الإمام المراغي في ذكرى وفاته الـ79.. رحلة إصلاح وتطوير
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
يُعرِّف مركز الأزهر العالمي للفتوى بسيرة فضيلة الإمام محمد مصطفى المراغي، شيخ الأزهر الأسبق، ورئيس محكمة مصر الشرعية العليا، حيث يحل اليوم ذكرى وفاته التي توافق 22 أغسطس.
مولد المراغي ونشأته
وُلِد فضيلة الشيخ محمد بن مصطفى المراغي بمدينة المراغة، محافظة سوهاج، في السابع من ربيع الآخر لعام: 1298 هـ الموافق التاسع من مارس لعام: 1881م، وينتهي نسبه إلى سيدنا الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما.
أتم حفظ القرآن الكريم بكتاب قريته؛ ثم التحق بالأزهر الشريف، ونهل من علومه وعلمائه، وتوثقت صلته بالإمام محمد عبده الذي كان له ولعلومه بالع الأثر في شخصية ومعارف الإمام المراغي؛ سيما في الفكر الإصلاحي والتجديدي فيما بعد.
مسيرته العلمية والعملية
أتم الشيخ دراسته بالأزهر الشريف، وحصل على العالمية في سن مبكرة، وكان ترتيبه الأول على زملائه؛ وكرمه الشيخ محمد عبده بأن دعاه لزياته في بيته.
الشيخ المراغي رئيسًا للمحكمة الشرعية العليا
عمل بعد تخرجه مدرسًا بالأزهر الشريف، ثم اختير قاضيًا في مدينة دنقلة بالسودان قرابة ثلاث سنوات؛ ثم قدَّم الشيخ استقالته وعاد إلى مصر، وعمِل مفتشًا للدروس الدينيَّة بالأوقاف، ومدرسًا بالأزهر الشريف بجانب عمله بالأوقاف، تولى الشيخ رئاسة المحكمة الشرعية العليا في 1923م.
في عام 1928م عين فضيلته شيخًا للأزهر الشريف، فعنى بالإصلاح والنهوض بالأزهر، ولكن لما حيل بينه وبين ذلك استقال من منصبه عام 1929م، معتكفًا على البحث والدراسة.
وفي أبريل 1935م تولى الشيخ المراغي مشيخة الأزهر مرة أخري بعد المطالبة والنداءات بعودته، وتحقيق منهجه في النهوض والإصلاح.
قام فضيلته بعد توليه مشيخة الأزهر بتكليف لجانٍ؛ لإعادة النظر في قوانين الأزهر، ومناهج الدراسة فيه، وقد دعا إلى تطوير المناهج الدراسية، والتحرر من الاعتماد الكلي على أسلوب التلقين، وضرورة الأخذ بالأساليب الحديثة في الدراسة والتعليم، ودراسة اللغات الأجنبية ضمن المناهج الدراسية الأزهرية، للعمل على نشر الثقافة الإسلامية للمتحدثين بغير العربية.
وقد كلَّف الشيخ المراغي بتشكيل لجنة للفتوى بالجامع الأزهر تتكون من كبار العلماء للرد فتاوى واستفسارات الجماهير والهيئات، وأنشأ الشيخ ثلاث كليَّات أزهرية يتحقق من خلال الدراسة فيها ما أراده من التطوير والتجديد، وهي كلية اللغة العربية، وكلية الشريعة والقانون، وكلية أصول الدين.
من جهود الشيخ في الإصلاح والنهوض بالقضاء
كلَّف الشيخ لجنة برئاسته لاعتماد مواد قانون الأحوال الشخصية بمصر مع عدم التقيُّد بمذهب معين بما يتوافق مع المصلحة العامة للمجتمع.
وكان مما قاله لأعضاء اللجنة: "ضعوا من المواد ما يبدو لكم أنه يوافق الزمان والمكان، فالشريعة الإسلامية فيها من السماحة والتوسعة ما يجعلنا نجد في تفريعاتها وأحكامها في القضايا المدنية والجنائية كل ما يفيدنا وينفعنا في كل وقت"، وقد تم إصدار مواد قانون الأحوال الشخصية عام 1920م.
مؤلفاته
للشيخ العديد من المؤلفات والبحوث العلمية منها:
تفسير جزء تبارك.بحث في وجوب ترجمة القرآن الكريم.رسالة الزمالة الإنسانية (كتبها لمؤتمر الأديان بلندن).بحوث في التشريع الإسلامي في الزواج.تفسير بعض سور القرآن في مناسبات دينيَّة في ليالي رمضان، منها سور لقمان والحديد والعصر، ونشر أغلبها في مجلة الأزهر.وفاته
رحل الإمام المراغي عن دنيانا في ليلة الأربعاء الرابع عشر من شهر رمضان سنة 1364هـ، الموافق الثاني والعشرين من شهر أغسطس سنة 1945م، بعد حياة حافلة بالعلم والعطاء والإصلاح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المراغي شيخ الأزهر مسيرته العلمية الأزهر الشريف جهود الشيخ بالأزهر الشریف
إقرأ أيضاً:
الأزهر: استحضار الأحزان مرهق للنفس فاحرص على ما ينفعك واستعن بالله
حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عبر صفحته الرسمية على “فيس بوك”، من التفكير فيما مضى واستحضار ما يجدد الأحزان لأنه شاق على النفس البشرية ويجعل الإنسان فى صراع داخلي.
وقال الأزهر للفتوى: “إن إرهاق النفس بالتفكير فيما مضى، واستحضار ما يجدد الأحزان، أمر شاق على النفس، قد يبعد الإنسان عن هدفه، أو يدخله في حالة صراع مع نفسه”.
واستدل بما جاء عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضّعِيفِ، وَفِي كُلِّ خَيْرُ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَز..». أخرجه مسلم.
وعلاج الضيق والهم بالقرآن من الأمور التي كشف عنها إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وزير الأوقاف الأسبق، خلال خواطره الإيمانية حول كتاب الله تبارك وتعالى، حيث يقول: “يجب على المسلم حين يقرأ القرآن الكريم أن يتصور أنه يسمع الله يتكلم، ويلغى المتكلم الواسطة”.
ولفت “الشعراوي” في حديث له إلى أن هناك 4 أسرار في القرآن قد استنبطها الإمام جعفر الصادق، تزيل ما يعترى النفس الإنسانية من أشياء قد تفسد عليها حياتها وتكدر عليها صفاءها، منها لمن يريد الدنيا وزينتها، ومن يشعر بالغم، ولمن يخاف، ولمن مُكر به.
وأشار إلى أن الإمام الصادق قال في وصفه علاجا لمن يخاف: عجبت لمن خاف ولم يفزع إلى قول الله تعالى “حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ” والشاهد فى هذا قوله فيما بعد إنني سمعت الله عقبها يقول “فانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ”، مشدداً : "انظروا إلى شدة صفاء الإمام جعفر فى استقبال كلام ربه حينما قال" فإني سمعت الله عقبها يقول" كأن الله يتكلم مع أنه كان يسمع من قارئ أو يقرأ هو، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن".
ونوه الشعراوي إلى أنه بذلك قد أعطى سيدنا جعفر وصفة للخوف الذى يعترى الإنسان، لأن كل ما يخيفك دون قوة الله، وما دام كل ما يخيفك دون قوة الله فأنت قولت حسبنا الله ونعم الوكيل فى مواجهة ما يخيفنى، موضحاً أن الخوف هو قلق النفس من شيء تعرف مصدره.
وفي وصفة لعلاج من يشعر بالغم، قال الإمام جعفر الصادق: وعجبت لمن اغتم ولم يفزع إلى قول الله سبحانه وتعالى"لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" فإنى سمعت الله بعقبها يقول “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ” وتلك ليست خصوصية له بل “وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ”، موضحا أن الغم كآبة النفس من أمر قد لا تعرف مصدره فهو عملية معقدة نفسية.
ولمن مكر به، قال الإمام جعفر الصادق: "وعجبت لمن مكر به -أي كاد الناس له، والإنسان لا يقوى على مواجهة كيد الناس وائتمارهم فيفزع إلى رب الناس- ولم يفزع إلى قول الله تعالى “وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ”، فإنى سمعت الله بعقبها يقول “فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا”.
وفي وصفة لمن يريد الدنيا وزينتها، قال الإمام جعفر الصادق: وعجبت لمن طلب الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قول الله “مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه”، فإني سمعت الله بعقبها يقول “إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا، فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ”.
وشدد وزير الأوقاف الأسبق، على أن هذه وصفات أربعة لما يعترى النفس الإنسانية من أشياء قد تفسد عليها حياتها وتكدر عليها صفاءها.