قنبلة من العيار الثقيل: هدف نتنياهو الرئيسيّ احتلال القطاع وضمّه بثمن التفريط بالرهائن والتورّط بالحرب الإقليميّة
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
سرايا - يومًا بعد يومٍ ومع ازدياد الغوص الإسرائيليّ في الوحل الغزيّ تتكشّف عمق الأزمة التي تعيشها دولة الاحتلال، وخشية العديد من قادتها الأمنيين والسياسيين في الماضي والحاضر، من أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقود الكيان إلى الزوال.
رئيس تحرير صحيفة (هآرتس) العبريّة، ألوف بن، كشف النقاب عن أنّ نتنياهو فرّط بالرهائن الإسرائيليين من أجل تحقيق الهدف الرئيسيّ للحرب وهو احتلال قطاع غزّة والبقاء فيه، لافتًا إلى أنّ هذا الأمر يخدم بقاء الرجل في الحكم، لأنّ اليمين المتطرّف يسعى للاستيطان في قطاع غزّة فيما يُسّمى بـ “اليوم التالي”، أيْ بعد أنْ يضع العدوان الهمجيّ والبربريّ على القطاع أوزاره.
وأردف قائلاً إنّ المُنظّر الإستراتيجيّ للحرب الحالية، الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند، وهو الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القوميّ في الكيان، دعا إلى سيطرةٍ إسرائيليّةٍ شاملةٍ على شمال قطاع غزّة، والعمل على طرد مَن تبقّى من الفلسطينيين في المنطقة ويبلغ عددهم حوالي 300 ألف، وبحسب الجنرال، يجِب تجويع الفلسطينيين حتى الموت، أوْ طردهم بالقوّة إلى الخارج، وذلك كرافعةٍ للانتصار على حركة حماس وهزيمتها، على حدّ قوله.
أمّا جنوب القطاع، بحسب رئيس التحرير، فإنّ نتنياهو سيسجن فيه الفلسطينيين الفقراء والذين لا يملكون شيئًا، ويمنح حماس الفرصة لإدارة شؤونهم، تحت حصارٍ إسرائيليٍّ غاشمٍ ومُشدّدٍ، وذلك لأنّ المجتمع الدوليّ، برأي نتنياهو، سيتوقّف عن الاهتمام بما يجري في القطاع، وينتقل لإدارة أزماتٍ أخرى، طبقًا لأقواله.
وشدّدّ رئيس التحرير على أنّ هدف نتنياهو الذي يُحارِب من أجله، حتى بدفع أثمانٍ باهظةٍ، مثل التنازل عن الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة في غزّة، وأيضًا بثمن اندلاع حربٍ إقليميّةٍ، هو الحقيقة الناصعة.
وخلُص إلى القول إنّ اليمين المُتطرّف، من أمثال الوزيريْن سموتريتش وبن غفير، سيبقى داعمًا لنتنياهو وحكومته طالما واصل الأخير العمل والتحدّث عن احتلالٍ دائمٍ للقطاع وضمّ المنطقة عمليًا لـ "إسرائيل"، لافتًا إلى أنّ نتنياهو ومّنْ لف لفه يؤمنون بأنّ أرضًا محتلةً لا تُعاد، حتى لو كانت الضغوطات الدوليّة شديدةً ومكثفةً، وفي الوضع الراهن بات نتنياهو على استعدادٍ للتضحية بالأسرى الأحياء والأموات في غزّة، وهذا عمليًا هو الهدف الرئيسيّ والمركزيّ للحرب على غزّة من وجهة نظر نتنياهو وشركائه، كما أكّد في تحليله.
في السياق عينه، قال الجنرال بالاحتياط إسحاق بريك إنّه إذا استمرّت حرب الاستنزاف الإسرائيليّة ضدّ حركة (حماس و (حزب الله)، ستنهار (إسرائيل) في مدّة أقصاها سنةٍ، كما أكّد في مقالٍ نشره اليوم الخميس في (هآرتس) العبريّة.
ولفت الجنرال إلى أنّ العمليات الفدائيّة في الضفّة الغربيّة وداخل المدن الإسرائيليّة ترتفع بشكلٍ حادٍّ، كما أنّ جيش الاحتياط الإسرائيليّ يرفض العودة للقتال مرّة أخرى في قطاع غزّة، علمًا أنّ الجيش لا يملك بدلاء عنهم، على حدّ تعبيره.
وشدّدّ الجنرال بريك، الذي بات يُلقّب بنبي الغضب، على أنّ الاقتصاد الإسرائيليّ في حالة انهيارٍ كاملةٍ، والدولة العبريّة باتت منبوذة ومعزولة ومُصابة بالجذام في جميع أصقاع العالم، الأمر الذي يزيد من العقوبات عليها، وأيضًا رفض العديد من الدول تزويدها بالأسلحة، وعلاوة على ذلك، أضاف بريك، فإنّ المناعة الوطنيّة الإسرائيليّة ذهبت إلى غير رجعةٍ، وأنّ الكراهية بين أبناء الشعب الواحد من شأنها أنْ تتطوّر سلبًا، الأمر الذي سيؤدّي حتمًا إلى تدمير الكيان من الداخل، على حدّ وصفه.
ورأى الجنرال المتقاعد أنّ رئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس، يحيى السنوار، والأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يفهمان جيّدًا الوضع الصعب الذي آلت إليه إسرائيل، ولذا فإنّ ما كانت ستحصل عليه سابقًا في اتفاق التبادل لن تحصل عليه بعد الآن، وذلك بسبب العراقيل التي وضعها نتنياهو، أيْ رفض الانسحاب ووقف الحرب، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ المفاوضين الإسرائيليين الذي شاركوا في قمّة الدوحة يؤكّدون أنّ لا مجال لديهم للمناورة في المفاوضات لأنّ أياديهم مكبلّةٍ، طبقًا لأقواله.
وخلُص إلى القول إنّ إسرائيل تُدار من قبل الديكتاتور نتنياهو، والقطيع يسير وراءه للذبح، وأنّ كلّ طرق المستويين السياسيّ والأمنيّ تقود الكيان للمنحدر، لقد قرر نتنياهو انتهاج مبدأ (فييّ وفي عداك يا رّب)، وكلّ ذلك من أجل البقاء في منصبه، إنّه تجرّد من إنسانيته، وفقد القيم الأخلاقيّة الأساسيّة ومسؤوليته عن أمن الكيان، ولذا فإنّ تغييره ومَنْ حوله فورًا من شأنه أنْ يُنقِذ إسرائيل، لأنّ (إسرائيل) دخلت في حالةٍ من الدوران الخطير، وفي القريب العاجل ستصل لنقطة اللا عودة، على حدّ تعبيره.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: القطاع ترامب الله غزة القطاع قطاع غز ة إلى أن على حد
إقرأ أيضاً:
هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
تدرس المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خيارات عدة بعد انتهاء عملية "عربات جدعون"، التي لم تنجح في إحداث تحول في قضية الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، وفق هيئة البث الإسرائيلية، ومن هذه البدائل ما وصفته بـ"خيار متطرف" إلى جانب ضم أراضٍ أو الحكم العسكري.
وأوضحت الهيئة، أن الخيار المتطرف هو فرض حصار على التجمعات السكانية في غزة، ومنع دخول أي مساعدات أو طعام أو ماء، سواء عبر الشاحنات برا أو بالإسقاط جوا، وذلك لإجبار الفلسطينيين على التوجه جنوبا.
وحسب هيئة البث، فإن من يغادر المناطق المحاصرة سيحصل على مساعدات دون قيود.
وفي هذا السياق، يرى المحلل العسكري العميد حسن جوني، أن المؤسسة الأمنية تبحث هذه الخيارات مع المستوى السياسي، لكن "لا يعني بالضرورة أن تكون فكرة المستوى العسكري".
ووصف جوني -في حديثه للجزيرة- هذه البدائل بأنها جرائم حرب وليست خيارات عسكرية، معربا عن قناعته بأن التهجير القسري والتغيير الديموغرافي "غير قابل للتنفيذ عمليا في غزة"، في ظل وجود دور للمقاومة واستمرار تحركاتها وعملياتها وكمائنها المركبة.
وحسب جوني، فإن جزءا من أهداف عملية "عربات جدعون" كان تهجير سكان شمالي القطاع بشكل كامل للتعامل مع المقاومين في المنطقة بشكل ساحق، في وقت لا تزال فيه المقاومة تفرض نفسها في الميدان ومنها مناطق أقصى الشمال.
وشدد الخبير العسكري على أن المستوى العسكري في إسرائيل يبحث خيارات عسكرية "قابلة للتنفيذ"، خاصة أن أهداف الحرب متضاربة، وهو ما أظهر خللا كبيرا في التخطيط الإستراتيجي في بداية الحرب.
ووفق جوني، فإن جيش الاحتلال أخذ 22 شهرا لتنفيذ عملية عسكرية في غزة أهدافها متضاربة، مما أدى إلى سقوط خسائر بشرية أكبر.
وبناء على هذا المشهد الميداني، فإن جيش الاحتلال وصل إلى نقطة الذروة، وهو ما يدركه رئيس الأركان إيال زامير، الذي صار يدعو إلى حل سياسي في قطاع غزة، بعدما "لم يعد بمقدور الجيش تحقيق أشياء إضافية".
إعلانوأشار الخبير العسكري إلى أن جيش الاحتلال لم يحقق أهداف الحرب طيلة المدة التي تمتع فيها بالطاقة القصوى لقدراته، لافتا إلى أنه يستحيل عليه حاليا تحقيق هذه الأهداف بعدما تناقصت هذه القدرات العسكرية بشكل كبير.
ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل 898 عسكريا إسرائيليا، وفق إحصائيات جيش الاحتلال المعلنة، في وقت تؤكد فيه فصائل المقاومة أن الأرقام المعلنة أقل بكثير من الخسائر الحقيقية.