تقول شركة بولت لخدمات نقل الركاب إنها قيدت طلبات الأجرة بين الدول بعد خلاف شمل مواطنين من جنوب أفريقيا ونيجيريا، حيث لجأ مواطنو الدولتين إلى تقديم طلبات أجرة وهمية في بلد كل منهم.

وقال مدير بولت نيجيريا يحيى محمد، في بيان، إن الشركة عالجت المشكلة بسرعة من خلال تنفيذ إجراءات أمنية سريعة. وأضاف "تم التعرف على المسؤولين عن هذا النشاط الخبيث ومحاسبتهم من خلال حظرهم من تطبيق بولت.

نحن نتفهم تأثير هذا الوضع على شركائنا السائقين في نيجيريا وجنوب أفريقيا. ونحن ملتزمون بضمان تجربة آمنة وموثوقة ومأمونة لجميع أفراد مجتمعنا".

وبدأت المشكلة بعد أن نشر بعض مواطني جنوب أفريقيا -على موقع التواصل الاجتماعي إكس- كيفية قيامهم بطلب رحلات بولت في نيجيريا من جنوب أفريقيا، ثم إلغاء الطلب عندما يصل السائق إلى الموقع المتفق عليه في نيجيريا. وفي وقت لاحق، انتقم النيجيريون من خلال إغراق تطبيق بولت بطلب رحلات في جنوب أفريقيا، ثم إلغائها.

وقد اندلعت التوترات في يوليو/تموز عندما تشاجر مواطنون من جنوب أفريقيا ونيجيريون على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن جدل حول جنسية تشيديما أديتشينا، وهي عارضة أزياء من جنوب أفريقيا تبلغ من العمر 23 عامًا ولدت لأب نيجيري وأم من جنوب أفريقيا من أصول موزمبيقية.

الشرطة الألمانية تدقق في أوراق سيارة أجرة من شركة بولت في برلين، 18 يونيو/ حزيران 2024 (وكالة الأنباء الأوروبية)

وشكك بعض مواطني جنوب أفريقيا في جنسية أديتشينا التي كانت تتنافس في مسابقة ملكة جمال جنوب أفريقيا. وأدى ذلك إلى إجراء تحقيق أجرته وزارة الشؤون الداخلية في البلاد، والذي اكتشف أن والدة أديتشينا ارتكبت عملية احتيال للحصول على جنسية جنوب أفريقيا.

وتركت أديتشينا مسابقة الجمال في جنوب أفريقيا ولكن تمت دعوتها لاحقًا للمشاركة في مسابقة ملكة جمال الكون في نيجيريا، وهي دعوة قبلتها.

عداوات مريرة
شهدت جنوب أفريقيا ونيجيريا، وهما من أكبر الاقتصادات في قارة أفريقيا، تاريخا طويلا من العداوات المريرة، منذ نهاية نظام الفصل العنصري.

وكان النيجيريون الذين يعيشون في جنوب أفريقيا ضحايا لهجمات متكررة معادية للأجانب في البلاد، حيث قُتل أكثر من 116 مواطنًا من الدولة الواقعة غرب أفريقيا على أراضي جنوب أفريقيا بين فبراير/شباط 2015 وفبراير/شباط 2017، وفقًا للجنة النيجيريين في الشتات.

ورد بعض النيجيريين بمهاجمة شركات جنوب أفريقيا في بلادهم، مثل شركة الاتصالات العملاقة "إم تي إن". وتعد شركات ملتشويس وستاندر بانك ومتاجر التجزئة "بيك آند باي" من بين شركات جنوب أفريقيا الأخرى التي تتمتع بحضور كبير في نيجيريا.

وغالبًا ما تتحول الهجمات إلى خلافات دبلوماسية، كان آخرها عام 2017 عندما استدعت نيجيريا المفوض السامي في جنوب أفريقيا كابيرو بالا.

ويمتد التنافس أيضا للموسيقى والرياضة. وفي وقت سابق من هذا العام في حفل توزيع جوائز جرامي، تم الإعلان عن فوز نجمة البوب ​​الجنوب أفريقية تيلا بجائزة أفضل أداء موسيقي أفريقي على 4 مطربين نيجيريين، مما أثار الانزعاج.

وفي بطولة كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في (ساحل العاج) كوت ديفوار، التقى المنتخبان في الدور قبل النهائي في فبراير/شباط الماضي. وقد ولّد ذلك أيضًا سيلًا من الاستهزاء والمشاحنات بين مواطني البلدين على وسائل التواصل الاجتماعي.

مدافع جنوب أفريقيا أنيلي نجكونجكا (يسار) مع مدافع نيجيريا كينيث أوميرو خلال مباراة سابقة (غيتي إيميجز)

وفي العام الماضي، التقى رئيسا البلدين، سيريل رامافوزا وبولا تينوبو، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ووعدا بالتعاون السياسي والتجاري البناء من أجل المضي قدمًا.

وقد تسبب ما حدث لسائقي شركة بولت في إحباط العديد من السائقين المحترفين بالبلدين عندما تلقوا طلبات ركوب دون أن يعلموا أنها مزيفة.

وقال أوتشو أوباه، سائق بولت في لاغوس، لصحيفة أفريكا ريبورت "لقد تلقيت طلبًا هذا الصباح، تمامًا مثل أي طلب آخر، ولكن عندما وصلت إلى الموقع، لم يكن الشخص هناك. كنت أظن أن هناك شيئًا مريبًا لأن الراكب قال: مدينة فستاك وعندما وصلت هناك قال: ليكي. لا يوجد مكان يسمى ليكي في مدينة فيستاك".

ويقول كينغسلي إكويديكي، سائق بولت في أبوجا، إنه ألغى أكثر من 5 طلبات ركوب قبل أن يدرك ما كان يحدث. ويضيف "كان الأمر مزعجًا لأن تقييم السائق سينخفض بمجرد الإلغاء، مما قد يؤدي إلى حظر التطبيق".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی جنوب أفریقیا من جنوب أفریقیا فی نیجیریا بولت فی

إقرأ أيضاً:

هددوا سلامة الركاب أم غنوا بالعبرية؟.. حملة على طيار بعد طرده أطفالا يهودا

في مشهد أثار تفاعلات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، أظهر مقطع مصور إنزال مجموعة من الأطفال اليهود من طائرة تابعة لشركة "ڤويلينغ" الإسبانية، كانت تستعد للإقلاع من مطار مدينة فالنسيا، يوم الأربعاء 24 يوليو/تموز 2025.

الفيديو الذي وثّق لحظة توقيف مديرة مخيم صيفي، كانت برفقة الأطفال وتكبيلها بالأصفاد من الشرطة الإسبانية، تصدّر المشهد الرقمي، وأطلقت معه حملة إسرائيلية منددة شارك فيها وزراء وصحف ومنظمات تابعة للاحتلال.

وسرعان ما تصاعدت الاتهامات، ووصفت الحادثة بأنها "أخطر مظاهر معاداة السامية في أوروبا"، مدعومة بمقاطع فيديو حصدت ملايين المشاهدات وزعم أن الأغاني العبرية كانت الشرارة.

An alleged antisemitic incident aboard a Vueling flight has sparked outrage after over 50 Jewish children were removed from the plane for singing in Hebrew. Their camp director was arrested in front of them.
Vueling claims the group was disruptive, mishandled emergency equipment,… pic.twitter.com/rmuIEyvLAF

— StandWithUs (@StandWithUs) July 24, 2025

لكن، هل كانت هذه الرواية هي الحقيقة الكاملة؟ وما الذي حدث فعلا على متن تلك الرحلة الجوية ليؤدي إلى هذا المشهد المثير للجدل؟ وهل تخفي وراءها ملابسات مختلفة تماما عمّا تم تداوله؟

الرواية الإسرائيلية

وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي كان من أوائل من تداولوا الفيديو، ونشره على منصة "إكس" حيث تجاوز 18 مليون مشاهدة.

وادعى الوزير أن الأطفال –الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عامًا– كانوا يغنون بالعبرية على متن الطائرة، قبل أن يجبروا على مغادرتها، قائلا "إن طاقم الطائرة وصف إسرائيل بأنها دولة إرهابية".

وتابع شيكلي: "تماشيا مع حملة الأكاذيب التي تقودها حماس وترددها قنوات، مثل الجزيرة وصحيفة هآرتس، نشهد تزايدا في الحوادث المعادية للسامية، وهذه من أخطرها".

The woman who was arrested and beaten is the director of the Kinneret summer camp.

Fifty Jewish French children, aged 10 – 15, were singing Hebrew songs on the plane.

The @vueling airline crew said that Israel is a terrorist state and forced the children off the aircraft; they… https://t.co/V78PEHB58B pic.twitter.com/HizF6SZoaD

— עמיחי שיקלי – Amichai Chikli (@AmichaiChikli) July 23, 2025

هجوم على الطيار

لم تقف الحملة عند الاتهامات اللفظية، بل شملت أيضا هجوما حادا على قائد الطائرة إيفان شيريلا، إذ ربطت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية اسمه بتدريب طالبين تورطا لاحقا في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، رغم غياب أي دلائل على ضلوعه المباشر، وهو ما نفته لاحقًا صحيفة "يديعوت أحرونوت".

It’s now official: @vueling Airlines has confirmed that the captain of the flight during the severe antisemitic incident was Iván Chirivella, a native of the Canary Islands.

In addition to his role as a captain, Chirivella also serves as a senior instructor at an independent… https://t.co/MfleKjn4g9 pic.twitter.com/16PFEk9Tu9

— עמיחי שיקלי – Amichai Chikli (@AmichaiChikli) July 25, 2025

 

 

ورغم مشاركة صحف إسرائيلية في نشر صور الطيار على نطاق واسع، وإظهاره كأنه أحد المتورطين الرئيسيين في هجمات 11 سبتمبر/أيلول، أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الطيار لم يكن على علم بهوية الطالبين اللذين دربهما.

The pilot of the Vueling flight from which Jewish kids were forcefully removed was Ivan Chirivella, the flight instructor of two of the terrorists responsible for the 9/11 terror attacks, the company revealed.

CAN'T MAKE THIS STUFF UP.https://t.co/iPvOylbNIm

— Karys Rhea (@RheaKarys) July 28, 2025

 

وعلى إثر الحادثة، أعرب وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، عن "قلقه الشديد" في اتصال بالرئيسة التنفيذية لشركة "ڤويلينغ"، مطالبا بتوضيح ما إذا كان الأطفال الفرنسيون قد تعرضوا للتمييز الديني.

 

#Espagne | @jnbarrot a appelé la PDG de #Vueling pour lui faire part de l’émotion suscitée par le débarquement d’un groupe de Français juifs d’un avion de la compagnie, et demander des explications. @benjaminhaddad a également échangé avec le directeur de leur établissement… pic.twitter.com/ky75Y0xVCP

— France Diplomatie ???????????????? (@francediplo) July 26, 2025

 

صورة مضللة

ضمن الحملة الرقمية التي رافقت الحادثة، تداولت حسابات إسرائيلية موثقة على منصة "إكس" صورة تُظهر طيارًا داخل قمرة القيادة وخلفه علم فلسطين، زاعمة أنه قائد الرحلة الإسبانية، ومرفقة بتعليقات من نوع: "هل تشعر بالأمان عندما يكون طيارك يحمل هذا العلم؟".

Be honest. Would you feel safe flying on a plane with a pilot carrying a Palestinian flag? pic.twitter.com/0a7diPKL60

— Dr. Maalouf ‏ (@realMaalouf) July 24, 2025

 

وكالة "سند" للرصد والتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة، أجرت تطابقا على الصورة وتبين أنها لا تعود إلى الطيار الإسباني، طبقا لمقارنة صور سابقة له بالصورة المزعومة، بل وُظفت ضمن الحملة الممنهجة لتثبيت سردية مضللة عن الحادثة.

 

View this post on Instagram

A post shared by StandWithUs (@standwithus)

رواية الشركة: "سلوك عدواني وانتهاك للسلامة"

في أول رد رسمي على الحادثة، أوضحت شركة الطيران الإسبانية "ڤويلينغ" (Vueling Airlines)، أن مراهقين على متن الرحلة رقم VY8166 تصرفوا تصرفا "عدوانيا وتخريبيا"، حيث تورّط بعضهم في العبث بمعدات السلامة مثل الأقنعة الهوائية وزجاجات الأكسجين، وتجاهلوا تعليمات الطاقم المتكررة، ما استلزم استدعاء الشرطة وتفعيل بروتوكول الطوارئ، التزامًا بالمادة 41 من قانون السلامة الجوية الإسباني رقم 21/2003.

إعلان

وأضافت الشركة في بيانها الصادر بتاريخ 25 يوليو/تموز، أن استمرار الرحلة كان سيُعرض الركاب والطاقم للخطر، ما اضطرها إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

كما دافعت "ڤويلينغ" عن قائد الطائرة، إيفان شيريلا، المولود في جزر الكناري، مؤكدة أنه يعمل مع الشركة منذ عام 2006، ويُعد من الطيارين ذوي الخبرة والكفاءة العالية.

Update – Vueling statement regarding the passengers disembarked for disruptive behaviour on flight VY8166 pic.twitter.com/BOmkmFpJp4

— Vueling Airlines (@vueling) July 25, 2025

 

وفي بيان لاحق صدر يوم الاثنين 28 يوليو/تموز الجاري، أعلنت الشركة أنها تلقت شهادات من ركاب كانوا على متن الرحلة، أعربوا فيها عن مخاوفهم، وطلبوا الحفاظ على سرية هوياتهم لحماية خصوصيتهم، مؤكدين استعدادهم للإدلاء بشهاداتهم لدى الجهات المختصة عند الطلب.

وأشارت الشركة إلى أنها على تواصل مستمر مع السلطات الإسبانية والفرنسية، في إطار التزامها بتقديم المعلومات بشفافية تامة.

وأدانت "ڤويلينغ" بشدة، ما وصفته بـ"نشر معلومات مضللة وخطِرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أطراف ثالثة" عن هوية طاقم الطائرة أو الركاب، مؤكدة أن هذا النوع من الترويج قد "يعرض سلامة الأشخاص وأمن الرحلات الجوية للخطر".

•Actualización – Comunicado de Vueling en relación con el desembarque por comportamiento conflictivo en el vuelo VY8166 pic.twitter.com/NrtGfvnv2q

— Vueling Airlines (@vueling) July 28, 2025

مقالات مشابهة

  • بلجيكا تطلق عملية جوية لنقل مساعدات إنسانية إلى غزة عبر الأردن
  • فيزا تفتتح أول مركز بيانات في أفريقيا باستثمار 57 مليون دولار
  • برنامج الأغذية العالمي: كارثة غزة تُذكر بالمجاعة في إثيوبيا ونيجيريا
  • الطيران: انقطاع الكهرباء بمطار القاهرة كان لحظيا ولم يؤثر على التشغيل بمباني الركاب
  • هددوا سلامة الركاب أم غنوا بالعبرية؟.. حملة على طيار بعد طرده أطفالا يهودا
  • مصر والسويد على خط السلام .. دعم متبادل لتسوية القضية الفلسطينية وتعزيز الشراكة الاقتصادية
  • منتخب مصر لكرة السلة على الكراسي المتحركة يغادر إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في بطولة العالم 3×3
  • مقتل موسيقي بجنوب أفريقيا يكشف تشابك الجريمة والسلطة والثروة
  • المملكة تشارك في اجتماع وزراء التنمية لمجموعة الـ 20 تحت رئاسة جنوب أفريقيا
  • شركة "آي أو كيتشينز" تُطلق رسميًا تطبيق "آي أو إيتس"