طلاب الشمال السوري.. تفوق رغم الحرب ومعاناة النزوح
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
إدلب- لم تكن خيمة النزوح في الشمال السوري جدار فصل أمام تميز الطلاب الذين يعيشون النزوح والتشرد، حيث حصد عدد منهم علامة التفوق بالمجموع التام بمعدل 100% بعد صدور نتائج التعليم الثانوي -بفرعيه العلمي والأدبي- وشهادة التعليم الأساسي "التاسع" بالمنطقة.
وحصلت الطالبة فاطمة علي الباب على المرتبة الأولى في الثانوية العامة-الفرع العلمي بمجموع 239 من 240، وهي مهجرة من مدينة حلب وتعيش في ريف إدلب الشمالي.
وتشير فاطمة -في حديث للجزيرة نت- إلى استمرار الجهد والتعب وسهر الليالي طوال العام الدراسي، وأنها كانت حريصة على متابعة الدروس بشكل متتال والتركيز على التدريب المستمر في حل مسائل مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء التي "تُعد البوابة التي ستعبر من خلالها إلى قمة التفوق".
لذة النجاحوأضافت فاطمة أن لذة النجاح لا تأتي إلا بعد تعب وعمل متواصل، واعتبرت أن سنة البكالوريا هي الفاصلة في حياة الإنسان لأنها -برأيها- تمنحه "ترتيبه" في المجتمع، وأكدت أنها فخورة جدا عندما ترى اسمها واسم عائلتها يتردد في كل مكان "وهذا بفضل من الله".
وتقول "لا يمكن أن أنسى الفرحة التي ملأت أعين والدي وعمت أرجاء منزلنا عندما علموا أنني الأولى في منطقة شمال سوريا، كما لا أنسى كلماته بأن هذا الذي أستحقه ورد والدتي أن هذا ما توقعوه، فحمدا لله كثيرا".
من جانبها، قالت الطالبة سلام الحسين، المتفوقة في الثانوية العامة "الفرع الأدبي" بمجموع 218 من 220، إن الوصول إلى هذه المرتبة لم يكن "عشوائيا" إنما كان هدفا وضعته نصب أعينها.
وأوضحت -للجزيرة نت- أنها استفادت من أخطائها في السنوات السابقة لتسلك طريق التفوق الذي لم يكن سهلا "بل كان محفوفا بالصعاب والعوائق" أهمها الحرب التي تسببت في تهجيرهم ليعيشوا رحلة النزوح والتشرد، والتي سلبت من صدورهم "الراحة والأمان".
وأكدت سلام "أعتقد أنه علينا كسر هذه القاعدة، فإذا كنت في زمن الحرب لا يعني أنني لا أستطيع أن أنجح، فمن رحم المعاناة والكربات تولد النجاحات، ولكي أنتصر لرأيي صبرت واستعنت بالله واستشعرت عونه في كل خطوة وقدمت كل ما أوتيت من طاقة".
ومحت الطالبة من ذهنها كلمة حرب وركزت على كلمة تفوق ووصلت لها، ولا يمكنها أن تنسى لحظات التوتر التي عاشتها والدتها قبل صدور النتيجة "لتهتف بعد لحظات: ابنتي الأولى، وتصمت الكلمات بداخلها وتأخذني في حضنها بحرارة ضاحكة كلها فخر وبهجة" كما تضيف.
بدورها، تقول الطالبة فضيلة الخطيب، النازحة من مدينة كفرنبل، إنها فقدت والدها وعمرها لا يتجاوز بضع سنوات لتجد نفسها مهجرة في "مخيم الهدى" قرب الحدود مع تركيا، ولكنها قررت الانطلاق من جديد حتى تجعل من الحلم حقيقة بحصولها على مجموع 280 من 280.
وأضافت أن والدتها ومعلماتها في مدرسة "جنان" كن المحفز الكبير لمسيرتها التعليمية، وأن الضجيج في مخيمات النزوح بسبب تقارب الخيام الشديد كان عائقا كبيرا وشتت تركيزها، ولكن ذلك لم يقف في وجهها حتى وصلت للامتحان، كما تؤكد.
أما والدتها ختام فتشدد على أن سعادتها بابنتها بعد تعبها الكبير أنستها كل ما مرت به من شقاء "فلم أدرك نفسي إلا وأنا أسجد لله شكرا ودموع الفرح لم تتوقف".
من جهتها، ذكرت الطالبة ليال العمر أنها من خيمتها "ستصبح طبيبة" وهو ما حصدته بعد جهد وتعب بتفوقها في شهادة التعليم الثانوي-الفرع العلمي بمساعدة والدتها بعد فقدان والدها بمرض السرطان. وتؤكد أنهم يعيشون في مخيم "ضيق ومزدحم" وأصعب ما مر بها أنها كانت لا تستطيع الدراسة بسبب الأصوات والضجيج فتلجأ للمطبخ وتقضي فيه ساعات طويلة.
ولم تتمالك والدتها عبيدة فضيلة نفسها، والتي تعمل مديرة روضة، وهي تقول إن زوجها أوصاها -وهو على فراش الموت- بمتابعة دراسة أولادهما و"اليوم حققتُ له الحلم، فلا الموت ولا المخيم ولا الحنين لكفرنبل بنوا حاجزا أمامي وأمام ليال لتصبح طبيبة بإذن الله".
بدوره، عاد الطالب رضوان نجم، المتفوق في الشهادة نفسها والذي انقطع عن الدراسة منذ الصف الرابع بسبب رحلة النزوح، بعد سنوات إلى مقاعد الدراسة واستطاع أن يكون بين المتفوقين رغم العيش مع جميع أفراد أسرته في خيمة واحدة.
وصرح -للجزيرة نت- بأنه يسكن في أحد مخيمات "دير حسان" وبأن حبه للعِلم دفعه للعودة للدراسة عندما سنحت الفرصة بعد افتتاح مدرسة قريبة، ولأن إطارها التدريسي كان ناقصا، فقد سجل في "مبادرة مسارات" التي تقدم التعليم عن بُعد "أونلاين".
وأضاف أن وضعهم المادي كان صعبا جدا وأن عيشهم جميعا في خيمة واحدة زاد من صعوبة تركيزه، ولكن "بفضل من الله استطعتُ التفوق وإتمام حفظ القرآن الكريم" كما يؤكد.
هدف كبيروتوجه رضوان بالشكر لمبادرة "مسارات" التي قال إنها تهتم بشؤون الطلاب وخاصة المنقطعين عن الدراسة، وبلغ عدد المستفيدين منها قرابة 50 ألف طالب في شهادتي التعليم الأساسي والثانوي، بحسب تصريح عمر حاج أحمد مسؤول الشؤون الإدارية بالمبادرة للجزيرة نت.
من ناحيتها، حصلت الطالبة سيرين باكورة على المجموع التام 280 من 280 في شهاد التعليم الأساسي، وقالت -للجزيرة نت- إن الحصول على معدل 100% كان هدفا كبيرا بالنسبة لها.
وكما تقول سيرين فإنها حققت هدفها باتباع خطة منظمة عبر تقسيم المنهاج إلى أجزاء صغيرة وتخصيص وقت كافٍ للدراسة، والأهم -بوصفها- كان الدعم الكبير من عائلتها ومعلميهم في مدرسة "دريم" الذين قدموا لهم النصائح والتوجيهات القيمة. وأضافت أنها كانت حريصة جدا على الاستمرار في حفظ القرآن الكريم إلى جانب الدراسة فأكرمها الله بإتمام حفظه قبل أيام فقط من التقدم للامتحان.
وفي حديث للجزيرة نت، يقول مدير التربية والتعليم أحمد الحسن إن معيار الأسئلة يعتمد على سلّم المواصفات الذي يراعي الشمولية حسب الوحدات الدراسيّة ووزن كل وحدة، مع مراعاة الفروق الفرديّة "فالأسئلة لا تقاس بالصعوبة والسهولة وهذا الحكم يختلف من طالب إلى آخر، فما هو صعب عند طالب قد يكون غير ذلك عند آخر".
وقد تقدم 56 ألف طالب وطالبة لامتحانات دورة عام 2024 لشهادتي التعليم الأساسي بفرعيه العام والشرعي، والثانوي بفروعه الأدبية والعلمية والمهنية والشرعية، وفق الحسن.
وحسب المصدر نفسه، تتوزع نسب النجاح كالتالي:
نسبة النجاح في شهادة التعليم الأساسي: 62.32%. نسبة النجاح في شهادة التعليم الثانوي العلمي: 40.9%. نسبة النجاح في شهادة التعليم الثانوي الأدبي: 39.6%. نسبة النجاح في التعليم الثانوي الشرعي العلمي: 58.8%. نسبة النجاح في الثانوي الشرعي الأدبي: 66.7%. نسبة النجاح في الثانوي المهني 48.4%.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات شهادة التعلیم الثانوی فی شهادة التعلیم التعلیم الأساسی نسبة النجاح فی فی الثانوی للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
بين تضحيات الرياضة وركام الحرب.. المنتخب السوري يلمع عربيا في ذكرى الثورة
بعد سنوات من النزاع والدمار، تبدو الرياضة السورية اليوم أمام محطة مفصلية ومحاولة "إعادة بعث" ملاعب وصالات، ترميم ما تهدم، وإعادة جذب الشباب إلى الحلبات، خطوة أذن بها نحاج المنتخب السوري في بطولة كأس العرب المقامة بقطر خلال الفترة من الأول من كانون الأول / ديسمبر حتى يوم 18 من الشهر ذاته.
وقدم منتخب سوريا الذي كان بعيدا عن الترشيحات في ظل تواجده مع منتخبي قطر المضيف وتونس، أداء كبيرا وصعد لدور الثمانية بالتزامن مع احتفالات الشعب السوري بالذكري الاولي لانتصار الثورة السورية، ليفتح الباب أمام الحديث عن انقاذ الرياضة السورية بعد سنوات من الإهمال والانهيار، تحولت الملاعب خلالها إلى ثكنات عسكرية أو انهارت بشكل كامل.
ويواجه المنتخب السوري نظيره المغربي على أرض استاد خليفة الدولي ضمن ربع نهائي كأس العرب 2025، حيث تتجه الأنظار إلى حضور الجماهير السورية التي أثبتت خلال البطولة شغفا استثنائيا ورغبة عميقة في الفرح بعد سنوات طويلة من الانتظار.
????????عمر خريبين ????️:
"المغرب يعد نموذجاً يحتدى به، وينافس أقوى المنتخبات في العالم، سواءاً انتصرنا أو خسرنا... تحيا سوريا ويحيا المغرب". pic.twitter.com/1bwVJJlXqe — كأس العرب FIFA ™ (@_90TM) December 10, 2025
فقد تحولت مباريات المنتخب إلى مساحة جامعة للسوريين في الداخل والخارج، حيث لم تعد المتابعة مقتصرة على المدرجات، بل امتدت إلى المقاهي والشوارع والبلدات، لتصبح كرة القدم نافذة للتعبير عن الانتماء والأمل وتعزيز الروابط الاجتماعية.
وفي ظل الفوارق الفنية بين المنتخبين، يراهن السوريون على إرادة لاعبيهم وتصاعد مستواهم تحت قيادة المدرب خوسيه لانا، آملين في تحقيق مفاجأة جديدة تقودهم إلى نصف النهائي. ويجمع المراقبون على أن الجمهور سيكون غدًا اللاعب رقم 12 بكل ما يحمله من حماس وهتاف ودعم، ما قد يمنح المنتخب دفعة إضافية في مواجهة “أسود الأطلس”، الذين تصدروا مجموعتهم ويُنظر إليهم كأحد أبرز المرشحين للقب.
ثقافة القتال من أجل وطن يبحث عن لحظة فرح… وعن انتصار في أي ميدان.
المنتخب السوري… قصة مختلفة تمامًا لكنها جميلة .
لا ملاعب… لا تجنيس… لا مال… لا دعم…
ومع ذلك يثبت في كل مرة أنه الأفضل… انه يمتلم روح وعزيمة واصرار وقلب أكبر من كل الظروف pic.twitter.com/Sw4LGOTMoF — Talha Ahmad - طلحة أحمد (@TalhaAhmad81) December 4, 2025
أول وزارة في تاريخ سوريا
ولأول مرة في تاريخ سوريا أعلنت الرئيس السوري تأسيس وزارة الرياضة والشباب في 29 آذار/ مارس 2025، لتأخذ مكان الاتحاد الرياضي العام، في مسعى لإعادة هيكلة القطاع الرياضي وتنظيفه من آثار الإهمال الطويل.
لكن الصورة أمام هذه الوزارة شديدة الصعوبة: ملاعب تحولت إلى ثكنات أو مواقع حرب، بنى تحتية مدمرة، نقص كبير في الكوادر، وغموض في التمويل، رغم ذلك، بدأت خطوات على الأرض ترمي لإعادة الحياة، ولو ببطء، إلا أن الشرع أكد خلال تهنئة للاعبي المنتخب المشارك في بطولة كأس العرب أنه يتبني تطوير البني التحتية للرياضية.
ملاعب عاجزة عن مواكبة الحلم
بين الملاعب التي كانت تعج بالجماهير والأحداث، وبين الواقع الحالي، مسافة كبيرة من الدمار والخراب، وأبرز الأمثلة هو ملعب العباسيين في دمشق إذ تحول خلال الحرب إلى ثكنة عسكرية، ثم منشأة مهجورة. اليوم أرضيته غير صالحة لأي نشاط رياضي، والمرافق مدمرة بالكامل.
ولا يختلف مصير ملعب حلب الدولي كثيراً، فهذا الصرح الرياضي، الأكبر في البلاد قبل الحرب، اعتبر على مدى سنوات "ممنوع الدخول" بعدما أصبح مقرا عسكريا بقايا القناصات، السواتر الرملية، حتى مخلفات القذائف كلها تشهد على ما صار إليه من خراب.
عندي أمل كبير جدا أن هذا الملعب المهمل الواقع وسط العاصمة السورية دمشق "ملعب العباسين" سوف يصبح أيقونة الملاعب السورية عما قريب بأيدي سورية وأتمنى أن يكون بمساهمة المغتربين السوريين بمالهم وأفكارهم وإن حصل ما أتمنى سأكون أول المساهمين بذلك إن لم يكن هناك قرار بهدمه .#دمشق #سورية pic.twitter.com/vXuQYPhfQf — فؤاد بن محمد النادر (@fouad_alnader) January 17, 2023
وكشفت التقديرات الرسمية من داخل الوزارة أن أكثر من 70 بالمئة من المنشآت الرياضية "ملاعب وصالات" تعرضت لتدمير كلي أو جزئي خلال العقد الماضي.
انعاشات أولية: يريدون أن يعيدوا نبض الملاعب
رغم كل هذا الدمار، تبرز اليوم إشارات على أن هناك من يريد أن يسكب الأمل في الركام، وزارة الرياضة والشباب أعلنت خطة شاملة لإعادة تأهيل البنية التحتية الرياضية في سوريا، بالتعاون مع شركات محلية بالإضافة على عدة اتفاقات دولية
كما أعلنت الوزارة عن تعاون مع دول عربية أبرزها دولة قطر من خلال لجنة سورية - قطرية، لتمويل ترميم خمسة ملاعب وصالتين رياضيتين موزعة بين المحافظات، كما تم الاتفاق مع وزارة الشباب والريا ضة التركية للتعاون في تطوير المنظومة.
وفي حلب مثلاً، جرى توقيع عقود مع شركات بناء لصيانة بعض المنشآت الرياضية، ضمن خطة محلية تستهدف إعادة فتح الصالات وتسيير أنشطة رياضية تدريجية.
لحظات الفرحة التاريخية بين سوريا وفلسطين بعد التأهل الى الدور ربع النهائي :???????????????????? pic.twitter.com/6yGdpMYMYa — كأس العرب FIFA ™ (@_90TM) December 7, 2025
لكن هذه الجهود رغم أهميتها لا تزال أولية، وتستهدف في الغالب "تصليحات أساسية" لا "نهضة شاملة" الأمر يتطلب الكثير من الموارد، وقت، وخطة تنظيمية واضحة.
التحديات أكثر من مجرد بنى تحتية
ما لا يرى بسهولة لكنه لا يقل أهمية عن نقص الكوادر الفنية والإدارية فآلاف المدربين، حكام، إداريين، فنيين فروا أو غادروا أثناء سنوات الحرب، العودة إلى ملاعب آمنة لا تكفي إن لم تتبعها كفاءات قادرة على إدارة الأندية، تنظيم البطولات، صيانة الملاعب، وإعادة تأهيل أجيال.
من جهة ثانية، التمويل يبقى أقسى العوائق، حيث أن الاقتصاد يئن، الدولة لا تملك في كثير من الأحيان أبسط الموارد للصيانة، فما بالك بإعادة بناء ملاعب من الصفر، الشراكات الأجنبية (عربية أو خليجية) ممكنة لكنها تعتمد على الاستقرار السياسي وضمانات، بالإضافة إلى عقوبات تسعي الحكومة إلى التخلص منها حيث حرم القطاع من دخول أدوات الصيانة والمعدات والخامات لسنوات ومازالت.
بعد وصله إلى #حمص.. تصريح للاعب نادي الكرامة جهاد الحسين#فيديو pic.twitter.com/GVEtWTcSz1 — سوريا الآن - أخبار (@AJSyriaNowN) December 20, 2024
وعانت المنتخب السوري خلال سنوات الحرب بسبب العقوبات حيث حرم من استضافة مباريات على أرضه واللعب على ملاعب محايدة حرم من الدعم المادي من حضور الجمهور وكذلك الدعم المعنوي، كما حرم من استخراج تأشيرات لبعض البلدان وغيرها من الإجراءات؟
كما يعني القطاع الرياضي مما خلفته الحرب من فساد، استخدام الرياضيين كأدوات سياسية، وضعف إدارة الأندية كلها عوامل تركت أثراً كبيراً في الثقة: سواء من اللاعبين، الإداريين، أو الجمهور. إعادة هذه الثقة مهمة بقدر إعادة البنى.
خسائر في الأروح
في تقرير لمنظمات حقوقية، تم توثيق مقتل 264 رياضياً على الأقل، بينهم أطفال، جراء أعمال العنف، القصف، التعذيب أو الإعدام خارج القانون، خلال سنوات الحرب السورية.
وأشارت التقارير كذلك إلى إصابة نحو 117 رياضياً، واعتقال 478 رياضياً بينهم أطفال ونساء. ولا تزال 186 حالة منهم في عداد المختفين قسرياً.
لا يمكن ان تزور درعا وان لا تقرأ الفاتحة على روح الشهيد الاول في الثورة السورية محمود الجوابرة وحسام عياش، بدمهم الطاهر انطلقت الثورة واستمر نهر الدماء الطاهر حتى تحقق النصر باذن الله
اخو الشهيد الجوابرة ووالدته يشرحان اللحظة الاولى لاستشهاد محمود وكيف حول دمه سورية إلى بركان… pic.twitter.com/iz39YXaDCO — Radwan Ziadeh رضوان زيادة (@radwanziadeh) January 25, 2025
هذه الأرقام، رغم صدمتها، لا تعبر بشكل كامل عن عمق الأزمة: فبعض الضحايا لم تعرف هويتهم بدقة، وآلاف آخرين هجروا أو ابتعدوا عن الساحة الرياضية خوفاً على حياتهم، ما يعني أن الفقدان فعلياً أكبر مما يوثق.
بين الضحايا أسماء معروفة، كان لها حضور على المستطيل الأخضر أو في ألعاب فردية متعددة اللاعب محمود الجوابرة لاعب نادي الشعلة والذي سجل كأول شهيد في الرياضة السورية في عام 2011.
ترك الملاعب واتجه إلى الساحات، هتف للحرية وقاتل من أجلها، رحل.. لكن صوته بقي حياً،
في هذا المقطع نحاكي بالذكاء الصناعي لحظات من سيرة حياة عبد الباسط #الساروت.
من إنتاج TRT عربي.. #نرويها كما لم تُروَ من قبل pic.twitter.com/WKUcJSvneO — TRT عربي (@TRTArabi) December 10, 2025
ويوسف سليمان مهاجم سوري شاب من مدينة حمص، استشهد في 20 شباط / فبراير 2013 نتيجة سقوط قذيفة على الفندق الذي كان يقيم فيه مع فريقه في دمشق، بينما كانوا يستعدون للعب مباراة في الدوري.
كما استشهد مدافع المنتخب السوري جهاد قصاب ولعب لعدد من الأندية السورية والمعروفة خارجيا اعتقل عام 2014 في حمص، واستشهد في 30 أيلول/ سبتمبر 2016 في سجن صيدنايا تحت التعذيب.
ماذا يعني هذا لسوريا؟
إعادة تشغيل الرياضة في سوريا ليست رفاهية، في ظل سنوات من العنف، النزوح، الألم، والانقسام الرياضة يمكن أن تكون عنصر إعادة ترميم اجتماعي، فتعد فضاء للشباب، متنفس بعد سنوات من القسوة، فرصة للقاء، منافسة، حياة.
إن نجحت الوزارة فيما بدأت به "التأهيل، الشراكات، إعادة الهيكلة" فستعيد جزءاً من الهوية السورية التي تهشمت مع الحرب، ملاعب نظيفة، صالات مفتوحة، أندية تنشط، شباب يتدرب "كلها إشارات على أن سوريا تحاول أن تخلق (روتينا) جديدا، قريب من الحياة، بعد سنوات من الفوضى.