أكد الدكتور أحمد يوسف، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، أن تظاهرات جماعة الإخوان أمام السفارة المصرية في تل أبيب ليست مستغربة، فهم حلفاء للإسرائيليين ويسعون فقط لإحراج موقف مصر.

وأوضح يوسف خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج نظرة المذاع على قناة صدى البلد، أن إسرائيل تمثل سرطانًا توسعيًا في جسد المنطقة، مدعومًا من الولايات المتحدة الأمريكية، ويهدف إلى الغزو والسيطرة على الإقليم، مشددًا على أن الحل لمواجهة هذا المخطط يبدأ من حوار سياسي مشترك بين مصر وتركيا وإيران، باعتبارهم القوى الكبرى في المنطقة.

وتابع أن إسرائيل كانت تتابع بدقة ردود الفعل في مصر تجاه ضرباتها لإيران، وتعمل باستمرار على إضعاف المواقف الموحدة في الإقليم، مضيفًا أن التطبيع لن يجلب الاستقرار إلا بحل القضيةالفلسطينية.
 

طباعة شارك أحمد يوسف جماعة الإخوان تل أبيب القضيةالفلسطينية الإقليم

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أحمد يوسف جماعة الإخوان تل أبيب القضيةالفلسطينية الإقليم

إقرأ أيضاً:

مظاهرات الإخوان في تل أبيب.. ورقة سياسية تبرر العدوان وتشوه دور مصر بـ غزة

في الوقت الذي تتعالى فيه صرخات أطفال غزة تحت القصف، وتتعاظم فيه الحاجة لجهود إنسانية حقيقية، خرجت تظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب تقودها جماعة محسوبة على "الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني"، تطالب بفتح معبر رفح. مشهد أثار دهشة واستياء العديد من المتابعين، واعتبره خبراء عسكريون واستراتيجيون محاولة مدروسة لتشويه الدور المصري وإرباك المشهد السياسي، في لحظة لا تحتمل العبث أو الاصطفاف خلف أجندات خارجية.
 تظاهرات تخدم إسرائيل وتشوّه الدور المصري

ويرى اللواء نبيل السيد أن هذه التظاهرات، التي قادتها جماعة تُعد امتدادًا فكريًا وتنظيميًا للإخوان المسلمين، تأتي في توقيت شديد الحساسية، وتخدم بشكل مباشر الحكومة الإسرائيلية اليمينية بقيادة بنيامين نتنياهو، عبر خلق انطباع زائف بأن المسؤول عن إغلاق المعبر وتجويع غزة هو مصر، بينما الاحتلال مستمر في قصف المدنيين وفرض الحصار الخانق.

ويؤكد أن الوقوف أمام سفارة دولة عربية كمصر، التي تتحمّل أعباء إنسانية وسياسية ضخمة لدعم الفلسطينيين، لا يخدم سوى أهداف سياسية داخل إسرائيل.

تجاهل الواقع وتعقيداته الميدانية

واتهم السيد كلًا من حركة "حماس" وجماعة "الإخوان المسلمين" بإنكار الجهود التي تبذلها القاهرة يوميًا لإدخال المساعدات الإنسانية، رغم الظروف الصعبة التي تعيق عمل معبر رفح. وأوضح أن العوائق الحقيقية لا تأتي فقط من الجانب الإسرائيلي، بل تشمل فوضى التنظيم وانعدام التنسيق داخل القطاع، مما يعطّل مرور الشاحنات في كثير من الأحيان.

وأضاف أن مصر فتحت المعبر لأقصى طاقته الممكنة، بينما لجأت بعض القوى الفلسطينية إلى التحريض بدلًا من التعاون.

دور مصري لا يمكن إنكاره

وأكد السيد إنه منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، لعبت مصر دورًا محوريًا في التهدئة ونقل المبادرات الدولية، كما نسّقت بشكل مستمر مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة لتأمين دخول المساعدات وتخفيف المعاناة. ورغم المخاطر والضغوط، لم تتخلَّ عن دورها التاريخي تجاه غزة.
 

السياسة لا يجب أن تعمي البصر عن الحقائق

واختتم اللواء نبيل السيد تصريحه بتحذير واضح: "هذه التظاهرات لا تخدم الفلسطينيين، بل تُستخدم كورقة سياسية داخل إسرائيل لتبرير المزيد من العدوان. على القيادات الإسلامية أن تتجاوز خلافاتها وتُفرّق بين الخصومة السياسية والدعم الحقيقي، وألا تُسيء لمن يحملون على عاتقهم عبء إنقاذ غزة من الكارثة".

أجندة سياسية موجهة ضد مصر

ويرى اللواء محمد حمد الخبير العسكري والاستراتيجي، أن ما جرى أمام السفارة المصرية لا يمكن فصله عن سياق أوسع لمحاولات الإساءة إلى مصر ودورها المحوري في دعم القضية الفلسطينية. 

ويوضح أن تجاهل المتظاهرين للسفارات الإسرائيلية والأمريكية، وتجنبهم مؤسسات الحكم في إسرائيل مثل الكنيست ووزارة الدفاع، يعكس انحرافاً متعمداً في الرسائل السياسية، موجهاً الاتهام لجماعة الإخوان المسلمين وحلفائها بتأجيج هذا الخطاب وتدويره، سعياً لإعفاء الاحتلال من جرائمه.

تواطؤ غير مباشر من تل أبيب

ويثير اللواء حمد تساؤلات حول سماح السلطات الإسرائيلية بقيام هذه التظاهرات، رغم القيود المفروضة على نشاط جناح رائد صلاح.

ويشير إلى أن هذا "السماح" قد يعكس تواطؤاً غير معلن بين إسرائيل وبعض هذه الجهات، بهدف تقويض أي دور مصري فعّال في تخفيف المعاناة عن الفلسطينيين، خصوصاً خلال الأزمات. ويرى أن منح المتظاهرين مساحة أمام السفارة المصرية، وليس غيرها، لا يخلو من دلالة سياسية.

تجاهل الدور المصري الإنساني والوسيط

من اللافت، بحسب حمد، أن هذه التظاهرات تتجاهل عمداً الجهود المصرية التي لم تتوقف، بدءًا من فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمساعدات، مروراً بمبادرات وقف إطلاق النار، وليس انتهاءً بالوساطات التي تلعب فيها القاهرة دوراً مركزياً.

ويرى أن استهداف مصر في هذا التوقيت يخدم مشروعاً إعلامياً مضاداً تديره منصات تابعة لحركات الإسلام السياسي، تسعى لتشويه الصورة وتضليل الرأي العام العربي والدولي.

خلط الأوراق في لحظة فارقة

في ختام تصريحه، يحذر اللواء محمد حمد من خطورة هذه الرسائل "المضللة"، التي تأتي في لحظة فارقة من التصعيد في غزة، مؤكداً أن الهدف ليس نصرة القضية، بل خلط الأوراق وإرباك المشهد، وتحويل الخصومة من الاحتلال إلى الأشقاء. ويؤكد أن هذا النوع من الحملات لا يخدم إلا العدو الإسرائيلي، ويضر بوحدة الصف الفلسطيني والعربي.



في ظل واقع مؤلم يعيشه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، ليس هناك متسع للمزايدات أو تصفية الحسابات. فالمعركة ضد الاحتلال تحتاج إلى وحدة وتنسيق ودعم صادق، لا إلى شعارات تضلل الناس وتحوّل بوصلتهم. ومصر، رغم الضغوط والتهديدات، ما زالت تقف في الصفوف الأمامية لدعم غزة، وتستحق أن يُرفع لها القبّعة، لا أن تُستهدف بسوء النية.

طباعة شارك غزة السفارة المصرية تل أبيب الحكومة مصر

مقالات مشابهة

  • مظاهرات الإخوان في تل أبيب.. ورقة سياسية تبرر العدوان وتشوه دور مصر بـ غزة
  • باحث يفضح اعتصام الإخوان في تل أبيب: رفعوا علم إسرائيل
  • أستاذ علوم سياسية: مصر عملت على تقديم الدعم الكامل للقضية الفلسطينية
  • أحمد موسى: مظاهرة تل أبيب تكشف تنسيق الإخوان مع إسرائيل
  • أستاذ علوم سياسية: مصر قلب المنطقة النابض.. وتقف حائط صد ضد مخطط التهجير
  • كيف تواجه مصر المؤامرات والمخططات ضدها؟ أستاذ علوم سياسية يجيب
  • أستاذ علوم سياسية: تظاهرات «الإخوان الإرهابية» أمام سفارة مصر في تل أبيب خيانة صريحة واصطفافا مفضوحا مع العدو
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل تعرقل المفاوضات وتسعى لتصفية القضية الفلسطينية
  • كيف تتعامل مصر مع الشائعات بشأن القضية الفلسطينية؟.. أستاذ علوم سياسية يُجيب