كان محمد حسن، سائق النقل البالغ من العمر 37 عامًا من محافظة بورسعيد، متزوج وأب لطفلين، واحدًا من بين آلاف الشباب الذين سقطوا في فخ الإدمان. 

قصته تحمل في طياتها ملامح من معركة خاضها الكثيرون، ليخرج منها أقوى وأكثر عزمًا.

قال محمد في تصريحات لصدى البلد: "كنت عايش كإني ميت.. سبع سنين في البيت، لا شغل ولا هدف، كل يوم كنت بضيع أكتر.

فقدت نفسي، وعزلتني المخدرات عن الدنيا كلها".

وتابع: "رحلتى مع المخدرات مؤلمة، بداية من سلوكيات الطفولة التي كنت أظنها (رجولة) وقلدت شباب الشارع بسيجارة ومطواة في الجيب، بمرور الوقت، كبر بداخلى شعور الزيف والفراغ، وزادت حاجتى للتعاطي وجربت حاجات كتير بداية من البانجو والحشيش ووصلت لتعاطي البودرة والشابو".

وحول رحلة التعافى من إدمان المخدرات ، قال: "جربت فى البداية  مراكز علاج خاصة.. بس للأسف  كانت فنادق مش مراكز تعافي، لو معاك فلوس بتقعد، وتكاليف العلاج عالية جدا ليست فى مقدرة احد ولا يوجد بها علاج حقيقي ولا حد بيسمعك هناك، ولكن فى مراكز العزيمة الموضوع مختلف تماماً ، بعد هذه المحاولة الفاشلة رجعت تانى للمخدرات، وتراكمت علي الضغوط من مشاكل أسرية، وفقدت والدى وجدى وشقيقي والدعم النفسي من الأسرة كان ضعيف، لم يكن الطريق للخروج سهلاً، و جاءت لحظة فاصلة غيّرت حياتي عندما تعرضت لحادث مؤلم وربنا نجاني .. حسيت إني كنت هقتل نفسي أو حد غيري، وقتها خفت بجد، وقررت أبدأ من جديد".

وتابع: “مركز العزيمة في بورسعيد، كان البداية للتعافي قضيت 80 يومًا في برنامج علاجي مكثف وبفضل من ربنا تحملت ولكن ”في العزيمة فهمت إن العلاج مش دواء بس.. هو احتواء، ناس شبهك بيسمعوك، بيشاركوك الوجع و اتعلمت أعيش، وأفكر، وأرجع لأولادي كأب حقيقي".

وأضاف اليوم استطعت ان أعيش مرحلة التعافي بإصرار، واحرص على المتابعة المستمرة فى مراكز العزيمة حتى لا أضعف حيث هناك دعم نفسي بلا حدود .

طباعة شارك سائق نقل محمد حسن متعافى من الادمان بورسعيد المخدرات

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سائق نقل محمد حسن متعافى من الادمان بورسعيد المخدرات

إقرأ أيضاً:

من وهم الترامادول لوعي القيادة.. جمال: 18 عامًا من الإدمان على طريق الموت| فيديو

عاش جمال سيد زهري، سائق النقل الثقيل البالغ من العمر 31 عامًا، سنوات طويلة محاصرًا في دائرة الإدمان، لم يكن وحده في هذا الطريق، بل كان مثل مئات السائقين الذين قادتهم ظروف العمل القاسية إلى البحث عن الوهم المؤقت في الحبوب المخدرة.

قال جمال في تصريحات خاصة لـ صدى البلد: “بدأت بتناول الترامادول حتى أستطيع مواصلة القيادة على الطرق الطويلة التى تستغرق في بعض الأوقات 18 ساعة متواصلة حيث كانت المسافات طويلة، والحمولات ثقيلة، وقيادة التريلا أصعب والعمل لا يحتمل النوم أو الراحة، وفى اوقات كثيرة كنت بقدر أطبق ثلاثة أيام ورا بعض من غير نوم في البداية زميلي عزمني على قرص ترامادول، وبعدها استمريت في التعاطي يوم ورا يوم، لحد ما عدّى 18 سنة من عمري في الإدمان” أسوق بدون وعي.

وتابع جمال تعرضات لمواقف صعبة فى الطريق كنت لا أشعر بخطورة القيادة تحت تأثير المخدرات، ولكن "حادث غير حياتي.. كنت هموت".

وأكمل جمال بصوت يملأه التأثر: شاهدت حوادث كثيرة وتعرضت للموت و "قررت أبدأ من جديد، شفت إعلان لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان على الطريق، واتصلت بالخط الساخن، وفعلاً لقيت استجابة ودعم، وبدأت رحلة العلاج".

لم تكن رحلة العلاج سهلة، لكنها كانت ضرورية، جمال خاض تجربة التعافي بشجاعة وإصرار، وبدعم من أطباء ومتخصصين تمكن من التغلب على الإدمان، ليعود إلى حياته سليمًا، أكثر وعيًا وقوة، وهذا وصف جمال فى رحلة التعافي قائلا “استحملت حتى استطعت الخروج من دوامة المخدرات التى خسرتني كل شيء فى حياتي”.

وختم جمال حديثه قائلا: “النهارده أنا متعافٍ، وسايق من غير حبوب ولا وهم.. وبحذر زمايلي من نفس الطريق اللي كنت ماشي فيه. الإدمان مش حل.. هو بداية النهاية”.

طباعة شارك سائق النقل الثقيل دائرة الإدمان الحبوب المخدرة

مقالات مشابهة

  • حسام موافي: تحليل المخدرات قد يحرمك من فرصة العمر في وظيفة مرموقة
  • إنقاذ السائقين من المخدرات.. علاج مجاني وحملات مفاجئة لمكافحة الإدمان على الطرق
  • بعد 20 عامًا في بئر الإدمان.. تامر سائق الأتوبيس يستعيد حياته بقوة العزيمة
  • من القيادة بلا وعي للتعافي.. سائق تاكسي يروي 21 عامًا في براثن الإدمان| فيديو
  • من وهم الترامادول لوعي القيادة.. جمال: 18 عامًا من الإدمان على طريق الموت| فيديو
  • استشاري: الجراحة بالروبوت أسرع في التعافي وأعلى دقة من التقليدية.. فيديو
  • الصحة العالمية: التجربة المصرية في علاج الإدمان رائدة على مستوى المنطقة
  • ‎وفد من المجلس الأهلي لمكافحة الإدمان في صيدا زار مكتب مكافحة المخدرات في الجنوب
  • فجر السعيد تزور عبدالله الرويشد في منزله بعد رحلته العلاجية .. فيديو