولية جاهزة لتلقي رحلات المساعدات. البيان الأخير من قبل أطباء بلا حدود (MSF) بشأن اعتراض شاحناتها المحملة بالأدوية والإمدادات الغذائية العلاجية من قبل الميليشيا بالقرب من الفاشر ، بعد عبورها من تشاد ، بينما تكمن المشكلة الحقيقية في خطة المليشيا مع سبق الإصرار لعرقلة تقديم المساعدات ، وليس في استخدام نقطة دخول محددة.
وعلاوة على ذلك، يدعو السودان المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة إلى الوفاء بتعهداتهم بالمساعدة الإنسانية.
وأكد الوزير تصميم الحكومة السودانية على تحقيق أهداف ثورة ديسمبر 2019 المجيدة ، والانتقال إلى الديمقراطية وتشكيل حكومة انتقالية بعد الحرب.
وتتمثل أهم مهام هذه الحكومة في حل الميليشيات لصالح جيش وطني موحد وإجراء انتخابات عامة عادلة، مما يسمح للشعب السوداني باختيار قادته والتعبير عن آمالهم وتطلعاتهم لمستقبل أفضل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المليشيا الإرهابية الدعم السريع مليشيا الدعم السريع الشعب السوداني السودان اخبار السودان
إقرأ أيضاً:
فايننشال تايمز: العالم يخذل الشعب الفلسطيني.. والعار سيطارد الدول الغربية لسنوات طويلة قادمة
#سواليف
نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” افتتاحية قالت فيها إن #العالم يخذل #الشعب_الفلسطيني، وفي الوقت الذي يلاحق فيه #الجوع #غزة، يجب على الحلفاء الغربيين الضغط لوقف #الهجوم_العسكري_الإسرائيلي.
وقالت إن العالم نادرًا ما شهد #معاناة_إنسانية كما في غزة، حيث تبرز صور #الفلسطينيين #المحاصرين في القطاع الموت والدمار، بعد قرابة 22 شهرًا من الهجوم الإسرائيلي. نساء يحملن على أذرعهن الأطفال الهزال، ومستشفيات تكافح في التعامل مع تدفّق الجرحى، وصفوف من أكياس الجثث المعروضة أمام العيان.
بيتسيلم: إسرائيل تقوم بعمل منسق ومقصود لتدمير المجتمع الفلسطيني في غزة
وباختصار، فهناك #مجاعة_جماعية تلاحق القطاع، في وقت يقتل فيه الجنود الإسرائيليون مئات الفلسطينيين الذين يمشون لساعات إلى مراكز توزيع المساعدات، التي تعمل ضمن نظام قاصر مدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل، ويخرق كل النماذج في المساعدات الإنسانية.
ويقترب عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الهجوم الإسرائيلي منذ قرابة عامين من 60,000 شخص.
وفي جميع أنحاء القطاع، دُمّرت بلدات بأكملها، وحُشر معظم السكان البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة في أراضٍ قاحلة. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، لوسائل الإعلام المحلية إنه يريد إنشاء “مدينة إنسانية” في جنوب غزة لحشر 600,000 شخص، ثم باقي السكان لاحقًا. وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت من أن ذلك سيكون بمثابة “معسكر اعتقال”، كمعسكرات النازية في الحرب العالمية الثانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن العالم وقف مع إسرائيل عندما شنّت هجومها ردًا على هجوم “حماس” في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بمثابة دفاع عن النفس، ومن أجل معاقبة منفذي الهجوم، والإفراج عن 250 أسيرًا أخذهم مقاتلو “حماس” وغيرها معهم إلى غزة.
وتعلق الصحيفة أنه كان على “حماس” الإفراج عنهم منذ وقت طويل، واستخدامها لهم كورقة مقايضة مثير للاشمئزاز، ولكن إسرائيل ذهبت في هجومها أبعد من الرد المتناسب. وكلما طال أمد الحرب، كلما حملت سمة الهجوم الانتقامي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة لتدمير نسيج المجتمع الفلسطيني، حيث يتكرر نفس السيناريو، وإن على قاعدة أضيق، في الضفة الغربية، التي أجبر فيها عنف المستوطنين الآلاف على ترك منازلهم.
وأضافت الصحيفة أن عددًا قليلاً من علماء الإبادة الجماعية، مع أنه في تزايد، يرى أن أفعال إسرائيل في غزة تصل إلى حد الإبادة الجماعية. وقد توصّلت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية بيتسيلم، يوم الإثنين، إلى النتيجة نفسها. وجاء في تقريرها أن سياسة إسرائيل ونتائجها الرهيبة “تقود إلى نتيجة لا لبس فيها، وهي أن إسرائيل تقوم بعمل منسّق ومقصود لتدمير المجتمع الفلسطيني في غزة”.
ورغم إنكار إسرائيل الاتهامات، إلا أن النتائج عن التطهير العرقي في تزايد، حيث تم تهجير السكان قسريًا أكثر من مرة، وتحت تهديد العمل العسكري. وتم استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح في الحرب، وهو أمر لا يجادل فيه أحد. وتمت معاقبة شعب بأكمله، بسبب أفعال “حماس”.
ومع ذلك، يرفض حلفاء إسرائيل في الغرب اتخاذ الخطوات اللازمة والضغط على نتنياهو لوقف الحرب، وبخاصة إدارة ترامب التي تملك النفوذ الأكبر. ورغم زيادة نبرة الشجب من الدول الغربية، إلا أن هذه البيانات ليست كافية.
فايننشال تايمز: تم استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح في الحرب، وهو أمر لا يجادل فيه أحد
ويجب على الدول الغربية فرض عقوبات على نتنياهو وحكومته، طالما ظلوا رافضين وقف الحرب فورًا والسماح بوصول مزيد من المساعدات الإنسانية. ويجب عليها وقف جميع مبيعات الأسلحة لإسرائيل. وعلى المزيد من الدول أن تحذو حذو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتعترف بدولة فلسطينية.
ويمكن للدول العربية أيضًا بذل المزيد من الجهود. ينبغي على مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول التي تربطها علاقات بإسرائيل أن توضح أن العلاقات الدبلوماسية لا يمكن أن تستمر دون تغيير جذري في المسار.
وكانت إسرائيل قد أعلنت، هذا الأسبوع، عن “هدنات تكتيكية” و”ممرات إنسانية”، في إشارة إلى أن حكومة نتنياهو ليست بمنأى عن الضغوط الخارجية. لكن هذا قليل جدًا ومتأخر جدًا.
فـ”العالم يخذل الشعب الفلسطيني، وهو فشل سيظل يطارد الدول الغربية على وجه الخصوص لسنوات قادمة”.