الحردلو (19) رجال التاكا بي جاهُن قواسيك هانت..!
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
على العكس من مسدار النجوم للشاعر البدوي (ود شوراني) الذي يتتبع حركة النجوم وتغيرات الفصول المناخية فإن (مسدار رفاعة للشاعر أحمد عوض الكريم يأتي مثالاً للمسدار "في المكان" (terrestrial) حيث يصف رحلته على الأرض مكرّساً وجهته نحو ديار ومواضع المحظيات..!!
يتكوّن المسدار من عدة مشاهد وفصول تصف مراحل الرحلة عبر سهول البطانة.
**
تبدأ الرحلة من (رفاعة -الربّه) المركز الحضري الرئيسي للبطانة، وربما تعني (الربّه) الوعاء الذي تنصهر فيه المتفرقات أو المكان الذي يستوعب ويستضيف خليطاً متنوعاً من الناس بمختلف خلفياتهم الاثنية..!
(الشباب الربّة)..!
رفاعه الربّه قافاها (البليب) طربان
وناطح المنّو ميثاق قلبي مو خربان
فوسيب السواقي البي اللدوب شربان
بعيده بلادو فوق..في باديه العربان
الشاعر مخاطباً جمله يناجي ويناشد ويدعو (رجال التاكا) في إشارة لخلفاء المراغنة في كسلا؛
رجال التاكا بي جاهُن قواسيك هانت
مسك فجاً عميق والبيدا ليك إدّانت
علي الفي جيدا متبور البراتي مبانت
المخلوفه ضجّت من دويكا وعانت
**
حفيرات السنط جيتن تعوم بي التنيه
ناطح الشمعدانه عديله مي منحنيه
درعات العفا الكبد العسين منتنيه
مي لافخاك با "تيس قنّه" بيك معتنيه
**
إيدين "أب تبوب" شقيت وعَرهِن خاتر
جيت لي "أم عود" تجمّع في النقع ماك فاتر
الحافظ حضورك ولي غيابك ساتر
اسرع واغلو يا الجمّام قفاك متماتر
**
ظهرت شجيرات (الكِتِر)على المدى بالقرب من الحفير. تجاوزها جمله بسرعة خاطفة وكأن أقدامه (مكنة خياطة) تنسج الخطو بالخطو..أو كأنه يربط شجيرات الكِتِر بخيوط وهمية..!! وهو يدعوه بأن لا يخشي السوط إذا (حرّك عجلاته) وضاعف سرعته نحو المحبوبة التي يكني عنها بالغزالة الفتية صغيرة السن لينة الأعطاف..!
كتيراتاً ببينن عِن حفير النُّص
جاهِن كفّو زي مكن الخياطه يرُص
علي المرناع بريريب الأرايل الحُص
عَجَلك ترّو..عينك في الشقيق لا تبُص
ويرد عليه جمله بأنه غير مبالٍ بالسياط على ظهره ويقول للشاعر: ألا تراني في كل مرّة كيف اختصر الطريق وكيف أسرع وأختزل المسافات بعد أن استشعرت قرب ديار محبوبتك..؟!
قال لي الشقيق ما بلقى فيّا ضريبه
ماك شايفني كل مرّات بجيب لي غريبه؟
الخلّاني (إيد الضالمه) اقوم جاريبا
شايف هجمة أم خدّاد بقتلي قرببه
بعد الشعور بقرب ديار الحبيبة ونهاية الرحلة لانت لهجة الحوار بينه وبين جمله:
بعد يا القمري ما وخّرتَ (إيد أم ودعه)
برِّد قِرْبت السمحه أم رقبتاً فدعه
الخلت عيوني اللجّه خاتيه الخدعه
بين ثديينا واردافينا رُقاً بِدعه
هذا في وصف (الخصر الدقيق الرقيق)..!
A narrow straight running between
Her imposing bosom and ample thighs
**
كِتيرات الزريبه الخاتمات النادي
أبرُك عندهن لا تقول سلام يا عادي
السِلحاتو قاطعه القَلبْ وفارمه اكبادي
داك أياهو في (غردون هوتيل) لي غادي..!
**
ومع ان مسدار "ود شوراني" يتناول ذات موضوع و(تيمة) مسدار أبو سن؛ إلا أن مسدار ”ود شوراني" أوضح نبرة في التعبير عن انفعاله وعواطفه مع حركة النجوم وتغيّر أحوال الفصول ..فهو يصوّر رحلة باطنية استرجاعية على امتداد العام، عامرة بالحوار والتصوير الرمزي.
وبينما لا يذكر ود شوراني الجمل..تحتل "مطية الرحلة" مكانة بارزة عند أبو سن..وعلى كلٍ فالشاعران يترسّمان خُطا الحردلو من عدة أوجه؛ خاصة استخدام الصور المجازية والتشبيه والاستعارات والحبكة الدرامية...فالحردلو هو (عمود الطوالي) للشعر البدوي و(شاسيه الحمولة الميكانيكية) و(الميزان القبّاني) و(ميزان المويه)..أو هو بمثابة الـ (scale indicator)..والله أعلم..!
مرتضى الغالي
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
تنطلق الرحلة من إيطاليا.. نشطاء “أسطول الحرية” يبحرون مجددًا نحو قطاع غزة
#سواليف
بعد أقل من شهر على استهداف السفينة قبالة سواحل مالطا بطائرات مسيّرة مجهولة، يستعد #نشطاء ” #أسطول_الحرية ” اليوم الأحد للإبحار مجددًا نحو قطاع #غزة، في محاولة جديدة لكسر #الحصار الإسرائيلي. هذه المرة تنطلق الرحلة من جزيرة #صقلية الإيطالية، على متن السفينة ” #مادلين “.
وتُعد هذه المحاولة هي الثانية للمجموعة خلال العام، بعد أن تعرضت السفينة السابقة “الضمير” لهجوم أدى إلى تعطّلها عن الإبحار. وقد اتهم منظمو “أسطول الحرية” “إسرائيل” بالوقوف خلف الهجوم، رغم أن الأخيرة لم تتبنَّ المسؤولية رسميًا ولم تنفِها أيضًا.
ومثل المرة السابقة، من المتوقع أن تصعد على متن السفينة الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، التي تحوّلت إلى مناصرة قوية للقضية الفلسطينية. وينضم إليها الممثل الأيرلندي ليام كونينغهام، المعروف بدور “دافوس” في مسلسل “صراع العروش”.
مقالات ذات صلة مسؤول أميركي: رد حماس على مقترح ويتكوف إيجابي بمجمله 2025/06/01ووفق تقارير دولية، فإن عضوة البرلمان الأوروبي ريما حسن، التي تُعد من أبرز الأصوات المناهضة لـ”إسرائيل” في أوروبا، تنوي أيضًا المشاركة، علمًا أن سلطات الاحتلال سبق ورفضت دخولها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
عشية الإبحار، نشر منظمو الرحلة تصريحات للمشاركين، حيث قالت ثونبرغ: “نحن نشهد تجويعًا ممنهجًا لشعب يتجاوز عدده مليوني إنسان. من واجبنا الأخلاقي أن نقف إلى جانب فلسطين حرة”. من جانبه، صرّح كونينغهام: “ما يقلقني هو أولئك الذين يهتمون ولكن لا يفعلون شيئًا – برأيي الشخصي، هم أسوأ من الذين لا يهتمون أصلًا. هذا إبادة جماعية. كنتم تعرفون ولم تفعلوا شيئًا. لزمتم الصمت”.
وكانت المجموعة ذاتها قد أبحرت في الشهر الماضي من تونس على متن السفينة “الضمير”، وقالت إنها تعرضت لهجومين بطائرات مسيّرة أثناء وجودها في المياه الدولية، استهدفا مولدات الكهرباء في مقدمة السفينة. وعلى الرغم من أن المنظمين لم يستطيعوا تحديد الجهة التي نفذت الهجوم، إلا أنهم رجّحوا أن يكون سلاح الجو الإسرائيلي قد نفّذ العملية عبر طائرات مسيّرة أطلقت ذخائر على مقدمة السفينة. ولم تُقدّم أدلة على هذا الادعاء.
ونشر المنظمون مقاطع مصوّرة بعد الهجوم أظهرت اشتعال النيران في السفينة وتصاعد الدخان، مع سماع دوي انفجارات قوية. وفي أعقاب الحادث، أعلنت السلطات في مالطا فتح تحقيق رسمي، لكن حتى الآن لم تُنشر نتائج التحقيق. وأفادت تقارير محلية أن السلطات ستبحث، من بين أمور أخرى، ما إذا كان “طائرة عسكرية إسرائيلية” اخترقت المجال الجوي المالطي قبل ساعات من الهجوم.